‏إظهار الرسائل ذات التسميات تفريغ دروس: شرح كتاب حلية طالب العلم. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تفريغ دروس: شرح كتاب حلية طالب العلم. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، يونيو 24، 2013

14 _ الفصل الأول ( دوام المراقبة

دوام المراقبة:
التحلي بدوام المراقبة لله تعالى في السر والعلن، سائراً إلى ربك بين الخوف والرجاء، فإنهما للمسلم كالجناحين للطائر.
فأقبل على الله بكليتك، وليمتلئ قلبك بمحبته، ولسانك بذكره، والاستبشار والفرح والسرور بأحكامه وحكمه سبحانه.

قال الله تعالى :

( فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) [االأعراف: 99]
. وقال تعالى :
( إِنَّهُ لا يَايْئسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) [يوسف: 87] .


وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ، ما طمع بجنته أحد ، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ، ما قنط من جنته أحد )) رواه مسلم(295) .


قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ : ” القلب في سيره إلى الله ـ عز وجل ـ بمنزلة الطائر ؛ فالمحبة رأسه ، والخوف ، والرجاء جناحاه ؛ فمتى سلم الرأس والجناحان فالطائر جيِّـدُ الطيران ، ومتى قطع الرأس مات الطائر ، ومتى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائدٍ وكاسر “ .
الجمع بين الخوف والرجاء ، وتغليب الرجاء في حال المرض


اختلف العلماء هل الإنسان يغلب جانب الرجاء أو جانب الخوف ؟ .
فمنهم من قال : يغلب جانب الرجاء مطلقاً ، ومنهم من قال : يغلب جانب الخوف مطلقاً .


ومنهم من قال ينبغي أن يكون خوفه ورجاؤه سواء ، لا يغلب هذا على هذا ، ولا هذا على هذا ؛ لأنه إن غلب جانب الرجاء ؛ أمن مكر الله ، وإن غلب جانب الخوف ؛ يئس من رحمة الله .
وقال بعضهم : في حال الصحة يجعل رجاءه وخوفه واحداً ، وفي حال المرض يغلب الرجاء.

وقال بعض العلماء أيضاً : إذا كان في طاعة ؛ فليغلب الرجاء ، وأن الله يقبل منه ، وإذا كان فعل المعصية ؛ فليغلب الخوف ؛ لئلا يقدم على المعصية .

والإنسان ينبغي له أن يكون طبيب نفسه ، إذا رأى من نفسه أنه أمن من مكر الله ، وأنه مقيم على معصية الله ، ومتمنٍ على الله .الأماني ، فليعدل عن هذه الطريق ، وليسلك طريق الخوف .
وإذا رأى أن فيه وسوسة ، وأنه يخاف بلا موجب ؛ فليعدل عن هذا الطريق وليغلب جانب الرجاء حتى يستوي خوفه ورجاؤه .


فصل في فضيلة الرجاء
روى فى “ الصحيحين” من حديث أبى هريرة رضى الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: قال الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي


الراوي: أبو هريرة المحدث:
البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7505
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
‏"‏‏.‏


سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قبل موته بثلاثة أيام ، يقول " لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل " .
الراوي: جابر بن عبد الله المحدث:
مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2877
خلاصة حكم المحدث: صحيح

فالرجاء منزلة عظيمة من منازل العبودية وهي عبادة قلبية تتضمن ذلاً وخضوعاً ، أصلها المعرفة بجود الله وكرمه وعفوه وحلمه ، ولازمها الأخذ بأسباب الوصول إلى مرضاته ،فهو) حسن ظن مع عمل وتوبة وندم (.


وإلا ما كان الامر بدون ذلك إلا أماني

{لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً }النساء123

والخوف كذلك منزلة عظيمة من منازل العبودية ، وصرفها لغيره شرك أكبر وهو من عبادات القلوب التي لا تكون إلا لله بتمام الاعتراف بملكه وسلطانه ، ونفاذ مشيئته في خلقه .

قد أثنى الله -سبحانه وتعالى- على عباده؛ الذين يعبدونه بالخوف والرجاء ، قال سبحانه : (( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ))




تعريف المراقبة ؟


المراقبة : دوام علم العبد ويقينه بإطلاع الله على ظواهره وبواطنه
فهذه المراقبة تجعل في القلب نوع من المعرفة ,, معرفة التعبد باسم الرقيب الحفيظ العليم الخبير ,, وهي مراعاة للقلب بان هناك رقيب وهو الله سبحانه ويقينه باطلاع الله عليه

فالعبد الذي رزقه الله عبادة المراقبة يعلم ان سر القلب بحق الله مكشوف
كما أن ان ظاهرك للبشر مكشوف

لماذا سر القلب بحق الله مكشوف ؟
لان سر القلب لا يعلمه الا الله
فلنتذكر جميعا قول الله تعالى


وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً{52} الاحزاب


وقول الله تعالى

}وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ {4 الحديد

وقول الله تعالى


{أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى }العلق14


وقول الله تعالى

{وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ} [البقرة: 2/235]

رحم الله عبدا واقفا عند همه فان كان لله مضى وان كان لغيره تأخر



كيف يتم تحقيق المراقبة ؟


1- دوام علم العبد ويقينه بإطلاع الله على ظواهره وبواطنه


2- أيضاً المراقبة تكون بالتوبة وعدم الإصرار على المعصية مع اداء حقوق العباد


3- وتكون بأدب والشكر على النعم التي رزقناها الله سبحانه




4- البعد عن اصدقاء السوء والحرص على الرفقة الصالحة

يقول الله تعالى { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ
عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَـــــــانَ أَمْرُهُ فُـــــــرُطاً )الكهف28 }



5- استحضار نعيم الجنة وعذاب النار فكل نعيم دون الجنة والله سراب وكل عذاب دون النار عافية


لذلك كي اتوصل الى مراقبة الله سبحانه وتعالى لا بد من أن نعبد الله باسماءه وصفاته سبحانه وتعالى وخاصة الرقيب السميع والحفيظ العليم الخبير البصير الشهيد المحصي


و من لم يعبد بمقتضاها لم يحصل على المراقبة





ولنعلم ان الله مطلع على الدوام فاذا وعى القلب ذلك حصل للقلب والجوارح من الآداب الخير الكثير


قد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم كيفية مراقبة الله سبحانه فقال ""اتق الله حيث ما كنت

وقال أيضاً "" احفظ الله تجده تجاهك


وقد قيل


اذا ما خلوت الدهر يوما لا تقل... خلوت ولكن قل علي رقيب







اذا وعظنا للناس فلنكن واعظين لأنفسنا ولقلوبنا ولا يغررنا اجتماعهم علينا فإنهم يراقبون الظاهر والله يراقب الباطن

نسأل الله أن يرزقنا المراقبة وأن يرزقنا خشيتة سبحانه في السر والعلن ,, آميييين



فأقبل على الله بكليتك وليمتلئ قلبك بمحبته ولسانك بذكره والإستبشار والفرح والسرور بأحكامه وحكمه سبحانه .

بكليتك : أي بجسدك وروحك وبإخلاص

نكرر انه متى تَحَصَّل حب الله للعبد لهج لسانه بذكره وحاله بالسعى اليه بكل عمل يرجو فيه رضاه وجهه


ومتى ما تحققت الخشية والمراقبة فان العبد يعبد الله تعالى بمقام الاحسان
وهو كما يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم


الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك


الراوي: أبو هريرة و عمر بن الخطاب
المحدث: الألباني -
المصدر: صحيح الجامع -
الصفحة أو الرقم: 2762
خلاصة حكم المحدث: صحيح


متى استشعر المسلم أنه أثناء عبادته يرى الله فى هذه اللحظة كيف سيكون
لن يكون منه إلا أن

ـ يتهيأ بافضل لباس وأحلى زينة كى يكون أجمل منظرا أمام الله عز وجل

ـ لن يفارق البِشْر وجهه فسيظل منطلق الوجه مستبشرا لدوام نظر الخالق عز وجل له ورؤيته لله عز وجل

ـ لن يكون إلا في أفضل حالة من الوقار والسكينة كي تبدو هيأته بصورة مشرفة مرضية أمام ربه عز وجل

ـ سيؤدى عبادته على أكمل وجه وبأفضل وسيلة ( إسباغ وضوء ..خشوع فى صلاة.. حفظ صوم .وغيره )
كى يحوذ رضا الخالق عز وجل

يا الله ما أكرمها من معان وأمتعها من لحظات وأنفعها من وسيلة نعبد بها الله تعالى علمنا إياها رسولنا الكريم صلوات ربى وسلامه عليه

فيارب نسالك أن تبلغنا هذه المقامات العلية عند ذكرك وعبادتك
اللهم ارزقنا الإخلاص ولا تحرمنا القبول


^
 الان لنقف وقفة نطبق فيها ما ذكرنا عن الخشية والمراقبة
ونوقعهم على حال طالب العلم


فكيف يعيش طالب العلم بالخشية والمراقبة؟؟



1 ـ ليعلم طالب العلم أن العلم عبادة والعبادة تحتاج الإخلاص شرطا لقبولها فيكون صدق التوجه بالنية لله ليحقق هذه العبادة
مما يدفعه لانتقاء كل علم نافع لتحصيله كي يصل به إلى الله تعالى والى عبادته بعبادة حقة سليمة على ما يحب الله ويرضى
والخشية ستدفعه لتجنب التافه من العلوم وترك سفاسف الأمور التي لا تسمن ولا تغنى
فرب جهل لا يضر افضل من علم لا ينفع

الخشية ستكون عونا لطالب العلم أثناء التلقي أن يحسن الطلب وان يصدق النية لله وان يضع صوب عينيه هدفا غاليا للتحصيل ( كحوزة العلم النافع الذي يرضى الرب وينفع به العباد )

دوام المراقبة مع الخشية تورث عند الطالب حالة من الانتباه عند تحصيل العلم حتى يظل دوما مجدداً لنيته فلا يقع فى الرياء او السمعة حتى وإن بدأ بنية طيبة فانهما تعيناه على دفع أية نوايا يمكن أن تعرقل مسيرته وتفسد نيته التى بدأ بها


تدفع الطالب لان يؤدى حق وزكاة ما تعلم مع خفض الجناح للمسلمين والدعوة إلى الله تعالى بحكمة وموعظة حسنة

على هذا نرى ما لهذه الأخلاق على طالب العلم من أثر جميل
يُلزمه طريق الرشاد في الطلب والأداء
وملازمته لرضوان الله تعالى فقط الذى يقول
{إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى }الليل20

ثم انظر لعظم الجزاء من قيوم السموات والأرض

{وَلَسَوْفَ يَرْضَى }الليل21

اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار


لله الحمد والمنة تمت الحلقة

اسال الله تعالى ان يغفر لى ما كان من خطأ او زلل
وان يغفر لى ويرحمنى ويسترنى ويتقبل بما كان لى من خير وصواب
وان يجازى خيرا كل من اعان وتعلمت منه او استعنت بكلمة علمها لى أو قرأتها له أو نقلتها عنه
إنه ولى ذلك والقادر عليه


13_ الفصل الأول ( ملازمة الخشية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه

حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه
نحمده تعالى حمد عباده الذاكرين الشاكرين
حمدا يوافى نعمه علينا ويكافىء مزيدا
ونصلى ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
صلاة وسلاما دائمين متلازمين الى يوم الدين

أما بعد


متابعة تفريغ اداب طالب العلم فى نفسه

ملازمة خشية الله تعالى:
التحلي بعمارة الظاهر والباطن بخشية الله تعالى؛ محافظاً على شعائر الإسلام، وإظهار السنة ونشرها بالعمل بها والدعوة إليها؛ دالاً على الله بعلمك وسمتك وعلمك، متحلياً بالرجولة، والمساهلة، والسمت الصالح.
وملاك ذلك خشية الله تعالى، ولهذا قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى:
“أصل العلم خشية الله تعالى”. فالزم خشية الله في السر والعلن، فإن خير البرية من يخشى الله تعالى، وما يخشاه إلا عالم، إذن فخير البرية هو العالم، ولا يغب عن بالك أن العالم لا يعد عالماً إلا إذا كان عاملاً، ولا يعمل العالم بعلمه إلا إذا لزمته خشية الله.
وأسند الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى بسند فيه لطيفة إسنادية برواية آباء تسعة، فقال
[1]: أخبرنا أبو الفرج عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن سليمان بن الأسود بن سفيان بن زيد بن أكينة ابن عبد الله التميمي من حفظه؛ قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبى يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت علي بن أبي طالب يقول:
“هتف العلم بالعمل، فإن أجابه، وإلا ارتحل” ا هـ.
وهذا اللفظ بنحوه مروي عن سفيان الثوري رحمه الله تعالى.


نلحظ ان شاء الله أن كل الآداب مترتبة على بعضها البعض

وأن ملاك الأمر كله هو محبة الله عز وجل بصدق




قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ : ” القلب في سيره إلى الله ـ عز وجل ـ بمنزلة الطائر ؛ فالمحبة رأسه ، والخوف ، والرجاء جناحاه ؛ فمتى سلم الرأس والجناحان فالطائر جيِّـدُ الطيران ، ومتى قطع الرأس مات الطائر ، ومتى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائدٍ وكاسر “ .

فالمرء يسير بقلبه إلى الله تعالى على طريقه المستقيم
وملاك الأمر هو محبة الله تعالى
فمتى تملك حب الله تعالى من قلب العبد أصبح الطريق سهلا ممهدا للوصول إلى رضوان الله تعالى
ذلك لان المحب الصادق لا يبحث الا على رضا من يحب
فينحى هوى نفسه جانبا ولا يصير هوى نفسه إلا إتباعا لهوى من يحب


فكيف يتحصل العبد على هذا الحب؟؟؟


كلنا نعلم من سيرة الحبيب صلوات ربى وسلامه عليه
لما بدأ في الدعوة في المجتمع الاسلامى الأول
رأيناه قد اهتم بترسيخ العقيدة وتعريف المسلمين الأوائل بإلههم المطلوب منهم عبادته من باب العلم قبل العمل كما ذكرنا آنفا
فليعلم المسلم من إلهه المطلوب منه عبادته ثم ليتعلم بعد هذه المعرفة إلى طريقة عبادة هذا الإله
فمتى عرف المسلم ربه أحبه
ومتى أحبه وتملك حب الله من قلب العبد
صار كل عمل العبد لله تعالى

وقال يحيى بن معاذ : ليس بصادق من ادعي محبة الله ولم يحفظ حدوده

قيل :
ولو قلت لي مت مت سمعا وطاعة
*** وقلت لداعي الموت أهلا ومرحبا


ولبعضهم‏:‏

تعصي الإله وأنت تزعم حبه *** هذا لعمري في القياس شنيع
لو كان حبك صادقا لأطعته *** إن المحب لمن يحب مطيع



فجميع المعاصي إنما تنشأ من تقديم هوي النفوس على محبة الله ورسوله
لكن المحب حتى في تعريفنا الآدمي نجده متلهفاً إلى ذكر محبوبه
وكذلك نجده متلهفا لتنفيذ رغبات المحبوب دون أن يطلبها بل لمجرد أن يعلم انه يحب أمرا ما

ولنضرب مثلا ولله المثل الأعلى
كمثل الزوجة مع زوجها
فمن خلال محبتها لزوجها نجدها تؤثر هواه
تتفقد مواطن عينه فتجملها
تتفقد مواطن رغباته فتنفذها حتى دون وقبل أن يطلبها
مجرد أن تعلم انه يحب أمراً ما فإنها تبادر بعمله لكي تدخل السرور على قلب زوجها
أو محاولة لنيل رضاه أونيل الحظوة أوزيادة محبته لها في قلبه

هذا في الحب الدنيوي بين العباد
ولله المثل الأعلى



متى تملك حب الله من قلب العبد
فانه يكثر من ذكره
لا يجلس مجلسا إلا وكان جل ذكره لله
لا يدرك أمرافيه رضاه إلا وأتاه
ولا يعلم نهيا إلا تجنبه وتركه
ولا يدرك أمرا فيه رضاه إلا ابتدر به عمله
تلك مقدمة ضرورية


لأننا نقول أن ملاك الأمر في محبة الله فهي كما شبهها ابن القيم رحمه الله
إنها كراس الطائر
فمتى قطع الرأس فُقدت الحياة
فلا حياة ولكن موت

فحب الله تعالى فيه حياة القلب والروح والجسد أيضا
وهنا تصبح كل الأمور
كل فعل كل أمر كل نهى يمتثل له المرء من باب انه لله
لوجه الله تعالى
كما يقول المولى عز وجل


{إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً }الإنسان9

اى انه اى عمل فقط وفقط كل المبتغى من ورائه هو رضا الله عز وجل

هنا وبعد ما ملأ حب الله قلب العبد صار كل عمل يسير

لان الحب لله سيتولد منه الإخلاص وينجو من الرياء
لأنه لا يعقل أن تحبه وتعمل لغيره

ثم تتولد باقي الآداب

فمن معرفة العبد بخالقه ومحبته له وتعظيمه لشأنه ومعرفته لطلاقة قدرته واعتقاده في نفاذ إرادته

تتولد الخشية منه كما انه يصبح في كل وقت وحين متفقدا لقلبه متحريا صحة أعماله مما يورثه دوام المراقبة

لذلك نعود فنقول أن ملاك الأمر هو محبة الله عز وجل

وكما قلنا انه تحصل بتلك المحبة الخشية وعليه فلابد من التزامها

ولكن قبلا نعرض لمعنى الخشية ونفرق بينها وبين الخوف

الفرق بين الخشية والخوف :
الخشية تكون من عظم المخشي بينما الخوف يكون من ضعف الخائف .
لذا فالخشية أعظم من الخوف .

قال الله تعالى : إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر:28]

فالعلماء هم الذين يخشون الله؛ لأن الناس في هذا أنواع:

فالنوع الأول:العالم بالله، والعالم بدين الله، فهومن يخشى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.

النوع الثاني: عالم بالله غير عالم بدين الله، وهذا الذي وقع فيه كثير من العباد، فهو لديه حقائق الإيمان واليقين والإخلاص والرجاء والرغبة والخوف؛ ولكنه غير عالم بدين الله، فلا يعرف الحلال من الحرام، وربما وقع في البدعة فخرج عن طريق الإيمان والعلم، ولم يعد عالماً بالله.

النوع الثالث: من ليس عالماً بالله ولا عالماً بدين الله،

عافانا الله تعالى

يقول ابن القيم : ' فهي -أي: الخشية- خوف مقرون بمعرفة،

قال صلى الله عليه وسلم

أما و الله إني لأتقاكم لله ، وأخشاكم له


الراوي: عمرو بن أبي سلمة المحدث:
الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1335
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وفى رواية


جزء من حديث


إنما أنا أعلمكم بالله و أخشاكم له

الراوي: - المحدث:
الألباني - المصدر: غاية المرام - الصفحة أو الرقم: 208
خلاصة حكم المحدث: صحيح



إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا .


الراوي: عائشة المحدث:
البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 20
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


فالخشية مقترنة بالعلم، ففيها زيادة العلم والمعرفة بالمعبود سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وبيَّن ابن القيم الفرق بينهما فقال: 'فالخوف حركة، والخشية انجماع وانقباض،


والخشية من الله هي انكسار القلب من دوام الانتصاب بين يدي الله تعالى، والخشيةأعلى مقاماً من الخوف لأن الخشية لا تكون إلا عن علم بالمخوف، لقوله تعالى ( إنمايخشى الله من عباده العلماء
فكلما تعرف العالم على ربه وزاد علما بملكه وقدرته وسطوته ورحمته زاد له حبا ومنه خشية

ولما تحصلت الخشية فى قلب العبد فكيف تكون المداومة عليها


دوام الخشية من الله :

إن العبد اذا استمر على محاسبته لنفسه وتوبيخها صار من العارفين بالله العالمين به علم
اليقين الذين قال الله فيهم(انما يخشى الله من عباده العلماء)

لان العلم اذا لم يزود صاحبه

خشية لله فليس بعلم نافع.

لان كل علم لم يتوصل به الى معرفة الله والوصول اليه مع خشيته فهو ليس بعلم نافع




نسال الله تعالى ان يرزقنا العلم النافع والعمل


^
^
^


الأحد، يونيو 16، 2013

12_ الفصل الأول ( كن على جادة السلف

بسم الله الرحمن الرحيم

نستكمل بفضل الله تعالى
تفريغ دروس حلية طالب العلم





نسال الله تعالى ان يرزقنا الاخلاص فى عملنا كله ظاهره وباطنه


ويغفر ذنوبنا ويسترنا فى الدنيا والاخرة



*******************************


الخلق الثانى





كن على جادة السلف الصالح:

كن سلفياً على الجادة، طريق السلف الصالح من الصحابة رضى الله عنهم، فمن بعدهم ممن قفا أثرهم في جميع أبواب الدين، من التوحيد، والعبادات، ونحوها، متميزاً بالتزام آثار رسول الله e وتوظيف السنن على نفسك، وترك الجدال، والمراء، والخوض في علم الكلام، وما يجلب الآثام، ويصد عن الشرع.
قال الذهبي رحمه الله تعالى“وصح عن الدارقطني أنه قال: ما شيء أبغض إلي من علم الكلام. قلت: لم يدخل الرجل أبداُ في علم الكلام ولا الجدال، ولا خاض في ذلك، بل كان سلفياً” ا هـ.
وهؤلاء هم (أهل السنة والجماعة) المتبعون آثار رسول الله e، وهم كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
“وأهل السنة: نقاوة المسلمين، وهم خير الناس للناس” اهـ.
فالزم السبيل (ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله).



ونتطرق فى الحديث هنا الى نقطتين :


1ـ علم الكلام والمتكلمون


2ـ السلف لصالح وخصائصهم
..وكيفية الاتباع لهم باحسان
لنيل رضا الرحمن



فصل فى علم الكلام

******************







يقول علماء الكلام بأن علمهم هذا يستمدونه من الأدلة اليقينية، النقلية والعقلية:
  • الأدلة العقلية: وهي استخدام العقل عن طريق النّظر في العالم الخارجيّ، للتعرّف على وجود الله وعلى ما يجب له من الصفات وما يستحيل، وما يجوز عليه من الأفعال. وكذا ما يجب للأنبياء من الصفات وما يستحيل وما يجوز. وأهل السنة لم يختلفوا في الإقرار بأن العقل يمكنه معرفة بعض الأحكام العقائدية،( نذكر حال سيدنا عمر رضى الله عنه وارضاه وكيف كانت توافق اراؤه فى عدة مواقف الايات التى تنزل بالتشريع ...هذا يعنى ان النفس اذا صفت وظلت على الفطرة السليمة التى فطرها الله عليها استطاعت تلقى امر السماء دون وساطة ... كما كانت حنيفية سيدنا ابراهيم عليه السلام فهوقد مال الى الحق لصفاء فطرته ورجاحة عقله دون ان يكون هناك هديا يتبعه او هاديا يرشده ...سوى الله تعالى ) وعلماء الكلام يقرون بأن العقل له حدودا وجهات لا يمكنه أن يغوصَ فيها،
  • فجعلوا له حدودا لا يتعداها،
  • الأدلة النقلية: وهي ما ورد من القرأن الكريم و صحيح الأحاديث عن نبي الإسلام محمد.صلى الله عليه وسلم
يسمى هذا العلم مع أدلته العقلية والنقلية من الكتاب والسنّة
علم الكلام؛




والسبب في تسميته ‏بهذا ‏الاسم كثرة المخالفين فيه من المنتسبين الى الإسلام وطول الكلام فيه من أهل السنة لتقرير الحق


؛ ‏وقيل ‏لأن أشهر الخلافات فيه مسئلة كلام الله تعالى ( لما ادعى المبتدعة والضالون ان كلام الله مخلوق وتصدى لهم علماء اهل السنة لدحض افترءاتهم ودفع شبههم )

وموضوع علم الكلام هو النظر اي الاستدلال بخلق الله تعالى لاثبات وجوده وصفاته الكمالية ‏‏وبالنصوص الشرعية المستخرج منها البراهين . وهو على قانون الاسلام لاعلى اصول الفلاسفة ،

لان ‏‏الفلاسفة لهم كلام في ذلك يعرف عندهم بالالهيات ؛



وعلماءالتوحيد لا يتكلمون في حق الله وفي ‏حق ‏الملائكة وغير ذلك اعتمادا على مجرد النظر بالعقل

، بل يتكلمون في ذلك من باب الاستشهاد ‏بالعقل ‏على صحة ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛( هذا لا يعنى اننا كمسلمين نحتاج لبراهين وادلة تبرهن لنا على صدق ما جاء به الشرع فلله الحمد والمنة فالمسلمين من عهد الصحابة الى عهدنا هذا لله الحمد لا ينطقون الا بكلمة سمعنا واطعنا ونقف عند النصوص نؤمن بها ونوقن بصدقها امنا بالغيب كله كما اخبرنا به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولنذكر معا الاية الكريمة


{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً....}البقرة143...

ذلك اننا امنا وصدقنا بما اخبرنا به نبينا من خبر الاولين وهو من الغيب فانهذه الأمة تشهد للأنبياء يوم القيامة بتبليغ الرسالات، وليست هذه الخصيصة إلا لهذه الأمة.هذا يعنى اننا كمسلمين موحدين نؤمن بالغيب كما اخبرنا به نبينا صلوات ربى وسلامه عليه عن رب العزة عز وجل انما احتيج اليه كما سياتى ذكره لغير المسلمين المشككين الذين يدفعون بالشبهات فيَضِلون ويُضِلون او للمنتكسين المخذلين لهذا الدين من اهله والدين والله منهم براء


. فالعقل عند علماء التوحيد شاهد ‏للشرع ليس ‏اصلا للدين ، واما الفلاسفة فجعلوه اصلا من غير التفات إلى ما جاء عن الأنبياء، فلا ‏يتقيدون بالجمع بين ‏النظر العقلي وبين ما جاء عن الأنبياء، على أن النظر العقلي السليم لا يخرج عمّا ‏جاء به الشرع ولا ‏يتناقض معه.


علم الكلام كان محاولة للتصدي للتحديات التي فرضتها الالتقاء بالديانات القديمة التي كانت موجودة في بلاد الرافدين أساسا حيث ظهرت فرق عديدة بعد وفاة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، مثل: المعتزلةوالجهميةوالخوارجوالزنادقةوالمجسمة.





فكانت نشأة علم الكلام في التاريخ الإسلامي نتيجة ما اعتبره المسلمون ضرورة للرد على ما اعتبروه بدعة من قبل هذه الطوائف



وكان الهدف الرئيسي هو إقامة الأدلة وإزالة الشبه.



ويعتبر بعض العلماء أن جذور علم الكلام يرجع إلى الصحابةوالتابعين ويورد البعض على سبيل المثال رد ابن عباسوابن عمروعمر بن عبد العزيز والحسن بن محمد ابن الحنفية على المعتزلة، ورد علي بن أبي طالب على الخوارج



أقوال علماء السنة فيه

المؤيدين

  • النووي، حيث قال: قال العلماء: البدعة خمسة أقسام واجبة ‏ومندوبة ‏ومحرمة ومكروهة ومباحة، فمن الواجبة نظم أدلة المتكلمين للرد على الملاحدة والمبتدعين ‏وشبه ذلك


ومما يوضح ذلك ويدل عليه


قول الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه "(وأصحاب رسول الله صلى ‏الله ‏عليه وسلّم إنما لم يدخلوا فيه)


أي فيما فيه اختلاف الأمة من الاعتقادات (لأن مثلهم) بإفنائهم ‏الزائغين ‏بعد كشف شبههم لإصرارهم في اللجاج لم يحوج إلى التوغل في الاحتجاج، وصار مثلهم فيه ‏وحالهم ‏‏(كقوم ليس بحضرتهم من يقاتلهم) ويبرز لهم (فلا يتكلفون) ولا يظهرون الكلفة والمشقة في ‏تعاطيهم‏‏(السلاح) لدفع من لم يقاتلهم " اهـ،،


ثم قال: " (ونحن قد ابتلينا) في عصرنا (بمن يطعن) ‏في ‏الاعتقاديات (علينا) من أهل البدع والأهواء (ويستحلّ الدماء منا) ويستطيلون علينا لشيوع ‏بدعتهم، ‏ونصرة بعض ملوك السوء لهم كيزيد بن الوليد ومروان بن محمد من الأموية كما في تاريخ ‏الخلفاء ‏للسيوطي وغيره. (فلا يسعنا أن لا نعلم) بإقامة البراهين اليقينية (من المخطئ منا) أي من ‏المتخالفين (ومن ‏المصيب، وأن لانذب) ونمنع المخالفين بإقامة الحجج عليهم وإبطال نحلهم (عن) ‏الاستطالة على (أنفسنا‏وحرمنا، فقد ابتلينا" بمن يقاتلنا) من أهل الأهواء بإظهار الشبه والإغراء الذي ‏هوالقتال المعنوي (فلا بد ‏لنا) في دفعهم وإزالة شبههم (من) إقامة الحجج الساطعةوالبراهين القاطعة ‏التي في معنى (السلاح) فقد ‏أشار إلى أن البحث فيه والمحاجة صارت من الفروض على الكفاية دون ‏البدع المنهية،


وكذلك قال القاضي أبو المعالي بن عبد الملك :

إن ‏الله سبحانه وتعالى بعث نبينا محمداً صلوات الله عليه وسلامه فأيده ‏بالآيات الباهرة والمعجزات القاهرة ‏حتى أوضح الشريعة وبيَّنها وعلَّمهم مواقيتها وعينها فلم يترك لهم ‏أصلاً من الأصول إلا بناه وشيده ولا ‏حكماً من الأحكام إلا أوضحه ومهده لقوله سبحانه وتعالى: ‏‏(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ ‏إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ{44} [سورة النحل]

،فاطمأنت ‏قلوب الصحابة لما عاينوا من عجائب الرسول ‏وشاهدوا من صدق التنزيل ببدائة العقول والشريعة ‏غضة طرية متداولة بينهم في مواسمهم ومجالسهم ‏يعرفون التوحيد مشاهدة بالوحي والسماع ‏ويتكلمون في أدلة الوحدانية بالطباع مستغنين عن تحريرأدلتها ‏وتقويم حجتها وعللها، كما أنهم كانوا ‏يعرفون تفسير القرءان ومعاني الشعروالبيان وترتيب النحو ‏والعروض وفتاوى النوافل والفروض من ‏غير تحرير العلة ولاتقويم الأدلة. ثم لما انقرضت أيامهم وتغيرت ‏طباع مَن بعدهم وكلامهم وخالطهم ‏من غير جنسهم وطال بالسلف الصالح والعرب عهدهم ‏أشكل عليهم تفسير القرءان ومَرَن عليهم غلط اللسان وكثر المخالفون في الأصول والفروع ‏واضطروا إلى جمع العروض والنحو ‏وتمييز المراسيل من المسانيد والآحاد من التواتر وصنفوا التفسير‏والتعليق وبينوا التدقيق والتحقيق، ولم ‏يقل قائل إن هذه كلها بدع ظهرت أو أنهامحالات جمعت ودونت ‏بل هو الشرع الصحيح والرأي ‏الصريح، وكذلك هذه الطائفة كثّرالله عدَدهم وقوى عُدَدهم، بل هذه ‏العلوم أولى بجمعها لحرمة ‏معلومها




وهو مما يوضع معنى البدعة وتفصيلها والمقبول منها والمردود على سبيل فرض لفظة بدعة على كل مستحدث





  • ابن حجر الهيتمي، حيث قال: الذي صرّح به أئمتنا أنه ‏يجب ‏على كل أحد وجوباً عينيّاً أن يعرف صحيح الاعتقاد من فاسده، ولا يشترط فيه علمه بقوانين ‏أهل ‏الكلام لأن المدار على الاعتقاد الجازم ولو بالتقليد على الأصح. وأما تعليم الحجج الكلامية ‏والقيام بها ‏للرد على المخالفين فهو فرض كفاية، اللهم إلا إن وقعت حادثة وتوقف دفع المخالف فيها ‏على تعلم ما ‏يتعلق بها من علم الكلام أو ءالاته فيجب عيناً على من تأهل لذلك تعلمه للرد على ‏المخالفين.
  • أبو حامد الغزالي، حيث قال: علم الكلام لم يكن شيء منه - - مألوفاً في العصر الأول وكان الخوض فيه بالكلية من البدع ولكن تغير الآن حكمه إذ حدثت البدعة الصارفة عن مقتضى القرآن والسنة ونجت جماعة لفقوا لها شبهاً ورتبوا فيها كلاماً مؤلفاً فصار ذلك المحذور بحكم الضرورة مأذوناً فيه بل صار من فروض الكفايات وهو القدر الذي يقابل به المبتدع إذا قصد الدعوة إلى البدعة.
  • وقال أيضا: فإذن علم الكلام صار من جملة الصناعات الواجبة على الكفاية حراسة لقلوب العوام عن تخيلات المبتدعة.
وانتبهى معى اخيتى لكلمة قلوب العوام الم تمر عليك لحظة قرأت فيها شبهة من تلك الشبه التى يُحارب بها الاسلام ووقفت لا تدرين كيف تردين بل واخرى وقفت للحظة شك تفكر فى المسألة لانها لا تجد لها عندها ردا شافيها ثم نجد عالما فاضلا يهب يدفع ويدحض الشبهة بسلس الكلام وتجديه ازال الغمة ودفع الشبهة بحجة قوية وردا بليغا يفحم المبتدع فلا نقول الا ما شاء الله لا قوة الا بالله هم بالفعل حماة الدين وحراس قلوب العوام من طعنات شبهات المبتدعة





وكما نعلم ان فى كل مجال يختلط الغث بالثمين والطيب بالخبيث وعليه فلابد من ان نفرق بين الصواب والخطأ
فكما ان هناك علم كلام ممدوح فى المقابل هناك من اساء واضر واليك اخيتى فصل فى علم الكلام الممدوح والاخر المذموم المنهى عنه
 
علم الكلام الممدوح وعلم الكلام المذموم


حمل المؤيدون لعلم الكلام ما ورد عن بعض العلماء في الذم لعلم الكلام على المذموم منه لا الممدوح، فقسموا علم الكلام لممدوح ومذموم،


حيث قال الحافظ ابن ‏عساكر:


الكلامُ ‏المذموم كلام أصحاب الأهوية وما يزخرفه أرباب البدع المُرْدية،


فأما الكلام الموافق ‏للكتاب والسنّة ‏الموضح لحقائق الأصول عند ظهور الفتنة فهو محمود عند العلماء ومن يعلمه،



وقد ‏كان الشافعي يحسنه ‏ويفهمه، وقد تكلم مع غير واحد ممن ابتدع، وأقام الحجة عليه حتى انقطع




وقال الشيخ محمد زاهد الكوثري الحنفي: والحق أن ‏‏عقيدة السنة في الإسلام واحدة سلفاً وخلفاً لا تتغير ولا تتبدل بل الذي يتجدد هو طريق الدفاع ‏عنها ‏بالنظر لخصومها المتجددة،


وذم علم الكلام ممن كان في موضع الإمامة من السلف محمول حتماً ‏على ‏كلام أهل البدع وخوض العامي فيه


‏وقد قال تعالى: (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)[



فتبين من ذلك أن نشأة علم الكلام كان ضرورة للرد على أهل البدع ‏من ‏الفرق الضالة، وللرد على الفلاسفة والملاحدة والمخالفين لأهل الحق في المعتقد.‏



وبعد ما سبق نود ان نوضح لطالب العلم وصيةالشيخ بكر فى الحلية ان على طالب العلم هجر الجدال والكلام فيما لا يفيد




روى أبو داود عن أبي أمامة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال .
"أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسَّن خُلُقَه "


رواه أبو داود، في كتاب: الأدب، باب:في حسن الخلق، رقم الحديث: (4800).الحديث حسنه الالبانى فى صحيح الجامع والسلسله الصحيحة .

وعلى هذا فعلى طالب العلم هجر الجدال والمراء مع الاخوان والذى لا يؤدى الا الى شقاق ونزاع


انما بينا ما بينا عن علم الكلام للعلم بالامر
ومعرفة حكمه وصحته ومتى يكون تعلمه والعمل به
ومواطن أدائه مع شرط قوة حجة مؤديه

ليس من باب اقرار الجدال والمراء بين الطلاب وبعضهم







ونسال الله تعالى ان يعلمنا ما جهلنا وينفعنا بكل علم نافع
ويرزقنا الاخلاص فى طلبه وان يتقبله منا


نصل للنقطة الثانية :



السلف الصالح من هم




المقصود بالسلف، قيل: هم الصحابة فقط، وقيل: الصحابة والتابعين، وقيل: وتابعوا التابعين
اذاً السلف هم صحابة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأئمة الهدى من أهل القرون الثلاثة الأولى (رضي الله عنهم).







عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : (خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم...).


فهذا الحديث أثبت الخيرية للقرون الثلاثة الأولى. متفق عليه



مكتبة الالبانى ..مشكاة المصابيح .. كتاب المناقب / باب مناقب الصحابة الفصل الاول ..الحديث متفق عليه



قال الله عزّ وجل:
سورة آل عمران - الجزء 4 - الآية 110 - الصفحة 64
كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ



واحتج بها ابن القيم على وجوب اتباع السلف





قال الله عزّ وجل:

سورة التوبة - الجزء 11 - الآية 100 - الصفحة 203
وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلْأَوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَـٰجِرِينَ وَٱلْأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَـٰنٍۢ رَّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا۟ عَنْهُ


شرط نيل رضوان الله عز وجل اتباعهم باحسان
والسؤال هنا عن صفات أهل السنة وما خصائص عقيدتهم؟؟



فهم يتصفون بصفات تميزهم عن غيرهم من الفرق الضالة ,التى ضلت وأضلت ....وهى :-






أولا :سلامة مصادرهم : فاعتمادهم فى عقيدتهم على الكتاب وهو القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة .

على عكس أهل الضلال الذين يعتمدون على خرافات مثل الالهام , والكشف ,والحدس وغير
ذلك مما يخالف الكتاب والسنة






.

ثانيا : تقوم عقيدتهم على ,التسليم لله عز وجل ولرسوله الكريم:فإيمانهم بالغيب من اساس عقيدتهم ,والغيب أساسه التسليم
والتفويض والتصديق المطلق لله عز وجل ولرسوله







ثالثا:موافقةعقيدتهم للفطرة القويمة والعقل السليم : فهى تقوم على الاتباع والاقتداء , والاهتداء بهدى الله ورسوله ,

وهذا موافق للفطرة

.

رابعا : اتصال سندها بالرسول (صلى الله عليه وسلم ) ,والصحابة والتابعين قولا وعلما , وعملا واعتقادا .


خامسا : الوضوح والبيان : فهى عقيدة واضحة وجلية وسهلة الفهم , وفيها كل اجابةعن أى سؤال قد يحير أى انسان
خلال تواجده فى هذة الدنيا ,وليس فيها تعارض ولا تناقض ,فهى من لدن حكيم خبير ,

وكذلك فهى معصومة بعصمة منبعها الأول الذى لا ينطق عن الهوى .





سادسا :سلامتها من الاضطراب : فكل أعمالها وعباداتها لله وحده ,فلا معبود عندهم بحق الا الله سبحانه وتعالى عما

يشرك الكفرة والضالين ., وهذا يمنعهم من التلبس بأى بدعة .



سابعا :ومن خصائصها كذلك : أنها سبب الظهور والنصر فى الحياة الدنيا , والنجاةوالفلاح فى الآخرة .



وسنجد مدلول ذلك فى أمر الله تعالى فى

قوله:


سورة الأعراف - الجزء 8 - الآية 3 - الصفحة 151
ٱتَّبِعُوا۟ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ


وفى أمر الرسول:

عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ

الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني -
المصدر: تخريج كتاب السنة - الصفحة أو الرقم: 58
خلاصة حكم المحدث: صحيح


وزيادة فى التعريف بأهل السنة والجماعة ومعتقدهم ,أذكر لكم ما كتبه الشيخ - عبد الرحمن السعدى - رحمه الله :

قال: ان أهل السنة والجماعة يؤمنون بالله , وملائكته, وكتبه , ورسله , واليوم الآخر ,والقدر خيره وشره .

فيشهدون أن الله هو الرب الإله المعبود , المتفرد بكل كمال , فيعبدونه وحده مخلصين له الدين .

فيفردوه سبحانه ويعبدونه بكل صفاته التى أثبتها لنفسه , وأثبتها له نبيه الكريم وهو أعلم خلقه به ,وينفون عنه كل صفة نفاها عن نفسه , ونفاها عنه نبيه الكريم (صلى الله عليه وسلم).

ويعتقدون أن القرآن كلام الله غير مخلوق على عكس معتقد أهل البدع والضلال وقولهم بخلق القرآن .- انتهى-




فلكل من يبحث عن الحق ولكل من قال فيه ربنا عز وجل

سورة ق - الجزء 26 - الآية 37 - الصفحة 520
إِنَّ فِى ذَ‌ٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُۥ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى ٱلسَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌۭ



لكل من له قلب سليم وعقل يفكر , يأبيان عليه الهلاك دنيا وآخرة ,عليك البحث عن الحق دون تعصب لأى أحد أو جماعة . والحق هو اتباع الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة .




وعن ذلك قال رب العزة

سورة الزمر - الجزء 23 - الصفحة 460

فَبَشِّرْ عِبَادِ (17)
ٱلَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُۥٓ ۚ أُو۟لَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَىٰهُمُ ٱللَّهُ ۖ وَأُو۟لَـٰٓئِكَ هُمْ أُو۟لُوا۟ ٱلْأَلْبَـٰبِ (18)


***********************



نسال الله تعالى أن نتبعهم بإحسان

فنكون ممن قال تعالى فيهم فى سورة الواقعة


وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ{10} أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ{11} فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ{12} ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ{13} وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ{14}


اللهم امين


***************


لله الحمد والمنة انتهت الحلقة

اللهم أحمدك حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه لما كان من توفيق وصواب واستغفرك إن كان هناك خطأ او نسيان








 

11_الفصل الأول ( العلم عبادة

بسم الله الرحمن الحيم

أُذكر ان نص الكتاب باللون الأسود والشرح بلون مختلف
إن شاء الله


الفصل الأول

آداب الطالب في نفسه


نوردها مجملة



العلم عباده

- كن على جادة السلف الصالح

- ملازمة خشية الله تعالى

- دوام المراقبة
- خفض الجناح ونبذ الخيلاء والكبرياء
- القناعة والزهادة
- التحلي برونق العلم ( حسن السمت والهدي الصالح )
- التحلي بالمروءه
- التمتع بخصال الرجولة
- هجر الترفه
- الاعراض عن مجالس اللغو
- الاعراض عن الهيشات
- التحلي بالرفق
- التأمل
- الثبات والتثبت









ثم تفصيلها كالتالى



1. العلم عبادة :
ولله الحمد تكلمنا تفصيلا فى مقدمة الحلقات عن فضل العلم وفضيلة التعلم والتعليم وكيف ان من اخذه فقد اخذ بحظ وافر وانه ميراث النبوة


قال الفضيل بن عياض :
* العمل لغير الله شرك وترك العمل لأجل الناس رياء والإخلاص أن يخلصك الله منهما.
* إن خفت الله فلن يضرك أحد وإن خفت غير الله فلن ينفعك أحد.



أصل الأصول في هذه "الحلية" بل ولكل أمر مطلوب علمك بأن العلم عبادة، قال بعض العلماء : ”العلم صلاة السر، وعبادة القلب”. و كما لا تصح الصلاة التي هي عبادة الجوارح الظاهرة إلا بطهارة الظاهر من الحدث و الخبث فكذلك لا يصح العلم الذي هو عبادة القلب إلا بطهارته


قال سهل: حرام على قلب أن يدخله النور و فيه شئ مما يكره الله عز و جل


وعليه، فإن شرط العبادة إخلاص النية لله سبحانه وتعالى، لقوله:
(وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) الآية.


وفي الحديث الفرد المشهور عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إنما الأعمال بالنيات ) الحديث.


فإن فقد العلم إخلاص النية، انتقل من أفضل الطاعات إلى أحط المخالفات،


عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من تعلم علما يبتغى به - يعني به وجه الله - لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة - يعني ريحها . صحيح

وقال صلى الله عليه وسلم


من طلب العلم ليماري به السفهاء أو ليباهي به العلماء أو ليصرف وجوه الناس إليه فهو في النار

الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني -
المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 207
خلاصة الدرجة: حسن





ولا شئ يحطم العلم مثل: الرياء؛ رياء شرك، أو رياء إخلاص ، ومثل التسميع؛ بأن يقول مسمعاً: علمت وحفظت...

روي عن الشافعى أنه سئل عن الرياء فقال على البديهة الرياء فتنة عقدها الهوى حيال أبصار قلوب العلماء فنظروا إليها بسوء اختيار النفوس فأحبطت أعمالهم.

وقال الشافعي رحمه الله تعالى: (إذا أنت خفت على عملك العجب فانظر رضا من تطلب وفي أي ثواب ترغب ومن أي عقاب ترهب وأي عافية تشكر وأي بلاء تذكر فإنك إذا تفكرت في واحد من هذه الخصال صغر في عينك عملك) فانظر كيف ذكر حقيقة الرياء وعلاج العجب وهما من كبار آفات القلب.

وقال الشافعي رضي الله عنه: (من لم يصن نفسه لم ينفعه علمه)،

قال صلى الله عليه وسلم فى حديث صحيح
يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه فيقال : أليس كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ؟ قال : كنت آمركم بالمعروف ولا أفعله وأنهاكم عن المنكر وآتيه .

وقد قيل


و عالم بعلمه لم يعملن *** معذب من قبل عباد الوثن


وقال رحمه الله: (من أطاع الله تعالى بالعلم نفعه سره)، وقال: (ما من أحد إلا له محب ومبغض فإذا كان كذلك فكن مع أهل طاعة الله عز وجل)،






نتناول رياء الشرك ورياء الاخلاص


سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

فضيلة الشيخ! بعض العلماء يقسمون الرياء إلى رياء شرك ورياء إخلاص، فما معنى التقسيم؟



فأجاب رحمه الله : الرياء بارك الله فيك: هو أن يعمل الإنسان العبادة ليراه الناس فيمدحوه عليها، وليس له نية أن ينتفع بها في الآخرة، وإنما يريد الذكر والشهرة بين الناس، هذا هو الرياء،



لكن يقال أحيانا: رياء وسمعة، فالرياء لما يرى والسمعة لما يسمع،



ثم إن الرياء قد يكون شركا أكبرا وقد يكون شركا أصغرا على حسب ما قام في قلب الفاعل، فمن فعل العبادة لمجرد الرياء فقط، فهذا مشرك شركا أكبر؛ لأنه لم ينو لله تعالى إطلاقا، ولا يريد التقرب إليه، إنما يريد التقرب إلى الناس فقط،



ومن كان يريد الله عز وجل لكن يحب أن يراه الناس حتى يمدحوه فهذا رياء ولا يصل إلى الشرك الأكبر، ولهذا تجد في تعبير ابن القيم رحمه الله للشرك الأصغر أنه يقول: ويسير الرياء، وهذا يعني: أن كثير الرياء أكبر من ذلك،



ولكن إذا حدث للإنسان رياء في عبادة ثم دافعه، ولم يركن إليه فهذا لا يضره الرياء، بل يكون مجاهدا له أجر العبادة وأجر الجهاد أي: جهاد النفس عن الرياء،



لكن من لم يطرأ على قلبه الرياء مطلقا أفضل، كما جاء في الحديث الصحيح: (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه فله أجران)



إذاً الرياء الخالص هذا شرك أكبر، والرياء المشوب بإخلاص لله عز وجل هذا شرك أصغر، والرياء الوارد على القلب إن استرسل معه الإنسان فقد وقع في الشرك أصغره أو أكبره، وإن حاول التخلص منه ودافعه فإنه لا يضره.







وقول الله تعالى:
سورة البقرة - الجزء 2 - الآية 177 - الصفحة 27
۞ لَّيْسَ ٱلْبِرَّ أَن تُوَلُّوا۟ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ وَلَـٰكِنَّ ٱلْبِرَّ مَنْ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْءَاخِرِ وَٱلْمَلَـٰٓئِكَةِ وَٱلْكِتَـٰبِ وَٱلنَّبِيِّۦنَ وَءَاتَى ٱلْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ ذَوِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَـٰمَىٰ وَٱلْمَسَـٰكِينَ وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ وَٱلسَّآئِلِينَ وَفِى ٱلرِّقَابِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَـٰهَدُوا۟ ۖ وَٱلصَّـٰبِرِينَ فِى ٱلْبَأْسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَحِينَ ٱلْبَأْسِ ۗ أُو۟لَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُوا۟ ۖ وَأُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُتَّقُونَ

هو من الايمان حيث التولى جهة القبلة والتزام الامر ان لم يكن لله فلا هم صدقوا ولا هم من المتقين


باب: خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر.
وقال إبراهيم التيمي: ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذبا.


وقال ابن أبي ملكية: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول: إنه على إيمان جبريل وميكائيل،


ويذكر عن الحسن: ما خافه إلا مؤمن ولا أمنه إلا منافق. وما يحذر من الإصرار على النفاق والعصيان من غير توبة، لقول الله تعالى: {ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} آل عمران: 135.


باب: ما جاء أن الأعمال بالنية والحسبة، ولكل امرىء ما نوى.
فدخل فيه الإيمان، والوضوء، والصلاة، والزكاة، والحج، والصوم والأحكام. وقال الله تعالى: {قل كل يعمل على شاكلته} الإسراء: 84:
على نيته:

وعليه؛ فالتزم التخلص من كل ما يشوب نيتك في صدق الطلب؛ كحب الظهور، والتفوق على الأقران، وجعله سلماً لأغراض وأعراض، من جاه، أو مال، أو تعظيم، أو سمعة، أو طلب محمدة، أو صرف وجوه الناس إليك، فإن هذه وأمثالها إذا شابت النية، أفسدتها، وذهبت بركة العلم، ولهذا يتعين عليك أن تحمى نيتك من شوب الإرادة لغير الله تعالى، بل وتحمى الحمى.




عَنْ أَبِيْ عَبْدِ اللهِ النُّعْمَانِ بْنِ بِشِيْر رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُوْلُ: (إِنَّ الحَلالَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا أُمُوْرٌ مُشْتَبِهَات لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيْرٌ مِنَ النَّاس،ِ فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقَدِ اسْتَبْرأَ لِدِيْنِهِ وعِرْضِه، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الحَرَامِ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيْهِ. أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمَىً . أَلا وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ، أَلا وإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ وإذَا فَسَدَت فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ أَلا وَهيَ القَلْبُ) رواه البخاري ومسلم .


فلننبه لحفظ النية وما تبعها



فان النية تظل مع العمل تتبعه فان ظلت على ما بدا فخيرا وان تبدلت وتغيرت فهو ما يخشى منه
فلننتبه حفظنا الله من ان نخلط العمل بالرياء فيترك بالكلية فانه تعالى يقول


قال الله تعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا أشرك فيه معي تركته وشركه

الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني -
المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أوالرقم: 4313
خلاصة حكم المحدث: صحيح


وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالبٍ رضي الله عنهم قال: "للمرائي ثلاث علامات: يكسل –أي يكسل عن العبادة- إذا كان وحده،وينشط إذا كان في الناس،ويزيد في العمل إذاأُثنيَ عليه –أي مدحه الناس-،وينقُصُ إذا ذّم"

وعن عكرمة رضي الله عنه: "إن الله يعطي العبد على نيته ما لا يعطيه على عمله، لأن النية لا رياء فيها"

علينا جميعا تصحيح النيه ومتابعتها لدفع ما قد يشوبها فى طريق السير وجعلها خالصة لله تعالي

يقول صلى الله عليه وسلم



من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأتهمن الدنيا إلا ما كتب له ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة



الراوي: زيد بن ثابت المحدث: الألباني -
المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3329
خلاصة حكم المحدث: صحيح
 
بم يكون الإخلاص في طلب العلم ؟



نقول الإخلاص في طلب العلم يكون في أمور :



الأمر الأول :
أن تنوي بذلك امتثال أمر الله لأن الله تعالى أمر بذلك قال: ( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك ) وحث سبحانه وتعالى على العلم والحث على الشيء يسلتزم محبته والرضا به والأمر به .


ثانيًا : أن تنوي بذلك حفظ شريعة الله لأن حفظ شريعة الله يكون بالتعلم والحفظ بالصدور ويكون كذلك بالكتابة كتابة الكتب.






والثالث: أن تنوي بذلك حماية الشريعة والدفاع عنها لأنه لولا العلماء ما حميت الشريعة ولا دافع عنها أحد ولهذا نجد مثلا كثيرمن أهل العلم الذين قد تصدَّوا لأهل البدع وبيَّنوا بطلان بدعهم قد أنهم حصلوا على خير كثير .




والرابع: أن تنوي بذلك اتباع شريعة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأنك لا يمكن أن تتبع شريعته حتى تعلم هذه الشريعة .






هذه أمور أربعة كلها يتضمنها قولنا أنه يجب الإخلاص لله في طلب العلم



وللعلماء في هذا أقوال ومواقف بينت طرفاً منها في المبحث الأول من كتاب ”التعالم”، ويزاد عليه نهى العلماء عن ”الطبوليات”، وهى المسائل التي يراد بها الشهرة.
وقد قيل:”زلة العالم مضروب لها الطبل”


الطُّبوليات: المسائل التي يراد بها الشهرة
، لماذا سميت الطبوليات؟
لأنها مثل الطبل لها صوت ورنين فهذا إذا جاء في مسألة غريبة على الناس واشتهرت عنه كأنها صوت طبل فهذه يسمونها الطبوليات .



اما ان يجتهد العالم فيخطأ فى فتواه او فكرة من افكاره
فان وجهه عالم اخروبين له خطأه فانه يعود الى طريق الله ويتبع الخير
فهذا يرده الكتاب والسنة

ولكن تنتشر عنه كلماته وتُتَداول وكانه يُقرع بطبل

وهو ايضا ما يستغله اعداء الاسلام
تتبع عثرات الامة
اللهم احفظ امتنا واحفظ علماءنا
ووفقهم لما تحب وترضى
وانفع بهم الدين وسدد خطاهم





اما من يتبع قاعدة خالف تُعرف
وهو من يتبنى افكارا ويفتى بفتاوى مخالفة مخالفة صريحة للشرع
فقط لمجرد الظهور والانتشار وكسب اعراض الدنيا
فهذا والعياذ بالله ليس من الدين فى شىء



نسال لله تعالى العفو والعافية
وعن سفيان رحمه الله تعالى أنه قال:
“كنت أوتيت فهم القرآن، فلما قبلت الصرة، سلبته.



قال سفيان بن عيينة لأصحاب الحديث :



إني كنت قد أُتـِيتُ فهم القرآن ، فلماقبلت الصرة من



أبي جعفر سُلبـــتُـهُ .



المرجع : الجامع لأخلاق الراوي ص 199:






...أن يقصد العالم بعلمه وجه الله تعالى ولا يقصد به توصلاً إلى غرض دنيوي، كتحصيل مال أو جاه أو شهرة أو سمعة أو تميز عن الأقران ونحو ذلك، ولا يشين علمه وتعليمهبشيء من الطمع



وقال سفيان بن عيينة: كنت قد أوتيت فهم القرآن، فلما قبلت الصرة من أبي جعفر سلبته نسأل الله المسامحة،



وينبغي له أن يصحح نيته عند الشروع في كل ما يفيده.



وغرض سفيان رحمه الله تعالى من ذلك *التحذير* من هذا وتبكيت نفسه على ما صنع .





قيل لأبي الأحوص حدثنا، فقال: ليت لي نية، فقالوا له: إنك تؤجر، فقال شعراً:



يمنوني الخير الكثير وليتني ... نجوت كفافاً لا عليّ ولا ليا




سبحان الله مجرد انه لم يجد له نية لعرض علمه لم يتقدم خشية ان يكسب الاثم



فاستمسك رحمك الله تعالى بالعروة الوثقى العاصمة من هذه الشوائب؛ بأن تكون – مع بذل الجهد في الإخلاص - شديد الخوف من نواقضه، عظيم الافتقار والالتجاء إليه سبحانه.


ويؤثر عن سفيان بن سعيد الثوري رحمه الله تعالى قوله: "ما عالجت شيئاً أشد على من نيتي”.

فإنها مبدأ العمل وما كان اساسه سليما يرجى ان يكون باقى العمل سليما
حتى وان شاب النية امر ودافعه عن نفسه نجا بعمله


وعن عمر بن ذر أنه قال لوالده ”يا أبي! مالك إذا وعظت الناس أخذهم البكاء، وإذا وعظهم غيرك لا يبكون؟ فقال: يا بنى ! ليست النائحة الثكلى مثل النائحة المستأجرة.

نتذكر قولنا من قبل فى حلقة سابقة لما قلنا ان

كل كلام يبز وعليه كسوة القلب الذى منه برز

فمن يدبج الكلام وينمقه ليقوله ليس كمن عمل به واحسه
فنطق لسانه بما صدق قلبه وعملت جوارحه


وعلى هذا نقول
دعاء بلا عمل سعى بلا أمل
لابد أن يتبع القول عمل
فيرجى القبول


وفقك الله لرشدك آمين.
الخصلة الجامعة لخيري الدنيا والآخرة ومحبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وتحقيقها بتمحض المتابعة وقفوا الأسر للمعصوم.
قال الله تعالى:
(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم).
وبالجملة؛ فهذا أصل هذه ”الحلية”، ويقعان منها موقع التاج من الحلة.
فيا أيها الطلاب! هاأنتم هؤلاء تربعتم للدرس، وتعلقتم بأنفس علق (طلب العلم)، فأوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى في السر والعلانية، فهي العدة، وهى مهبط الفضائل، ومتنزل المحامد، وهى مبعث القوة، ومعراج السمو، والرابط الوثيق على القلوب عن الفتن، فلا تفرطوا.



**************************

لله الحمد والمنة انتهت الحلقة بتمام اول ادب من اداب طالب العلم وهو تحصيله معنى ان العلم عبادة وشرط العبادة الاخلاص
وان يجاهد النفس لمدافعة ما يشوب
النية واخلاص العمل لوجه الله تعالى فقط