الثلاثاء، ديسمبر 07، 2010

دورة وصايا وآداب ..الحلقة الرابعة ..أدب حملة القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم




الان لله الحمد نعرض لاداب على حامل القرآن ان يتزين بها
سواء اثناء التعلم  ( اى فى الحلقات )وعند ختمه عندما يصبح حاملا لكتاب الله
فيحمل وسام الشرف والعزة

******************

أصل من أصول التلقي والطلب أخلَّ به كثير من طلاب العلم وهو حفظ القرآن العظيم وضبطه، إذْ أننا نجد كثيراً من الطلبة لا يعتنون بحفظه, بل أشد من ذلك تجد بعضهم لا يحسن تلاوته نظراً!

فهذا خطأ يجب تداركه، إذ كيف يُترك أصل الأصول ثم يُبتغى بعد ذلك العلم ويُطلب،

فكيف يكون الطلب

وسائل التعلم: (الحفظ, والفهم, والعمل).

1- الحفظ:
بقدر ما يحرص الطالب على الحفظ، يعظم قدره في النفوس،

 ولذلك قيل: احفظْ فكل حافظ إمام.
وأشرفُ محفوظٍ كتابُ اللهِ,
 ولهذا كان صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - يعظّمون الحافظ لسورتي البقرة وآل عمران، فكيف بحافظ القرآن كاملاً؟!

 قال أنس رضي الله عنه: (كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جدّ في أعيننا)،

 وكانوا يتنادون في يوم اليمامة: (يا أصحاب سورة البقرة) حتى فتح الله عليهم رضي الله عن أصحاب رسول الله أجمعين.

وقال الإمام الشافعي - رحمه الله -: (من تعلّم القرآن عظمت قيمته).

والحفظ يعسر على طالب العلم في البداية، لكن مع الدوام والاستمرار يسهل شيئاً فشيئاً، والأصل في هذا قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما العلم بالتعلم)) بل مع الاستمرار قد يصل الطالب إلى مرحلة ما إذا سمع شيئاً أو قرأه حفظه وأثبته, وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

وحافظة الإنسان مثل الضرع, يَدرُّ بالامتراء ويخفُّ بالترك والإهمال.

2- الفهم:
المقصود من كلام الله عزوجل فهم معانيه والعمل به، وليس تلاوته وحفظه على أنه مجرد ألفاظ وقوالب لا معاني لها, قال ابن تيمية - رحمه الله -: (العادة تمنع أن يقرأ قوم كتاباً في فن من العلم - كالطب والحساب - ولا يستشرحوه فكيف بكلام الله الذي هو عصمتهم, وبه نجاتهم وسعادتهم, وقيام دينهم ودنياهم؟!.
ويقول أيضاً: (بل تعلم معانيه - أي القرآن - هو المقصود الأول بتعليم حروفه، وذلك هو الذي يزيد في الإيمان) ومعاني القرآن متفاوتة من حيث الوضوح والغموض على طالب العلم، ولا يصح أن نقول إن جميع معاني القرآن غامضة وغير مفهومة، وذلك أن القرآن نزل بلسان عربي مبين، يفهم معانيه الإنسان العربي رغم العامية التي طرأت على الألسن، قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله - في معرض حديثه على لسان أهل الجزيرة العربية: (واعتبرْ في الحال الحاضرة - على الرُّغم من لوثة العجمة، وهجنة العامية - فإنه لم يزل عندهم بقيّة صالحة في السليقة العربية، فإذا قرؤوا النص من كتاب أو سنة، فهموا المعنى المراد باطمئنان),وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: "التفسير على أربعة أوجه: تفسير تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله، فمن ادّعى علمه فهو كاذب".
وإذا أشكل على المرء معنىً من المعاني، فليرجع إلى كتب التفسير أو ليسأل أهل العلم، وشفاء العيِّ السؤال، قال عز وجل: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إنْ كُنتُم لا تَعلَمُونَ} [النحل: 43].

فتحصيل العلم يكون بالحفظ والفهم, ولا يغني أحدهما عن الآخر.

3- العمل به:
من وسائل حفظ العلم وضبطه العمل به، قال الشعبي ووكيع بن الجراح - رحمهم الله -: (كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به).

وإن من المجرّب - كما ذكر غير واحد - أنّ من حفظ آياتٍ ثم صلّى بها صلاة الليل وأعاد ذلك مرّات وكرّات، فإن ذلك يزيد الحفظ رسوخاً في ذهنه.

وثمرة العلم العمل، وقد كان السلف يتعلمون ليعملوا لا ليستكثروا من المعارف والعلوم، قال أبو عبدالرحمن السلمي: حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن، كعثمان بن عفان وعبدالله بن مسعود وغيرهما: أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي - صلى الله عليه وسلم - عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل. قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعًا
( من مقال للكاتب عبد الله سعيد بازومح


ذاك يشير الى مختصر السبيل للوصول لحمل القرآن الكريم بين الصدور

ثم ننطلق نُذَكِّر بفضل القرآن ومكانة حامله كما اشرنا من قبل ولكن للتذكرة :

في أطراف من فضيلة تلاوة القُرآن وحَمَلتهِ

وَثبتَ في صحيحي البُخاريُّ ومُسلم رحمهم الله عن عثمان رضي الله عنه عن رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال : (خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَه).




وفي الصحيحين، عن عائشة ـ رضي الله عنها قالت : قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌ، لَهُ أَجْرَانِ








).وفي صَحِيحِ مسلمٍ عَنْ أَبي أُمَامَة رضي الله عنه، عَنْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : (اقْرَءوا القُرْآن ؛ فَإنَّهُ يَأْتِيَ يَوْمَ القِيَامَةِ شَفِيعَاً لأَصْحَابَهِ



وعنْ أَبي مُوسى الأَشْعَرِيُّ ـ رضي الله عنه قَال : قَالَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم : (مِنْ إِجْلاَلِ الرُّفْقة إِكْرَامِ ذِي الشَيْبَة المُسْلِمْ، وَحَامِلِ القُرْآن، غَيْرِ الغَالي فِيهِ، والجَافِي عَنْهُ، وإِكْرَامِ ذِي السُّلْطَان) رواهُ أبو داود وهو حديثٌ حسن.

كل هذه نصوص لاحاديث صحيحة تبرهن وتوضح مكانة القرآن واهله

والآن بعدما تعرفنا على فضل ومكانة حامل القرآن
نعرض للآداب الواجبة فى حقه
من كتاب آداب المعلم والمتعلم فى حلقات تحفيظ القرآن الكريم للشيخ عبد الله بن ناجى المِخلافى

نبدأ بالأدب الواجب عليه فى حلقة التحفيظ ومع شيخه ومعلمه

لن يختلف الأمر كثيرا عما عرضناه من قبل كآداب لطالب العلم
من حيث

ـ يجب على القارئ الإخلاص ومراعاة الأدب مع القرآن ، فينبغي أن يستحضر نفسه أنه يناجي الله تعالى ويقرأ على حال من يرى الله تعالى فإنه إن لم يكن يراه فإن الله تعالى يراه .
والا يبتغى بعمله هذا الا وجه الله تعالى ومرضاته

ـ وينبغي إذا أراد القراءة أن ينظف فاه بالسواك وغيره

ـ  ويستحب أن يقرأ القرآن وهو على طهارة فإن قرأ محدثاً جاز بإجماع المسلمين والأحاديث فيه كثيرة معروفة ، قال إمام الحرمين ولا يقال أرتكب مكروهاً بل هو تارك للأفضل ،

ـ ويستحب أن تكون القراءة في مكان نظيف مختار ولهذا استحب جماعة من العلماء القراءة في المسجد لكونه جامعاً للنظافة وشرف البقعة ومحصلاً لفضيلة أخرى وهي الاعتكاف


ـ ويستحب للقارئ في غير الصلاة أن يستقبل القبلة ويجلس متخشعاً بسكينة ووقار مطرقاً رأسه ويكون جلوسه وحده في تحسين أدبه وخضوعه كجلوسه بين يدي معلمه فهذا هو الأكمل ولو قرأ قائماً أو مضطجعاً أو في فراشه أو على غير ذلك من الأحوال جاز وله أجر ولكن دون الأول ، قال الله عز وجل ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب . الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ) وثبت في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكئ في حجري وأنا حائض ويقرأ القرآن رواه البخاري ومسلم ، وفي رواية يقرأ القرآن ورأسه في حجري .

كل ما سبق كان استعدادا لبداية التلاوة

يعنى حال القارىء وهو ينوى ان يقرأ القرآن


ـ فإن أراد الشروع في القراءة

ـ استعاذ فقال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم هكذا قال الجمهور,
ـوينبغي أن يحافظ على قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في أول كل سورة سوى براءة فإن.


فإذا قرأ فعليه بالآتي :

فإذا شرع في القراءة فليكن شأنه الخشوع والتدبر عند القراءة ، والدلائل عليه أكثر من أن تحصر وأشهر وأظهر من أن تذكر فهو المقصود المطلوب وبه تنشرح الصدور وتستنير القلوب قال الله عز وجل ( أفلا يتدبرون القرآن ) وقال الله تعالى ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته ) والأحاديث فيه كثيرة وأقاويل السلف فيه ، وقد بات جماعة من السلف يتلون آية واحدة يتدبرونها ويرددونها إلى الصباح وقد صعق جماعة من السلف عند القراءة ومات  جماعات حال القراءة ،

 وعن بهز بن حكيم أن زرارة بن أوفى التابعي الجليل رضي الله عنه أمهم في صلاة الفجر فقرأ حتى بلغ فإذا نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير خر ميتاً ،  قال بهز وكنت فيمن حمله ،

 وقال السيد الجليل إبراهيم الخواص رضي الله تعالى عنه دواء القلب خمسة أشياء قراءة القرآن بالتدبر وخلاء البطن وقيام الليل والتضرع عند السحر ومجالسة الصالحين .




ـ البكاء عند قراءة القرآن هو صفة العارفين وشعار عباد الله الصالحين قال الله تعالى ( ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً ) .


ـ وينبغي أن يرتل قراءته وقد اتفق العلماء رضي الله عنهم على استحباب الترتيل قال الله تعالى ( ورتل القرآن ترتيلاً ) وثبت عن أمنا السيدة أم سلمة رضي الله عنها أنها نعتت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة مفسرة حرفاً حرفاً - رواه أبو داود والنسائي والترمذي

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال لأن أقرأ سورة أرتلها أحب إلي من أن أقرأ القرآن كله

، وعن مجاهد أنه سئل عن رجلين قرأ أحدهما البقرة وآل عمران والآخر البقرة وحدها وزمنهما وركوعهما وسجودهما وجلوسهما واحد سواء فقال الذي قرأ البقرة وحدها أفضل ،

وقد نهي عن الإفراط في الإسراع ويسمى الهذرمة الخ ،
وعن عبد الله بن مسعود أن رجلاً قال له إني أقرأ المفصل في ركعة واحدة فقال عبد الله بن مسعود هكذا هكذا الشعر إن أقواماً يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ولكن  إذا وقع القلب فرسخ فيه نفع رواه البخاري ومسلم وهذا لفظ مسلم في إحدى رواياته .

ـ ويستحب إذا مر بآية رحمة أن يسأل الله تعالى من فضله وإذا مر بآية عذاب أن يستعيذ بالله من الشر ومن العذاب وإذا مر بآية تنزيه لله تعالى نزه فقال سبحانه وتعالى أو تبارك وتعالى أو جلت عظمة ربنا

، فقد صح عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت يركع عند المائة ثم مضى فقلت يصلي بها في ركعة فمضى فقلت يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ ترسلاً إذا مر بآية فيها تسبيح سبح وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ  رواه مسلم في صحيحه .



ـ الاختيار أن يقرأ على ترتيب المصحف فيقرأ الفاتحة ثم البقرة ثم آل عمران ثم ما بعدها على الترتيب وسواء قرأ في الصلاة أو في غيرها حتى قال بعض أصحابنا إذا قرأ في الركعة الأولى سورة قل أعوذ برب الناس يقرأ في الثانية بعد الفاتحة من البقرة وهذا هو الحال المرتحل الذى بلغ عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف حال المسلم وتنقله بين سور القرآن
ينتهى من سورة الناس فيباشر بعدها من اول سورةالبقرة ليصل للنهاية مرة اخرى ويعود كالحال المرتحل الذى لا يلبث ان يقيم فيسافر .


ـ وقراءة القرآن من المصحف أفضل من القراءة عن ظهر القلب لأن النظر في المصحف عبادة مطلوبة فتجتمع القراءة والنظر.


ـ احترام المصحف وعدم العبث به او التمزيق

ـ تخصيص مصحف واحد للحفظ منه
ـ عدم وضع المصحف على الارض او وضع شىء فوقه.

وكثير من هذه التعليمات التى لم استطرد فى ذكرها لانه لله الحمد كلنا يوقر القرآن ويعظم المصحف فآثرت توفير الوقت لامر اخر



هذا حال التالى للقرآن

والان نعرض طالب حلقة التحفيظ بين يدى معلمه
ولن يختلف الامر كثيرا عما سبق ذكره من آداب


ـ أن يجتنب الأسباب الشاغلة عن التحصيل إلا سبباً لا بد منه للحاجة ، وينبغي أن يطهر قلبه من الأدناس ليصلح لقبول القرآن وحفظه واستثماره
، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم  أنه قال "ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد  الجسد كله ألا وهي القلب "
 وقد أحسن القائل بقوله يطيب القلب للعلم كما تطيب الأرض للزراعة .


ـ وينبغي للمتعلم أن يتواضع لمعلمه ويتأدب معه وإن كان أصغر منه سناً وأقل شهرة ونسباً وصلاحاً وغير ذلك ، ويتواضع للعلم فبتواضعه يدركه ،  وينبغي أن ينقاد لمعلمه ويشاوره في أموره ويقبل قوله .


ـ وعليه أن ينظر لمعلمه بعين الاحترام ويعتقد كمال أهليته ورجحانه على طبقته فإنه أقرب إلى انتفاعه به ، وكان بعض المتقدمين إذا ذهب إلى معلمه تصدق بشيء وقال اللهم استر عيب معلمي عني ولا تذهب بركة علمه مني .
وقال الربيع صاحب الشافعي رحمهما الله ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إلي هيبة له ،

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال من حق المعلم عليك أن تسلم على الناس عامة وتخصه دونهم بتحية
وأن تجلس أمامه ولا تشيرن عنده بيدك ولا تغمزن بعينيك
ولا تقولن قال فلان خلاف ما تقول
ولا تغتابن عنده أحداً
ولا تشاور جليسك في مجلسه
ولا تأخذ بثوبه إذا قام
ولا تلح عليه إذا كسل
ولا تعرض أي تشبع من طول .
وينبغي أن  يتأدب بهذه الخصال التي أرشد إليها الامام علي رضى الله عنه وأن يرد غيبة شيخه إن قدر فإن تعذر عليه ردها فارق ذلك المجلس .



ـ ولا يتقدم الطالب على اخيه فى الحلقة للتسميع او العرض على شيخه إلا أن يأذن له الشيخ في التقدم أو يعلم من حالهم إيثار ذلك ولا يقيم أحداً في موضعه ، فإن آثره غيره لم يقبل إلا أن يكون في تقديمه مصلحة .

ـ وينبغي أيضا أن يتأدب مع رفقته وحاضري مجلس الشيخ فإن ذلك تأدب مع الشيخ وصيانة لمجلسه ويقعد بين يدي الشيخ قعدة المتعلمين لا قعدة المعلمين ولا يرفع صوته رفعاً بليغا من غير حاجة ولا يضحك ولا يكثر الكلام من غير حاجة ولا يعبث بيده ولا بغيرها ولا يلتفت يميناً ولا شمالاً من غير حاجة بل يكون متوجهاً إلى الشيخ مصغياً إلى كلامه .
ما عرضناه سالفا يشير الى حال الطالب فى حلقة فى وجود شيخه ومعلمه
اما بخصوص التحفيظ على النت كما هو الحال معنا الان فلا يختلف الامر كثيرا
اذ ان الخلق واحد لا يتجزأ
فمن وقر شيخه سيلتزم الآداب وان لم يكن الشيخ يراه

فنجد الطالبات بالفعل
ـ تلتزم الصمت فى الحلقة

ـ لا تتحدث الا بعد اذن المعلمة

ـ لا تضحك ولاتكثر من المزاح

ـ لا تكثر من الحديث فيما ليس منه طائل

ـ تترفق فى الحديث مع المعلمة مع رفقتها

ـ لا تكثر على معلمتها ولا تبدى عدم اكتراث بالحلقة

ـ لا تقوم الى حاجة لها فى بيتها او محل حضورها الحلقة الا بعد استئذان المعلمة واعلامها بانها ستكون غير متواجده
فإنه مما يخالف الاداب ان يترك طالب العلم مجلسه دون اذن معلمه بحجة انه لا يراه


فكما قلنا لا يختلف الامر لان الأدب فى النفس واحد ومتى وطّن الإنسان نفسه على محاسن الأخلاق فهي له قائدا فى كل مكان . سواء رآه الناس أم لم يروه لان غايته من حسن الخلق هو ارضاء المولى عز وجل والناس من بعده وسيلة لطاعته تعالى فيهم .

ـ عدم غياب الطالب عن حلقته الا لضرورة وعليه ان يعوض الفائت .

ـ تجديد التوبة والإنابة الى الله تعالى فهو مما يعين على الحفظ
يقول الإمام الشافعي رحمه الله

شكوت الى وكيع سوء حفظى...فارشدنى الى ترك المعاصى

واخبرنى بأن العلم نور ..ونور الله لا يُهدى لعاصٍ


ـ الهمة العالية في الإقبال على الطاعات والتعالي عن توافه الأمور  والتطلع إلى معاليها .

ـ إن رأى من نفسه سآمة او ملل فليروح عن نفسه بالمباح

ـ أن يترك العوائق والعوائد والعلائق ( من كتاب الفوائد لابن القيم ) وإذا ابتلى بصحبة يضيعون الوقت والعمر فليتطلب فى قطع العلاقة او تخفيفها اذا لم يمكنه ذلك وعليه ان يختار لنفسه اصحابا يعينوه على ما هو فيه وان يختار ذوو همة ويختار منهم واحدا لمدارسة ومراجعة القرآن الكريم .

ـ ولا يقنع بالقليل مع تمكنه من الكثير ولا يحمل نفسه ما لا يطيق مخافة من الملل وضياع ما حصل وليبكر بقراءته على شيخه وليحافظ على قراءة محفوظاته ولا يؤثر بنوبته غيره إلا إذا أمره الشيخ بذلك لمصلحة ولا يعجب بنفسه ولا يحسد أحدا من رفقته أو غيرهم على فضيلة رزقة الله إياها

ـ لا يستحى الطالب عن السؤال عما استشكل عليه بتلطف  وحسن خطاب .

ـ وعلى من يحفظ ان يجتهد فى الامر وان يجاهد ويحدد لنفسه اوقاتا للحفظ والمراجعة والتعهد فان القرآن شديد التفلت .

ـ الا يحمل نفسه من الحفظ والتعلم ما لا يطيق كى لا يصيبه الملل فيترك الحلقة ويذهب الخير .

ـ ويستحب للقارئ إذا انتهت قراءته أن يصدق ربه ويشهد بالبلاغ لرسوله صلى الله عليه وسلم ويشهد على ذلك أنه حق فيقول‏:‏ صدق الله العظيم وبلغ رسوله الكريم ونحن على ذلك من الشاهدين‏.‏





بقى لنا الان اداب من ختم القرآن وحمله بين أضلعه
حامل القرآن

فهو كما اشرنا من قبل
اهل الله وخاصته
وهو اكرم الخلق من حق على الله تعالى اكرامه
وهو امام القوم فحق على خاتم القرآن وحامله ان يكون قائدا واماما
فما هى الاداب التى تؤهل حامل القرآن ان يكون كما ذكرنا
مكرما واماما ومن خاصة اهل الله

حيث قال ايضا صلى الله عليه وسلم

إن من إجلال الله إكرام ........ ، و حامل القرآن ، غير الغالي فيه ، و لا الجافي عنه ، ....
الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - لصفحة أو الرقم: 98
خلاصة حكم المحدث: حسن


فلننتبه للفظ غير الغالى فيه ولا الجافى
اى المتصف بما يليق لما حمل فى صدره
والغلو في القرآن منه: الغلو في بعض طرق قراءته، ومنه: الغلو في تأويله، ومنه: القراءة بالألحان، ومنه: المدود المبالغ فيها.. ونحو ذلك.

وقد قال صلى الله عليه وسلم

من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: ابن الصلاح - المصدر: فتاوى ابن الصلاح - لصفحة أو الرقم: 26
خلاصة حكم المحدث: حسن


ثم انظرى اقوال الصحابة والتابعين فى حامل القرآن وما يجب ان يكون عليه

عن الفضيل بن عياض قال ينبغي لحامل القرآن أن لا تكون له حاجة إلى أحد فمن دونهم ، وعنه أيضا قال حامل القرآن حامل راية الإسلام لا ينبغي أن  يلهو مع من يلهو ولا يسهو مع من يسهو ولا يلغو مع من يلغو تعظيماً لحق القرآن .

وعن سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون وبنهاره إذا الناس مفطرون وبحزنه إذا الناس يفرحون وببكائه إذا الناس يختالون .

ومن آدابه أن يكون على أكمل الأحوال وأكرم الشمائل وأن يرفع نفسه عما نهى القرآن عنه إجلالاً للقرآن ، وأن يكون مصوناً عن دنيء الاكتساب شريف النفس مرتفعاً على الجبابرة والجفاة من أهل الدنيا متواضعاً للصالحين وأهل الخير والمساكين ، وأن يكون متخشعاً ذا سكينة ووقار .

ـ يقول الرسول الكريم صلوات ربى وسلامه عليه
الدين النصيحة قلنا : لمن ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم .
الراوي: تميم الداري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - لصفحة أو الرقم: 55
خلاصة حكم المحدث: صحيح

قال العلماء رحمهم الله النصيحة لكتاب الله تعالى هي الإيمان بأنه كلام الله تعالى وتنزيله لا يشبهه شيء من كلام الخلق ولا يقدر على مثله الخلق بأسرهم ثم تعظيمه وتلاوته حق تلاوته وتحسينها والخشوع عندها وإقامة حروفه والذب عنه لتأويل المحرفين وتعرض الطاغين والتصديق بما فيه والوقوف مع أحكامه وتفهم علومه وأمثاله والاعتناء بمواعظه والتفكر في عجائبه والعمل بمحكمه والتسليم بمتشابهه والبحث عن عمومه وخصوصه وناسخه ومنسوخه ونشر علومه والدعاء إليه وإلى ما ذكرناه من نصيحته .
وانظرى لقول جامع لصالحى الامة فى حامل القرآن وما ينبغى ان يكون عليه
قـال بشر بن الحارث : سمعت عيسى بن يونس  يقول :
إذا ختـمَ العبدُ قبّـل الملَك بين عينيـه ، فينبغي له أن يـجعلَ القرآن ربيعـاً لقلبه ، يَعْمُـرُ ماخرِبَ من قلبِـهِ ، يتـأدبُ بـآدابِ القرآن ،ويتخلّـقُ بأخلاقٍ شريفةٍ يتميّـز بـها عن سائرِ النّاس ممن لايقرأ القرآن .
فـأول ماينبغـي له أن يستعملَ تقوى الله في السّـرّ والعلانية : باستعمال الورع في مطعمـه ومشربه ومكسبـه ، وأن يكونَ بصيـراً بزمانه وفساد أهلـه ، فهو يـحذرهـم على دينـه ؛ مقبلاً على شـأنه ، مهموماً بـإصلاح مافسد من أمره ، حافظـاً للسانـه ، مميِّـزاً لكلامه ؛ إن تـكلّم تكـلّم بعـلم إذا رأى الكلامَ صواباً ، وإن سكت سكت بعلـم إذا كان السكوت صـواباً ، قليـلَ الـخوض فيمـا لايعنيـه : يـخاف من لسانه أشدّ ممـا يـخاف من عدوّه ، يـحبس لسانـه كـحبسه لعدوّه ، ليـأمن شـرّه وسوءَ عاقبتِـه ؛ قليلَ الضّـحك فيما يضـحك منه النّـاس لسـوء عاقبـة الضّـحك ، إن سُـرَّ بشـيءٍ مما يوافقُ الـحقَّ تبسَّـم ، يـكره الـمزاح خوفـاً من اللعب ، فـإن مـزح قال حقـاً ، باسطَ الـوجه ، طيّـب الكلام ، لايـمدحُ نفسه بـما فيه ، فكيف بـما ليس فيـه ، يـحذر من نفسه أن تـغلبـه على ما تهوى مما يُسـخط مولاه ، ولايغتـابُ أحداً ولايحقر أحداً ، ولايشمـت بـمصيبة ، ولايبغي على أحـد ، ولايـحسده ، ولايسـيءُ الظـنّ بـأحدٍ إلا بـمن يستحق ؛ وأن يكون حافظـاً لـجميع جوارحـه عمّـا نُهـي عنه ، يـجتهد ليسـلمَ النّـاسُ من لسانه ويده ، لايظلم وإن ظُلـم عفـا ، لايبغي على أحد ، وإن بُغـي عليه صبـر ، يكظم غيظـه ليرضـي ربّـه ، ويغيظَ عدوّه . وأن يكون متواضعاً في نفسه ، إذا قيـل له الـحق قَبِـله من صغيـرٍ أو كبير ، يطلب الرفعـة من الله تعالى لامن الـمخلوقين .
وينبغي أن لايتـأكلَ بـالقرآن ولايـحبّ أن تُقضى له به الـحوائج ، ولايسعى بـه إلى أبناء الـملوك ، ولايـجالس الأغنياء ليكرموه ، إن وُسِّـع عليـه وسَّـع ، وإن أمسِـك عليه أمسَك . وأن يُـلزم نفسه بِـرَّ والديه : فيخفضُ لهما جناحـه ، ويخفصُ لصوتهما صوتـه ، ويبذل لهما ماله ، ويشكر لهما عند الكبـر . وأن يـصلَ الرحم ويكره القطيعـة ، مَن قطعه لـم يقطعـه ، ومن عصى الله فيه أطاع الله فيه ، مَن صحِبـه نفعـه ، وأن يكون حسن الـمجالسة لمن جالس ، إن علّـم غيره رفق بـه ، لايعنّف من أخطأ ولايـخجله ، وهو رفيقٌ في أموره ، صبورٌ على تعليـم الخير ، يـأنس بـه المتعلـم ، ويفرح به المـجالس ، مـجالسته تفيد خيـراً .

ولنحذر من قول سيدنا عبد الله بن عمر رضى الله عنهما

عن عبد الله بن عمـر – رضي الله عنهما - : " كنّا صدرَ هذه الأمّـة ، وكان الرجـل من خيـار أصـحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مامعـه إلا السّـورة من القرآن أو شبـه ذلك ؛ وكان القرآن ثقيـلاً عليهم ، ورُزقوا العمـل بـه . وإنّ آخـر هذه الأمّـة يُخفّف عليهم القرآن حتّى يقـرأ الصّبـيّ والأعجمـيّ ، فلايعملون بـه " .
من مقال اخلاق اهل القرآن
                     الشيخ فائز عبد القادر شيخ الزور
من موقع صيد الفوائد


فنسال الله العفو والعافية

فبئس حامل للقرآن لا ينتفع به

وعـن مجاهد – رضي الله عنه _ في قـوله تعـالى " يتلونـه حـقّ تلاوتـه " : " يعملون بـه حـقَّ عملـه " .
فاللهم ارزقنا حفظ كتابك فى قلوبنا واستعمل به يا رب ابداننا

ـ استمرار طلب العلم بعد حفظ القرآن لكل ما يتعلق به من علوم
 او بكل علم نافع يتوصل المرء به الى الله فيقيم حلاله وينتهى عن حرامه.

ـ ليعلم ان نظرة القرآن لحامل القرآن نظرة تبجيل وتقدير فليحترز ان يفعل السوء فآنه لا يضر بنفسه انما يضر بدينه فقد اصبح مثلا وقدوة
ولا يلتفت لنظرة الناس من اجل الناس ومراعاة نظرتهم فيكون قد وقع فى الرياء وانما من اجل مرضاة الله وعدم اتيان الاسلام من ثغرته التى يقف عليها
فيكون مثلا وقدوة يدعو الى الله بسلوكه

ـ عليه ختم القرآن كل اسبوع وان لم يستطع فكل شهر
ـ دوام شكر الله بالقيام فى نعمه التى رزقه بها بما يحب الله ويرضى
فيحمد الله ويشكره على ان وفقه فى هذا المقام الكريم مقام حامل القرآن
ويكون الحمد ليس بترديد اللسان انما بالقيام بواجبات الحمد من اعمال صالحة طيبة  محققا الهدف الغالى وهو ان يتأسى بسيدنا وحبيبنا محمد صلى الله وعليه وسلم
 وان يكون قرآنا يمشى على الارض

جعلنا الله تعالى ممن يتأدب بآداب القرآن ، ويتخلق بأخلاقه

لله الحمد من قبل ومن بعد تلك نهاية الحلقة فاسال الله ان يتقبل العمل وان يعفو عن الزلل




وفيهِ عنِ ابْنِ عُمَر رضي الله عنه، أَنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قَال : ( إنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَاَ الكِتَابِ أَقْوَامَاً، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِين ).
وَرَوَياهُ في الصَّحِيحينِ من رِوَاية عَبدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: (لاَ حَسَدَ إِلاَّ في اثْنَتَيْنِ، رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتهِ في الحَقِّ، وَرَجُلاً آَتَاهُ حِكْمَةُ فَهُوَ يَقْضِي بِهَاَ وَيُعَلِّمهَاَ
وفي الصحيحينِ عنِ بْنِ عُمر رضي اللهُ عنْهُمَا، عَن النَّبِيِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( لاَ حَسَدَ إِلاَّ في اثْنَتَيْنِ، رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ القُرْآن ؛ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آَنَاءَ اللَيْلِ، وَأَنَاءَ النَّهَار، وَرَجُلٌ آَتَاهُ اللهُ مَالٌ فَهُوَ يُنْفقهُ أَنَاءَ اللَيْلِ وَأَنَاءَ النَّهَار).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق