السبت، يونيو 15، 2013

وبالحق أنزلناه وبالحق نزل


بسم الله الرحمن الرحيم


قد استمعت لكلمات بعض من يفترى على الله ويتقول بعظيم القول سبحان الله وتعالى عما يفترون
كمن قال
كيف يخلق الناس ويتركهم يتعذبون مثل من لا يجد قوت يومه ولا مأوى له

او مثل ما نرى من إبادة أو تعذيب لبشر بأيدى طواغيت الدنيا فأين الله فى ذلك
كيف يرى ذلك ويسكت ( حاشا الله استغفره مما يقولون
كما نرى فى سوريا وغيرها مثلا

كيف يركب فينا الشهوة ثم يمنعنا من التمتع بما تقتضيه
فيمنع من إقامة العلاقات بإخبار أنها زنا
أو يمنع من تعدى الحد فى التمتع بالطيبات من طعام وشراب
بإخبار أنها من الإسراف
وأنه لا يحب المسرفين

يقول المرء أنا ضعيف ونفسي توردنى المهالك لماذا خلقنى هكذا مع أنه خلق آخرون معصومون وقادرون على ملك أنفسهم
يقولون فلان متفوق وبإمكانه ان يتحصل على درجة علمية متميزة
لماذا أعاقه وأحدث له ظروفا فتقهقر و لم يظفر بشىء

وكثيرة هى الأفكار والكلمات التى ترد على ألسنتهم
تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا
كثيرا ما فكرت فيها وفى كيف الرد عليهم وكيف تصويب عقيدتهم
وتنقية قلوبهم من تلك الشوائب
كما فكرت فى نشر ذلك الكلام او الوقوف عنده ووأده
لكنى استخرته سبحانه ثم توكلت عليه
فلعل أحدا يرى من حوله من يفكر بشىء يشبه ذلك

لما وقفت أفكر ما الرد على فكرهم هذا
ثم أمسكت مصحفى أمس أقرأ فوجدتنى فى سورة

هود
بين يدى تلك الآيات الكريمات

وتحت كل آية تفسيرها من التفسير الميسر لومن أراد الزيادة فليبحث فى التفاسير

أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍۢ مِّن رَّبِّهِۦ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌۭ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِۦ كِتَـٰبُ مُوسَىٰٓ إِمَامًۭا وَرَحْمَةً ۚ أُو۟لَـٰٓئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِۦ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِهِۦ مِنَ ٱلْأَحْزَابِ فَٱلنَّارُ مَوْعِدُهُۥ ۚ فَلَا تَكُ فِى مِرْيَةٍۢ مِّنْهُ ۚ إِنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿17﴾

أفمَن كان على حجة وبصيرة من ربه فيما يؤمن به, ويدعو إليه بالوحي الذي أنزل الله فيه هذه البينة, ويتلوها برهان آخر شاهد منه, وهو جبريل أو محمد عليهما السلام, ويؤيد ذلك برهان ثالث من قبل القرآن, وهو التوراة -الكتاب الذي أنزل على موسى إمامًا ورحمة لمن آمن به-, كمن كان همه الحياة الفانية بزينتها؟ أولئك يصدِّقون بهذا القرآن ويعملون بأحكامه, ومن يكفر بهذا القرآن من الذين تحزَّبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجزاؤه النار, يَرِدُها لا محالة, فلا تك -أيها الرسول- في شك من أمر القرآن وكونه من عند الله تعالى بعد ما شهدت بذلك الأدلة والحجج, واعلم أن هذا الدين هو الحق من ربك, ولكن أكثر الناس لا يصدِّقون ولا يعملون بما أُمروا به. وهذا توجيه عام لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.
-----------------------------------------------

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا ۚ أُو۟لَـٰٓئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ وَيَقُولُ ٱلْأَشْهَـٰدُ هَـٰٓؤُلَآءِ ٱلَّذِينَ كَذَبُوا۟ عَلَىٰ رَبِّهِمْ ۚ أَلَا لَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّـٰلِمِينَ ﴿18﴾

ولا أحد أظلم ممن اختلق على الله كذبًا, أولئك سيعرضون على ربهم يوم القيامة; ليحاسبهم على أعمالهم, ويقول الأشهاد من الملائكة والنبيين وغيرهم: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم في الدنيا قد سخط الله عليهم, ولعنهم لعنة لا تنقطع; لأن ظلمهم صار وصفًا ملازمًا لهم
---------------------------------------------------------------
ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًۭا وَهُم بِٱلْءَاخِرَةِ هُمْ كَـٰفِرُونَ ﴿19﴾
هؤلاء الظالمون الذين يمنعون الناس عن سبيل الله الموصلة إلى عبادته, ويريدون أن تكون هذه السبيل عوجاء بموافقتها لأهوائهم, وهم كافرون بالآخرة لا يؤمنون ببعث ولا جزاء.
--------------------------------------------------------------------------------

أُو۟لَـٰٓئِكَ لَمْ يَكُونُوا۟ مُعْجِزِينَ فِى ٱلْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ ۘ يُضَـٰعَفُ لَهُمُ ٱلْعَذَابُ ۚ مَا كَانُوا۟ يَسْتَطِيعُونَ ٱلسَّمْعَ وَمَا كَانُوا۟ يُبْصِرُونَ ﴿20﴾
أولئك الكافرون لم يكونوا ليفوتوا الله في الدنيا هربًا, وما كان لهم مِن أنصار يمنعونهم من عقابه. يضاعَفُ لهم العذاب في جهنم; لأنهم كانوا لا يستطيعون أن يسمعوا القرآن سماع منتفع, أو يبصروا آيات الله في هذا الكون إبصار مهتد; لاشتغالهم بالكفر الذي كانوا عليه مقيمين.
----------------------------------------------------

أُو۟لَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓا۟ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا۟ يَفْتَرُونَ ﴿21﴾
أولئك الذين خسروا أنفسهم بافترائهم على الله, وذهب عنهم ما كانوا يفترون
---------------------------------------------
لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِى ٱلْءَاخِرَةِ هُمُ ٱلْأَخْسَرُونَ ﴿22﴾
حقًا أنهم في الآخرة أخسر الناس صفقة; لأنهم استبدلوا الدركات بالدرجات, فكانوا في جهنم, وذلك هو الخسران المبين
-------------------------------------------------

إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَأَخْبَتُوٓا۟ إِلَىٰ رَبِّهِمْ أُو۟لَـٰٓئِكَ أَصْحَـٰبُ ٱلْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ ﴿23﴾ ۞
إن الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا الأعمال الصالحة, وخضعوا لله في كل ما أُمروا به ونُهوا عنه, أولئك هم أهل الجنة, لا يموتون فيها, ولا يَخْرجون منها أبدًا.
--------------------------------------------------------------------------------
مَثَلُ ٱلْفَرِيقَيْنِ كَٱلْأَعْمَىٰ وَٱلْأَصَمِّ وَٱلْبَصِيرِ وَٱلسَّمِيعِ ۚ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴿24﴾
مثل فريقَي الكفر والإيمان كمثل الأعمى الذي لا يرى والأصم الذي لا يسمع والبصير والسميع: ففريق الكفر لا يبصر الحق فيتبعه, ولا يسمع داعي الله فيهتدي به, أما فريق الإيمان فقد أبصر حجج الله وسمع داعي الله فأجابه, هل يستوي هذان الفريقان؟ أفلا تعتبرون وتتفكرون؟
--------------------------------------------------------------------------------
سبحان الله العظيم

ثم تذكرت قوله تعالى
سورة الزمر - الجزء 24 - الآية 41 - الصفحة 463
إِنَّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ لِلنَّاسِ بِٱلْحَقِّ ۖ فَمَنِ ٱهْتَدَىٰ فَلِنَفْسِهِۦ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ
--------------------------------------------------------------------------------
إنه هو الله الملك الحق العدل الذى ليس بظلام للعبيد ما خلقنا ليعذبنا إن نحن آمنا واهتدينا فقد قال تعالى


سورة النساء - الجزء 5 - الآية 147 - الصفحة 101
مَّا يَفْعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَءَامَنتُمْ ۚ وَكَانَ ٱللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًۭا
--------------------------------------------------

ثم تذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
سئلت أمنا السيدة أُمِّ سَلَمَةَ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، مَا كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ عِنْدَكِ ؟ قَالَتْ: كَانَ أَكْثَرُ دُعَائِهِ : يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ.. قَالَتْ :فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا أَكْثَرَ دُعَاءَكَ: يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ... قَالَ: يَا أُمَّ سَلَمَةَ ، إِنَّهُ لَيْسَ آدَمِيٌّ إِلَّا وَقَلْبُهُ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ فَمَنْ شَاءَ أَقَامَ وَمَنْ شَاءَ أَزَاغَ ... فَتَلَا مُعَاذٌ { رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا } ...
قَالَ أَبُو عِيسَى ( الترمذى )وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ * = وحسنه الألباني =


فعندما نرى هذه النماذج أول ما يطل على الأذهان
حمد الله على نعمة الإيمان
ثم سؤال الله الثبات على الإيمان
وسؤاله تعالى حسن الخاتمة

****************
وجدتنى بدون محاولة للرد على أى من هذه التساؤلات الاعتراضية على قدر الله وقضائه

قد ثبت عندى بفضل الله تعالى أن هؤلاء من عميت أبصارهم وبصيرتهم عن الحق
كل ما يحتاجون هو طلب المعونة من الله ليدلهم ويهديهم وينجيهم
فوالله لو أن المرء ذو قلب سليم لأدرك الله وأذعن له بالربوبية والألوهية وبالقدرة والحكمة فى كل ما يفعل بنا

يقول تعالى

سورة الإسراء - الجزء 15 - الآية 105 - الصفحة 293
وَبِٱلْحَقِّ أَنزَلْنَـٰهُ وَبِٱلْحَقِّ نَزَلَ ۗ وَمَآ أَرْسَلْنَـٰكَ إِلَّا مُبَشِّرًۭا وَنَذِيرًۭا

وبالحق أنزلنا هذا القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم لأمْرِ العباد ونهيهم وثوابهم وعقابهم، وبالصدق والعدل والحفظ من التغيير والتبديل نزل. وما أرسلناك -أيها الرسول- إلا مبشرًا بالجنة لمن أطاع، ومخوفًا بالنار لمن عصى وكفر.
وأخيرا

سورة يونس - الجزء 11 - الآية 94 - الصفحة 219
لَقَدْ جَآءَكَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ


فاللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وإليك المصير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق