الثلاثاء، يناير 17، 2012

فضفضات نسائية 7

بسم الله الرحمن الرحيم




فضفضة نسائية جديدة

كتبت تقول

 موجوعة يا الله ، موجوعة من نفسي وعلى نَفسي ،
من ضعف صبري وقلة حيلتي ..
موجوعة من بُكائي وأرقي .. وانتظاري على عتبة الأشياء الفانية .
حزينة مني وعليّ يا الله ..
اغفر لي حُزني الذي أغضبك ، وحُلمي الذي لم ترضاه وظني الخائِب بهذه الحياة
اعف عن تفكيرٍ لا يقودني إليكَ وعن أشياء وعدتُك أن لا أعود لها وعُدت
وعن أملي الذي كسرتهُ بالمُستحيل ولا مُستحيل منك وبقدرتك

 
أعلم أنها تشكو من تراجع الحفظ والمراجعة فى القرآن
او المدارسة للعلوم النافعة

كذلك متاعب فى تربية الأبناء
ربما تصرفات من الجيران

وفى العموم مشاكل المرأة اليومية
من دراسة وتربية وواجبات ومسئوليات

وكنا من قبل تحدثنا عن أن الإنسان لا يستطيع أبدا وحده عمل شىء إلا بمعونة الله واللجوء إليه وإعلان الضعف بين يديه

وما يلبث المرء عيلن لله حاجته وافتقاره إلا ويمده المولى عز وجل بواسع فضله وعظيم عطائه والمشكلة والتى بدت فى صرخة أختنا أنها تقهقرت وتراجعت وتبدل الحال

فقلت لها بتوفيق الله


بسم الله الرحمن الرحيم

حياك الله يا طيبة وبارك لك وفيك ....أقولك حبيبتى شىء والكلام لك ولى ولكل من فى هذا المقام لانه كما قالت أختنا فى الرد عليك
كلنا هذه المرأة (للأسف )

وبكل خجل ومعذرة إلى الله نعتذر إليه بضعفنا الذى لا يقدر على مواجهة الشهوات أحنا بنبدأ ونلجأ وندعى ونهدأ ونسأل الله الثبات والهداية بكل شعور حاضر فعلا ونستغفر ونصلى ونتقرب ونلح عليه يصلح حالنا وأبناءنا ويضبط اعوجاجنا ونواظب وبالفعل بيكون الشخص صادق وشعوره وقلبه حاضر ولحظات من السعادة ولذة القرب التى لا تضاهيها لذة وما ان يحصل المراد فيقف المرء مستمتعا بالنتيجة سعيد بالقرب سعيد بالإجابة الفورية من رب كريم ... مبهور بالتغيير الفذ فى السلوكيات والتصرفات مننا ومن الابناء والزوج والمحيطين ..
فرح استبشار غمرة سعادة ثم

ما نلبث أن ننشغل بالنتائج المتحققة ونظن أنها بشطارتنا ونرجع ننسى المدد ونرجع ننسي المسبب الحقيقى تعرفى حالنا هذا بيفكرنى بإيه بقوله تعالى من سورة هود


وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (9) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (10) إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (11)

فعلا نتقلب بين هذه الأحوال بين ضيق فنيأس ونتوجع ثم نلجأ فتنفرج الغمة فنفرح ونفخر بالنتائج المبهرة

وأرى من بعد قراءتى لتفسير قوله تعالى إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أنهم فئة مستثناة من هؤلاء الذين يتقلبون بين المحن والمنح يعنى كما قلت أن من يتقرب ويدعو ويطمع ثم يبلغ مراده وتأتيه المنحة يعود فيتكاسل عن الجد ويتراخى ويفتر عن الحالة التى كان عليها عند المحنة حتى يتوجع ويشعر بالمحنة مرة أخرى فيعود فيتقرب فتزول المحنة وتأتى المنحة وهكذا هو يتقلب بين حزن ووجع ثم فرح وفخر

أما هؤلاء الذين صبروا وعلموا الصالحات فثبتوا عند المحن فإذا مرت ثبتوا على الطاعة لتظل العطاءات ولا تزول لم ينشغلوا بالفرح بالعطاء
أما نحن فننشغل بزوال المحنة ونقيم الأفراح والليال الملاح وأثناء الحفل ينقطع النور فنعود للكرب فلم نكد نتم فرحتنا حتى انقطعت تماما مثلما فعل الرماة فى غزوة أحد فرحوا عند اول تباشير النصر ولم يثبتوا ويتثبتوا فتركوا مواقعهم وراحوا يحتفلون فلم يحققوا إلا حزن وألم الهزيمة

ويذكرنى ذلك بقوله تعالى فى سورة الأعراف

وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96)


ودعونا من خصوص السبب ولننظر للآية بعموم لفظها

الإيمان والتقوى سببا فى نزول البركة وبالتالى دوام الإيمان والتقوى سببا لدوام تنزُل البركات

الإيمان المطلوب هنا فى موقفنا الحيايتى هذا هو دوام الإعتقاد بدوام الحاجة والافتقار لله كسبب لدوام المدد والمعونة والرشاد

ونشهد الله اننا ما كذبنا ونحن نسألك وأنَّى لنا وأنت سبحانك تعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور
فعند سؤالنا وافتقارنا فعلا نكون صادقين فى طلب المعونة والإيمان بعجزنا وهو حق والإيمان بقدرتك وهى حق فلا نمثل ولا نتظاهر وأنّى لنا ذلك ونحن أمامك مكشوفون

ولكن كل ما فى الأمر وسبحانك تعلم
هو ضعف لا يصبر على الشهوة
وانشغال بمكتسبات تحصلنا عليها عما يجب أن نفعل لنضمن استمرار هذه المكتسبات


حبيبتى صارحتينا بما فينا
وصارحنا أنفسنا ويقول تعالى

{بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ}!



والمعنى: أن الإنسان وإن حاول أن يجادل أو يماري عن أفعاله و أقواله التي يعلم من نفسه بطلانها أو خطأها، واعتذر عن أخطاء نفسه باعتذارات؛ فهو يعرف تماماً ما قاله وما فعله، ولو حاول أن يستر نفسه أمام الناس، أو يلقي الاعتذارات، فلا أحد أبصر ولا أعرف بما في نفسه من نفسه.

نعم فنحن نعترف بذنوبنا وبأخطائنا ونقر بها
ونعرف انه لا رب لنا سواه
تانى وتالت وعاشر نعود ونسأله وندعوه
ونستغفره

وأبشرك وجميعنا
بحديث رائع

عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، فيما يحكي عن ربِّه عزَّ وجلَّ قال " أذنَب عبدٌ ذنبًا . فقال : اللهمَّ ! اغفِرْ لي ذنبي . فقال تبارك وتعالى : أذنَب عبدي ذنبًا ، فعلم أنَّ له ربًّا يغفر الذنبَ ، ويأخذ بالذَّنبِ . ثم عاد فأذنب . فقال : أي ربِّ ! اغفرْ لي ذنبي . فقال تبارك وتعالى : عبدي أذنب ذنبًا . فعلم أنَّ له ربًّا يغفرُ الذنبَ ، ويأخذُ بالذنبِ . ثم عاد فأذنب فقال : أي ربِّ ! اغفرْ لي ذنبي . فقال تبارك وتعالى : أذنبَ عبدي ذنبًا . فعلم أنَّ له ربًّا يغفرُ الذنبَ ، ويأخذ بالذنبِ . اعملْ ما شئت فقد غفرتُ لك " . قال عبدُالأعلى : لا أدري أقال في الثالثةِ أو الرابعةِ " اعملْ ما شئت " .
الراوي:أبو هريرةالمحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2758
خلاصة حكم المحدث:صحيح



نعم نقر بالذنب ونشهد أن لنا رب رحيم رؤوف كريم يحب العفو ونسأله أن يعف عنا
أان يقيمنا فى ظل طاعته دوما
وإن حِدنا عن الطريق أن يبادر فيردنا

وما الألم الحاصل من المحنة إلا إعلان بحب الله فلو لم يتألم المرء من فراق حبيبه لما شكا ولا صرخ

أبشرى وأبشر نفسي والجميع معك
نحسن الظن بربنا أن يغفر لنا ويبصرنا ويثبت قلوبنا ويديم تذكرتنا وإن حِدنا يردنا ونشهده أنّا نحبه ونحب من أحبه ونحب كل عمل يقربنا إلى حبه
واستغفر الله العظيم والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين
والحمد لله رب العالمين