السبت، فبراير 22، 2014

قلبى فى الجنة



بسم الله الرحمن الرحيم

حياكم الله
من منا اشتاق للمسلمة التى تحب الله ويومياتها

عن نفسي اشتقت لها
أسأل الله تعالى لها مغفرة ورحمة وحسن خاتمة
وجوار ربها فى الجنة هى وكل مسلمة

***************************
منَّ الله تعالى عليها فتزوجت
من رجل تحسبه على خير
وعاشا معا يجتهدا على الخير
كأى زوجين انتظرا فرحة الثمرة
الذرية الطيبة
التى يرجوها كل زوجين
فلا يمنع أن نتمنى النعمة فإن رُزقناها فالحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات

وإن مُنعناها فالحمد لله على كل حال
هكذا كما علمنا صلى الله عليه وسلم

كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا رأى ما يُحبُّ قالَ الحمدُ للَّهِ الَّذي بنِعمتِهِ تتمُّ الصَّالحاتُ وإذا رأى ما يكرَهُ قالَ الحمدُ للَّهِ علَى كلِّ حالٍ


الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الألباني -
المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3081
خلاصة حكم المحدث: حسن


وكانت مع كل شهر تنتظر بشائر  النعمة
تأخر الأمر قليلا ولا بأس
لم تشغل بالها بالأمر كثيرا فقد كانت تلك الفترة من أمتع ما عايشت زوجها فيها
فلم تنشغل عنه بأطفال ومشقة حمل وإرهاق إرضاع
فزاد الود بينهما وتدفقت المودة

{تلك هى فى الغالب مشكلة معظم البيوت ومسار شكاوى بعض الأزاوج الذين يريدون تفرغ زوجاتهم لهم وهى تكون منغمسة فى ظل الحمل والرضاع والرعاية لصغار لو تركتهم لضاعوا
ويشق عليها المولاة بين رعاية الزوج ومجاراة مطلباته وبين رعاية الصغار والعناية بهم وفى العموم من استطاعة الاهتمام حتى بنفسها

فقلما تستطيع امرأة  الموازنة بين كل هذه المتطلبات فتمر بها تلك الفترة بأمان دون شقاق مع الزوج ...ويحدث ذلك غالبا  مع زوج فى  لا يقدر مقتضيات كل فترة من العمر
فيطالبها بما يفوق طاقتها بدلا من أن يشاركها فترة ستظل فيما بعد من أفضل ذكريات حياتهما معا
هدى الله تعالى الأزوج والزوجات المسلمين لما فيه الخير والسداد}

نعود للمسلمة
قضت أيامها مع زوجها بين مشاركة له فى أفكاره
مساهمة له فى مشاريعه
رفيقة له فى خطواته
مما زاد من تقاربهما ومما ألف بين قلبيهما فصارت عنده وزيرة ومستشارة لما رأى من حكمتها وحسن تعاونها معه

{قصصت ما مر إشارة سريعة لكل امراة تأخر إنجابها أن تنتهز فرصة منحها الله تعالى إياها لمد جسور ثقة ومودة مع زوجها بدلا من زيادة الفرقة والانشغال بإرهاقه ماديا بالبحث عن وسائل لتعجيل الانجاب
أو تكليفه معنويا بحمل الهم والنكد لمواساتها فى مأساتها بحسب ما تظن وترى أنها مأساة
هدى الله كل مسلم ومسلمة وبصرهم فى المحن}

حتى جاء اليوم الذى أذن الله تعالى بتباشير النعمة أن تلوح فى أفق منزلهم وعلمت أنها ستنجب بإذن الله

ومرت أيام حملها سهلة يسيرة إلا من بعض التعب فى فترات الحمل الأخيرة

لم تفرط فى الدعاء
ألحت على الله تعالى كثيرا أن يرزقها بطفل جميل ومعافى
وأن يرزقها بره ويجعله صالحا

ثم حان موعد الميلاد و ترردت بين الآلام وتخبطت بين الأوجاع

لم يرد على لسانها سوى الذكر تهليل وتحميد وتسبيح
والاستغفار والدعاء

فقد كانت تستنكر على كثير من النساء أنهن يصحن بالآهات
فيسمعهن الدانى والقاصي
وكانت تحب ألا تبث حاجتها و ألمها إلا لله تعالى


وفى خضم الألم سألت الله تعالى أن يمتعها بطفلها
ولا يضيع ذلك التعب سدى
فهى مشقة وأى مشقة

قيل أن ابن عمر رضى الله عنه شهد رجلاً يمانياً يطوف بالبيت ،
حاملا أمه وراء ضهره يقول :

إني لها بعيرها المذلل *** أن اذعرت ركابها لم أذعر

الله ربي ذو الجلال الاكبر حملتها أكثر من ما حملتني فهل ترى جازيتها ياابن عمر ؟ قال أبن عمر :لا ،
ولا بزفرة واحدة !))

وأُذن للصبى بالحضور ورأت عينيه النور وساد جو الفرح والحبور

ثم لم يلبث سويعات وبدت عليه علامات المرض فصوت أنفاسه يؤلم
وأناته كرضيع ضعيف توجع أخذه والده للطبيب وظلت الأم بالبيت فقد كانت تعانى من ضعف ما بعد الميلاد

وعاد الأب ولم يعد معه أعز الأحباب

فقد قرر الطبيب أن يبقى تحت الرعاية لعله يتحسن

لم يطل الزمن فمن بعد الظهر رحل وعند العشاء كان النداء
ذهب الأب ليستوضح الأمر ماذا حل بفلذة الكبد
ثم عاد
والأم حولها الأهل والجيران يزورون لكنهم واجمون على غير عادات الناس فى مواضع الميلاد

فسألت الزوج عن الحال فطمأنها وقال
قد نقلناه لمكان آخر أكثر أمانا وسوف نرى النتيجة

ثم انتظر ليلته وحيدا يتوارى عنها هاربا من تساؤلات عينيها
الحائرة من تغير حالته وكان بين الحين والآخر يتكلف المزاح

ثم حان وقت النوم وطال الليل حتى أتى الصباح

وصلت أمها فقد كان أمر الميلاد مفاجىء
وعند وصولها رأت عجبا

رأت زوجها يقص على الأم أقصوصة غير الذى سمعت
ويقول كلاما غير الذى به لها باح

قال دعانى الطبيب فأخبرنى بالوفاة فذهبنا وتسلمناه ثم أتينا به فغسلناه وصلينا عليه وفارقناه وحملته وذهبنا فدفناه وانفصل الابن و أباه

كل ذلك والزوجة مندهشة فى حالة عجيبة لا أجد لها وصفا
تسمع كلاما عجبا متى حدث كل ذلك
أنتم تمزحون قلتم غير ذلك بالأمس
لم تنطق

فقد أتم الزوج الحكاية وانخرط فى البكاء فجلست أمها تهدىء من روعه والزوجة فى مكانها صامتة تنتظر تسمع قول زوجها أنه يمزح

ثم توالى حضور الأهل وكل يواسي الآخر
وأم الزوجة حيرى بين الزوج وأبيه تهدأ هذا وتصبر ذاك
وخرجوا جميعا من غرفة الزوجة الأم المصدومة
التى ما زالت تنتظر تفسير ا
فوجدت نفسها منفردة
وأيقنت بالخبر
فما صنعت إلا أن سحبت الغطاء وكظمت ألم طعنة فى صدرها
وكأنها به تقيم سدا يحجز دمعا يريد أن يحطم ذلك السد فينهمر

وظلت تردد
الحمد لله الحمد لله
اللهم أجرنى فى مصيبتى واخلف لى خيرا منها
كررتها كثيرا

إذا ماتَ ولَدُ العبدِ قالَ اللَّهُ لملائِكتِهِ قبضتم ولدَ عبدي فيقولونَ نعم فيقولُ قبضتُم ثمرةَ فؤادِهِ فيقولونَ نعم فيقولُ ماذا قالَ عبدي فيقولونَ حمِدَكَ واسترجعَ فيقولُ اللَّهُ ابنوا لعبدي بيتًا في الجنَّةِ وسمُّوهُ بيتَ الحمْدِ
الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1021
خلاصة حكم المحدث: حسن

صمتت وظلت متماسكة جاهدت لتحقق الرضا بقضائه سبحانه وتعالى وأن تمتثل لشرعه وهدى رسوله صلى الله عليه وسلم

وقد أخلفها الله خيرا
وحمدته وما زالت تحمده أن ثبتها لحظة المحنة
وأن صرف من حولها الناس فلم يلجئها إلا له
وذكرها فلم تجزع ولم تقنط
بل حمدت واسترجعت والتزمت السنة

ومنذ ذلك اليوم   ويوم فقد ثمرة فؤادها
عندها يوما عزيزا فى تاريخ حياتها
يوم أن ثبتها الله
يوم أن صبرها الله

فعلى مرارة اليوم عند البعض ممن يحدث لهم المثل
فإن طعم ذلك اليوم عندها لا يوصف
فطعم الرضا عن الله والثبات فى المحن



صورة: ‏بسم الله الرحمن الرحيم

حياكم الله
من منا اشتاق للمسلمة التى تحب الله ويومياتها

عن نفسي اشتقت لها 
أسأل الله تعالى لها مغفرة ورحمة وحسن خاتمة 
وجوار ربها فى الجنة هى وكل مسلمة 

***************************
منَّ الله تعالى عليها فتزوجت 
من رجل تحسبه على خير 
وعاشا معا يجتهدا على الخير
كأى زوجين انتظرا فرحة الثمرة 
الذرية الطيبة
التى يرجوها كل زوجين 
فلا يمنع أن نتمنى النعمة فإن رُزقناها فالحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات

وإن مُنعناها فالحمد لله على كل حال
هكذا كما علمنا صلى الله عليه وسلم

كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا رأى ما يُحبُّ قالَ الحمدُ للَّهِ الَّذي بنِعمتِهِ تتمُّ الصَّالحاتُ وإذا رأى ما يكرَهُ قالَ الحمدُ للَّهِ علَى كلِّ حالٍ

الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الألباني -
 المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3081
خلاصة حكم المحدث: حسن 

وكانت مع كل شهر تنتظر بشائر  النعمة
تأخر الأمر قليلا ولا بأس 
لم تشغل بالها بالأمر كثيرا فقد كانت تلك الفترة من أمتع ما عايشت زوجها فيها
فلم تنشغل عنه بأطفال ومشقة حمل وإرهاق إرضاع
فزاد الود بينهما وتدفقت المودة 

{تلك هى فى الغالب مشكلة معظم البيوت ومسار شكاوى بعض الأزاوج الذين يريدون تفرغ زوجاتهم لهم وهى تكون منغمسة فى ظل الحمل والرضاع والرعاية لصغار لو تركتهم لضاعوا 
ويشق عليها المولاة بين رعاية الزوج ومجاراة مطلباته وبين رعاية الصغار والعناية بهم وفى العموم من استطاعة الاهتمام حتى بنفسها 

فقلما تستطيع امرأة  الموازنة بين كل هذه المتطلبات فتمر بها تلك الفترة بأمان دون شقاق مع الزوج ...ويحدث ذلك غالبا  مع زوج فى  لا يقدر مقتضيات كل فترة من العمر 
فيطالبها بما يفوق طاقتها بدلا من أن يشاركها فترة ستظل فيما بعد من أفضل ذكريات حياتهما معا 
هدى الله تعالى الأزوج والزوجات المسلمين لما فيه الخير والسداد}

أحم أحم نعود للمسلمة 
قضت أيامها مع زوجها بين مشاركة له فى أفكاره
مساهمة له فى مشاريعه
رفيقة له فى خطواته
مما زاد من تقاربهما ومما ألف بين قلبيهما فصارت عنده وزيرة ومستشارة لما رأى من حكمتها وحسن تعاونها معه

{قصصت ما مر إشارة سريعة لكل امراة تأخر إنجابها أن تنتهز فرصة منحها الله تعالى إياها لمد جسور ثقة ومودة مع زوجها بدلا من زيادة الفرقة والانشغال بإرهاقه ماديا بالبحث عن وسائل لتعجيل الانجاب
أو تكليفه معنويا بحمل الهم والنكد لمواساتها فى مأساتها بحسب ما تظن وترى أنها مأساة
هدى الله كل مسلم ومسلمة وبصرهم فى المحن}

حتى جاء اليوم الذى أذن الله تعالى بتباشير النعمة أن تلوح فى أفق منزلهم وعلمت أنها ستنجب بإذن الله

ومرت أيام حملها سهلة يسيرة إلا من بعض التعب فى فترات الحمل الأخيرة 

لم تفرط فى الدعاء 
ألحت على الله تعالى كثيرا أن يرزقها بطفل جميل ومعافى 
وأن يرزقها بره ويجعله صالحا 

ثم حان موعد الميلاد و ترردت بين الآلام وتخبطت بين الأوجاع

لم يرد على لسانها سوى الذكر تهليل وتحميد وتسبيح
والاستغفار والدعاء 

فقد كانت تستنكر على كثير من النساء أنهن يصحن بالآهات
فيسمعهن الدانى والقاصي
وكانت تحب ألا تبث حاجتها و ألمها إلا لله تعالى

وفى خضم الألم سألت الله تعالى أن يمتعها بطفلها 
ولا يضيع ذلك التعب سدى
فهى مشقة وأى مشقة 

قيل أن ابن عمر رضى الله عنه شهد رجلاً يمانياً يطوف بالبيت ،
 حاملا أمه وراء ضهره يقول :

إني لها بعيرها المذلل *** أن اذعرت ركابها لم أذعر

الله ربي ذو الجلال الاكبر حملتها أكثر من ما حملتني فهل ترى جازيتها يأبن عمر ؟ قال أبن عمر :لا ،
ولا بزفرة واحدة !))

وأُذن للصبى بالحضور ورأت عينيه النور وساد جو الفرح والحبور

ثم لم يلبث سويعات وبدت عليه علامات المرض فصوت أنفاسه يؤلم
وأناته كرضيع ضعيف توجع أخذه والده للطبيب وظلت الأم بالبيت فقد كانت تعانى من ضعف ما بعد الميلاد

وعاد الأب ولم يعد معه أعز الأحباب

فقد قرر الطبيب أن يبقى تحت الرعاية لعله يتحسن 

لم يطل الزمن فمن بعد الظهر رحل وعند العشاء كان النداء 
ذهب الأب ليستوضح الأمر ماذا حل بفلذة الكبد 
ثم عاد 
والأم حولها الأهل والجيران يزورون لكنهم واجمون على غير عادات الناس فى مواضع الميلاد 

فسألت الزوج عن الحال فطمأنها وقال
قد نقلناه لمكان آخر أكثر أمانا وسوف نرى النتيجة 

ثم انتظر ليلته وحيدا يتوارى عنها هاربا من تساؤلات عينيها 
الحائرة من تغير حالته وكان بين الحين والآخر يتكلف المزاح 

ثم حان وقت النوم وطال الليل حتى أتى الصباح

وصلت أمها فقد كان أمر الميلاد مفاجىء 
وعند وصولها رأت عجبا

رأت زوجها يقص على الأم أقصوصة غير الذى سمعت 
ويقول كلاما غير الذى به لها باح

قال دعانى الطبيب فأخبرنى بالوفاة فذهبنا وتسلمناه ثم أتينا به فغسلناه وصلينا عليه وفارقناه وحملته وذهبنا فدفناه وانفصل الابن و أباه 

كل ذلك والزوجة مندهشة فى حالة عجيبة لا أجد لها وصفا
تسمع كلاما عجبا متى حدث كل ذلك 
أنتم تمزحون قلتم غير ذلك بالأمس 
لم تنطق 

فقد أتم الزوج الحكاية وانخرط فى البكاء فجلست أمها تهدىء من روعه والزوجة فى مكانها صامتة تنتظر تسمع قول زوجها أنه يمزح 

ثم توالى حضور الأهل وكل يواسي الآخر 
وأم الزوجة حيرى بين الزوج وأبيه تهدأ هذا وتصبر ذاك
وخرجوا جميعا من غرفة الزوجة الأم المصدومة 
التى ما زالت تنتظر تفسير ا
فوجدت نفسها منفردة 
وأيقنت بالخبر 
فما صنعت إلا أن سحبت الغطاء وكظمت ألم طعنة فى صدرها 
أحستها كالجبل

وكأنها به تقيم سدا يحجز دمعا يريد أن يحطم ذلك السد فينهمر 

وظلت تردد 
الحمد لله الحمد لله 
اللهم أجرنى فى مصيبتى واخلف لى خيرا منها 
كررتها كثيرا 
.
.

 إذا ماتَ ولَدُ العبدِ قالَ اللَّهُ لملائِكتِهِ قبضتم ولدَ عبدي فيقولونَ نعم فيقولُ قبضتُم ثمرةَ فؤادِهِ فيقولونَ نعم فيقولُ ماذا قالَ عبدي فيقولونَ حمِدَكَ واسترجعَ فيقولُ اللَّهُ ابنوا لعبدي بيتًا في الجنَّةِ وسمُّوهُ بيتَ الحمْدِ
الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1021
خلاصة حكم المحدث: حسن 
.
.

صمتت وظلت متماسكة جاهدت لتحقق الرضا بقضائه سبحانه وتعالى وأن تمتثل لشرعه وهدى رسوله صلى الله عليه وسلم

وقد أخلفها الله خيرا
وحمدته وما زالت تحمده أن ثبتها لحظة المحنة
وأن صرف من حولها الناس فلم يلجئها إلا له 
وذكَّرها فلم تجزع ولم تقنط
بل حمدت واسترجعت والتزمت السنة

ومنذ ذلك اليوم   ويوم فقد ثمرة فؤادها
 عندها يوما عزيزا فى تاريخ حياتها
يوم أن ثبتها الله
يوم أن صبرها الله

فعلى مرارة اليوم عند آخرين ممن يحدث لهم مثل ذلك
فإن طعم ذلك اليوم عندها لا يوصف 
فطعم الرضا عن الله والثبات فى المحن 
طيب حلو المذاق لا تضايه حلاوة ولا تشبهه لذة

وما زالت تتذاكره فى نفسها وتبتسم 
وترجو من الله أن يكون ابنها فرطهم فى الجنة

يا مسلمة يا من تحبين الله 
يا مسلم يا من تحب الله
الثبات الثبات
 نبت أصيل وثمرة طيبة‏

الجمعة، فبراير 21، 2014

قلبى وكلام ربي



بسم الله الرحمن الرحيم

سألوا فقالوا كيف أتعلم أن أتدبر القرآن؟؟
أحيانا أشعر أنى أقرأ لأكمل وردى فقط

فقيل لهم

نتفق أن كل أمر نعلمه ونراه حسنا ثم نرغب فيه ونريد تحصيله والاستمرار عليه لا يحتاج سوى بداية العمل لا يحتاج سوى جهاد للنفس والشروع مباشرة فيه
والنفس تتقلب وتريد أن تورد صاحبها المهالك فليستعن عليها بمالكها فأول الخطوات هى طلب المعونة

الدعاء : أى ربى أريد حلاوة الإيمان
أريد أن أجد لذة القرآن
أريد أن أكون من أهلك سبحانك ربى وتعاليت
فافتح لى وقنى شر نفسي وشر الشيطان

ثانيها : قطع العجز والكسل ....ما يمنعنى من التدبر والتلذذ بالقرآن ومخالطة مشاعر القرب وسماع حديث الرب ثم مناجاته من القلب
إلا خطوة واحدة هى البدء بالفعل

فكيف يتحصل ذلك

.
.
.

قد رأوا أن العبد لكى يتصل بمولاه التمس الخلوة
وذلك يعنى أن ينفرد بنفسه ويهيىء الجو المناسب للِّقاء
ألا نعلم أن العبد أقرب ما يكون لربه وهو ساجد
ذلك لما تمثله هذه الحالة من انفراد وابتعاد عن أعين الناس وسمعهم وإمكانية المرء أن يبث ما فى قلبه
بمنتهى الاطمئنان أن لا أحد يسمع فيعلم ما به
فيخجل أو يخشى شيئا لا يريد أن يطلع عليه غير الستير سبحانه

أو ربما لا يريد أن يرى أحدهم دمعات خشية أو خشوع تعظيم
ربما للبعد باللقاء عن الرياء
وربما لخوف من حصول حسد يُحرم به لذة القرب من مولاه
وما أفضل من إيمان يصاب به المؤمن فى مقتل من عين حاسد


وهذه الخلوة محاولة للابتعاد عن العيون ليتحرر العبد من حسابات الناس وداءات الفكر فى وجودهم ولا يبق فى لبه وقلبه سوى الله تعالى محبة وتعظيما وإقبالا وأملا فى خير من عنده خالصا


وفى الغالب فإن التماس الانفراد عند لقاء الملك يؤتى أُكله ويحصل المرء منه نهمته إلا ؟
؟
؟
؟

بذنب وقع من المرء فإنه يُحرم به حياة العين وبصيرة القلب
فيمر اللقاء ولا حياة ولا روح بل حسرة وندامة
مهما عصر العين لتدمع وكسر القلب ليخشع
فلا عودة ولا إجابة  إلا بتوبة وإنابة

وهذا من كرم العظيم الكريم بمجرد أن يتوب العبد يزول الحجاب

فله الحمد والمنة

فإذا تهيأ الوقت وأقبلت النفس على التلاوة فأقبل معها وانتظر فيوضات الكريم

أقرأ على مهل وليكن همك الأنس والفهم ولا يكن همك آخر الآية

آخر الآية وليس آخر السورة أو نهاية الورد

اقرأ على مهل فإن تلاوته صلى الله عليه وسلم كانت مدا



سُئِل أنسٌ : كيف كانتْ قراءةُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فقال : كانتْ مَدًّا ، ثم قرَأ : { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ، يَمُدُّ ببسمِ اللهِ ، ويَمُدُّ بالرحمنِ ، ويَمُدُّ بالرحيمِ .

الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري -
المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5046
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

أى يتلو تلاوة المتأنى

ثم يتلو تلاوة المنصت لمتحدثه بل والمجاوب له

صلَّى فَكانَ إذا مرَّ بآيةِ رحمةٍ سألَ ، وإذا مرَّ بآيةِ عذابٍ استَجارَ ، وإذا مرَّ بآيةٍ فيها تنزيهٌ للَّهِ سبَّحَ

الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: الألباني -
المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 1119
خلاصة حكم المحدث: صحيح

كذلك أيضا وصفت تلاوة الفضيل قيل كانت تلاوته حزينة شهية مترسلة كأنه يحادث أحدا


نعم ما منعك إذا قرأت قوله تعالى

ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ

أن تتفكر فى نعمه عليك ثم تسردها سردا وتعدها عدا
وتقول
حمدا لك ربى على نعمة كذا
وكذا
وكذا
أفردهم
ثم اسأله تعالى المزيد من النعم
اللهم إنى أسألك المزيد من النعم وأن ترزقنى خيرها وتقينى شرها
وتقينى شر الفتنة فيها ومنها  بل زدنى منها وأعنى على شكرك عليها وتطويعها لطاعتك ورضاك

.
.
.

ما منعك إذا قرأت قوله تعالى


وَقَالُوا۟ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِىٓ أَذْهَبَ عَنَّا ٱلْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌۭ شَكُورٌ
سورة فاطر - الجزء 22 - الآية 34 - الصفحة 438

أن تبكى شوقا لراحة فى الجنة بعد عناء ومكابدة الدنيا
وتكررها وما تزال تكررها وتبكى طمعا فى كرم الكريم
ان يؤتيك من فضله ويبلغك ذلك المقام فهو الغفور الشكور
فاسأل الغفور
اللهم اغفر لى وارحمنى
أقر بذنبى واعترف بسيئاتى ولكن عفوك يا عظيم يا كريم أوسع
ربى لا أستحق  بسوء عملى أن أدخل جنتك
لكنى عبدك الضعيف
رُكِبَت فىَّ الشهوات وهى تستميلنى لدركات الشقاء
مرة أهزمها ومرات تستقوى على بضعفى بالتأكيد
فقونى بقوتك وأعزنى بعزتك
وامنعنى بمنعَتك واكلأنى بعنايتك

يا عفو اعف عنى وأدخلنى الجنة ثم اكتب لى حمدك وشكرك على ما أذهبته عنى من شقاء الدنيا والكد فيها وخوف الخاتمة

فإن رأيت نفسك شبعت فانتقل لغيرها وإن رأيتها ما زالت عالقة بالرجاء
فقف بالباب وردد الآية وكرر الدعاء مشربا بدمع الحياء من التفريط وبانكسار القلب من التذلل لحاجتك عنده
وبخشوع البدن منتظرا الفرج بانشراح الصدر وببشارة السرور

.
.

ما يمنعك إن قرآت قوله تعالى

فَأَمَّا عادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ (فصلت/ 15)

أن تخاف خوفا شديدا وأن يعظم ربك فى قلبك وتعلن له التبرؤ من فعلهم وقولهم

يارب تباركت وتعاليت
كيف تجرأوا على عظمتك
كيف حجدوا نعمتك
يا عظيم
أنت العظيم أنت الكبير
لا حول ولا قوة إلا بك ولا إله غير
حاشاك وتعاليت عما فعلوا
حاشاك وتعاليت عما أجرموا
حاشاك وتعاليت عما وصفوا

لا إله غيرك ولا حول ولا قوة إلا بك

كيف استطاعوا الجحود والنكران ألم يشهدوا عظمتك
ألم يتبين لهم قدرتك
كيف ساروا فى الأرض فرأوا الآيات ثم أنكروها
كيف لم يخافوك سبحانك
ما أحلمك
ومع جرمهم رزقتهم وأحييتهم وأمهلتهم

لا إله إلا الله
الحمد لله
اللهم إنك أنت الحليم الكريم
تبرأت إليك من فعلهم وفعل كل جاحد
وقنى ربى شر نفسي فلا توردنى المهالك
رب اجعلنى فى طاعتك ووفق إرادتك

فإن رأيتك ارتويت فانتقل وإن كنت ما زلت تشعر بالخوف والخضوع لسوء جرم هؤلاء وتخشى غضبه فاستمر فى التعظيم والثناء
لجنب الله تعالى الذى وسع كل شىء علما وقدرة


.
.

ما منعك أن تقف عند آية وما تزال تكررها الوقت كله


قام النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بآيةٍ حتى أصبحَ يُرددُها والآيةُ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ


الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 1118
خلاصة حكم المحدث: حسن

و

....فقامَ فتَطَهَّر ، ثُم قامَ يًصلِّي ، قالتْ : فلمْ يَزلْ يَبكِي حتى بلَّ حِجْرَه ، قالتْ : وكانَ جالِسًا فلمْ يَزلْ يبكِي حتى بَلَّ لِحيتَه . قالتْ : ثُم بكَى حتى بلَّ الأرضَ . فجاء بلالُ يُؤْذِنَه بالصَّلاةِ ، فلمَّا رآهُ يبكِي ، قال : يا رسولَ اللهِ ! تبكِي وقدْ غفر اللهُ لكَ ما تقدَّمَ من ذنبِكَ وما تأخَرَّ ؟ قال : أفلا أكونُ عبدًا شكورًا ؟ لقد أُنزِلتْ علىَّ الليلةَ آيةٌ ؛ ويْلٌٌ لِمن قرأَها ولم يتفكرِ فيها : إن في خلق السموات والأرض الآيةُ كلُّها
الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1468
خلاصة حكم المحدث: حسن


فإن تعلق قلبك بآية فخشع وذرفت العين الدمع فلا تبرح مكانها
وكررها والزمها فما أنفعها من لحظة

عَينانِ لا تمسُّهما النَّارُ: عينٌ بكَت مِن خشيةِ اللهِ , ............

الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني -
المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 3752
خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره


وهكذا لا يزال العبد بين خوف ورجاء وهو يتجول بين الآيات
ثم لا يُعدم أبدا من منح ربانية وبشارات وهدايات

ثم يلزمه بعد ذلك  أن يتدبر ومعنى التدبر هو بمنتهى البساطة ما يجب أن يعقب التلاوة والمعرفة بالآية

إذ دبر الشىء هو عَقِبه
فماذا أعقبت تلاوتك وتأثرك وخشيتك وانفعالك
وتفاعلك مع آيات القرآن

وجب أن يعقبها عمل

فالتدبر هو اِتْباع العلم بالعمل

يقول تعالى

إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْءَانَ يَهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًۭا كَبِيرًۭا

سورة الإسراء - الجزء 15 - الآية 9 - الصفحة 283


نعم فإن قرأت القرآن وعلمت ما به وكله صالحا  بقى أن تعمل بهذا الصالح فتنال أجرا كبيرا

وكما قال سيدنا على رضى الله عنه
هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل


فاقرأ القرآن وتفاعل معه وتلقاه بقلب حى
ثم نفذ رسائل مولاك تنعم فى الحياة وبعد الممات
فقد فاز القوم لما قرآوا القرآن كأنه رسائل من السيد لعبيده
وجب عليهم التنفيذ

وقيل

إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم،
فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار.

أخى أخيتى
عرفت
فالزم
لعلك برضاه تنعم ومع القوم الصالحين تغنم


 صورة: ‏بسم الله الرحمن الرحيم

سألوا فقالوا كيف أتعلم أن أتدبر القرآن؟؟
أحيانا أشعر أنى أقرأ لأكمل وردى فقط

فقيل لهم

نتفق أن كل أمر نعلمه ونراه حسنا ثم نرغب فيه ونريد تحصيله والاستمرار عليه لا يحتاج سوى بداية العمل لا يحتاج سوى جهاد للنفس والشروع مباشرة فيه
والنفس تتقلب وتريد أن تورد صاحبها المهالك فليستعن عليها بمالكها فأول الخطوات هى طلب المعونة

الدعاء : أى ربى أريد حلاوة الإيمان 
أريد أن أجد لذة القرآن 
أريد أن أكون من أهلك سبحانك ربى وتعاليت
فافتح لى وقنى شر نفسي وشر الشيطان 

ثانيها : قطع العجز والكسل ....ما يمنعنى من التدبر والتلذذ بالقرآن ومخالطة مشاعر القرب وسماع حديث الرب ثم مناجاته من القلب 
إلا خطوة واحدة هى البدء بالفعل  

فكيف يتحصل ذلك

.
.
.

قد رأوا أن العبد لكى يتصل بمولاه التمس الخلوة 
وذلك يعنى أن ينفرد بنفسه ويهيىء الجو المناسب للِّقاء
ألا نعلم أن العبد أقرب ما يكون لربه وهو ساجد 
ذلك لما تمثله هذه الحالة من انفراد وابتعاد عن أعين الناس وسمعهم وإمكانية المرء أن يبث ما فى قلبه 
بمنتهى الاطمئنان أن لا أحد يسمع فيعلم ما به
فيخجل أو يخشى شيئا لا يريد أن يطلع عليه غير الستير سبحانه

أو ربما لا يريد أن يرى أحدهم دمعات خشية أو خشوع تعظيم
ربما للبعد باللقاء عن الرياء 
وربما لخوف من حصول حسد يُحرم به لذة القرب من مولاه
وما أفضل من إيمان يصاب به المؤمن فى مقتل من عين حاسد

وهذه الخلوة محاولة للابتعاد عن العيون ليتحرر العبد من حسابات الناس وداءات الفكر فى وجودهم ولا يبق فى لبه وقلبه سوى الله تعالى محبة وتعظيما وإقبالا وأملا فى خير من عنده خالصا 

وفى الغالب فإن التماس الانفراد عند لقاء الملك يؤتى أُكله ويحصل المرء منه نهمته إلا ؟
؟
؟
؟

بذنب وقع من المرء فإنه يُحرم به حياة العين وبصيرة القلب 
فيمر اللقاء ولا حياة ولا روح بل حسرة وندامة 
مهما عصر العين لتدمع وكسر القلب ليخشع
فلا عودة ولا إجابة  إلا بتوبة وإنابة

وهذا من كرم العظيم الكريم بمجرد أن يتوب العبد يزول الحجاب

فله الحمد والمنة

فإذا تهيأ الوقت وأقبلت النفس على التلاوة فأقبل معها وانتظر فيوضات الكريم 

أقرأ على مهل وليكن همك الأنس والفهم ولا يكن همك آخر الآية 

آخر الآية وليس آخر السورة أو نهاية الورد

اقرأ على مهل فإن تلاوته صلى الله عليه وسلم كانت مدا

 سُئِل أنسٌ : كيف كانتْ قراءةُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فقال : كانتْ مَدًّا ، ثم قرَأ : { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ، يَمُدُّ ببسمِ اللهِ ، ويَمُدُّ بالرحمنِ ، ويَمُدُّ بالرحيمِ .

الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - 
المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5046
خلاصة حكم المحدث: [صحيح] 

أى يتلو تلاوة المتأنى

ثم يتلو تلاوة المنصت لمتحدثه بل والمجاوب له 

صلَّى فَكانَ إذا مرَّ بآيةِ رحمةٍ سألَ ، وإذا مرَّ بآيةِ عذابٍ استَجارَ ، وإذا مرَّ بآيةٍ فيها تنزيهٌ للَّهِ سبَّحَ

الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: الألباني -
 المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 1119
خلاصة حكم المحدث: صحيح 

كذلك أيضا وصفت تلاوة الفضيل قيل كانت تلاوته حزينة شهية مترسلة كأنه يحادث أحدا

نعم ما منعك إذا قرأت قوله تعالى

 ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ 

أن تتفكر فى نعمه عليك ثم تسردها سردا وتعدها عدا
وتقول
حمدا لك ربى على نعمة كذا 
وكذا
وكذا
أفردهم 
ثم اسأله تعالى المزيد من النعم 
اللهم إنى أسألك المزيد من النعم وأن ترزقنى خيرها وتقينى شرها
وتقينى شر الفتنة فيها ومنها  بل زدنى منها وأعنى على شكرك عليها وتطويعها لطاعتك ورضاك

.
.
.

ما منعك إذا قرأت قوله تعالى 

وَقَالُوا۟ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِىٓ أَذْهَبَ عَنَّا ٱلْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌۭ شَكُورٌ 
سورة فاطر - الجزء 22 - الآية 34 - الصفحة 438

أن تبكى شوقا لراحة فى الجنة بعد عناء ومكابدة الدنيا 
وتكررها وما تزال تكررها وتبكى طمعا فى كرم الكريم
ان يؤتيك من فضله ويبلغك ذلك المقام فهو الغفور الشكور 
فاسأل الغفور 
اللهم اغفر لى وارحمنى
أقر بذنبى واعترف بسيئاتى ولكن عفوك يا عظيم يا كريم أوسع
ربى لا أستحق  بسوء عملى أن أدخل جنتك
لكنى عبدك الضعيف 
رُكِبَت فىَّ الشهوات وهى تستميلنى لدركات الشقاء
مرة أهزمها ومرات تستقوى على بضعفى بالتأكيد
فقونى بقوتك وأعزنى بعزتك
وامنعنى بمنعَتك واكلأنى بعنايتك

يا عفو اعف عنى وأدخلنى الجنة ثم اكتب لى حمدك وشكرك على ما أذهبته عنى من شقاء الدنيا والكد فيها وخوف الخاتمة 

فإن رأيت نفسك شبعت فانتقل لغيرها وإن رأيتها ما زالت عالقة بالرجاء
فقف بالباب وردد الآية وكرر الدعاء مشربا بدمع الحياء من التفريط وبانكسار القلب من التذلل لحاجتك عنده
وبخشوع البدن منتظرا الفرج بانشراح الصدر وببشارة السرور 

.
.

ما يمنعك إن قرآت قوله تعالى

فَأَمَّا عادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ (فصلت/ 15) 

أن تخاف خوفا شديدا وأن يعظم ربك فى قلبك وتعلن له التبرؤ من فعلهم وقولهم

يارب تباركت وتعاليت 
كيف تجرأوا على عظمتك
كيف حجدوا نعمتك
يا عظيم 
أنت العظيم أنت الكبير
لا حول ولا قوة إلا بك ولا إله غير
حاشاك وتعاليت عما فعلوا 
حاشاك وتعاليت عما أجرموا 
حاشاك وتعاليت عما وصفوا 

لا إله غيرك ولا حول ولا قوة إلا بك

كيف استطاعوا الجحود والنكران ألم يشهدوا عظمتك
ألم يتبين لهم قدرتك 
كيف ساروا فى الأرض فرأوا الآيات ثم أنكروها
كيف لم يخافوك سبحانك
ما أحلمك 
ومع جرمهم رزقتهم وأحييتهم وأمهلتهم

 لا إله إلا الله
الحمد لله
اللهم إنك أنت الحليم الكريم
تبرأت إليك من فعلهم وفعل كل جاحد 
وقنى ربى شر نفسي فلا توردنى المهالك
رب اجعلنى فى طاعتك ووفق إرادتك

فإن رأيتك ارتويت فانتقل وإن كنت ما زلت تشعر بالخوف والخضوع لسوء جرم هؤلاء وتخشى غضبه فاستمر فى التعظيم والثناء 
لجنب الله تعالى الذى وسع كل شىء علما وقدرة

.
.

ما منعك أن تقف عند آية وما تزال تكررها الوقت كله 

 قام النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بآيةٍ حتى أصبحَ يُرددُها والآيةُ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 1118
خلاصة حكم المحدث: حسن 

و

....فقامَ فتَطَهَّر ، ثُم قامَ يًصلِّي ، قالتْ : فلمْ يَزلْ يَبكِي حتى بلَّ حِجْرَه ، قالتْ : وكانَ جالِسًا فلمْ يَزلْ يبكِي حتى بَلَّ لِحيتَه . قالتْ : ثُم بكَى حتى بلَّ الأرضَ . فجاء بلالُ يُؤْذِنَه بالصَّلاةِ ، فلمَّا رآهُ يبكِي ، قال : يا رسولَ اللهِ ! تبكِي وقدْ غفر اللهُ لكَ ما تقدَّمَ من ذنبِكَ وما تأخَرَّ ؟ قال : أفلا أكونُ عبدًا شكورًا ؟ لقد أُنزِلتْ علىَّ الليلةَ آيةٌ ؛ ويْلٌٌ لِمن قرأَها ولم يتفكرِ فيها : إن في خلق السموات والأرض الآيةُ كلُّها
الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1468
خلاصة حكم المحدث: حسن 

فإن تعلق قلبك بآية فخشع وذرفت العين الدمع فلا تبرح مكانها 
وكررها والزمها فما أنفعها من لحظة

 عَينانِ لا تمسُّهما النَّارُ: عينٌ بكَت مِن خشيةِ اللهِ , ............

الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني -
 المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 3752
خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره 

وهكذا لا يزال العبد بين خوف ورجاء وهو يتجول بين الآيات
ثم لا يُعدم أبدا من منح ربانية وبشارات وهدايات

ثم يلزمه بعد ذلك  أن يتدبر ومعنى التدبر هو بمنتهى البساطة ما يجب أن يعقب التلاوة والمعرفة بالآية

إذ دبر الشىء هو عَقِبه 
فماذا أعقبت تلاوتك وتأثرك وخشيتك وانفعالك 
وتفاعلك مع آيات القرآن

وجب أن يعقبها عمل 

فالتدبر هو اِتْباع العلم بالعمل 

يقول تعالى

إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْءَانَ يَهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًۭا كَبِيرًۭا 

سورة الإسراء - الجزء 15 - الآية 9 - الصفحة 283

نعم فإن قرأت القرآن وعلمت ما به وكله صالحا  بقى أن تعمل بهذا الصالح فتنال أجرا كبيرا

وكما قال سيدنا على رضى الله عنه
هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل

فاقرأ القرآن وتفاعل معه وتلقاه بقلب حى
ثم نفذ رسائل مولاك تنعم فى الحياة وبعد الممات
فقد فاز القوم لما قرآوا القرآن كأنه رسائل من السيد لعبيده
وجب عليهم التنفيذ

وقيل

إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم،
 فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار. 

أخى أخيتى
عرفت 
فالزم
لعلك برضاه تنعم ومع القوم الصالحين تغنم‏