السبت، يونيو 15، 2013

4 _ شرح مقدمة كتاب حلية طالب العلم للشيخ بكر أبو زيد




بسم الله الرحمن الرحيم





نعرض إن شاء الله لمقدمة الكتاب
لكن قبل ذلك أحب أن أورد نقطتين هامتين




-الأولى :


إنَّ أهم ما ينبغي للمسلمين أن يتعاهدوه تزكية نفوسهم، ولا سيما في هذه الأزمان المتأخرة التي إستحكمت فيها الشهوات، وارتطمت فيها أمواج
الفتن والشبهات، والتي لم يسلم منها إلا من عصمه الله جل وعلا.



والتزكية تعنى تطهير النفوس وإصلاحها بالعلم النافع والعمل الصالح، وفعل المأمورات وترك المنهيات.


وفى دورتنا هذه نعرض لشرح وتعلم كتاب حلية طالب العلم
ولكن




؟
؟







جعلت من هذا الكتاب : منطلقا لمنهج للمسلم عامة رجل , امرأة , زوج , زوجة ,أم , ربة بيت أو عاملة




فالأخلاقيات لا تتجزأ فالخلق اللازم لطالب العلم لازما ايضا لكل إنسان
يلتزمه فى حياته أن أراد لنفسه أن تتزكى فسوف نوسع مجال شرحنا فلا نقصره على طالب العلم إنما سنجعلها إن شاء الله
دروس تربوية ومجالس وعظ عذبة
ننتفع بها معا ان شاء الله


وهو ما نظل طيلة الوقت نؤكد عليه ونُذكر به إن شاء الله







- الأمر الآخر هو للتنبيه :


أن سيكون التفريغ محتويا على كلام الأصل كلام الشيخ كما هو متداخلا مع الشرح والإضافة ولكن لكى نبين كلام شيخنا من الكلام المضاف أو الشرح سيكون إن شاء الله كلام الشيخ كما هو فى الكتاب باللون الأسود أما أيّ كلام بلون مختلف فهو من الشّرح والإضافة إن شاء الله والله أسأل أن يوفقنا وينفعنا ويرزقنا الإخلاص وألا يحرمنا القبول







المقدمة


الحمد لله، وبعد:
فأقيد معالم هذه الحلية المباركة عام 1408 هـ، والمسلمون – ولله الحمد – يعايشون يقظة علمية تتهلل لها سبحات الوجوه، ولا تزال تنشط متقدمة إلى الترقي والنضوج في أفئدة شباب الأمة، مدها ودمها المجدد لحياتها، إذ نرى الكتائب الشبابية تترى يتقلبون في أعطاف العلم مثقلين بحمله يعلون منه وينهلون، فلديهم من الطموح، والجامعية، والإطلاع المدهش والغوص على مكنونات المسائل، ما يفرح به المسلمون نصراً، فسبحان من يحيى ويميت قلوباً .فقد عم الجهل والغفلة أزمنة ....اللهم أحينا على طاعتك وارزقنا العلم النافع
لكن، لا بد لهذه النواة المباركة من السقي والتعهد في مساراتها كافةنشراً للضمانات التي تكف عنها العثار والتعصب في مثاني الطلب والعمل من تموجات فكرية، وعقدية، وسلوكية، وطائفية، وحزبية..( نذكر الاية
،( أيأنه بهذه الآداب يتعهد هذا النبت الطيب من الشباب كى ينبت نبتا سليما ويؤتى ثماره طيبة نافعة ). ( أي يسير إلى الله على بصيرة ونور من العلم المستقى )مصداقا لقول الله تعالى (قل هذه سبيلى ادعوا الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى )...... و كما سبق وأشرنا فى باب العلم قبل القول والعمل فيعبد الإنسان ربه على بصيرة ويدعو ويعلم ما تعلم على نور وهو ما يقينا شر التخبط والتيه









وقد جعلت طوع أيديهم رسالة في التعاليم تكشف المندسين بينهم خشية أن يردوهم ويضيعوا عليهم أمرهم، ويبعثروا مسيرتهم في الطلب، فيستلوهم وهم لا يشعرون.




( ذكرنا أنه كثيرا ما نرى صاحب علم ولكنه ليس أهلا لهذه المكانة بسوء خلقه والعياذ بالله ونذكر بأننا قلنا انه هيهات أن يكون كذلك إنما كان أقل أمر ينفعه أن العلم يبصره بأن الذنوب والمعاصى سموم ...وهل هناك عاقل يتناول السم مع معرفته به ؟؟؟ إنما هم أناس ينمقون الكلام ولا يتجاوز حناجرهم ووالله لو رسخ فى قلوبهم لنطق اللسان وصدق الجنان والجوارح خير شاهد ودليل )
ولهذا وضع الشيخ رحمه الله الحلية لتكون عونا لطالب العلم فيتعرف على أقرانه السائرين معه إلى الله فيعرف الطيب منهم من الخبيث... فلا يعرقلوا مسيرته سواء بحسد من عند أنفسهم أو بكونهم مندسين على العلم وأهله رغبة أحباطهم أو بتشويش الأفكار والمعتقدات لطالب العلم المبتدأ بقصد أو غير قصد مثل أصحاب الهمم الضعيفة فإنهم يجذبون إليهم ويثبطون عزم الطالب ويحطون من همته بأن يكثر الشكاية من عدم الفهم بأن يبدى شعورا بأن نفسيته لا تسمح الآن بالتلقى فيجذب زميله للتفاهات محاولة بأن يزيل تعب نفسه أو أو أو.... بشكل عام (يعثروا طريق السير الى الله )،






واليوم أخوك يشد عضدك، (إنما المؤمنون إخوة )
(المؤمن للمؤمن كالنبيان المرصوص يشد بعضه بعضا )ويأخذ بيدك، فاجعل طوع بنانك رسالة تحمل " الصفة الكاشفة"1لحليتك،



فها أنا ذا أجعل سن القلم على القرطاس، فأتل ما أرقم لك أنعم الله بك عينا2:










لقد تواردت موجبات الشرع على أن التحلي بمحاسن الأدب، ومكارم الأخلاق، والهدى الحسن، والسمت الصالح: سمة أهل الإسلام فقدقال عليه الصلاة والسلام ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ).
، وأن العلم - وهو أثمن درة في تاج الشرع المطهر - لا يصل إليه إلا المتحلي بآدابه، المتخلي عن آفاته،





ولهذا عناها العلماء بالبحث والتنبيه، وأفردوها بالتأليف، إما على وجه العموم لكافة العلوم، أو على وجه الخصوص، كآداب حملة القرآن الكريم، وآداب المحدث، وآداب المفتي، وآداب القاضي، وآداب المحتسب، وهكذا...


والشأن هنا في الآداب العامة لمن يسلك طريق التعلم الشرعي.
وقد كان العلماء السابقون يلقنون الطلاب في حلق العلم آداب الطلب،
وأدركت خبر آخر العقد في ذلك في بعض حلقات العلم في المسجد النبوي الشريف، إذ كان بعض المدرسين فيه، يدرس طلابه كتاب الزرنوجي (م سنة 593 هـ) رحمه الله تعالى، المسمى: " تعليم المتعلم طريق التعلم"3.





فعسى أن يصل أهل العلم هذا الحبل الوثيق الهادي لأقوم طريق،


فيدرج تدريس هذه المادة في فواتح دروس المساجد،
وفي مواد الدراسة النظامية،
وأرجو أن يكون هذا التقييد فاتحة خير في التنبيه على إحياء هذه المادة التي تهذب الطالب
، وتسلك به الجادة في آداب الطلب وحمل العلم،
وأدبه مع نفسه,
( بالنية )
ومع مدرسه، ودرسه، وزميله وكتابه،(كيف يأخذ)، وثمرة علمه،(كيف يؤدى ما تعلم ويستفيد به فى نفسه ويفيد به الاخرين)
وهكذا في مراحل حياته.
فإليك حلية تحوي مجموعة آداب،
نواقضها مجموعة آفات،
فإذا فات أدب منها، اقترف المفرط آفة من آفاته،
فمقل ومستكثر،
أي كلما فات أدب من الطالب فقد كسب مقابله آفة وإن حصل أدبا فقد تخلص من آفة فلينتبه فكلما حصل خيرا انحسر ما يقابله من الآفات على هذا يقول فمقل ومستكثر فليجتهد طالب العلم فى تحصيل الآداب اللازمة النافعة التى تتوجه وتزينه فيكون أهلا لحمل أمانة العلم التى كما قال الشيخ رحمه الله لا يتحصل عليه إلا المتحلى بآدابه



وكما أن هذه الآداب درجات صاعدة إلى السنة فالوجوب،
فنواقضها دركات هابطة إلى الكراهة فالتحريم.



ويقصد الشيخ رحمه الله هنا بأن الآداب تتدرج أحكامها فى الشرع بين المسنون الى الواجب


وكذلك النواقض والآفات تتدرج هابطة من المكروه حتى تصل الى الحرام
ولكن ليس كل ما يترك وهو مسنونا يعتبر محرما


وقد شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله هذه الجزئية فقال


{وذكرالآداب وضدها إن كانت مسنونة يكون ضدها مكروهه وإن كانت واجبة فضدها محرم، ولكن هذا ليس على الإطلاق يعني ليس من ترك كل مسنون فهو مكروه وإلا لقلنا أن كل من ترك سنة في الصلاة يكون قد فعل مكروهًا لكن إذا ترك أدبًا من الآداب الواجبة فإنه يكون فاعلا محرمًا في نفس ذلك الأدب فقط لأنه يكون قد ترك فيه واجبًا وكذلك إذا كان مسنونًا وتركه فينظر إذ تضمن تركه إساءة أدب مع المعلم او مع زملائه فهذا يكون مكروها لا لأنه تركه ولكن لزم منه إساءةُ الأدب والحاصل أنه لا يستقيم ان نقول كل من ترك مسنونا فقد وقع في مكروه أو كل من ترك واجبا فقد وقع في محرم يعني على سبيل الاطلاق بل يقيدها.} مماسبق يتضح انه يقصد المسنون والمكروه والمحرم فى الادب ذاته فىالاتيان به او فواته واثره على علاقة الطالب اما بمعلمه او زميله او ثمرة علمه او حتى مع نفسه



- الأخلاق عبارة عن جانب نفسى لا يرى منفرد وإنما يرى أثره على الناس -
مثل الحياء نحن لا نراه ولكن نرى أثره على الشخص فنعرف أنه حيي



ومنها ما يشمل عموم الخلق من كل مكلف،


على سبيل المثال : آداب الطعام كما فى قولة تعالى -الأعراف (آية:31): " يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ."
- آداب الاستئذان
- آداب النجوى
فى وصايا قصة لقمان
لقمان (آية:19): " واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير."
- بر الوالدين
-صلة الأرحام وغيرها





ومنها ما يختص به طالب العلم
على سبيل المثال :- التواضع.
- الحلم والأخذ بيد الناس.والصبر على أذاهم
- ونشر العلم
- الإخلاص وابتغاء الأجرمن الله سبحانة وتعالى
-
ينبغى لطالب العلم أن يكون علية السكينة والوقار





، ومنها ما يدرك بضرورة الشرع كما ذكرنا مثلا الآداب المذكورة فى الآيات المحثة على الاستئذان أوغض البصر وغيرها
أو الأحاديث الواردة فى إكرام الضيف أو الواردة فى حسن الجوار وغيرهم



، ومنها ما يعرف بالطبع، ويدل عليه عموم الشرع، من الحمل على محاسن الآداب، ومكارم الأخلاق


فالآداب منها المكتسب:
أي الذى يرثة الشخص من أهلة مثل الشهامة والكرم**
ومنها الطبائعي
:
أي الذى يتطبع علية ويتعود علية الانسان**


قول رسول الله صلى الله علية وسلم لاجش عبد القيس:-والدليل – فى الحديث النبوي


" إن فيك خلتين يحبهما الله و رسوله الحلم والحياء وفى رواية أخرى الحلم والأناة , فقال يا رسول الله أنا أتخلق بهما أم الله جبلنى عليهما؟ فقال النبى صلى الله علية وسلم , بل الله جبلك عليهما فقال الصحابى الحمد لله الذى جبلنى على ما يحب الله و رسولة "


-ويدل على ذلك أيضا قول الله عز وجل فى الأحزاب (آية:72):" إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان انة كان ظلوما جهولا."


وقال شيخ الإسلام بن تيمية : أول ما ينشأالإنسان يكون ظلوما جهولا -
لكن إذا كبر وتعلم يكتسب الأخلاق الحسنة والسبب فى هذا أن الإنسان يجاري الصالحين والخيرين فيكتسب منهم ويتفقه



قال الألباني : صـحـيـح
سند الحديث :
1308 حدثنا مطر قال حدثنا يزيد قال حدثنا البراء بن يزيد عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" شرار أمتي الثرثارون المتشدقون المتفيهقون وخيار أمتي أحاسنهم أخلاقا."







،
ولم أعن الإستيفاء، لكن سياقتها تجرى على سبيل ضرب المثال،
قاصداً الدلالة على المهمات،
فإذا وافقت نفساً صالحة لها، تناولت هذا القليل فكثرته،
وهذا المجمل ففصلته، ومن أخذ بها، انتفع ونفع،
وهى بدورها مأخوذة من أدب من بارك الله في علمهم،
وصاروا أئمة يهتدى بهم، جمعنا الله بهم في جنته، آمين4.









عن التطبيق العملى الآداب






- أولا
:
يجب أن يتوج علمنا عن الاخلاق من الكتاب والسنة بالعمل( فهذا العلم الذى يليه العمل )


يقول عمرو بن قيس وهو تابعى رحمة الله :" إذا وردك الخير فاعمل به ولو مرة تكن من أهله ."


وقال بن كثير:" العلم يهتف بالعمل فان اجابه الا ارتحل."


والخطيب البغدادي ألف كتابا إسمه : إقتضاء العلم بالعمل
قال الله عز وجل فى كتابة العزيز :" كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تعملون "-الصف2:



- ثانيا
:
يجب إستحضار الأجر بالعمل بالأخلاق والآداب


-ثالثا
: إستحضار وزر العمل بالخلق السيء

فمثلا فى الكذب والنميمة قال رسول الله صلى الله علية وسلم :" وهل يكب الناس فى النار على وجوههم الا حصائد السنتهم."
وقال صلى الله علية وسلم :" الرجل يتكلم بالكلمة لا يلقى لها بالا فيلقى بها فى جهنم سبعين خريفا."



والرسول صلى الله علية وسلم اثنى على المتأدبين فقال :" إن من أحبكم إلى و أقربكم إلي مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا "






وإليكن كلمات للحلية نظما

حادية أولي الفهم

في نظم ( حلية طالب العلم )




ذات الوشاح تغنت وانثنت طربا ،،،،،،وأشغلتك بلحظ يشتكي التعبا
فبت تشرب من كأس الهوى،،،،،،،،،، جذلا حتى سكرت فجزت النجم والشهبا
في سكرة العشق لم تبرح تغوص بها ،،،،،،فأسلمتك بواد الخزي منقلبا
لم تعشق المجد لم تكلف بطلبته ،،،،،،،،،،،ولو فعلت لحزت العز والحسبا
والعلم أثمن شيء أنت حامله،،،،،،،،،،،،،، لو كنت تنصف فاق الدر والذهبا
وهذه حلية قد جئت أنظمها،،،،،،،،،،،،،،، قد سقتها بلطيف القول محتسبا
في ثوب منتظم عن خير منتثر،،،،،،،،،،،، مما تتبعه الشيخ الذي نجبا











نلخص ما عرض بالمقدمة فى نقاط



سعادة الأمة بالصحوة التى ألمت بها فاتجه الشباب للسير فى طريق الوصول لله تعالى

هذه الجموع من الشباب إعتبرها الشيخ نواة تحتاج للسقى والمعاهدة حتى تنبت نبتا طيبا يؤت ثماره الطيبة فأقبل الشيخ يؤلف الكتاب


كشف الصفات التى تبين الآداب والآفات فتعين طالب العلم ان يتعرف على المندسين بين طوائف طلاب العلم حتى لا يعثروا مسيرته الى الله

إن هذا الدين حث على مكارم الأخلاق وإن هذا العلم هو أثمن درة فى تاج الشرع ولن يتحصل عليه إلا المتحلى بالآداب فبين الشيخ الآداب ومقابلها الآفات حتى يتحلى الطالب بالآداب ويتخلى عما علق به من آفات

5 ـ وصية الشيخ بملازمة تدريس مادة آداب طالب العلم فى بداية أي حلقة لأي علم وكذلك في مجالات التعليم النظامي و في المدارس والجامعات











لله الحمد تلك كانت مقدمة كتاب الحلية ونشرع إن شاء الله في عرض أولى الآداب لطالب العلم


وهي آداب الطالب فى نفسه







لله الحمد تمت المحاضرة الثالثة





فما كان من صواب وتوفيق فمن الله وحده وما كان من خطإ فمني فأستغفر الله تعالى وأتوب إليه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق