الأربعاء، ديسمبر 29، 2010

إضاءة ..تعليق على المحاضرة الثالثة ..دورة وصايا وآداب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين
حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه
وأصلى واسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
صلاة وسلاما دائمين متلازمين الى يوم الدين
 اما بعد
************************


**********************
إليكنّ اخياتى تعليقا على الدرس الثالث
آداب طالب العلم مع شيخه ورفقته

اسأل الله أن ينفعني وينفعكنّ


*****************
تحدثنا لله الحمد عن الأدب الواجب على طالب العلم لمعلميه وشيوخه
ومن قبله لابد أن نشير إشارة سريعة للأدب الواجب على المسلم في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولتنتبه اخواتى انى قلت سريعة
لم اقلها استهانة بامر ذكر الادب مع رسول الله
 ولكن لثقتى فى ان الجميع على طريق الخير فى توخى الادب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

فالادب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
 ليس موقوفا على حضرته فليس الصحابة فقط هم المأمورين بالادب معه
انما لمجرد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ادب لابد من اتباعه
فقول الله عز وجل

(لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً 000) الآية.
امرا واجب التنفيذ الى ان تقوم الساعة
فكيف يكون الأدب معه صلى الله عليه وسلم    ؟
يكون

 -
بطاعته واقتفاء أثره وترسم خطاه في جميع مسالك الدنيا والدين .

 -
أن لا يُقَدِّم على حبه وتوقيره وتعظيمه حب مخلوق أو توقيره أو تعظيمه كائناً من كان .

 -
موالاة من كان يوالي ومعاداة من كان يعادي والرضا بما كان يرضى به والغضب لما كان يغضب له .

 -
إجلال اسمه وتوقيره عند ذكره والصلاة والسلام عليه واستعظامه وتقدير شمائله وفضائله

. -
تصديقه في كل ما أخبر به من أمر الدين والدنيا وشأن الغيب في الحياة الدنيا وفي الآخرة .

 -
إحياء سنته وإظهار شريعته وإبلاغ دعوته وإنفاذ وصاياه.

 -
خفض الصوت عند قبره وفي مسجده لمن أكرمه الله بزيارته وشرفه بالوقوف على قبره صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .

 -
حب الصالحين وموالاتهم بحبه وبغض الفاسقين ومعاداتهم ببغضه .
هذه هي بعض مظاهر الآداب معه صلى الله عليه وسلم. فالمسلم يجتهد دائماً في أدائها كاملة والمحافظة عليها تامة إذ سعادته منوطة بها ونسأل الله جل جلاله أن يوفقنا للتأدب مع نبينا وأن يجعلنا من أتباعه وأنصاره وأن يرزقنا طاعته وأن لا يحرمنا من شفاعته اللهم آمين


فلنكثر من الصلاة عليه فانظرى لما فيها من خير

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ربع الليل قام فقال يا أيها الناس اذكروا الله اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه جاء الموت بما فيه قال أبي بن كعب فقلت يا رسول الله إني أكثر الصلاة فكم أجعل لك من صلاتي قال ما شئت قال قلت الربع قال ما شئت وإن زدت فهو خير لك قال فقلت فثلثين قال ما شئت فإن زدت فهو خير لك قلت النصف قال ما شئت وإن زدت فهو خيرلك قال أجعل لك صلاتي كلها قال إذا يكفى همك ويغفر لك ذنبك
الراوي: أبي بن كعب المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 2/403
خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]


 اللهم صل وسلم وبارك عليه صلاة وسلاما دائمين متلازمين الى يوم الدين

تلك كما قلت لمحة سريعة فى ذكر الادب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

انتقل منها للادب مع المعلم والشيخ

واود ان القى الضوء على امر هام
وهو الا نعتبر الادب وقفا على معلمى وشيخى ومعلمتى فقط
انما الادب الواجب يكون مع كل معلم وان لم القه
 وإن لم اتلقى على يديه يكفى كونه عالما
فالملائكة تستغفر لمعلمى الناس الخير
 الا يجب على ان ادعو لهم وان ادفع عنهم
 فالادب يكون لكل عالم
انار بعلمه ركن من اركان طريقى فى الوصول الى الله تعالى
فالعلماء ورثة الانبياء
وهم مصابيح الظلم
وعليه
فالادب واجب لكل عالم 
فلابد من الادب عند ذكره وعند اكتساب معلومة مما كتب واصل
ويكون ذلك بان ادعو له وبالدفاع عنه ان نال منه احد

امر اخر لا يقل اهمية
فكما ارسينا قاعدة اول الحلقات بان الادب هذا لم يقتصر على طالب العلم فى حياته وفى طريق طلب العلم فقط
فانما الانسان كيان واحد لا يتجزأ

فمتى اكتسب ادبا عاش به مع كل من وجب له ان يتأدب معه به
بمعنى ان التادب مع المعلم منه التوقير والاحترام والدعاء له والدفاع عنه
فهو إذن واجب لكل صاحب فضل على
واجب فى حق ابى وامى واخوتى
 فهو واجب فى حق جارى الكبير وهو واجب فى حق مدرس مدرستى وجامعتى وان كان ما علمنى علوم دنيوية
وجب على ان ادعو لهم وان ادفع عنهم
وان انصت لهم فى حديثى معهم

فالادب الواجب فى مجلس العلم بالتزامه والمداومة عليه يمسى سجية
اؤديها فى كل مجلس مع صغير او كبير
من حسن الانصات وعدم الثرثرة فيما لا يفيد
وحسبنا ما علمنا اياه رسولنا صلى الله عليه وسلم


من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6475
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
فهذا من جميل الادب
 ان لم اجد ما اقول فلا اثرثر كالببغاء فيما لا يفيد
انما اصمت ففى الصمت حكمة والسكوت سلامة
وكثرة القول لا تجلب الا الغلط واللغط

ولننتبه فى مجالسنا الى امر هام

( صحيح لغيره )
 عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من قوم اجتمعوا في مجلس فتفرقوا ولم يذكروا الله إلا كان ذلك المجلس حسرة عليهم يوم القيامة
 رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبيهقي ورواة الطبراني محتج بهم في الصحيح

فإن وجدت مجلس خلا من ذكر الله فلأتركه واقوم عنه وان لم استطع فاقل فعل عدم المشاركة  فى الحديث
والعكوف على ذكر الله فى نفسى

  عن الله عز وجل أنه قال : من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه
الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 4/390
خلاصة حكم المحدث: صحيح



فنسال الله ان يؤدبنا بحسن أداب المجالس والكلام
كما علمنا نبينا صلوات ربى وسلامه عليه
ثم ننتقل لمعلم الناس الخير
ولنا فى رسول الله الاسوة الحسنة
 ففى كل مجلس كان يجلسه مع صحابته
يعلمهم شرعا
كان يعلمهم هديا وادبا وسلوكا طيبا
ولو تطرقنا لذكر كل ما علم لن يسع المجال
ولكن نشير هنا الى هديه فى التعليم

فى صحيح البخارى
باب مَنْ أَعَادَ الْحَدِيثَ ثَلاَثًا لِيُفْهَمَ عَنْهُ

      فَقَالَ ‏"‏ أَلاَ وَقَوْلُ الزُّورِ ‏"‏‏.‏ فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا‏.‏ وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ هَلْ بَلَّغْتُ ‏"‏‏.‏ ثَلاَثًا‏.‏
94 ـ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ حَدَّثَنَا ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَلَّمَ سَلَّمَ ثَلاَثًا، وَإِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَعَادَهَا ثَلاَثًا‏.‏
95 ـ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ حَدَّثَنَا ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ إِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَعَادَهَا ثَلاَثًا حَتَّى تُفْهَمَ عَنْهُ، وَإِذَا أَتَى عَلَى قَوْمٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ ثَلاَثًا‏.‏
96 ـ حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ تَخَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ سَافَرْنَاهُ فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقْنَا الصَّلاَةَ صَلاَةَ الْعَصْرِ وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ، فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ ‏"‏ وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ ‏"‏‏.‏ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا‏.‏
هذا كما قلنا من باب اعادة المعلومة حتى يتمكن المتلقى من فهمها او ان ينتبه لعله انشغل فى المرة الاولى او الثانية
فالتكرار يعين على الفهم وعلى الانتباه والانتفاع

ثم لننظر لهديه فى التعليم
ايضا فى صحيح البخارى

باب مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَخَوَّلُهُمْ بِالْمَوْعِظَةِ وَالْعِلْمِ كَىْ لاَ يَنْفِرُوا   

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الأَيَّامِ، كَرَاهَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا‏.‏
69 ـ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ يَسِّرُوا وَلاَ تُعَسِّرُوا، وَبَشِّرُوا وَلاَ تُنَفِّرُوا ‏"‏‏.‏
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُذَكِّرُ النَّاسَ فِي كُلِّ خَمِيسٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَوَدِدْتُ أَنَّكَ ذَكَّرْتَنَا كُلَّ يَوْمٍ‏.‏ قَالَ أَمَا إِنَّهُ يَمْنَعُنِي مِنْ ذَلِكَ أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُمِلَّكُمْ، وَإِنِّي أَتَخَوَّلُكُمْ بِالْمَوْعِظَةِ كَمَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَخَوَّلُنَا بِهَا، مَخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا‏.‏

فكما قلنا ان العلم ثقيل والنفس داعية للملل فلابد من المباعدة بين الدروس حتى يكون ذلك معينا على سهولة الفهم والنفع عند التلقى والتلهف للسماع والشغف فى الطلب فتقع الكلمة موقعها ويكون لها الاثر


ثم انظرى

باب طَرْحِ الإِمَامِ الْمَسْأَلَةَ عَلَى أَصْحَابِهِ لِيَخْتَبِرَ مَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ    

حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لاَ يَسْقُطُ وَرَقُهَا، وَإِنَّهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ، حَدِّثُونِي مَا هِيَ ‏"‏‏.‏ قَالَ فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي‏.‏ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، ثُمَّ قَالُوا حَدِّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ ‏"‏ هِيَ النَّخْلَةُ ‏"‏‏.‏

وهو مما يجعل الطالب فى حالة انتباه وتوقى للحظة سؤال او اختبار من المعلم فيكون دوما حاضر الذهن


صلى الله عليك يا سيدى يا رسول الله صلاة وسلاما دائمين متلازمين الى يوم الدين
ولو فصلنا وتوسعنا لما انتيهنا
فهذا غيض من فيض
نفعنا الله تعالى

اللهم جاز عنا نبينا خير ما جازيت نبيا عن امته
اللهم آته الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة وابعثه يا رب المقام المحمود الذى وعدته انك لا تخلف الميعاد



ناتى لطالب العلم ونذكر اننا قلنا من حسن الادب عدم الكلام فيما لا يفيد وترك الجدل والمراء

هنا نشير الى امر هام وهو

هل طالب العلم فقط المأمور ان يترك الجدال والمراء


انظرى لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
روى أبو داود عن أبي أمامة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال


"أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسَّن خُلُقَه "



رواه أبو داود، في كتاب: الأدب، باب:في حسن الخلق، رقم الحديث: (4800).

اشتمل هذا الحديث
– على إيجازه واختصاره -
على أصول الأدب ، وجوامع حسن الخلق، وكيفية التعامل مع الناس


، وقرن فيه النبي صلى الله عليه وسلم الجزاء والأجر لمن عمل بما جاء فيه،
حيث تكفّل نبينا -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث بثلاثة بيوت في الجنة


البيت الأول : في ربض الجنة، أي: أسفل الجنة، لمن ترك المراء وإن كان على حق.


البيت الثاني: في وسط الجنة، لمن ترك الكذب في كل موضع لا يجوز فيه، وإن كان مازحاً، وهذا الأمر مما يخالف فيه كثيرٌ من الناس حيث يسمحون لأنفسهم بالكذب، ويعللون ذلك بأنهم مازحون.


البيت الثالث: في أعلى الجنة، لمن حسَّن خُلُقَه، أي سعى في تحسين أخلاقه، وابتعد عن كل ما يدنسها
ويفسدها ، وترك جميع ما يخالف فطرة الله التي فطر الناس عليها.
مما سبق اوجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول او يذكر طالب العلم بشىء
ذكرنا احاديث عدة ذكر فيها صراحة اسم طالب العلم
فقال
إن الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم رضا بما يفعل

 يعنى لو ان الامر هنا خاص فقط بطالب العلم لخصه الرسول صلى الله عليه وسلم بذكر
انما الامر يخص كل مسلم فى اى موقع وفى اى مقام
يعرض له امر فيه جدال لن يكون من ورائه الا الشقاق والنزاع فليُعرض عنه ويتركه ويكفيه ان يكون كما قال عنه النبى صلى الله عليه وسلم
 ان ذلك من حسن الخلق
وكيف انه بحسن الخلق قد نال اعلى منزلة واجر
ذلك لانه ترفع عن هذه المور التى من شأنها ان تفسد نفسه وتقطع الاواصر بين المسلمين


ثم ننتقل لقولنا انه من الواجب على طالب العلم طول ملازمة معلمه
وعرفنا انه بموجبها يتعرف على هدى معلمه وسمته وصالح صفاته
فيكتسبها بالمرافقة

وهنا نقول انه لابد من ملازمة من عرفت عنه الصلاح ودعك من اهل الدنيا
فأهل الدنيا لن يملأ قلبك الا بالدنيا وباخبارها
وما كسب منها وما فقد
اما صحبة الاخيار تورث الطاعة كما ذكرنا من قبل كيف ان للقاء الصالحين اثرا فى النفس يدفعها للهمة فى عمل الطاعات

إن صحبة للأخيار بحد ذاتها عمل صالح من أفضل الأعمال والحسنة تكفر السيئة. وقد عد صلى الله عليه وسلم من يحب أخاه في الله من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.

كما ان محبة الصالحين سبب للحوق المرء بهم ولو لم يبلغ منزلتهم في العمل

انظرى لهدى الحبيب صلى الله عليه وسلم

جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، كيف تقول في رجل أحب قوما ولم يلحق بهم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المرء مع من أحب ) .
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6169
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله متى قيام الساعة فقام النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة فلما قضى صلاته قال أين السائل عن قيام الساعة فقال الرجل أنا يا رسول الله قال ما أعددت لها قال يا رسول الله ما أعددت لها كبير صلاة ولا صوم إلا أني أحب الله ورسوله فقال النبي صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحب ، وأنت مع من أحببت فما رأيت فرح المسلمون بعد الإسلام فرحهم بهذا
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2385
خلاصة حكم المحدث: صحيح


فهنيئا بمحبة الصالحين لعلها تكون لنا نافعة وجبرا لكسور اعمالنا التى تعيقنا عن اللحاق بهم

مر رجل بالنبي صلى الله عليه وسلم وعنده ناس فقال رجل مما عنده إني لأحب هذا لله فقال النبي صلى الله عليه وسلم أعلمته قال لا قال قم إليه فأعلمه فقام إليه فأعلمه فقال أحبك الذي أحببتني له قال ثم رجع فسأله النبي فأخبره بما قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم أنت مع من أحببت ولك ما احتسبت وفي رواية المرء مع من أحب وله ما اكتسب
الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 4/441
خلاصة حكم المحدث: [حسن كما قال في المقدمة]

وهذا يعلمنا هدى النبى صلى الله عليه وسلم فى تبليغ من أحب بمحبتى له فان ذلك ادعى لتقوية العلاقات الطيبة بين الناس


فما دام هذا الأمر قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فكيف أزهد فيه؟ فلعل الله عز وجل أن يلحقني منازلهم، ويحشرني معهم يوم القيامة، وليكن شعاري.
أحب الصالحين ولست منهم لعلي أن أنال بهم شفاعــة
وأكره من تجارتـــهم معاصي وإن كنا ســوياً في البضاعة
فلئن قالها الشافعي رحمه الله تواضعاً ومقتاً لنفسه فنحن نقولها إخباراً عن الحقيقة.
 اللهم عفوك نرجو
ثم لنتطرق الى نقطة هامة عندما تكلمنا عن ضوابط اختيار المعلم
وجدنا معظم الاثار عن العلماء السابقين تتحدث عن  اختيار عالم فاضل له مكانة علمية عالية وثابتة ومعلوم قدره بين العلماء وبين الناس
فأنّى لنا ان نوقع ذلك على حلقات النت
ونختار من نتلقى العلم على يديه
وهو عالم خفى غيبى لا يتسنى من خلاله التحقق والتثبت

اولا تقومين بما علمنا اياه صلوات ربى وسلامه عليه
الاسْتِخَارَةُ وهى : طَلَبُ الْخِيَرَةِ فِي الشَّيْءِ . يُقَالُ : اسْتَخِرْ اللَّهَ يَخِرْ لَك .

سبحان الله ومن يختار غير السميع البصير اللطيف الخبير
فانت تستخيرينه سبحانه فى امور دنيا كثيرة فليس اقل من ان استخير فى امر تعلم دينى
فهو الذى يعلم الجهر والخفاء
فيكون التوفيق بإذنه لكل خير
ولنتعود ان نحيا بالاستخارة فى كل امور حياتنا
فما خاب من استشار فما بالنا بمن استخار. ومن ترك المولى ليختار فليس ابدا يضل ولا يحتار


ثم بالسؤال والتحرى قدر المستطاع
ثم اعلمى اخية
 ان الاخت التى اقتطعت من وقتها وجهدها لتوفره لتعليم الاخوات احرص ما تكون على ان ترضى ربها
 فإن قالت اخت لعلها  ترجو رفعة او شهرة

لتعلمى اخية انه ما كان لله دام واتصل
فلن تدوم ابدا ولن يرتفع قدرها ولن تبلغ ما تريد
ابدا مادامت لم تخلص النية لله
فاقل نفع يلقه العلم فى نفس صاحبه
انه يخبره ان المعاصى سموم وليس بعاقل من يتناول السم وهو يعلم انه سم
فاطمئنى ان الله تعالى يحفظ دينه وشرعه ويحفظ عبده المسلم الذى سلم زمام اموره لخالقه ولن يوفقه إلا الى كل خير
ما دام
وجه وجهه لله وفوض امره لله وألجأ ظهره لله وسلم نفسه لله
سبحان الله ومن غير الله نتحصن بحصنه
ونلجا اليه يحمينا ويحفظنا
وعليه فاخلاص النية فى طلب العلم
 بإذن الله يعين على التوفيق لمعلم خير اهل لمكانة العلم
نسال الله تعالى ان يغفر زلاتنا ويقبل توبتنا


تعالى اخيتى الان لنتحدث عن اخذ العلم عن الكتب

لا يعنى قولنا انه لا يؤخذ العلم من بطون الكتب
ان نترك الكتاب
فالكتاب خير جليس وصديق في هذه الحياة الدنيا هو (الكتاب) الذي يحفظ الصحبة ويمتع صاحبه ويمده بالزاد، وهو المأمون من الغدر والخيانة وهو الذي يرفع من شأن صاحبه قدرا ومكانة وعلوا.


بل لابد من الاطلاع والقراءة فلن تحرمى من كسب معلومة تفيدك وتفيد غيرك
لكن الذى نقصده هنا  ان لا نعتمد اساسا فى التلقى للعلم الشرعى او اى علم من الكتب فقط
لكن لا مانع من القراءة ثم البحث وسؤال اهل الذكر للبيان والتوضيح
لمنع التصحيف كما قلنا او قراءة كلمة والمقصود كلمة اخرى
 او  ان تكون القراءة بعد التلقى عن المعلم ليكون القراءة بعد فهم فيزول اى لبس يخشى ان يتقدم


 لكن القراءة امر محمود ولو نتذكر معا اول ما طلب من سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
هو القراءة
لكن أُمر ايضا بالانتظار حتى يسمع اولا ثم يقرأ فيزول وجه الخطا الوارد حدوثه عند البدء وحدى دون ان أخطو على خطا معلم
لكن القراءة فى حد ذاتها امرا هاما والكتاب صديق لا نستغنى عنه
وخاصة فى تلك الايام
بعدما انتشر التلفيق والتلصيق
فتلصق العبارات لغير اهلها
وتنسب الاقوال لغير قائلها والافعال لغير فاعلها

ولكن بطون وامهات كتب الافاضل دونت العلم وحفظته لنا
جزاهم الله عنا كل خير
ولذلك فالكتب هامة جدا عند الرغبة فى توثيق المعلومة المسموعة او المقروءة خاصة على شبكة مثل الشبكة العنكبوتية والتى اختلط فيها الحابل بالنابل
وكثر فيها المدعين والملفقين
فكان الكتاب هنا هو مصدر تامين المعلومات وتصحيحها كى يظل العلم الصحيح النافع ولا يضيع على ايدى السفهاء والمدعين
كما نرى ولله الحمد النهضة  فى تحقيق والتثبت من صحة احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المنتشرة عبر النت والتى يقوم بها أناس يحبون الدين ويحبون الله ورسوله
وذللك لنشر الصحيح ومحو الالموضوع والمزعوم حتى وان كان منتشرا ومشهورا بين الناس

وما كان ذلك الا بالعودة لبطون الكتب  فى صحيح الاحاديث

فلننتبه الى اهمية الكتاب لكن كل شىء يوضع فى موضعه يفيد ويؤتى ثمارا طيبة


ثم نختم بأدب اختيار الرفيق فنقول ليس فقط رفيق درب العلم هو المأمورين بتفحصه وحسن اختياره
 لكن كل من يسلك معى درب حياتى لابد ان احسن اختياره
كما قال صلى الله عليه وسلم

المرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل
الراوي: - المحدث: الزرقاني - المصدر: مختصر المقاصد - الصفحة أو الرقم: 930
خلاصة حكم المحدث: حسن

وقالوا قل  لى من صديقك اقل لك من أنت
فلننتبه رفيق دربى مرآتى

عليه يتوقف معاملة الناس لى فإن كان زكيا طيبا فلن يختار الا مثله
وإن كان غير ذلك فنسال الله العفو

وعليه يقولون اختر الرفيق قبل الطريق
  ولم يحددوا اى طريق
 ففى اى طريق تسلكه فى حياتك اختر رفيقك فهو عنوانك

رفيقتك ليست فقط طالبة العلم زميلتك
انما رفيقتك
جارتك
زميلة عملك
زميلة دراستك
لعلها اختك ولو احدى اخواتك ( شقيقاتك)
لعلها هى القائمة على امر الله دون باقىا لاشقاء فلتكن رفيقة دربك
فرفيق الدرب هو من الزم معه الطريق الى الله

فاسال الله لى ولكم الصحبة الصالحة والرفيق الطيب
 الذى نصل مع بعضنا الى الله تعالى
فانهم قالوا لا تذهب الى الله وحدك بل خذ معك فى طريق الخير كل من تلقى اثناء سيرك
فلتكن ان رفيق الخير
وما احلاها
 ان تؤخذ وتُختار انت رفيقا
هنا وصلت لعنوان التقى ان يبحث عنك الاخرين ليتخذوك رفيقا
نسال الله ان يغفر لنا ويسترنا ويتقبل منا ويعيننا ولا يعن علينا


اللهم إن كان خطأ او زلل او نسيان فاغفر لى
فإنه لا يغفر الذنوب الا انت
وان كان من خير وتوفيق فانى اشهد انه منك سبحانك وحدك انت سبحانك الموفق لكل خير

نسألك يا ربنا الاخلاص والا تحرمنا القبول



إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً