السبت، يونيو 15، 2013

6 _ أسباب الفتور لدى طالب العلم

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
حمدا يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك

والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وازواجه الأطهار وأصحابه الأخيار صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم الدين

وبعد
******************


ننتقل الى ما يصيب الطلاب فى الطريق

ويكلهم الى الفتور والتوقف ونعرضه سببا سببا ثم نحاول معا ايجاد حلول لتلك الاسباب

فالفتور يعترض طريق طالب العلم والذي كثيرا ما نجده ليل نهار
نجد الطالبة تبدأ بهمة في حلقة ما ثم نجد الحلقات بعدما كانت تزج بالطالبات تتفلت الطالبات واحدة تلو الأخرى
فلنعرض لاسباب تلك الآفات والعقبات ربما نستطيع أن نوقف هذا الوهن الذي يصيب الطالب قى الطريق


الفتور على معنيين :

أ) الانقطاع بعد الاستمرار أو السكون بعد الحركة .
ب)الكسل أو التراخي أو التباطؤ بعد النشاط والجد .


قال تعالى عن الملائكة :
: {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يستكبرون عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ} [الأنبياء: 19-20
].
أي أنهم في عبادة دائمة ينزهون الله عما لا يليق به ويصلون ويذكرون الله ليل نهار لا يضعفون ولا يسأمون .



ويمكن أن يدخل الفتور إلى النفس فيجعل الطالب يتوقف او تضعف همته بسبب :

ـ الغلو والتشدد: بالانهماك في الطاعات وحرمان البدن حقه من الراحة والطيبات فإن هذا من شأنه أن يؤدى إلى الضعف أو السأم والملل وبالتالي : الانقطاع والترك بل ربما أدى إلى سلوك طريق أخرى عكس الطريق التي كان عليها فينتقل العامل من الإفراط إلى التفريط.

اى ان طالب العلم ربما كان صاحب همة فراح يلهث وينهل من ابواب العلم المتفرقة ما تنوء عن حمله اكتافه
فيسأم ويتعب ويتوقف ويترك فجأة وبالكلية

فقد قال صلى الله عليه وسلم
 
 
عليكم من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل



الراوي: - المحدث: السخاوي - المصدر: فتح المغيث - لصفحة أو الرقم: 2/332

خلاصة حكم المحدث: صحيح
 
نجد طالب العلم يجد ويجتهد وكلما وجد محاضرة او درس علم او حلقات تقام يشترك ويتلحق حتى يجد التزاماته قد كثرت واحتاج مجهود ووقت كبير وما نجد بعد ذلك الا الفتور فيترك الحلقات بالكلية او يبدأ فى التراخى وعدم الخروج من الحلقات بنفع نتيجة انه يهمل المذاكرة والتركيز وكذلك تجدى اختا تهمل فى بيتها من الاكثار على نفسها وتشعر باسى نتيجة انها لم تستطع ان توفى باى حق فلا هى وفت بحق بيتها ولا هى وفت بالتزام طريق العلم الصحيح بالطريقة الصحيحة من تدرج وتقديم للاولويات

ولنتذكر دوما انه لن يشاد الدين احدا الا غلبه


وكلنا نذكر هذا الحدث

إن رهطا من الصحابة ذهبوا إلى بيوت النبي يسألون أزواجه عن عبادته فلما أخبروا بها كأنهم تقالوها أي : اعتبروها قليلة ثم قالوا : أين نحن من رسول الله و قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر ؟ فقال أحدهم : أما أنا فأصوم الدهر فلا أفطر و قال الثاني : و أنا أقوم الليل فلا أنام و قال الثالث : و أنا أعتزل النساء فلما بلغ ذلك النبي بين لهم خطأهم و عوج طريقهم و قال لهم : إنما أنا أعلمكم بالله و أخشاكم له و لكني أقوم و أنام وأصوم و أفطر و أتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني
الراوي: - المحدث:الألباني - المصدر:غاية المرام - الصفحة أو الرقم: 208
خلاصة حكم المحدث: صحيح  
 
فلِمَ اوقفهم النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتركهم ما دامت هذه همتهم وهذا جهدهم
اولا لان ذلك مخالف لسنته صحيح ولكن ايضا لانه صلى الله عليه وسلم يعلم ان النفس البشرية سوف تمل وان هذا التشدد لن يلحقه الا فتور وتوقف

ولكن بالرفق على النفس واتيان الحقوق ومتابعة العبادة باولوياتها واوقاتها

فمثلا نجد العلماء ترتب اولويات تلقى العلم تختلف بينهم فمنهم من يقدم حفظ القرآن ثم تعلم اللغة ثم السنة فما بعدها

وعلماء اخرون نجدهم يقدمون علم اللغة على الحفظ مثلا وهكذا ونجدهم وضعوا قواعد لطالب العلم المبتدأ تعينه على التدرج فى طلب العلم وكيفية الترقى من المبتدأ الى المتقدم وهكذا

ولكن هناك امر ربما دفع الاخت او اى مسلم للغلو والضغط على نفسه من اجل تحصيل اكثر الا وهو

ان بعض المسلمين تشغله الحياة والتعليم الدنيوى ولا ينتبه لانه قصر فى تحصيل العلم الشرعى الا فى عمر متقدم فيكون ذلك سببا عنده يبرر حالة النهم فى طلب العلم ثم يثقل على نفسه

وربما وصل وخاصة فى هذا السن الكبير لشعور بعدم القدرة على التحصيل ولكن نقول

ان الله تعالى يؤجر الناس على نيتهم وما دام المرء قد نوى تعلم العلم الشرعى فإن الله تعالى يؤجره ويقبله حتى ولو لم يبلغ باجله ذلك لان الله تعالى لن يضيع عمل عامل ولو كانت نيته

فانه تعالى  
 
قال الله عز وجل وقوله الحق : إذا هم عبدي بحسنة فاكتبوها له حسنة ، فإن عملها فا كتبوها له بعشر أمثالها ، وإذا هم بسيئة فلا تكتبوها ، فإن عملها فا كتبوها بمثلها ، فإن تركها – وربما قال : فإن لم يعمل بها – فا كتبوها له حسنة ، ثم قرأ : ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها )
الراوي: أبو هريرة المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3073
خلاصة حكم المحدث: صحيح 
 

بمجرد ان هممت يا مسلم برغبتك فى تحصيل العلم فقد نلت الاجر وان لم يبلغك اجلك تمام العمل والله تعالى اعلم

ومن الجدير بالمعرفة ان يراعى طالب العلم اولويات طلب العلم فلابد الا نقدم علم هام على اخر اهم

فمثلا لابد من تعلم الحد الادنى من الفقه والذى لا يجب ان يغفل عنه اى مسلم كمعرفة الضوء الصحيح والصلاة الصحيحة وسائر العبادات حتى لا نقع فى خطأ شرعى فى العبادة وكذلك احكام البيع والشراء حتى تكون المعاملات على اساس شرعى سليم لا يقع الناس فى الحرام نتيجة عدم معرفته

وهكذا... ويجب تعلم التجويد لكى يستطيع المسلم تلاوة

القرآن الذى هو عبادة على الوجه الصحيح وكذلك كى يتلوه فى الصلاة صحيحا كما امر الله تعالى

ذلك كأمثلة للعلوم الواجب المبادرة بتعلمها على سبيل المثال لا الحصر والله تعالى يوفقنا لكل ما يحب ويرضى ونساله ان يعلمنا ما جهلنا ويرزقنا العمل بما علمنا 
 
السرف ومجاوزة الحد في تعاطى المباحات
 
 يعنى هذا الاقبال بشره ٍ واسراف على الطعام والشراب وملىء البطن وهو فى الحقيقة مباح الا انه من شأنه أن يؤدى إلى السمنة وضخامة البدن ، وسيطرة الشهوات ، وبالتالي التثاقل ، و الكسل و التراخي ، إن لم يكن الانقطاع و القعود ،

او ان يسرف المرء فى لقاء الاخوان ومجالس الاهل فيتعدى الامر كونه صلة رحم او ضرورة الى ان يكون سمر فيما لا يفيد
ولعل ذلك سبب نهي الله ورسوله ، عن السرف ،

قال تعالى {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}(الأعراف:31)
 
 

فالاكل والشرب مباحان لكن إلمسى معى الأمر ولنتذكر رمضان وكيف نرى من يسرف فى تناول الافطار فانه تلقائيا يتثاقل جسمه عن صلاة القيام فها هو قد تجاوز فى المباح واسرف فأثر ومنعه من طاعة







أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبل العشاء، والحديث بعدها .



















الراوي: أبو برزة الأسلمي المحدث: البخاري- المصدر: صحيحالبخاري - الصفحة أو الرقم: 568

خلاصة حكم المحدث: [صحيح]








فالليل له عمل والنهار له عمل فلا يطغى ذلك على ذاك

فنجد الطالب يسهر ليله في غير فائدة فيضيع النهار
وقت التحصيل



ووالله لقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا ما قرأه عاقل الا وشعر بحرج شديد فى كل مجلس يرتاده وليعد فيه النظر وفى كل جلساته واوقاته








ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ، ولم يصلوا فيه على النبي صلى الله عليه وسلم ، إلا كان عليهم ترة يوم القيامة ، إن شاء عفا عنهم ، وإن شاء أخذهم بها
الراوي: أبو هريرة المحدث:البغوي - المصدر:شرح السنة - الصفحة أو الرقم: 3/73
خلاصة حكم المحدث: حسن













ما قعد قوم مقعدا لا يذكرون الله عز وجل ويصلون على النبي ؛ إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة ، وإن دخلوا الجنة للثواب .
الراوي: أبو هريرة المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1513
خلاصة حكم المحدث: صحيح










وآخر اشد وطأة








الدنيا ملعونة ، ملعون ما فيها ، إلا ذكر الله و ما والاه ، أو عالما أو متعلما
الراوي: أبو هريرة المحدث:الألباني - المصدر:السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 2797
خلاصة حكم المحدث: حسن










يا الله كم من اوقات ضاعت فيما لا طائل منه فنسأل الله العفو والعافية وان يرزقنا ان نتدارك ما بقى من اعمارنا ويجعلها فى طاعته اللهم امين

ولنتعرض لبعض الامور التى تعرض لاخواتنا

فبعض الاخوات تضطر للسهر ليلا لظروف عمل الزوج فلا بأس من ان تنظم وقتها بما يسمح لها من ترتيب الاعمال المتوافق مع هذه الظروف

واخرى تقول ان اولادها يسهرون فنقول لو انهم صغارا فاننا يمكن ان نعودهم على النوم مبكرا فإن الجسم البشرى يمكن بسهولة ضبطه بإعدادت اختارها انا لنفسى فلو اردت مثلا ان اعودهم على النوم مبكرا فانى اهيىء جو المنزل المناسب للنوم ومرة تلو الاخرى سيعتادون ذلك وتتهيأ له اجسادهم

اما لو انهم كبارا فلنا عليهم واجب الطاعة وعلى الابوين استخدام هذا الامر لتعويد الابناء على التزام موعد للنوم وتعليمهم هدى النبي صلى الله عليه وسلم فى هذا الامر والله يحفظهم ويهديهم

ويدخل فى ذلك اتصالات الهاتف وليس المجالس فقط فنجد أخوات تتصل ببعضهن لساعات ولا تحصيل لفائدة بعد الحديث

يكفيك من اتصالك الاطمئنان على اختك او اى طرف تريدين من الاهل او الصحب ولكن ان نرى المحادثات تستمر لساعات فهو ايضا من تضييع الوقت وتمضيته فى غير رضا الله او فى غير فائدة فلننتبه لامر الاتصال عبر الهاتف


واخت تقول لا احب التزاور لكن نُجبر احيانا على التزاور والحديث فى المجالس فنقول انه لا يجبر احد أحد اخر على الحديث إن كان لا يرغب فيه فقد قال صلى الله عليه وسلم








........ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
الراوي: أبو هريرة المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2500
خلاصة حكم المحدث: صحيح








فإن كان المجلس فيما لا يرضى الله فلتنذكر الآية

قال تعالى (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) الأنعام/68

والمراد بذلك كل فرد من آحاد الأمة أن لا يجلس مع المكذبين الذين يحرفون آيات الله ويضعونها على غير مواضعها فإن جلس أحد معهم ناسيا " فلا تقعد بعد الذكرى" بعد التذكر "

ويقول تعالى
(وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚإِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ۗإِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (140) . النساء
أي إنكم إذا جلستم معهم وأقررتموهم على ذلك فقد ساويتموهم فيما هم فيه .



وقال الفضيل بن عياض: من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه، ومن زوج كريمته من مبتدع فقد قطع رحمها، ومن جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة، وإذا علم الله عز وجل من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له.


فهناك من الناس من يتحدث فى الدين بسفاهة او عدم فهم او يلحق الدين بالفكاهة وهو كله من الخوض
وما على المرء الا ترك هذا المجلس ذلك إن لم يستطع توجيها لحديث لما يحب الله او ان ينبه الآخرين للخطأ الوارد فى حديثهم ربما ردهم توجيهه ونصحه فإن لم يستطع فعليه ترك المجلس فإن لم يستطع فليصمت ويلتزم هجر المشاركة فى الحديث لعل مجرد صمت المرء يدعو الآخرين للتفكر فى تصويب اقوالهم او افعالهم
والله تعالى الموفق لكل خير

فلننتبه لمثل هذه الأمور فإنها اوجب ان تكون قاطعا للسبيل ومانعا للتحصيل سواء بسبب الوقت الضائع او الثقل الحادث
وكل ذلك فى الاسراف فى مباح فما بالنا لو كان الاسراف فى غير مباح عافانا الله وهدانا سواء السبيل
********************************

يُتبع إن شاء الله بباقى أسباب الفتور

^
^
^
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق