الأربعاء، نوفمبر 06، 2013

تفريغ محاضرة الحب فى الله



بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين

من نعم الله علينا ان لم يترك المرء وحيدا فى الدنيا وكذلك أن ركب فيه طبع حب الأنس والعيش فى جماعة

ولا يمكن أن يعيش امرىء وحده حتى الجنة بإذن الله يدخلها أهلها زمرا
اى جماعات
فهذه النعمة من الله تعالى مما يعين الإنسان على تحمل العيش والكدح فى هذه الدنيا
حيث هى صحبة تزيل عناء الكدح بأنس المودة
وحسن الصحبة
وطول الملازمة مع حسن عهد وإيثار
وقالوا فى الصداقة والصديق



قالوا الصديق من صدق

في وده وما مذق     مَذَقَ الْمَوَدَّةَ " : لَمْ يُخْلِصْ فِيهَا ، أَيْ شَابَهَا بِمَا يُكَدِّرُهَا

وقيل من لا يطعنا

في قوله أنت أنا

وقيل لفظ لا يرى

معناه في هذا الورى

وفسروا الصداقة

الحب حسب الطاقة

وقال من قد أطلقا

هي الوداد مطلقا

والآخرون نصوا

بأنها أخص

وهو الصحيح الراجح

والحق فيه واضح

علامة الصديق

عند أولي التحقيق

محبة بلا غرض

والصدق فيها مفترض

وحدها المعقول

عندي ما أقول

فهي بلا اشتباه

محبة في الله



المحبة فى الله

المحبة فى الله
والأخوة فى الله
هى ألفاظ متناثرة من حولنا وتلقى هنا وهناك فى كل مناسبة وغير مناسبة

إنى أحبك فى الله
أخيتى فى الله أخى فى الله
حبيبتى فى الله حبيبى فى الله

كلمات رائعة لو صقلت بمعناها
أما لو خلت من المعنى وكانت شكلا أجوفا لكلمة فبئس القول وبئس القائل


وكيف لى أعرف هل أنا على الطريق أم لا
وكيف لى احكم على الرفقاء والخلصاء هل هم أهل مودتى
ولهم فى الله صحبتي أم لا

قديما كانت العلاقات محدودة بالأهل والجار الجنب
وأمروا بإقامة تلك الأواصر فيما بينهم

ولكننا اليوم انفتح العالم وصرت انا هنا وأختى هناااااااك فى طرف آخر من العالم
وصرت أنا هنا وأخ لى فى بلد لم أعرف له حتى على الخريطة مكانا

لكن قدر الله تعالى من الوسائل ما قرب البعيد وسهل الشديد
فصارت العلاقات كثيرة ومتناثرة ومتداخلة وصرنا فى حالة حيرة
من نصادق ونصافى ومن ندع
وهل كل من قال احبك فى الله قد صدق

وعلى هذا وجب التنبيه
فليس كل ما يقال يراد


والدعوة إلى الله تعالى
إما بتعليم العلم العلم الشرعى وما يرضى الله فنأتيه
ومعرفة ما لا يرضيه فنتركه

او بالتنبيه على معوقات المسير إلى الله من مشكلات وعثرات يمر بها الناس فى واقعهم
ووضع الأسباب لتجنبها
أوالحلول لتخطيها
مما فى شرع الله تعالى

ولما كثر هذا المعنى فيما حولنا وانتشر
ولكن شابته الشوائب
وجب التعريف والتنبيه والتمحيص

وعليه فلابد من أن نعرف معنى الحب فى الله
الأخوة فى الله
ونحقق فى حقوق المتحابين على بعضهم
وواجباتهم تجاه بعضهم


أولا لنتعرف على
فضل ومكانة المتحابين فى الله لتشرأب أعناقنا لتطاول هذا المقام الرفيع

فى الحديث


فضل المتحابين وكرامتهم عند الله

ما من رجلَينِ تحابَّا في اللهِ بظهرِ الغيبِ إلا كان أحبُّهما إلى اللهِ أشدَّهما حُبًّا لصاحبِه
الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3016
خلاصة حكم المحدث: صحيح


زارَ رجُلٌ أخًا لَهُ في قريَةٍ فأرْصَدَ اللهُ لَهُ ملَكًا علَى مَدْرَجَتِه ، فقال : أينَ تُرِيدُ ؟ قال : أخًا لِي في هذِهِ القرْيَةِ ، فقال : هل لَّهُ عليكَ مِنْ نعمةٍ ترُبُّها ؟ قال : لَا ؛ إلَّا أنِّي أُحِبُّه فِي اللهِ ، قال : فإِنَّي رسولُ اللهِ إليكَ أنَّ اللهَ أحبَّكَ كمَا أَحْبَبْتَهُ
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3567
خلاصة حكم المحدث: صحيح


رصده : أَقْعَدَهُ يَرْقُبهُ .
الْمَدْرَجَة : الطَّرِيق ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ النَّاس يَدْرُجُونَ عَلَيْهَا ، أَيْ يَمْضُونَ وَيَمْشُونَ .
هل لَك عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَة تَرُبُّهَا: أي : تَحْفَظُها ، وتُراعيها ، وتُرَبِّيها ، كما يُرَبِّي الرجل ولده والفارس فَلُوَّهُ.


نعم وما أهمية أن يحب الله عبده أو أمته


إنَّ اللهَ تبارَك وتعالى إذا أحَبَّ عبدًا نادى جِبريلُ إنَّ اللهَ قد أحَبَّ فلانًا فأحِبَّه فيُحِبُّه جِبريلُ ثم يُنادي جِبريلُ في السماءِ إنَّ اللهَ قد أحَبَّ فلانًا فأحِبُّوه فيُحِبُّه أهلُ السماءِ ويوضَعُ له القَبولُ في أهلِ الأرضِ
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7485
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

أى شرف هذا وأى فضل أن يذكر الملك اسمك فى الملأ ويعلن حبك بل ويأمرهم به سبحانك ربى تعاليت وتقدست


ثم التالى جزء من حديث يبين نتيجة محبة الله للعبد


............... فإذا أحببتُه : كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به ، وبصرَه الَّذي يُبصِرُ به ، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها ، ورِجلَه الَّتي يمشي بها ، وإن سألني لأُعطينَّه ، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه ، ...................

الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6502
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


يا الله اللهم لا تحرمنا


بمحبته تعالى تصير وتصيرين عبدا يرى ويسمع ويمشى ويتحرك ويعمل بنور الله ونور من الله

اللهم آتنا من فضلك

نكمل فضائل المتحابين فى الله والمتزاورين فى الله


مَن عاد مريضًا ، أو زارَ أخًا لهُ في اللهِ ؛ ناداه مُنادٍ : أن طِبتَ وطابَ ممشاكَ ، وتبوَّأْتَ مِن الجنَّةِ منزلًا
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2578
خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره

يا الله الجنة حجز منزله فيها
وله مكانته فيها بزيارة أخ ومحبة أخت


ما من عبدٍ أتى أخاه يزوره في اللهِ ، إلا ناداه [ منادٍ ] من السماءِ : أن طِبتَ وطابت لك الجنةُ ، وإلا قال اللهُ في ملكوتِ عَرشِه : عبدي زار فيَّ ، وعليَّ قِراه ، فلم يَرضَ [ اللهُ ] له بثوابِ دونَ الجنَّةِ
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2579
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح



هل

مجرد زيارة توجب الجنة

انتبهوا لأمر

ليست مجرد زيارة
حيث هى مشروطة

يقول الله تعالى
عبدي زار فيَّ

أى يزوره لله
أو لا يزوره إلا الله
اى قصر الزيارة ونفى أن تكون لسبب إلا رضوان الله وتحقيق ما أمر ومراعاة حق الإخوان كما أمر سبحانه

نعم هذا مثار كلامنا فى النقطة التالية بإذن الله

أكلموا الأحاديث معى فى فضائل المتحابين
فى الدنيا والآخرة




أَلَا أُخْبِرُكُمْ برجالِكم مِنْ أهلِ الجنةِ ؟ النبيُّ في الجنةِ ، والشهيدُ في الجنةِ ، والصِّدِّيقُ في الجنةِ والمولودُ في الجنةِ ، والرجلُ يزورُ أخاه في ناحيةِ المصرِ في اللهِ في الجنةِ . أَلَا أُخْبِرُكُمْ بنسائِكم مِنْ أهلِ الجنةِ ؟ الودودُ الولودُ ، العؤودُ ؛ التي إذا ظُلِمَتْ قالت : هذه يدي في يدِكَ ، لا أذوقُ غُمْضًا حتى تَرْضَى
الراوي: كعب بن عجرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2604
خلاصة حكم المحدث: حسن

ما هذا الجمال
وما هذه الروعة

اللهم لك الحمد سهلت شرعك وجملت دينك


إن قصرنا فى الطاعات رزقتنا عملا يسيرا نتقرب به إليك فترفعنا درجات



الحب فى الله سببا للنجاة من حر القيامة وأهوالها


سبعةٌ يظلُّهم اللهُ يومَ القيامةِ في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه : إمامٌ عادلٌ ، وشابٌ نشأَ في عبادةِ اللهِ ، ورجلٌ ذكر اللهَ في خلاءٍ ففاضت عيناه ، ورجلٌ قلبُه معلقٌ في المسجدِ ، ورجلان تحابا في اللهِ ، ورجلٌ دعته امرأةٌ ذاتُ منصبٍ وجمالٍ إلى نفسِها فقال : إني أخافُ اللهَ ، ورجلٌ تصدق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلمَ شمالُه ما صنعتْ يمينُه
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6806
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]



المتحابُّونَ في اللَّهِ يظلُّهمُ اللَّهُ في ظلِّ عرشِهِ يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلُّهُ

الراوي: معاذ بن جبل المحدث: الألباني - المصدر: مختصر العلو - الصفحة أو الرقم: 73
خلاصة حكم المحدث: صحيح


المتحابُّونَ في اللهِ في ظلِّ العرشِ يومَ لا ظلَّ إلا ظِلُّهُ ، يغبِطُهُمْ بمكانِهم النبيونَ والشهداءُ . [ ثم ] قال : [ فخرجتُ فأتيتُ ] عبادةَ بنَ الصامتِ فحدَّثتُه بحديثِ معاذٍ ، فقال [ عبادةُ بنُ الصامتِ ] : سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يقول ، عن ربِّهِ تبارك وتعالى : حقَّتْ محبَّتي على المتزاورينَ فيَّ ، وحقَّتْ محبَّتي على المتحابِّين فيَّ ، وحقَّتْ محبَّتِي على المتناصحينَ فيَّ ، وحقَّتْ محبَّتي على المتباذِلينَ فيَّ ، [ و ] هم على منابرَ من نورٍ ؛ يغبِطُهم النبيونَ والصديقونَ [ بمكانهم ]
الراوي: معاذ بن جبل المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الموارد - الصفحة أو الرقم: 2129
خلاصة حكم المحدث: صحيح

نعم وهنا نذكر شيخنا الألباني رحمه الله لما سأل الحضور معه عن معنى الحب فى الله وكيف العمل به وتفاوتت الإجابات ولم يقبل منها إلا قول أحدهم ذاكرا سورة العصر

وَٱلْعَصْرِ ﴿١﴾ إِنَّ ٱلْإِنسَـٰنَ لَفِى خُسْرٍ ﴿٢﴾ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَتَوَاصَوْا۟ بِٱلْحَقِّ وَتَوَاصَوْا۟ بِٱلصَّبْرِ ﴿٣﴾

نعم هنا فقط حققوا معنى الأخوة والمحبة فى الله كما فردها المولى عز وجل فى الحديث

المتزاورينَ فيَّ
المتحابِّين فيَّ

المتناصحينَ فيَّ

المتباذِلينَ فيَّ


افتح قلبك واغمض عينك واسمع بقلبك لهذا الحديث الذى يصفك أنت وأنتِ وأنتم أيها المتحابون فى الله وأيتها  المتحابات فى الله

يا أيها الناسُ ! اسمعوا ، واعقِلوا ، واعلموا أنَّ لله عزَّ وجلَّ عبادًا ليسوا بأنبياءَ ولا شهداءَ ، يغبِطهم النَّبيّونَ والشُّهداءُ على منازلِهم وقُربهم من اللهِ فجثَى رجلٌ من الأعرابِ من قاصيةِ الناسِ ، وأَلوى إلى النَّبيِّ فقال : يا رسولَ اللهِ ! ناسٌ من الناسِ ليسوا بأنبياءَ ولا شهداءَ ، يغبِطهم الأنبياءُ والشهداءُ على مجالسِهم وقُربهم من اللهِ ، انعَتْهم لنا ، جلِّهِم لنا – يعني صِفْهم لنا ، شكِّلْهم لنا - ، فسُرَّ وجهُ النَّبيِّ بسؤالِ الأعرابيِّ ، فقال رسولُ اللهِ : هم ناسٌ من أفناءِ الناسِ ونوازعِ القبائلِ ، لم تَصِلْ بينهم أرحامٌ مُتقاربةٌ ، تحابُّوا في اللهِ وتصافَوا ، يضع اللهُ لهم يومَ القيامةِ منابرَ من نورٍ فيجلِسون عليها ، فيجعل وجوهَهم نورًا ، وثيابَهم نورًا ، يفزع الناسُ يومَ القيامةِ ولا يفزِعون ، وهم أولياءُ اللهِ لا خوفَ عليهم ولا هم يحزَنون
الراوي: أبو مالك الأشعري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3027
خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره

صلى الله على من نطق بالحق
صلى الله على من أخبر بالغيب
صلى الله عليه وعلى آله وذريته أجمعين

أى فضل بعد هذا الفضل
محبة فى الله تجعلك وليا لله

فهل هى اى محبة أم أن لها خصوصيات وشروط



نعم فهذه المحبة حتى تمكن صاحبها من الوصول للمقام الذى ذكرنا مقام يغبطه عليه النبيون والشهداء
لن يصبح بها كذلك إلا إن كانت لله

وما زلنا نكررها محبة فى الله ولله



نتعرف على معنى المحبة فى الله


المحبة فى الله من الإيمان

نستقيها أولا من منبعها
يقول تعالى

وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلْإِيمَـٰنَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِى صُدُورِهِمْ حَاجَةًۭ مِّمَّآ أُوتُوا۟ وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌۭ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِۦ فَأُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ

سورة الحشر - الجزء 28 - الآية 9 - الصفحة 546

هؤلاء أنصار المدينة أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونشهد الله اننا نحبهم لحبهم له ولحبه لهم وتوصيته بحبهم

ضربوا المثل الأعلى فى الحب فى الله ووضعوا أسس الحب فى الله

وَلَا يَجِدُونَ فِى صُدُورِهِمْ حَاجَةًۭ مِّمَّآ أُوتُوا۟ وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌۭ ۚ

فى التفسير الميسر

والذين استوطنوا "المدينة", وآمنوا من قبل هجرة المهاجرين -وهم الأنصار- يحبون المهاجرين, ويواسونهم بأموالهم, ولا يجدون في أنفسهم حسدًا لهم مما أُعْطوا من مال الفيء وغيره, ويُقَدِّمون المهاجرين وذوي الحاجة على أنفسهم, ولو كان بهم حاجة وفقر, ومن سَلِم من البخل ومَنْعِ الفضل من المال فأولئك هم الفائزون الذين فازوا بمطلوبهم.

نعم تلك هى أول حقوق وواجبات الصحبة وحسن الخلة
ومعنى المحبة فى الله


قلنا ان المحبة فى الله من الإيمان
وهؤلاء وصفهم الله أنهم سكنوا المدينة وسكن الإيمان قلوبهم
بل سكنوه وكأنهم انغمسوا فيه و ملأ كيانهم وليس فقط قلوبهم
رضوان الله عليهم

فحققوا المحبة فى الله وضربوا المثل فى حسن الأخوة
ثم ننتقل للسنة المطهرة

يقول صلى الله عليه وسلم فى أحاديث عدة تتكلم فى ذاك الأمر
وتصف وتؤكد ان المحبة فى الله من الإيمان

يقول


ثلاثٌ مَن كنَّ فيه وجَد حلاوةَ الإيمانِ : مَن كان اللهُ ورسولُه أحبَّ إليه مما سواهما، ومَن أحبَّ عبدًا لا يحِبُّه إلا للهِ، ومَن يَكرَهُ أن يعودَ في الكفرِ، بعد إذ أنقَذه اللهُ، كما يَكرَهُ أن يُلقى في النارِ .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 21
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

من سرَّه أن يجد حلاوةَ الإيمانِ ؛ فيُحبُّ المرءَ لا يحبُّه إلا لله
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3012
خلاصة حكم المحدث: حسن

بل هو من أكمل الإيمان

مَن أحبَّ للهِ ، وأبغَضَ للهِ ، وأَعْطَى للهِ ، ومنَعَ للهِ ، فقد استَكْمَلَ الإيمانَ.
الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4681
خلاصة حكم المحدث: صحيح

أيُّ عُرَى الإسلامِ أوْثَقُ قالوا : الصَّلاةُ . قال : حسنةُ ؛ وما هيَ بِها قالوا : صِيامُ رَمَضَانَ . قال : حَسَنٌ ؛ وما هو بهِ . قالوا : الجهادُ . قال : حَسَنٌ وما هو بهِ . قال : إِنَّ أوْثَق عُرَى الإيمانِ أنْ تُحِبَّ في اللهِ ، وتُبْغِضَ في اللهِ .
الراوي: البراء بن عازب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3030
خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره

عُرْوَةٌ وُثْقَى " : رِبَاطٌ قَوِيٌّ
و العُرْوَةُ ما يُستَمسك به ويعتصمُ ( على المجاز ) .



كل ما سبق من أحاديث دلت على أن من يحب في الله فإن ذلك من الإيمان فكيف ذلك يعنى أن شرط قبولها وكونها علامة على الإيمان أن تكون لله تعالى
فكيف تكون لله



اسمعوا معى لقوله صلى الله عليه وسلم عن الله تبارك وتعالى


إنَّ اللهَ تبارك وتعالى يقول : أنا خيرُ شريكٍ ، فمن أشرك معي شريكًا فهو شريكي ، يا أيها الناسُ أخلِصوا أعمالَكم ؛ فإنَّ اللهَ تبارك وتعالى لا يَقبلُ من الأعمالِ إلا ما خلُصَ له ، ولا تقولوا : هذه للهِ وللرَّحِمِ ؛ فإنها للرَّحِمِ ، وليس للهِ منها شيءٌ ، ولا تقولوا : هذه للهِ ولوجوهِكم ؛ فإنها لوجوهِكم ، وليس للهِ منها شيءٌ
الراوي: الضحاك بن قيس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 7
خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره

لما نعلم أن الله تعالى يترك العمل بالكلية إن أشرك العبد فيه غيره
هذا يعنى أن من يحب أحدا ويقول أحبك فى الله فعليه أن لا يدع فى نفسه ولا فى قلبه حاجة أخرى ولا رغبة أخرى إلا أنها لله

يعنى لا يحبه لدنيا
لا يحبه ليفخر بمعرفته لوأن صاحبه ذو شأن فى الناس
لا يحبه ليجد عنده حاجاته من مال أو عين يحتاجها إن ضاقت به الحال

لا يحتاجه عزوة ونصيرا من دون الله

لابد ان ينقى المرء كل شائبة فى نفسه وقلبه لتخلص تلك العلاقة ولا تكون إلا لله تعالى فتبلغه مقام أولياء الله تعالى التى ذكرناها من قبل



وسئلَ الإمامُ أحمد- رحمة الله- عن الحب في الله، فقال: "ألاَّ تُحبه لطمعٍ في دنياه"

وفى السؤال للشيخ ابن باز رحمه الله

علمنا بأن من أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله، فما معنى الحب في الله، وما معنى البغض في الله؟

الحب في الله أن تحب من أجل الله-تبارك وتعالى-؛ لأنك رأيته ذا تقوى وإيمان فتحبه في الله، وتبغض في الله لأنك رأيته كافراً عاصياً لله فتبغضه في الله، أو عاصياً وإن مسلماً فتبغضه بقدر ما عنده من المعاصي، هكذا المؤمن يتسع قلبه لهذا أو هذا يحب في الله أهل الإيمان والتقوى، ويبغض في الله أهل الكفر والشرور والمعاصي، ويكون قلبه متسعاً لهذا وهذا, وإذا كان الرجل في خير وشر كالمسلم العاصي أحبه من أجل إسلامه وأبغضه من أجل ما عنده من المعاصي, فيكون فيه الأمران الشعبتان شعبة الحب والبغض, فأهل الإيمان وأهل الاستقامة يحبهم حباً كاملاً, وأهل الكفر يبغضهم بغضاً كاملاً، وصاحب الشائبتين صاحب المعاصي يحبه على قدر ما عنده من الإيمان والإسلام, ويبغضه على قدر ما عنده من المعاصي والمخالفات.


وسئل الشيخ كيف تكون المحبة فى الله فقال

يقول السائل
فضيلة الشيخ كيف تكون المحبة في الله أرجو منكم إفادة؟
الجواب


الشيخ: تكون المحبة في الله بأن تحب الرجل لكونه عابداً صالحاً لا لأنه قريبك ولا لأن عنده مالاً ولا لأنه يعجبك فيه خلقه ومنظره وما أشبه ذلك لا تحبه إلا لدينه وتقواه هذه المحبة في الله وفي هذا الحال تجد أن كل واحدٍ منكما يعين الآخر على طاعة الله

يشهد لذلك قوله صلى الله عليه وسلم

ورجلانِ تحابَّا في اللهِ ، اجتمعا عليهِ وتفرَّقا عليهِ ،

الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1423
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

نعم فهذا أخوك وهذه أختكِ تلتقيك فتذكرك بآية وتعلمك حديث وتوجهك لحلقة علم فلم يكن لقاؤكم ولا حديثكم إلا على ذكر الله ولما افترقتم ذكرتم بعضكما  بالكفارة وتواصيتم  على الالتزام بالطاعة
إلا تعض على ذلك الصاحب بالنواجذ

فإذا وافاك شعور بحب أخ لك اوأخت لك فى الله فأبلغه وأبلغيها

من حق المرء على أخيه أن يخبره بمحبته إذا أحبه ففى الحديث


إذا أحبَّ أحدُكمْ صاحِبَه فلْيأْتِه في مَنزِلِه ، فلْيُخبِرْه أنَّهُ يُحِبُّه للهِ
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 281
خلاصة حكم المحدث: صحيح



نعم علمنا لله الحمد الآن
كرامة وفضل المتحابين فى الله
علمنا أن الحب فى الله من الإيمان
علمنا كيف تكون المحبة فى الله

ننتقل لكيفية اختيار الصديق
نتعرف الآن على من أصادق ومن أدع


من أجمل ما قرأت وسمعت فى اختيار الصديق
أبيات كل كلمة فيها تصف صفة لابد من تحريها
عند اختيار الصديق فالزمها تنعم وإن تجنبتها تتعب وتغرم

يقول

أخو صلاح وأدب ذو حسب وذو نسب

ربّ صلاح وتقى ينهاك عما يتقا

من حيلة وغدر وبدعة ومكر

مهذب الأخلاق يطرب للتلاقي

يحفظ مافي عيبتك يصون ما في غيبتك

يزينه ما زانكا يشينه ما شانكا

يظهر منك الحسنا ويذكر المستحسنا

ويكتم المعيبا ويحفظ المغيبا

يسره ما سركا ولا يذيع سركا

إن قال قولا صدقك أو قلت قولاً صدقك

وإن شكوت عسراً أفدت منه يسراً

يلقاك بالأمان في حادث الزمان

يهدي لك النصيحة بنية صحيحة

خلته مدانية في السر والعلانية

صحبته لا لغرض فذاك للقلب مرض

لا يتغير إن ولي عن الوداد الأول

يرعى عهود الصحبة لا سيما في النكبة

لا يسلم الصديقا إن نال يوما ضيقا

يعين إن أمرٌ عنا ولا يفوه بالخنا   الخَنا : الفَحْشُ في الكلام .

يولي ولا يعتذر عما عليه يقدر

هذا هو الأخ الثقة المستحق للمقة أى للمحبة


إن ظفرت يداكا فكد به عداكا

فإنه السلاح والكهف والمناح

وقد روى الرواة السادة الثقاة



في الصحب والإخوان أنهما صنفان

إخوان صدق وثقة وأنفس متفقة

هم الجناح واليد والكهف والمستند

والأهل والأقارب أدنتهم التجارب

فافدهم بالروح في القرب والنزوح

واسلك بحيث سلكوا وابذل لهم ما تملك

فلا يروك مالكا من دونهم لمالكا

وصاف من صافاهم وناف من نافاهم

واحفظهم وصنهم وانف الظنون عنهم

فهم أعز في الورى إن عنّ خطب او عرى

من أحمر الياقوت بل من حلال القوت

وإخوة للأنس ونيل حظ النفس

هم عصبة المجاملة للصدق في المعاملة

منهم تصيب لذتك إذ الهموم بذّتك

فصلهم ما وصلوا وابذل لهم ما بذلوا

من ظاهر الصداقة بالبشر والطلاقة

ولا تسل إن أظهروا للود عما اضمروا

واطوهم مد الحقب طي السجل للكتب

وقال بشر الحافي بل عدة الأصناف

ثلاثة فالأول للدين و هو الافضل

وآخر للدنيا يهديك نجد العليا

وثالث للأنس لكونه من جنس

فأعط كلا ما يحب وعن سواهم فاجتنب


قد لخصت الأبيات كيف للمرء أن يختار الصديق

ونكمل مقولات فى اختيار الصديق


يقول سيدنا علي ورضي الله عنه:
إنَّ أخاكَ الحقَّ مَن كَانَ مَعَكَ
*    وَمَنْ يَضُرُّ نفسَهُ لِيَنفعَكْ

وَمَنْ إذا ريبُ الزَّمانِ صَدَعك
·              شَتَّتَ فيكَ شَملَهُ لِيَجمعَكْ

-        قيل ان سيدنا عيس عليه السلام قال
-        : (تحبَّبُوا إلى الله ببغضِ أهلِ المعَاصِي، وتقربّوا إلى الله بالتباعد منهم، والتمسوا رضا الله بِسُخْطِهم. قالوا: يا روح الله: فمن نُجَالس؟. قال: جالسوا من تُذَكِّرُكُم اللهَ رُؤْيتُهم، ومن يزيد في عَمَلِكُم كَلامُهُم، ومن يُرَغِّبُكُم في الآخرة عَمَلُهُم).

قيل لبعض الحكماء: (أيّهما أحبُّ إليكَ أخوكَ أم صَدِيقُكَ؟ قال: إنّما أُحِبُّ أَخي إِذَا كَان لي صَدِيْقَاً).

وهذه نقطة هامة نتكلم فيها بعد قليل بإذن الله

- قال محمد بن واسع رحمه الله تعالى: (ما أشْتَهِي من الدُّنيا إلا ثَلاثةً: أخاً إن تَعَوَّجْتُ قَوَّمَنِي، وَقُوتاً مِنَ الرِّزقِ عَفْواً مِن غَيرِ تَبِعَةٍ، وصَلاةً في جماعةٍ يُرْفَعُ عَنّي سَهْوُهَا ويُكْتَبُ لي فَضْلُها

ولو أفضنا فى قول الأفاضل ما انتهينا


نعم
فهل على المرء أن يدع بعضهم على الطريق ويسير

نعم

فقد حذروا من صحبة بعض من لهم صفات تضر


- قال أبو ذر الغفاري رضي الله عنه: (الوَحْدَةُ خَيرٌ مِن جَلِيسِ السُّوءِ.


قال جعفر الصّادق رضي الله عنه: (لَا تَصْحَبْ خَمسةً:الكَاذِبُ: فإنّك مِنْهُ على غُرورٍ، وهو مِثْلُ السّرابِ يُقَرِّبُ منكَ البَعيد، ويُبْعِدُ عنكَ القَريبَ.
والأحمقَ: فإنّك لَسْتَ مِنْهُ على شَيءٍ يُرِيدُ أنْ يَنفعكَ فَيَضُرَّكَ.
والبخيلَ: فإنّه يَقْطَعُ بِكَ أَحْوَجَ ما تَكُونُ إليهِ.
والجبانَ: فإنَّه يُسْلِمُكَ، ويَفِرُّ عندَ الشِّدَّةِ.
والفاسقَ: فإنَّه يَبِيْعُكَ بأكلةٍ أو أقَلّ منها. فقيل: ما أقَلُّ منها؟.
قال: الطّمعُ فيها ولا ينالُها).



- قال سيدنا علي رضي الله عنه:
فلا تصحبْ أخا الجهل
    *    
وإيَّاكَ وإِيَّاهُ

فَكَمْ من جَاهِلٍ أَرْدَى
    *    
حليماً حِينَ آخَاهُ

يقاسُ المرءُ بالمرءِ
    *    
إذا ما المرءُ مَا شَاهُ

وللشيء على الشيء
    *    
مقاييسٌ وأَشْبَاهُ



قال الشاعر صالح عبد القدوس في الحكم:
واحذر مؤاخاةَ الدَّنيء لأنَّه
    *    
يُعدي كما يُعدي الصحيحَ الأجربُ

واختر صديقَك واصطفيه تفاخراً
    *    
إنَّ القرينَ إلى المقارنِ يُنسبُ

وَدَعِ الكذوبَ ولا يكنْ لكَ صَاحِباً
    *    
إنَّ الكَذوبَ لبئسَ خلاً يُصْحبُ

وَذَرِ الحقودَ وإنْ تَقَادَم عَهْدُهُ
    *    
فالحقدُ باقٍ في الصُّدُورِ مُغَيَّبُ

واحْرِصْ على حِفْظِ القُلُوبِ منَ الأذَى
    *    
فَرُجُوعُها بَعْدَ التَّنَافُرِ يَصْعُبُ

نعم فلنحافظ على قلوبنا سليمة تجاه إخواننا وأخواتنا
ولنحذر مواظنا لفتن والشقاق كما ذكر

"عبد الرحمن بن أبي ليلي":

ما ماريتُ "جادلت" أخي أبداً, لأني إن ماريته إما أن أكذبه, وإما أن أغضبه, وأنا في سعه من الأمرين جميعا
وأخيرا

الشافعي آخى محمد بن عبد الحكم وكان يقربه ويقبل عليه ويقول ما يقيمني بمصر غيره فاعتلَّ محمد فعاده الشافعي رحمه الله تعالى فقال:
مرض الحبيب فعدته فمرضت من حذري عليه

وأتى الحبيب يعودني فبرئت من نظري إليه


جميلة أقوال السلف والصالحين فى الأخوة
أوردتها لتؤنس النفس وتوضح الطريق
وتبرز الصديق من اللاصديق

يا الله
نبلوا وعظموا فى كل شىء

نعم
عرفنا الصديق الصدوق الذى إذا جاد الزمان به فالتزمه ولا تتركه
فإنه نعم الغنيمة

نعود لجزئية أجلناها
قيل لبعض الحكماء: (أيّهما أحبُّ إليكَ أخوكَ أم صَدِيقُكَ؟ قال: إنّما أُحِبُّ أَخي إِذَا كَان لي صَدِيْقَاً).


وهى لنحذر أن نكيل الود والألفة للصديق ونحرم الأهل وإخوان النسب

افتح قلبك لجعلهم أحبابا فى الله مع كونهم أهل ونسب

ربما يقول البعض استحى
أقول فقد ضيعت حقا لهم عليك
فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

خيركم خيركم لأهله

والأقربون أولى بالمعروف
ألم تر المولى عز وجل أول ما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة أمره بها فى أهله وعشيرته فقال

وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ ٱلْأَقْرَبِينَ

سورة الشعراء - الجزء 19 - الآية 214 - الصفحة 376

ونعلم أن الصدقة فى الأهل صدقة وصلة
وكذلك الحب فى الله فيهم من باب أولى

فلا يتحجج احد أنهم لا يعرفون تلك المعانى فعرفهم أنت
ولا يقول استحى أقول جاهد نفسك فالأمر كيد شيطان وضعف نفس

فعيب عليك أن تفيض الحب والحنان على من لا تعرف وتمنعه من تعرف بحجج يمكن إبطالها

وعلى كل امرىء أن يعين نفسه على نفسه ويجاهدها ويستعين بالله وسيجد الخير الكثير
يقول تعالى

وَٱلَّذِينَ جَـٰهَدُوا۟ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ

سورة العنكبوت - الجزء 21 - الآية 69 - الصفحة 404

وينبثق منها حب الزوج فى الله

هو موضوع هام يحتاج لبسط ويقصر به هنا المقام
وأذكره مجملا ومختصرا جدا

أن يحب الزوج زوجته فى الله وتحب الزوجة زوجها فى الله

كثيرا ما نرى المشاكل تدب فى المنزل وتتهدم بيوت بسبب إيثار كل طرف مصلحته او تنازع فى الأفكار وغيره مما عرضنا من آفات الصحبة

لكن أن يحب كل منهما الآخر فى الله هذا يعنى انهم يقومون مقام
المتناصحين فى الله فيقبل كل منهما  نصح الآخر وتوجييه دون تعالى ولا إهمال ولا كبر
وأن يتباذلون فى الله فيبذل كل منهما جهده تجاه الآجر لقضاء حاجياته ولتوفير متطلباته ارضاءا لله ورغبة فى محبته تعالى
فتتحق لهما المودة والسكن والرحمة المرجوة والتى بها تسود الألفة فى بيوت المسلمين

هذا غيض من فيض فقط للمثال لا للحصر وعليه قيسى كل فعالهم وتفاصيل حياتهم وجريها مجرى المتحابين فى الله

وبقى حب الأبناء فى الله

أيضا يخرج ذلك من نفسك حب التملك ويطغى حب نفعهم والخوف عليهم والحرص على آخرتهم قبل دنياهم
وهكذا

هل بقى شىء فى نفس أحد لم نتكلم فيه

؟
؟
؟


نعم أعلم يقينا ذلك

تقول سامعة ويقول قارىء

علمنا فضل المتحابين فى الله
وكيف كرامتهم ومحبة الله لهم

وعرفنا أن المحبة فى الله من الإيمان بل أوثق عراه

وأن من أحب لله فإن ذلك له ظل يوم القيامة وكرامة ومقام كريم

ويكفى محبة الرحمن

وعرفنا الصديق الوفى وصفته
وبعد كل ذلك
لماذا  نرى من حولنا أناس تضيع معنى الأخوة فى الله
وتضيع حقوق المحبة فى الله

ونرى بعض الآلام والطعنات لا تأتينا إلا من الأحباب

الأمر له تفسيره من الطرفين

الطرف الذى تألم من الجرح أقول له
كما قال

قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (لَا يَحِلُّ لامرئٍ مسلمٍ سَمِعَ مِن أَخِيه كلمةً أنْ يَظُنَّ بها سُوءاً، وهو يجدُ لها في شيءٍ من الخير مَخْرَجاً).

فهو يحقق معنى التمس لأخيك سبعين عذرا

فلا يبادر المرء بالحزن والكآبة وادعاء أنه أوذى وطُعن من قبل أن يحسن الظن ويلتمس العذر ويتحرى سبب ما حدث
لعل له تفسير يزيل الألم ممن فعل الحدث
فعلى أن أؤول تصرف الطرف الثاني على أحسن تأويل
لأظل على مودتى له
ولأبادر بالمكاشفة مكاشفة ما فى نفسي للطرف الآخر ولا ابتدره بالقطيعة قبل العتاب وإزالة أسباب الشقاق

هذا الكلام مثلا يمكن أن يحدث مع الناس عند التلاق أما حالاتنا الآن وقد أصبحت كل علاقاتنا من خلال النت
ربما يجد أحدهم صاحبه أو أختها متواجدة على وسيلة المحادثة وكاتبتها فلم ترد
فلتؤول تصرفه الذى بدا سيئا ومؤذيا والتمس أعذارا كثيرة
منها سوء الاتصال
منها عدم جلوس من نحدث ولكن غيره هو المتواجد
ربما الحالة النفسية للشخص لا تسمح له بالتحاور
وإن بدا الأمر أنه إهمال وكان عليه قرائن فلأبادر بالاستفسار كشفا لغيب لا أعلمه وطلبا لدوام المودة قبل أن أسىء الظن


-
قال سيدنا عمرُ بن الخَطّاب رضي الله عَنه: (ثلاثٌ تُثْبِتُ لك الوُدَّ في صَدْرِ أخيكَ: أنْ تَبدأهُ بالسَّلامِ، وتُوْسِعَ له في المَجْلسِ، وتَدْعُوَه بأحَبّ الأسماءِ إليهِ).
- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (ثَلاثٌ يُصَفّيْنَ لَكَ وُدَّ أَخِيكَ: أنْ تُسَلِّمَ عَلَيهِ إِذَا لَقِيْتَهُ، وتُوَسِّعَ لَهُ في المَجْلِسِ، وتَدْعُوَهُ بِأَحَبِّ أَسْمَائِهِ إِلَيهِ).

حاول أن تنوى دوام الوداد وسوف يبقيه الله لك كما تريد



-
يقول سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
وصاحبْ تقيّاً عالماً تنتفعْ به
    *    
فصحبةُ أهلِ الخيرِ تُرجَى وتُطلبُ

وَإِيَّاكَ والفُسَّاقَ لا تَصْحَبنَّهم
    *    
فَصُحْبَتُهُم تُعدي وذَاكَ مُجرَّبُ

وهذه النقطة الثانية وهى إن التمست الصواب فى الاختيار الصديق لن تنل منه إلا خيرا وإن أسأت الاختيار لم يحمل الشوك ويجنى الأسى إلا أنت
كما أنها ليست فقط تكون سببا فى الأسي إنما أيضا سوء الاختيار هى سبب رئيسي فى إحداث الفرقة وتفرق هذه المجموعة وذلك لأنهم لم يتوافقوا  لم يتبينوا أسباب الاستمرار فى علاقتهم


إذا فمصير كل علاقة لم نختر أفرادها بعناية هى الفرقة


هذا فيما يخصك

وفيما يخص الصديق


أقول لا يقدم على فقد مقام رفيع كهذا إلا أحد اثنين
خاسر غافل

فلو قدروا الله وقدروا محبته للمتحابين ما استهانوا

أو انه من البداية لم تكن محبته خالصة لله
بل كانت لغرض ومع انتهاء الغرض أو انتفاء السبب الذى من أجله قامت العلاقة  زالت المحبة حيث زال سببها

وما كان الله بقى وما كان لغيره زال وفنى

فهؤلاء لا تحزن عليهم بل احمد الله أن خلصك منهم

والصنف الآخر جاهل بهذا الفضل العظيم والخير الوفير وهذا نشفق عليه
ربما لو ذكرناه ذكر والتزم بحسن الصحبة


ونحن نرى ممن حولنا تجمعات كثيرة وتآلفات مجموعات هنا وهناك وفرق عمل هنا وهناك

على سكاى بى وعلى فيسبوك وأخرى بوسائل متعددة ومختلفة

تجمعوا فى الأساس على محبة الله وحب تقديم النفع والانتفاع من دين الله تعالى

مشرفات ومشرفون إخوان وفريق عمل وأخوات وفريق عمل
كلهم يعملوا لنشر الخير وتوجيه الناس للبر
وتعريف الناس بربهم وتيسير الأمور عليهم من تعريف بمعلمين أو وسائل تعليمية و غيره من وسائل خير تعج بها المجموعات
ثم ما يلبث أن نجد الصدع والشقاق قد دب بين أواصر المجموعة

وذلك بسبب وجود بعض النماذج التى تختلف نيتها ويختلف توجهها
فربما اتفقوا وتعاونوا على عملهم لكن منهم من عمل وسطهم
من أجل ظهور أو تحصيل ريادة فإن تحصلت له قيادة قهر من تحت يده
وإن حدث له ظهور تعالى وآذى من رافقه

فيتكدر صفو العيش وتستحيل السعادة شقاء
ويحمل القلب هما بسبب تحول ود الأصفياء

أقول  مرة أخرى لا تبادر بقطيعة لكن أول ما يتوجب عليك من حسن العهد بالصحبة
هو التذكير بسوء الفعل والتذكير بتحصيل الذنب
فإن تذكر فبها ونعمت وظللت على ود أحبابك
وإن لم يتذكر وظل المرء على عناده وفساده
بل كبره وريائه فأفضل لك أن تقطعه فإن مجالسته ومرافقته وإن لم تعديك وتصبح مثله
كفاك أنها ستشغل قلبك بكثرة الهم والغم من سوء فعله


ولا تحزن على أيهما إن فقدته
فهم ممن يعيق المسير إلى الله
فإنهم يشغلون القلب بسوء فعالهم
فيحيلون فكرك صمتا
وانشراح صدرك غما
ويقطعون طريق وصولك إلى الله

وكما يقول شيخنا الألباني رحمه الله
الطريق إلى الله طويلة ونحن نسير عليها كالسلحفاة
وليس الغرض أن نصل لآخرها ولكن الهام أن نموت عليها

فكوننا نسير أصلا ببطء السلحفاة فهل ينقصنا أيضا معوقات وعثرات تبطىء سيرنا بالزيادة

فهؤلاء الأشخاص وسوء فعالهم توقفنا وتشغل قلوبنا فتعيقنا عن الوصول إلى الله بسرعة لأنها تقطع من وقتنا

وكما سأل  أحدهم أحد الصالحين فقال كيف أعرف أن سفرى هذا يرضى الله
قال له انظر فإن قربك من الله فاستمر وإن أبعده عنه فارجع

الشاهد منها أننا نكون هذه المجموعات ونتعاون فيها من أجل أن نتعلم سلامة القلب
وأن نجتهد ونأخذ بأيد بعضنا للوصول إلى الله تعالى معا
فإن كان هذا همنا وتم فلله الحمد والمنة فاستمسك بتلك الصحبة واجعلهم لك قربى

وإن وجدت نفسك لا تحصل إلا الهم والاختلاف وطول الجدال وألم القلب من سوء الفعال فدعك عنهم فإن تلك الصحبة إنما هى نكبة

وحقق قول ابن القيم رحمه الله

اقطع عنك العوائق
فكل ما يعيقك فى طريق مسيرك إلى الله اقطعه ولا تأسف عليه
وإن لم نوص بالقطيعة  حتى لا نقطع مسلما  فبلغه ودك ولا تضيع معه وقتك


لله الحمد والمنة وصلنا لختام المقال

ما كان من توفيق فمن الله وحده وما كان من خطأ فمنى أستغفره وأتوب إليه
اللهم اغفر وارحم وأنت خير الراحمين
اللهم اجعلنا إخوان وأخوات على سرر متقابلين

اللهم جاز عنا نبينا أفضل ما جازيت نبيا عن أمته
نشهدك ربنا أنه أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة
فجازه عنا خير الجزاء وآته الوسيلة والفضيلة
والدرجة الرفيعة وابعثه مقاما محمودا الذى وعدته
إنك لا تخلف الميعاد
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق