الأحد، يونيو 16، 2013

12_ الفصل الأول ( كن على جادة السلف

بسم الله الرحمن الرحيم

نستكمل بفضل الله تعالى
تفريغ دروس حلية طالب العلم





نسال الله تعالى ان يرزقنا الاخلاص فى عملنا كله ظاهره وباطنه


ويغفر ذنوبنا ويسترنا فى الدنيا والاخرة



*******************************


الخلق الثانى





كن على جادة السلف الصالح:

كن سلفياً على الجادة، طريق السلف الصالح من الصحابة رضى الله عنهم، فمن بعدهم ممن قفا أثرهم في جميع أبواب الدين، من التوحيد، والعبادات، ونحوها، متميزاً بالتزام آثار رسول الله e وتوظيف السنن على نفسك، وترك الجدال، والمراء، والخوض في علم الكلام، وما يجلب الآثام، ويصد عن الشرع.
قال الذهبي رحمه الله تعالى“وصح عن الدارقطني أنه قال: ما شيء أبغض إلي من علم الكلام. قلت: لم يدخل الرجل أبداُ في علم الكلام ولا الجدال، ولا خاض في ذلك، بل كان سلفياً” ا هـ.
وهؤلاء هم (أهل السنة والجماعة) المتبعون آثار رسول الله e، وهم كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
“وأهل السنة: نقاوة المسلمين، وهم خير الناس للناس” اهـ.
فالزم السبيل (ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله).



ونتطرق فى الحديث هنا الى نقطتين :


1ـ علم الكلام والمتكلمون


2ـ السلف لصالح وخصائصهم
..وكيفية الاتباع لهم باحسان
لنيل رضا الرحمن



فصل فى علم الكلام

******************







يقول علماء الكلام بأن علمهم هذا يستمدونه من الأدلة اليقينية، النقلية والعقلية:
  • الأدلة العقلية: وهي استخدام العقل عن طريق النّظر في العالم الخارجيّ، للتعرّف على وجود الله وعلى ما يجب له من الصفات وما يستحيل، وما يجوز عليه من الأفعال. وكذا ما يجب للأنبياء من الصفات وما يستحيل وما يجوز. وأهل السنة لم يختلفوا في الإقرار بأن العقل يمكنه معرفة بعض الأحكام العقائدية،( نذكر حال سيدنا عمر رضى الله عنه وارضاه وكيف كانت توافق اراؤه فى عدة مواقف الايات التى تنزل بالتشريع ...هذا يعنى ان النفس اذا صفت وظلت على الفطرة السليمة التى فطرها الله عليها استطاعت تلقى امر السماء دون وساطة ... كما كانت حنيفية سيدنا ابراهيم عليه السلام فهوقد مال الى الحق لصفاء فطرته ورجاحة عقله دون ان يكون هناك هديا يتبعه او هاديا يرشده ...سوى الله تعالى ) وعلماء الكلام يقرون بأن العقل له حدودا وجهات لا يمكنه أن يغوصَ فيها،
  • فجعلوا له حدودا لا يتعداها،
  • الأدلة النقلية: وهي ما ورد من القرأن الكريم و صحيح الأحاديث عن نبي الإسلام محمد.صلى الله عليه وسلم
يسمى هذا العلم مع أدلته العقلية والنقلية من الكتاب والسنّة
علم الكلام؛




والسبب في تسميته ‏بهذا ‏الاسم كثرة المخالفين فيه من المنتسبين الى الإسلام وطول الكلام فيه من أهل السنة لتقرير الحق


؛ ‏وقيل ‏لأن أشهر الخلافات فيه مسئلة كلام الله تعالى ( لما ادعى المبتدعة والضالون ان كلام الله مخلوق وتصدى لهم علماء اهل السنة لدحض افترءاتهم ودفع شبههم )

وموضوع علم الكلام هو النظر اي الاستدلال بخلق الله تعالى لاثبات وجوده وصفاته الكمالية ‏‏وبالنصوص الشرعية المستخرج منها البراهين . وهو على قانون الاسلام لاعلى اصول الفلاسفة ،

لان ‏‏الفلاسفة لهم كلام في ذلك يعرف عندهم بالالهيات ؛



وعلماءالتوحيد لا يتكلمون في حق الله وفي ‏حق ‏الملائكة وغير ذلك اعتمادا على مجرد النظر بالعقل

، بل يتكلمون في ذلك من باب الاستشهاد ‏بالعقل ‏على صحة ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛( هذا لا يعنى اننا كمسلمين نحتاج لبراهين وادلة تبرهن لنا على صدق ما جاء به الشرع فلله الحمد والمنة فالمسلمين من عهد الصحابة الى عهدنا هذا لله الحمد لا ينطقون الا بكلمة سمعنا واطعنا ونقف عند النصوص نؤمن بها ونوقن بصدقها امنا بالغيب كله كما اخبرنا به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولنذكر معا الاية الكريمة


{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً....}البقرة143...

ذلك اننا امنا وصدقنا بما اخبرنا به نبينا من خبر الاولين وهو من الغيب فانهذه الأمة تشهد للأنبياء يوم القيامة بتبليغ الرسالات، وليست هذه الخصيصة إلا لهذه الأمة.هذا يعنى اننا كمسلمين موحدين نؤمن بالغيب كما اخبرنا به نبينا صلوات ربى وسلامه عليه عن رب العزة عز وجل انما احتيج اليه كما سياتى ذكره لغير المسلمين المشككين الذين يدفعون بالشبهات فيَضِلون ويُضِلون او للمنتكسين المخذلين لهذا الدين من اهله والدين والله منهم براء


. فالعقل عند علماء التوحيد شاهد ‏للشرع ليس ‏اصلا للدين ، واما الفلاسفة فجعلوه اصلا من غير التفات إلى ما جاء عن الأنبياء، فلا ‏يتقيدون بالجمع بين ‏النظر العقلي وبين ما جاء عن الأنبياء، على أن النظر العقلي السليم لا يخرج عمّا ‏جاء به الشرع ولا ‏يتناقض معه.


علم الكلام كان محاولة للتصدي للتحديات التي فرضتها الالتقاء بالديانات القديمة التي كانت موجودة في بلاد الرافدين أساسا حيث ظهرت فرق عديدة بعد وفاة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، مثل: المعتزلةوالجهميةوالخوارجوالزنادقةوالمجسمة.





فكانت نشأة علم الكلام في التاريخ الإسلامي نتيجة ما اعتبره المسلمون ضرورة للرد على ما اعتبروه بدعة من قبل هذه الطوائف



وكان الهدف الرئيسي هو إقامة الأدلة وإزالة الشبه.



ويعتبر بعض العلماء أن جذور علم الكلام يرجع إلى الصحابةوالتابعين ويورد البعض على سبيل المثال رد ابن عباسوابن عمروعمر بن عبد العزيز والحسن بن محمد ابن الحنفية على المعتزلة، ورد علي بن أبي طالب على الخوارج



أقوال علماء السنة فيه

المؤيدين

  • النووي، حيث قال: قال العلماء: البدعة خمسة أقسام واجبة ‏ومندوبة ‏ومحرمة ومكروهة ومباحة، فمن الواجبة نظم أدلة المتكلمين للرد على الملاحدة والمبتدعين ‏وشبه ذلك


ومما يوضح ذلك ويدل عليه


قول الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه "(وأصحاب رسول الله صلى ‏الله ‏عليه وسلّم إنما لم يدخلوا فيه)


أي فيما فيه اختلاف الأمة من الاعتقادات (لأن مثلهم) بإفنائهم ‏الزائغين ‏بعد كشف شبههم لإصرارهم في اللجاج لم يحوج إلى التوغل في الاحتجاج، وصار مثلهم فيه ‏وحالهم ‏‏(كقوم ليس بحضرتهم من يقاتلهم) ويبرز لهم (فلا يتكلفون) ولا يظهرون الكلفة والمشقة في ‏تعاطيهم‏‏(السلاح) لدفع من لم يقاتلهم " اهـ،،


ثم قال: " (ونحن قد ابتلينا) في عصرنا (بمن يطعن) ‏في ‏الاعتقاديات (علينا) من أهل البدع والأهواء (ويستحلّ الدماء منا) ويستطيلون علينا لشيوع ‏بدعتهم، ‏ونصرة بعض ملوك السوء لهم كيزيد بن الوليد ومروان بن محمد من الأموية كما في تاريخ ‏الخلفاء ‏للسيوطي وغيره. (فلا يسعنا أن لا نعلم) بإقامة البراهين اليقينية (من المخطئ منا) أي من ‏المتخالفين (ومن ‏المصيب، وأن لانذب) ونمنع المخالفين بإقامة الحجج عليهم وإبطال نحلهم (عن) ‏الاستطالة على (أنفسنا‏وحرمنا، فقد ابتلينا" بمن يقاتلنا) من أهل الأهواء بإظهار الشبه والإغراء الذي ‏هوالقتال المعنوي (فلا بد ‏لنا) في دفعهم وإزالة شبههم (من) إقامة الحجج الساطعةوالبراهين القاطعة ‏التي في معنى (السلاح) فقد ‏أشار إلى أن البحث فيه والمحاجة صارت من الفروض على الكفاية دون ‏البدع المنهية،


وكذلك قال القاضي أبو المعالي بن عبد الملك :

إن ‏الله سبحانه وتعالى بعث نبينا محمداً صلوات الله عليه وسلامه فأيده ‏بالآيات الباهرة والمعجزات القاهرة ‏حتى أوضح الشريعة وبيَّنها وعلَّمهم مواقيتها وعينها فلم يترك لهم ‏أصلاً من الأصول إلا بناه وشيده ولا ‏حكماً من الأحكام إلا أوضحه ومهده لقوله سبحانه وتعالى: ‏‏(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ ‏إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ{44} [سورة النحل]

،فاطمأنت ‏قلوب الصحابة لما عاينوا من عجائب الرسول ‏وشاهدوا من صدق التنزيل ببدائة العقول والشريعة ‏غضة طرية متداولة بينهم في مواسمهم ومجالسهم ‏يعرفون التوحيد مشاهدة بالوحي والسماع ‏ويتكلمون في أدلة الوحدانية بالطباع مستغنين عن تحريرأدلتها ‏وتقويم حجتها وعللها، كما أنهم كانوا ‏يعرفون تفسير القرءان ومعاني الشعروالبيان وترتيب النحو ‏والعروض وفتاوى النوافل والفروض من ‏غير تحرير العلة ولاتقويم الأدلة. ثم لما انقرضت أيامهم وتغيرت ‏طباع مَن بعدهم وكلامهم وخالطهم ‏من غير جنسهم وطال بالسلف الصالح والعرب عهدهم ‏أشكل عليهم تفسير القرءان ومَرَن عليهم غلط اللسان وكثر المخالفون في الأصول والفروع ‏واضطروا إلى جمع العروض والنحو ‏وتمييز المراسيل من المسانيد والآحاد من التواتر وصنفوا التفسير‏والتعليق وبينوا التدقيق والتحقيق، ولم ‏يقل قائل إن هذه كلها بدع ظهرت أو أنهامحالات جمعت ودونت ‏بل هو الشرع الصحيح والرأي ‏الصريح، وكذلك هذه الطائفة كثّرالله عدَدهم وقوى عُدَدهم، بل هذه ‏العلوم أولى بجمعها لحرمة ‏معلومها




وهو مما يوضع معنى البدعة وتفصيلها والمقبول منها والمردود على سبيل فرض لفظة بدعة على كل مستحدث





  • ابن حجر الهيتمي، حيث قال: الذي صرّح به أئمتنا أنه ‏يجب ‏على كل أحد وجوباً عينيّاً أن يعرف صحيح الاعتقاد من فاسده، ولا يشترط فيه علمه بقوانين ‏أهل ‏الكلام لأن المدار على الاعتقاد الجازم ولو بالتقليد على الأصح. وأما تعليم الحجج الكلامية ‏والقيام بها ‏للرد على المخالفين فهو فرض كفاية، اللهم إلا إن وقعت حادثة وتوقف دفع المخالف فيها ‏على تعلم ما ‏يتعلق بها من علم الكلام أو ءالاته فيجب عيناً على من تأهل لذلك تعلمه للرد على ‏المخالفين.
  • أبو حامد الغزالي، حيث قال: علم الكلام لم يكن شيء منه - - مألوفاً في العصر الأول وكان الخوض فيه بالكلية من البدع ولكن تغير الآن حكمه إذ حدثت البدعة الصارفة عن مقتضى القرآن والسنة ونجت جماعة لفقوا لها شبهاً ورتبوا فيها كلاماً مؤلفاً فصار ذلك المحذور بحكم الضرورة مأذوناً فيه بل صار من فروض الكفايات وهو القدر الذي يقابل به المبتدع إذا قصد الدعوة إلى البدعة.
  • وقال أيضا: فإذن علم الكلام صار من جملة الصناعات الواجبة على الكفاية حراسة لقلوب العوام عن تخيلات المبتدعة.
وانتبهى معى اخيتى لكلمة قلوب العوام الم تمر عليك لحظة قرأت فيها شبهة من تلك الشبه التى يُحارب بها الاسلام ووقفت لا تدرين كيف تردين بل واخرى وقفت للحظة شك تفكر فى المسألة لانها لا تجد لها عندها ردا شافيها ثم نجد عالما فاضلا يهب يدفع ويدحض الشبهة بسلس الكلام وتجديه ازال الغمة ودفع الشبهة بحجة قوية وردا بليغا يفحم المبتدع فلا نقول الا ما شاء الله لا قوة الا بالله هم بالفعل حماة الدين وحراس قلوب العوام من طعنات شبهات المبتدعة





وكما نعلم ان فى كل مجال يختلط الغث بالثمين والطيب بالخبيث وعليه فلابد من ان نفرق بين الصواب والخطأ
فكما ان هناك علم كلام ممدوح فى المقابل هناك من اساء واضر واليك اخيتى فصل فى علم الكلام الممدوح والاخر المذموم المنهى عنه
 
علم الكلام الممدوح وعلم الكلام المذموم


حمل المؤيدون لعلم الكلام ما ورد عن بعض العلماء في الذم لعلم الكلام على المذموم منه لا الممدوح، فقسموا علم الكلام لممدوح ومذموم،


حيث قال الحافظ ابن ‏عساكر:


الكلامُ ‏المذموم كلام أصحاب الأهوية وما يزخرفه أرباب البدع المُرْدية،


فأما الكلام الموافق ‏للكتاب والسنّة ‏الموضح لحقائق الأصول عند ظهور الفتنة فهو محمود عند العلماء ومن يعلمه،



وقد ‏كان الشافعي يحسنه ‏ويفهمه، وقد تكلم مع غير واحد ممن ابتدع، وأقام الحجة عليه حتى انقطع




وقال الشيخ محمد زاهد الكوثري الحنفي: والحق أن ‏‏عقيدة السنة في الإسلام واحدة سلفاً وخلفاً لا تتغير ولا تتبدل بل الذي يتجدد هو طريق الدفاع ‏عنها ‏بالنظر لخصومها المتجددة،


وذم علم الكلام ممن كان في موضع الإمامة من السلف محمول حتماً ‏على ‏كلام أهل البدع وخوض العامي فيه


‏وقد قال تعالى: (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)[



فتبين من ذلك أن نشأة علم الكلام كان ضرورة للرد على أهل البدع ‏من ‏الفرق الضالة، وللرد على الفلاسفة والملاحدة والمخالفين لأهل الحق في المعتقد.‏



وبعد ما سبق نود ان نوضح لطالب العلم وصيةالشيخ بكر فى الحلية ان على طالب العلم هجر الجدال والكلام فيما لا يفيد




روى أبو داود عن أبي أمامة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال .
"أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسَّن خُلُقَه "


رواه أبو داود، في كتاب: الأدب، باب:في حسن الخلق، رقم الحديث: (4800).الحديث حسنه الالبانى فى صحيح الجامع والسلسله الصحيحة .

وعلى هذا فعلى طالب العلم هجر الجدال والمراء مع الاخوان والذى لا يؤدى الا الى شقاق ونزاع


انما بينا ما بينا عن علم الكلام للعلم بالامر
ومعرفة حكمه وصحته ومتى يكون تعلمه والعمل به
ومواطن أدائه مع شرط قوة حجة مؤديه

ليس من باب اقرار الجدال والمراء بين الطلاب وبعضهم







ونسال الله تعالى ان يعلمنا ما جهلنا وينفعنا بكل علم نافع
ويرزقنا الاخلاص فى طلبه وان يتقبله منا


نصل للنقطة الثانية :



السلف الصالح من هم




المقصود بالسلف، قيل: هم الصحابة فقط، وقيل: الصحابة والتابعين، وقيل: وتابعوا التابعين
اذاً السلف هم صحابة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأئمة الهدى من أهل القرون الثلاثة الأولى (رضي الله عنهم).







عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : (خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم...).


فهذا الحديث أثبت الخيرية للقرون الثلاثة الأولى. متفق عليه



مكتبة الالبانى ..مشكاة المصابيح .. كتاب المناقب / باب مناقب الصحابة الفصل الاول ..الحديث متفق عليه



قال الله عزّ وجل:
سورة آل عمران - الجزء 4 - الآية 110 - الصفحة 64
كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ



واحتج بها ابن القيم على وجوب اتباع السلف





قال الله عزّ وجل:

سورة التوبة - الجزء 11 - الآية 100 - الصفحة 203
وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلْأَوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَـٰجِرِينَ وَٱلْأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَـٰنٍۢ رَّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا۟ عَنْهُ


شرط نيل رضوان الله عز وجل اتباعهم باحسان
والسؤال هنا عن صفات أهل السنة وما خصائص عقيدتهم؟؟



فهم يتصفون بصفات تميزهم عن غيرهم من الفرق الضالة ,التى ضلت وأضلت ....وهى :-






أولا :سلامة مصادرهم : فاعتمادهم فى عقيدتهم على الكتاب وهو القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة .

على عكس أهل الضلال الذين يعتمدون على خرافات مثل الالهام , والكشف ,والحدس وغير
ذلك مما يخالف الكتاب والسنة






.

ثانيا : تقوم عقيدتهم على ,التسليم لله عز وجل ولرسوله الكريم:فإيمانهم بالغيب من اساس عقيدتهم ,والغيب أساسه التسليم
والتفويض والتصديق المطلق لله عز وجل ولرسوله







ثالثا:موافقةعقيدتهم للفطرة القويمة والعقل السليم : فهى تقوم على الاتباع والاقتداء , والاهتداء بهدى الله ورسوله ,

وهذا موافق للفطرة

.

رابعا : اتصال سندها بالرسول (صلى الله عليه وسلم ) ,والصحابة والتابعين قولا وعلما , وعملا واعتقادا .


خامسا : الوضوح والبيان : فهى عقيدة واضحة وجلية وسهلة الفهم , وفيها كل اجابةعن أى سؤال قد يحير أى انسان
خلال تواجده فى هذة الدنيا ,وليس فيها تعارض ولا تناقض ,فهى من لدن حكيم خبير ,

وكذلك فهى معصومة بعصمة منبعها الأول الذى لا ينطق عن الهوى .





سادسا :سلامتها من الاضطراب : فكل أعمالها وعباداتها لله وحده ,فلا معبود عندهم بحق الا الله سبحانه وتعالى عما

يشرك الكفرة والضالين ., وهذا يمنعهم من التلبس بأى بدعة .



سابعا :ومن خصائصها كذلك : أنها سبب الظهور والنصر فى الحياة الدنيا , والنجاةوالفلاح فى الآخرة .



وسنجد مدلول ذلك فى أمر الله تعالى فى

قوله:


سورة الأعراف - الجزء 8 - الآية 3 - الصفحة 151
ٱتَّبِعُوا۟ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ


وفى أمر الرسول:

عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ

الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني -
المصدر: تخريج كتاب السنة - الصفحة أو الرقم: 58
خلاصة حكم المحدث: صحيح


وزيادة فى التعريف بأهل السنة والجماعة ومعتقدهم ,أذكر لكم ما كتبه الشيخ - عبد الرحمن السعدى - رحمه الله :

قال: ان أهل السنة والجماعة يؤمنون بالله , وملائكته, وكتبه , ورسله , واليوم الآخر ,والقدر خيره وشره .

فيشهدون أن الله هو الرب الإله المعبود , المتفرد بكل كمال , فيعبدونه وحده مخلصين له الدين .

فيفردوه سبحانه ويعبدونه بكل صفاته التى أثبتها لنفسه , وأثبتها له نبيه الكريم وهو أعلم خلقه به ,وينفون عنه كل صفة نفاها عن نفسه , ونفاها عنه نبيه الكريم (صلى الله عليه وسلم).

ويعتقدون أن القرآن كلام الله غير مخلوق على عكس معتقد أهل البدع والضلال وقولهم بخلق القرآن .- انتهى-




فلكل من يبحث عن الحق ولكل من قال فيه ربنا عز وجل

سورة ق - الجزء 26 - الآية 37 - الصفحة 520
إِنَّ فِى ذَ‌ٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُۥ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى ٱلسَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌۭ



لكل من له قلب سليم وعقل يفكر , يأبيان عليه الهلاك دنيا وآخرة ,عليك البحث عن الحق دون تعصب لأى أحد أو جماعة . والحق هو اتباع الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة .




وعن ذلك قال رب العزة

سورة الزمر - الجزء 23 - الصفحة 460

فَبَشِّرْ عِبَادِ (17)
ٱلَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُۥٓ ۚ أُو۟لَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَىٰهُمُ ٱللَّهُ ۖ وَأُو۟لَـٰٓئِكَ هُمْ أُو۟لُوا۟ ٱلْأَلْبَـٰبِ (18)


***********************



نسال الله تعالى أن نتبعهم بإحسان

فنكون ممن قال تعالى فيهم فى سورة الواقعة


وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ{10} أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ{11} فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ{12} ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ{13} وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ{14}


اللهم امين


***************


لله الحمد والمنة انتهت الحلقة

اللهم أحمدك حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه لما كان من توفيق وصواب واستغفرك إن كان هناك خطأ او نسيان








 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق