الثلاثاء، يوليو 21، 2015

سورة الإنسان تخبر بمختصر طريق الفوز

بسم الله الرحمن الرحيم

‫#‏رواية_حفص‬

بين يدى سورة الإنسان تذكرة

* إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10)

العبوس : الشر ، والقمطرير : الشديد .

هذا حال المؤمن خائف وجِل يخشى من سيئاته أن تهلكه ويرجو رحمة ربه

* فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11)

لقاهم نضرة في وجوههم ، وسرورا في قلوبهم .

يا لها من بشرى وهل فوق ذلك رجاء وهل بعد ذلك مطلب
أن يقينا الله تعالى شر أهوال يوم القيامة 
وأن ينقلب المرء مسرورا بعد الخوف والوجل

الآن فرغ ذهنك من الشواغل واقرأ الآيات
 وتمتع بما لقاهم تعالى من نعيم نسأل الله تعالى أن يبلغنا إياه

* وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12)

وجزاهم بما صبروا على طاعة الله ، وصبروا عن معصيته ومحارمه ، جنة وحريرا .

* مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13)

الأرائك : جمع أريكة . والأريكة : سرير عليه وسادة معها ستر وهو حجلته
، والحَجَلة : كلة تنصب فوق السرير لتقي الحر والشمس ،
 ولا يسمى السرير أريكة إلا إذا كان معه حَجَلة .


*وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14)


وقربت منهم ظلال أشجارها وذلل لهم اجتناء ثمر شجرها ،
 كيف شاءوا قعودا وقياما ومتكئين .

* وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا (15)
قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16)

أي صفاء القوارير في بياض الفضة

وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17)

يمزج لهم شرابهم بالزنجبيل .

* عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18)

صفة للعين ، وصفت بالسلاسة في الحلق ،
وفي حال الجري ، وانقيادها لأهل الجنة يصرفونها حيث شاءوا

أجمع أهل التأويل على أن قوله : ( سلسبيلا ) صفة لا اسم .


*وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19)

ويطوف على هؤلاء الأبرار ولدان ، وهم الوصفاء ، مخلدون .
تحسبهم في حسنهم ، ونقاء بياض وجوههم ، وكثرتهم ، لؤلؤا

* وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20)

وإذا رأيت يا محمد ، ( ثَمَّ ) أي : هناك ، يعني في الجنة ونعيمها
 وسعتها وارتفاعها وما فيها من الحبرة والسرور ،
 ( رأيت نعيما وملكا كبيرا ) 
أي : مملكة لله هناك عظيمة وسلطانا باهرا .


* عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ
وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21)


أي: قد جللتهم ثياب السندس والإستبرق الأخضران، اللذان هما أجل أنواع الحرير، فالسندس: ما غلظ من الديباج والإستبرق: ما رق منه.
وحلاهم ربهم أساور ، وهي جمع أسورة من فضة وسقى هؤلاء الأبرار ربهم شرابا طهورا ، ومن طهره أنه لا يصير بولا نجسا ، ولكنه يصير رشحا من أبدانهم كرشح المسك .


هل حلقت فى نعيم الجنة هل رغبت فى اللحاق بأولئك الأبرار ؟ 
نعم ! فهل علمت بأى شىء نالوا ذلك النعيم 
اقرأ المولى تعالى يقول :

* إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا (22)

يقول تعالى ذكره :

 يقال لهؤلاء الأبرار حينئذ : إن هذا الذي أعطيناكم من الكرامة
 كان لكم ثوابا على ما كنتم في الدنيا تعملون من الصالحات
 ( وكان سعيكم مشكورا )
يقول : كان عملكم فيها مشكورا ، حمدكم عليه ربكم ،
ورضيه لكم ، فأثابكم بما أثابكم به من الكرامة عليه .

يا الله إنه الله الشكور الحميد شكر لعباده عملهم فنفعهم هم به
 ولم يعد منه على الله شىء فهو الغنى سبحانه


يبقى معرفة ماذا أفعل وكيف أعمل صالحا كى أنال هذا الجزاء والكرامة 

اقرأ ما يقول المولى عز وجل :

* إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا (23)
فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا (24)


فيه الوعد والوعيد وبيان كل ما يحتاجه العباد،
 وفيه الأمر بالقيام بأوامره وشرائعه أتم القيام، 
والسعي في تنفيذها، والصبر على ذلك.

 ولهذا قال: { فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا }
أي: اصبر لحكمه القدري، فلا تسخطه، ولحكمه الديني، فامض عليه،
 ولا يعوقك عنه عائق. { وَلَا تُطِعْ } من المعاندين،
 الذين يريدون أن يصدوك 
{ آثِمًاأي: فاعلا إثما ومعصية 
ولا { كَفُورًا } فإن طاعة الكفار والفجار والفساق،
لا بد أن تكون في المعاصي، فلا يأمرون إلا بما تهواه أنفسهم.

نعم فكيف يلتزم المؤمن بما أمر الله وينتهى عما نهى ؟

* وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25)

كما أمره تعالى فى الآية السابقة بالصبر على عبادته
أمره كذلك بمداومة الذكر أول النهار وآخره،

فدخل في ذلك، الصلوات المكتوبات وما يتبعها من النوافل،
 والذكر، والتسبيح، والتهليل، والتكبير في هذه الأوقات.


كل ذلك من المستعان به على التزام طريق المفلحين الفائزين

* وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26)

أي: أكثر له من السجود، ولا يكون ذلك إلا بالإكثار من الصلاة 

ما زال المولى عز وجل يرشد عباده لما يعينهم على طاعته
وبعد كل ذلك

بعدما علمنا حال المؤمن من الخوف من الآخرة
ثم رأينا حال من فاز وما سيلقى من نعيم 
ثم أخبرنا سبحانه وتعالى بكيف يكون الوصول لهذا الفوز العظيم 
فإذا هو سبحانه الآن يخبر عباده فيقول :

* نَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29)

أي: يتذكر بها المؤمن، فينتفع بما فيها من التخويف والترغيب. 

{ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا }

 أي: طريقا موصلا إليه، فالله يبين الحق والهدى،

فاللهم اهدنا فيمن هديت واسلك بنا إلى سبيل رضاك 
اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق