السبت، ديسمبر 11، 2010

دورة فقه الصلاة .. فصل فى الاستنجاء 7

بسم الله الرحمن الرحيم



نحمد الله تعالى حمد عباده الذاكرين الشاكرين



حمدا يوافى نعمه علينا ويكافىء مزيدا



ونصلى ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم الدين



بإذن الله نستكمل حلقة الوضوء





فصل عن الاستنجاء





الاستنجــــــــــــاء



أولا: تعريفه



لغة : طلب النجاة والخلاص من الشيء



من نجوت الشجرة اى قطعتها



والشبه أن القائم بهذا الفعل يزيل أو يقطع هذه النجاسة الخارجة عن نفسه وجسده



شرعا : إزالة ما على السبيلين من النجاسة بالماء أو بالحجر



السبيلين هما القبل ( فتحة خروج البول) والدبر ( فتحة خروج الغائط)







ثانيا : حكمه



واجب



ثالثا : الدليل


دليله من السنة




قال رسول الله صلى الله عليه وسلم


( إذا ذهب أحدكم إلى الغائط فليذهب معه بثلاث أحجار يستطب بهن فانه تجزيء عنه)

***********


(وعن انس رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل الخلاء فاحمل أنا وغلام نحوى إداوة من ماء وعنـَـزَة يستنجى بالماء)


المعنى


كان رسول الله إذا ذهب إلى الخلاء ـ حيث لم تكن هناك أماكن مخصصة فى بيوت الجميع لقضاء الحاجةـ


يخرج ومعه الغلام والعنزة ـ وهى عصى تشبه العكاز بأسفلها حديده ـ وكان يلقى عليها الثوب حتى يستتر بها عند قضاء الحاجة

وكذلك الاداوة وهى جزء من جلد لوضع الماء به


وهذا الحديث يدل على وجوب الاستنجاء من الغائط والبول




أما الحجر :
نحمد الله أننا في رغد من العيش وعندنا الوسائل للتطهر بعد قضاء الحاجة
ولكن الشرع يصلح لجميع الظروف والأزمان لوجود البعض الذى ما زال يحيا بمثل هذه المعيشة
مع قلة الوسائل المتحة لديه


وان فاضلنا بين الماء والحجر
فاننا نجد انه

لو اقتصر على الماء أجزأ لأنه يزيل العين والأثر وهو الأفضل
عند الاقتصار على أحدهما
اما الحجر فيزيل عين النجاسة فقط دون الاثر


ويجوز أن يقتصر على ثلاثة أحجار،
أو على حجر له ثلاثة أحرف،
والواجب ثلاث مسحات فإن حصل الإنقاء بها
وإلا وجبت الزيادة إلى ان يحدث الإنقاء.
ويستحب الإيتار. اى ان يكون عدد المسحات وترا

ثلاثة فان حدث التنظيف بها فلا باس
وان لم يتم فخمس مسحات
وان تم باربعة وجب الاتيان بالمسحة الخامسة
من اجل تحقيق الامر بالاتيان بالعدد وترا




كيف كان يستخدم
الحجر ؟؟؟
او الشروط الواجب توافرها فى الحجرالمستخدم فى ازاله النجاسة





1_ أن يكون طاهرا
(عن مسعود رضي الله عنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم إلى الغائط فامرنى أن آتيه بثلاث أحجار فوجدت حجرين والتمست الثالث فلم أجد فأخذت روثة فأتيته بها فاخذ الحجرين وألقى الروثة وقال إنها ركس)

ركس هنا هى رجز اوكل مستقذر



لم يجد إلا حجرين ...
هل الأمر بهذه الصعوبة؟؟؟
نعم لان للحجر شروط حتى يصلح للاستنجاء به

فلا يصح الاستنجاء بالنجس ـ فالرسول ألقى الروثة ـ

*************


2_ أن يكون قالعا للنجاسة


فلا يكفى الزجاج ونحوه (بمعنى الايكون ناعم لأنه لن ياتى بالنتيجة المطلوبة) ولا القصب، ولا التراب المتناثر ويجوز الصلب فلو استنجى بما لا يقلع لم يجزه ولو استنجى برطب من حجر أو غيره لم يجزه على الصحيح. اى لابد ان يكون خشنابقدر يكفى لازالة النجاسة

*****************


3_ الايكون محترما


بمعنى لايجوز الاستنجاء بالذي يستخدم كطعام الادمى أو الجني ( اى له قيمته كالخبز أو العظم) والعظم طعام الجني فهم أمم أمثالنا فلقد نهى الرسول الكريم عن الاستنجاء بالعظم وقال


(انه زاد إخوانكم)


ومادام طعام الجني يحرم الاستنجاء به فالإنسان طعامه أولى بالحرمة




ومن ضمن هذا المحترم الذي لايجوز استخدامه في إزالة النجاسة
كتب العلم سواء كان كتاب متصل اى باجمعه
أو بجزء منه ولو ورقة

وما يدخل فيه (مكتوب عليه ) من اسم الله وأسماء الأنبياء تعظيما وإجلالا لقدرهم


ومن هنا نستطيع أن نقول أن المناديل الورقية يجوز استخدامها لأنها تؤدى الغرض من ازاله النجاسة
وننتبه لابد من ثلاث مسحات
سواء بثلاث ورقات او واحدة بثلاثة اوجه مع طيه
مع الانتباه الا تبدو القذارة من المنديل عند طيه
والحذر بالا تنتقل القذارة من المنديل للجسد
مرة اخرى لرقته وضعف تماسكه


وهذا في موضع العجز عن الحصول على الماء







4_ ألا تجف هذه القذارة الخارجة


وإلا فحينها يستخدم الماء لان الحجر لن يزيلها


وتأتى من هنا أفضلية استخدام الماء عن الحجر


فالحجر يزيل عين القذارة


والماء يزيل حتى آثارها من لون ورائحة


ومع وجود الماء فالماء أفضل من الحجر


وإذا كنت في موضع ليس به ماء أو الماء غير طاهر فيجوز استخدام المناديل الورقية كما سبق ذكره








اداب قضاء الحاجة






1_ يحرم استقبال القبلة واستدبارها

إلا إذا !!!!!!





قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا
تستدبروها ببول أو غائط ولكن شرقوا أو غربوا)

إلا إذا







وهذا لا ينطبق على الحمامات التي بالبيوت لان بها ساتر بينها وبين القبلة وهو الحائط





فلا حرج من وجود الحمام بالبيت في وضع القبلة
إن تعذر غير ذلك





عن عمر ـ رضي الله عنه ـ رقيت يوما على بيت حفصة رضى الله عنها
فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم
على حاجته مستقبل الشام مستدبر
الكعبة ...رواه الجماعة

وقال الشافعى رحمه الله
الاستقبال والاستدبار محرمان فى الصحرء لا فى البنيان

وعن مروان الاصفر رضى الله عنه قال
رايت ابن عمر رضى الله عنهما
أناخ راحلته مستقبل القبلة يبول اليها فقلت :
يا أبا عبد الرحمن أليس قد نهى عن ذلك ؟
فقال بلى إنما نهى عن ذلك فى الفضاء
فإذا كان بينك وبين القبة شىءيسترك فلا بأس
اخرجه ابو داوود والحاكم


وعلى هذا فيحرم استقبال القبلة أو استدبارها عند قضاء الحاجة في الصحراء اوالمكان خال
وليس بينه وبين الكعبة ساتراوعلة ذلك
تعظيما لقبلة المسلمين






2_ النهى عن التبول في الماء الراكد





قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يبولن أحدكم في الماء الراكد"




وهذا المنع يشمل القليل والكثير، لما فيه من الاستقذار،
والنهي في القليل أشد،
لما فيه من تنجس الماء،

وفي الليل أشد،
لما قيل إن الماء للجن في الليل فلا ينبغي أن
يبال فيه، ولا يغتسل فيه،
خوفاً من آفة تصيبه منهم.
هذا كله في الراكد


وأما الماء الجاري،

قال جماعة إن كان قليلاً كره وإن كان كثيراً فلا،
وينبغي أن يحرم البول في القليل قطعاً
لأن فيه إتلافاً عليه وعلى غيره،


وأما الكثير فالأولى اجتنابه




3_ لا يبول تحت شجرة مثمرة




أولا من اجل أن الشجرة المثمرة الكثيفة يتخذها البعض للتظليل




ثانيا يخشى من تلوث الشجرة بالماء الداخل لها فتتأثر الثمرة




و في المقابل ـ وإنا لله وإنا إليه راجعون ـ نرى بأم العين مياه الصرف الخرجة من المنازل
حولنا
تلقى في مصارف مياه ري الاراضى الزراعية

فأين هؤلاء من هدى الرسول

؟؟؟؟؟






4 _ النهى عن التبول في الطريق




قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اجتنبوا اللعانين , فقالوا: وما اللعانان يا
رسول الله , قال :الذي يتخلى في طريق الناس أوفى ظلهم





ممكن استنباط الكثير من الأحكام في هذا الحديث منها




انه يجوز طلب توضيح المعنى
وان يوقف الطالب المعلم للسؤال




وأيضا يجوز للمعلم لفت النظر بلفظ يثير انتباه الطالب









5ـ لا يبال في جحر أو شق لأنها مساكن الجن

لأنه عليه الصلاة والسلام: {نهى أن يبال في الحجر لأنها مساكن الجن} رواه أبو داود والنسائي، وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين.





حتى لا نؤذيهم في معايشهم وحتى لا ينال الشخص اذى منهم اذا هو تعدى على معايشهم








6ـ لا يبال في ظل الناس





قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اتقوا الملاعن الثلاث البراز في الموارد وقارعة
الطريق والظل





نجد الطفل الصغير يقضى حاجته في الطريق
بتوجيه من أمه وذلك يقضى على مروءته كما انه يناقض هدى المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه





إذن المواضع التي لا يجوز التبول فيها




قارعة الطريق





مواضع الشمس شتاءا





على القبر





في المسجد ولو في إناء






7ـ ألا يتكلم أثناء قضاء الحاجة





قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يخرج الرجلان يضربان الغائط ( يريدان قضاء الحاجة )كاشفي عورتيهما يتحدثان فان الله يمقت على ذلك
رواه أبو داود والمقت أشد البغض، والحديث مكروه، ولم يفض إلى التحريم
كما في قوله صلى الله عليه وسلم: {أبغض الحلال إلى الله تعالى الطلاق}



وما يدخل في معنى الكلام

رد السلام
وتشميت العاطس
والتحميد،
فلو عطس حمد الله تعالى بقلبه ولا يحرك لسانه،

وينبغي أن لا يأكل ولا يشرب،
وينبغي أن لا ينظر ما يخرج منه،
ولا إلى فرجه،
ولا إلى السماء،
ولا يعبث بيده،
ويكره إطالة القعود على الخلاء،
ويكره أن يكون معه شيء فيه اسم الله تعالى، كالخاتم والدراهم،
وكذا ما كان فيه قرآن،
وألحق باسم الله تعالى اسم رسوله تعظيماً له:


{كان عليه الصلاة والسلام إذا دخل الخلاء وضع خاتمه لأنه كان عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم} رواه الترمذي، وقال حسن صحيح، وقال الحاكم هو على شرط الشيخين.

واعلم أن كل اسم معظم ملحق بما ذكرنا في النزع
فيدخل فيه أسماء جميع الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام
8 ـ ألا يبول في مهب الريح



وأيضا يدخل في ذلك الحجر الصلب



حتى لا يؤدى إلى أن يعود رشاش البول عليه فينجسه




10 _ دخول الخلاء بالقدم اليسرى



ويقول بسم الله اللهم انى أعوذ بك من الخبث والخبائث



وهذا قبل الدخول لأنه لا يجوز ذكر الله بداخل الخلاء كما ذكرنا



11 ـ وإذا خرج يقول غفرانك



أو الحمد لله الذي عافاني



أو الحمد لله الذي اذهب عنى الأذى وعافاني
 
 
تمت لله الحمد
يتبع بنواقض الوضوء
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق