الأحد، ديسمبر 05، 2010

رسالة...المعلم فى ميزان الشرع ..أخطاء وتقويم

تقديم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين
وأصلى واسلم على سيد الخلق أجمعين
سبحانه
خلق الألباب لتدرك اللباب ولكن تفاوتت الأفهام  والمدارك  حسب درجة العلم والوعي المتحصل عليه ومع رزق يسوقه الله تعالى للعبد

كما قرأت في قول احد العلماء عن تعريفه للتفسير
انه ليس تفسيرا إنما فهم يلقيه الله على قلب مؤمن
ولهذا الفهم بالتأكيد قيود
فهو مقيد بعلم نافع على نهج الكتاب والسنة
وليس تابعا لأهواء أو عن  جهل


ورغم التفاوت والاختلاف في الفهم
إلا أنه سبحانه  ما خلقنا لنختلف ولكن لنكمل نقص بعضنا البعض

فها هي آيات كتاب الله تدعونا للتدبر في كل حين
ولم تفرق في الأمر بين عالم وإنسان عادى

يقول المولى عز وجل

{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ }القمر40
وفى تفسيرها قيل انه هناك آيات واضحة وصريحة ويسيرة على من أراد التفكر والتدبر
وأحمد الله أن  قد وفقني عز وجل لكتابة هذه الرسالة الصغيرة في الخُلق الواجب على المعلم أن يتسم به
عن طريق عرض لمواقف وتصرفات وتقييمها بميزان الشرع
وعرضها على نصوص لكتاب الله عز وجل أو لأحاديث صحيحة من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم
لمحاولة الوقوف على صحة السلوك من خطئه
وقد أسميتها
معلم الخير فى ميزان الشرع..أخطاء  و تقويم

ومن ثمّ وكما أشرت آنفا أن هناك اختلاف في الأفهام والطبائع
فربما اختلف احدهم معي في رأى
لكن يقف بيننا الدليل
وإن لم يكن الدليل خاصا بالموقف بعينه إلا أنه يشير إلى المفروض  أن يكون عليه
ونظراً لأنه بالتأكيد سيكون اختلاف
أقول إنها رؤية خاصة استندت فيها على الدليل الشرعي
كما أنها موافقة لطبعي
فما كان من توفيق فمن الله وحده  لا إله إلا هو وأسأله أن ينفع به وأن يرد من حاد إلى الصواب
وان كان من خطأ وسوء تأويل وزلة تنزيل للدليل على الموقف فمنى فاستغفر الله وأتوب إليه وأسأله أن يتجاوز عنى وأن يرزقني العلم النافع والعمل به

كما أنى لم اقصد به أبدا إساءة لأحد إنما والله للوصول للطيب

للوصول لأفضل حال في حلقات العلم والذي بالتأكيد سيكون سببا لنشر العلم النافع حيث ارتباط الطالب بالمعلم بعلاقة طيبة يسودها الحب والاحترام سيكون سببا في ارتباط الطالب بعلم معلمه وسيكون التلقي بإذن الله انفع وأجدى ثمرا

والله من وراء القصد وهو يهدى سواء السبيل

    
الكاتبة
احب الله 
كل ما ارجوه دعوة بظهر الغيب إن نفعكم
او دعوة بالمغفرة والتوفيق والسداد للخير إن كان من خطأ
 









بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
نحمده تعالى حمد عباده الذاكرين الشاكرين
ونصلى ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم الدين
أما بعد

نسال الله تعالى أن يوفقنا لطاعته على الوجه الذي يحب ويرضى
وان يعلمنا ما جهلنا ويذكرنا بما نسينا
وان يرزقنا حسن التأسي بخير خلقه
صلوات ربى وسلامه عليه

فقد قال تعالى
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }الأحزاب21

فممن نتعلم إن تركنا خير قائد  و خير أسوة

ولما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
القدوة من كل وجه
قدوة كهادٍ وداعٍ
قدوة كانسان وصديق
قدوة كأخ وأب وزوج
قدوة كقائد وفاتح
قدوة كمربى ومعلم وهو مسار حديثنا
النبي المعلم والمعايير الواجب إتباعها كي نقول أننا بالفعل
اتخذناه قدوة في التربية والتعلم
وسرنا على هديه
صلى الله عليه وسلم
*********************************

كثيرا ما نجد الحلقات تُعد  و الندوات تقام والدورات تُعقد و يُكرس الجهد  من اجل تعليم طالب العلم الأدب الواجب أن يتحلى به في حلقات العلم سواء في نفسه أو مع معلمه أو مع رفقته
وعلى الرغم أن العلماء الأفاضل لم يبخلوا بمصنفات تحث
المعلم علي ما  هو واجب في حقه أن يتسم به إلا أننا لا نجد هذا الاهتمام النظري  يترجم عمليا ,فلا نكاد نرى دورات  تقام لتأهيل المعلم كيف يدير الحلقة لتكون ناجحة وتؤتى ثمارها وكيف يستقى من سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي ما ينطق عن الهوى



فكما يقول ابن جماعة في كتابه تذكرة السامع والمتكلم بأدب العالم والمتعلم

ولقد اهتم العلماء الربانيون، والأئمة المهديون بتعليم العلم والأدب جميعًا؛ لأن المقصود الأعظم من العلم هو العمل به، والتقرب إلى الله تعالى بمقتضى هذا العلم. وليس المقصود أن يكون الإنسان مجرد مخلاة للعلوم، فكم من إنسان حوى من العلوم ما لا يعلمه إلا الله، فهو يسرد الأدلة سردًا، ويؤصل المسائل تأصيلاً، لكنه سيئ الخلق قليل الأدب، فهذا قد يكون سببًا في إعراض الناس عن الهدى، وكراهيتهم للحق.
وكم من إنسان ليس عنده من العلم إلا ما يبصره طريق الحق، لكنه على خلق حسن وأدب قويم، تراه مشمرًا عن ساعد الجد، مجتهدًا في العمل تقربًا إلى الله تعالى، داعيًا إليه، مجاهدًا في سبيله، مقيمًا للسنة، مميتًا للبدعة، تجده قانتًا خاشعًا، أسبق الناس إلى الخير وأبعدهم عن الشر، يُهْتَدى بِسَمْتِهِ وإن كان صامتًا.
 ( انتهى )
فعلا فرب معلم حمل من العلم الكثير لكن خلا سلوكه مما يجمع عليه القلوب لتعي ذلك العلم فتنتفع به



ولن أسهب في ذكر الدور  الكبير للمعلم ولا الفضل العظيم الذي يحظى به فاكتفى بذكر دليل واحد كإشارة للتعبير عن ذلك

يقول صلى الله عليه وسلم
فضل العالم على العابد ، كفضلي على أدناكم . ثم قال رسول الله : إن الله و ملائكته و أهل السماوات و الأرض حتى النملة في جحرها ، و حتى الحوت ، ليصلون على معلمي الناس الخير
الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 81
خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره

فلنستقى من المنبع الوافي والمعين الصافي
من سنة نبينا صلوات ربى وسلامه عليه

الهدى الذي كان عليه عند تعليمه للصحابة
والذي على المعلم بدوره أن يتبعه

لكننا إن تتبعنا سيرة سيد الخلق في التعليم ونحن أحوج ما يكون لذلك والله لكن  سيطول المجال
فصلوات ربى وسلامه عليه لم يترك سبيلا لتعليم ونفع المسلمين  إلا وطرقه واتبعه وكانت له فيه بصمة وهَدْى
ولكن سيكون مجال بحثنا
عرض مواقف لبعض المعلمين أو المعلمات ( فالأمر لا يختلف من كون معلم الحلقة رجل أم  امرأة  وإن كانت بعض المواقف تخص المعلمة المرأة من دون الرجل وهذا ان شاء الله أوضحه في موضعه)
ثم قياس هذه المواقف والتصرفات بميزان الشرع والهدى النبوي والسيرة العطرة
لنرى هل  اقتفى المعلم اثر النبي صلى الله عليه وسلم أم حاد عنه

ولتكن إشارة ولفت انتباه كي يعود للطريق
حتى ينال الفضل الذي ذكره نبينا صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف السابق ذكره
فسوف اعرض إن شاء الله للخلق الواجب للمعلم أن يتسم به
ليحقق الهدف الغالي والرسالة السامية فيكون المعلم  سهما في نشر دين الله تعالى ونشر العلم النافع

ونحاول إن شاء الله تصحيح العلاقة بين المعلم والطالب

حتى تكون على ما يحب الله ويرضى مطابقة لشرعته ومنهاجه .

والرسالة هنا موجهة لكل معلم
سواء معلم في تعليم نظامي ( مدارس أو معاهد أو جامعات أو غيره ) أو حلقات بالمسجد أو حلقات على شبكة الاتصالات الدولية ( المعروفة بالنت )
فالآداب لا تختلف والقيم لا تتجزأ
إنما فقط يمكن أن تختلف في بعض الأمور
فهناك اختلافا طفيفا بين التعليم النظامي أو في الحلقات وجها لوجه والتعليم من خلال النت
وان شاء الله عند كل موقف سوف أشير إلى نوع التعليم كي نتحرى الدقة في الحديث

*********************************
وقبل أن أبدأ في سرد مواقف ثم نعرضها على سنة نبينا صلى الله عليه وسلم فنرى هل هي مقبولة أم خطأ فتحتاج لتقويم

لنتعرض لجميل السيرة وخير الهدى
نجمل ثم نفصل
نجمل الأمر بذكر هديه صلوات ربى وسلامه عليه في مجلسه أولا ومن ثم عند ذكرى موقف تلقائي وقبل أن أشير إلى تقييمه سوف يعلم القارئ صحته من خطأه
فلننظر لذلك الحديث

ولننظر لجمال خلق النبي  صلى الله عليه وسلم
في مجلسه من حديث طويل
نقتطع منه الجزء التالي

............فسألته عن مجلسه - زاد العلوي : كيف كان يصنع فيه ؟ - فقال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر ، ولا يوطن الأماكن ، وينهى عن إيطانها ، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ، ويأمر بذلك ، يعطي كل جلسائه نصيبه ، لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه, من جالسه أو قاومه في حاجة صابره حتى يكون هو المنصرف ، ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها ، أو بميسور من القول ، قد وسع الناس منه بسطه وخلقه ، فصار لهم أبا ، وصاروا عنده في الحق سواء ، مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة ، لا ترفع فيه الأصوات ، ولا تؤبه فيه الحرم ، ولا تنثى  فلتاته ، متعادلين يتفاضلون فيه بالتقوى - وفي رواية العلوي : وصاروا عنده في الحق متقاربين يتفاضلون بالتقوى - سقط منها ما بينهما ، ثم اتفقت الروايتان : متواضعين يوقرون فيه الكبير ، ويرحمون فيه الصغير ، ويؤثرون ذا الحاجة . ويحفظون - قال أبو غسان : أو يحيطون - الغريب . وفي رواية العلوي : ويرحمون الغريب . قال : قلت : كيف كان سيرته في جلسائه ؟ - وفي رواية العلوي : فسألته عن سيرته في جلسائه ؟ - فقال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم البشر ، سهل الخلق ، لين الجانب ، ليس بفظ ولا غليظ ، ولا سخاب ، ولا فحاش ولا عياب ، ولا مزاح ، يتغافل عما لا يشتهى ، ولا يويس منه ، ولا يحبب فيه ، قد ترك نفسه من ثلاث : المراء ، والإكثار ، وما لا يعنيه ، وترك الناس من ثلاث : كان لا يذم أحدا ولا يعيره ، ولا يطلب عورته ، ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه ، إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رءوسهم الطير ، فإذا سكت تكلموا ، ولا يتنازعون عنده - زاد العلوي : الحديث - من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ ، حديثهم عنده حديث ألويتهم - وفي رواية العلوي : أولهم - يضحك مما يضحكون منه ، ويتعجب مما يتعجبون منه ، ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته ، حتى إذا كان أصحابه ليستجلبونهم - وفي رواية العلوي : في المنطق - ويقول : إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فأرفدوه ، ولا يقبل الثناء إلا من مكاف ، ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوز فيقطعه بهي أو قيام - وفي رواية العلوي : بانتهاء أو قيام - ................. صلى الله عليه وسلم
الراوي: هند بن أبي هالة التميمي و علي المحدث: البيهقي - المصدر: دلائل النبوة - الصفحة أو الرقم: 1/286
خلاصة حكم المحدث: [له شواهد تشهد له بالصحة]

صلوات ربى وسلامه عليه
خير خلق الله كلهم
لنستخرج من الحديث مفرداته لتتضح
ـ ولا يوطن الأماكن :لم يكن يجعل له مكانا أو مقعدا لا يتجاوزه إليه غيره ولكن كان يجلس حيث ينتهي به المجلس وكان يعلم أصحابه ذلك إذاًَ فهو لم يميز نفسه عنهم .(هذا حاله صلى الله عليه وسلم في كل مجلس له ولكن  حتى أن الغريب كان يدخل ويسأل أيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلما جئت أقول أن المعلم لابد أن يبرز ليعرفه الطالب يردني أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ادعي وأكثر احتياجا لذلك فهو رسول الله صلى الله عليه وسلم المشرع عن الله  المبلغ عنه بالرسالة حتى يعلمه القاصي والداني فيتعلمون هذا الدين إلا أنه لم يفعل صلى الله عليه وسلم.)
ـ يعطي كل جلسائه نصيبه ، لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه هذا من حسن خلقه ودليل على انه أثناء المجلس كان يتابع صحابته .
ـ ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها ، أو بميسور من القول .
ـ متعادلين يتفاضلون فيه بالتقوى لابد لان نعرف لأهل الفضل مكانتهم ولا نتجاهل ذلك
فإننا نرى البعض يهمل الكل أثناء الدروس بحجة أن الكل سواء
نعم الكل سواء
لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ، و يرحم صغيرنا ، و يعرف لعالمنا
الراوي: عبادة بن الصامت المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 101
خلاصة حكم المحدث: حسن

وكان هذا يحدث في مجلسه صلى الله عليه وسلم

يقول ابن جماعه في تذكرة السامع
(وإذا أقبل بعض الفضلاء وقد شرع في مسألة أمسك عنها حتى يجلس وإذا جاء وهو يبحث في مسألة أعادها له أو مقصودها.
وإذا أقبل فقيه وقد بقي لفراغه وقيام الجماعة بقدر ما يصل الفقيه إلى المجلس، فليؤخر تلك البقية ويشتغل عنها ببحث أو غيره إلى أن يجلس الفقيه ثم يعيدها أو يتم تلك البقية كيلا يخجل المقبل بقيامهم عند جلوسه.)


ـ ويرحمون الغريب هذا في المجلس اى انه إن دخل غريب إلي المجلس كانوا يستقبلونه ويطمئنونه على غير ما نرى الآن من تجاهل حتى يشعر الغريب بالوحشة أحيانا ويضطر للانصراف

(وفى تذكرة السامع يقول ابن جماعة أن يتودد لغريب حضر عنده وينبسط له ليشرح صدره؛ فإن للقادم دهشة، ولا يكثر الالتفات والنظر إليه استغرابًا له فإن ذلك مخجله. )

نكمل معا استخراج المفردات

ـ : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم البشر ، سهل الخلق ، لين الجانب ، ليس بفظ ولا غليظ .
ـ إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رءوسهم الطير ، فإذا سكت تكلموا ، فها هم يتحدثون في حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما عاب عليهم
ما دام الكلام فيما يفيد ولا يضر أو يروح عن النفس بالمباح

ـ يضحك مما يضحكون منه ، ويتعجب مما يتعجبون منه ، ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته ,اى انه كان يشاركهم أحاديثهم وكل ذلك في مجلسه صلى الله عليه وسلم
وان تجاوز غريب في حديثه كان يصبر عليه ويتجاوز عنه بل ويُهَدِأ هو نفس صحابته عندما يغضبون من ذلك الغريب على إثر تصرفه.

ولنستمتع بتلك القصة من طيب السيرة العطرة نستدل بها على أنه صلى الله عليه وسلم كان أحلم الناس ولا يزيده جهل الجاهل إلا حلما

عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :
ـ ثلاث من لم تكن فيه واحدة منهن كان الكلب خيرا منه ورع يحجزه عن محارم الله أو حلم يرد به جهل الجاهل أو حسن خلق يعش به في الناس

الراوي: الحسن المحدث:محمد بن محمد الغزي - المصدر:إتقان ما يحسن - الصفحة أو الرقم: 2/497
خلاصة حكم المحدث: مرسل ( لا بأس بالأخذ بالمرسل فقد اخذ به علماء أمثال الشافعي رحمه الله )

لنتابع القصة التي تؤكد على أهمية تلك الصفة الحسنة
ورد أنه (صلى الله عليه وسلم) عرض عليه رجل من أثرياء اليهود أن يقرضه كما من التمر إلى حين في حاجة شديدة تبصرها هذا اليهودي أحاطت النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين ، فأخذ منه النبي (صلى الله عليه وسلم) هذا التمر، وجاء هذا الرجل قبل انتهاء المهلة ، والنبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه وفي عزة ممن حوله من جنده، وأمسك اليهودي  بتلابيبه وهزّه هزّاً عنيفاً ، وقال : إنكم يا بني عبد المطلب  قوم مطل - أي مماطلون ، لا تدفعون الحقوق _ فأخذت النخوة عمر بن الخطاب رضى الله عنه وكان سريع الإثارة ، فأمسك بسيفه وقال يا نبي الله : دعني أقطع عنق هذا الكافر ، فما كان من الحبيب الشفيق الرفيق إلا أن قال: مه يا عمر – يعني انتظر يا عمر- كلانا أولى بغير هذا منك تأمره بحسن المطالبة ، وتأمرني بحسن الأداء ، يا عمر! ، خذه وأعطه حقه وزده صاعين من عندنا جزاء ما روعته !!أمره أن يزيده صاعين لأنه أخافه وأهم بقتله ، وبلغ الخوف منه مبلغه ، فأخذه عمر ودخل إلى بيت المال ليعطيه ماله من تمر. فقال اليهودي يا عمر: تدرى لم صنعت هذا؟ قال سيدنا عمر رضى الله عنه: لا . قال: لأني اختبرت أوصاف النبي التي ذكرت عندنا في التوراة، ولم يبقَ منها إلا خلق واحد أردت أن أتحقق منه ، قال: ما هو؟ قال : عندنا في التوراة أنه لا يزيده جهل الجاهل عليه إلا حلماً ، كلما زاد عليه الجهلاء في جهلهم ، زاد في حلمه ، لأنه على أخلاق ربه عز وجل . وقد تحققت اليوم يا عمر من هذا الخلق ، وأشهدك بأنه نبي الله ، وشهد الرجل للحبيب بالرسالة ولله بالوحدانية ، وأسلم لأنه تحقق من أخلاق نبي الإسلام عليه أفضل الصلاة وأتم السلام.فها هو الحبيب رد جهل اليهودي المتمثل فى غلظة القول والبطش باليد

بحلم وصبر فلم يغضب ولم يبطش ولم يأمر أصحابه بان يلحقوا بالرجل أذى ولو أمر لفعلوا
إنما كان الحلم ابلغ رد وكلما زاد جهل الجاهل اى زاد سوء تصرفه ينبغي أن يزيد حلم الحليم
وربما كان جهل الجاهل سوء أدب أو تطاول أو سوء سؤال لطالب في إحدى حلقات معلمه
توجه به إلى المعلم أو احد أقران  للمعلم أساء إليه بتصرف سيء من قول أو فعل
فما يجب على هذا المعلم إلا أن يرد هذه التصرفات بحلم يلين القلوب
فالمولى عز وجل يقول
ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }فصلت34

ويقول صلى الله عليه وسلم
إنما الحلم بالتحلم
اى انه ربما لا يملك  المرء خلق الحلم لكن بملازمة التصرف  بحلم
اى بالتحلم بمعنى أن المرء  يتحراه ويحاول أن يلبس ثوب الحلم وان لم يكن من أخلاقه
وبملازمته يتحول من التحلم إلى الحلم
حتى انه في هذا الحديث
إن فيك خلتين يحبهما الله الحلم والأناة . قال : يا رسول الله ! أنا أتخلق بهما أم الله جبلني عليهما ؟ قال : بل الله جبلك عليهما . قال : الحمد لله الذي جبلني على خلتين يحبهما الله ورسوله
الراوي: زارع بن عامر بن عبد القيس  العبدي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 5225
خلاصة حكم المحدث: صحيح يعنى انه يمكن أن يمن الله بهذه الخصلة على من يشاء
لكن هذا لا يعنى أن من لم يُرزقها لا يأتيها لان الصادق المعصوم صلى الله عليه وسلم قال

إنما العلم بالتعلم ، و إنما الحلم بالتحلم ، و من يتحر الخير يعطه ، و من يتق الشر يوقه

الراوي: أبو الدرداء و أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2328
خلاصة حكم المحدث: حسن اى انه إن لم تكن فيك فجاهد نفسك أن تنفذها حتى تصبح لك خصلة وسجية
نسال الله أن يرزقنا العلم والحلم وان يرزقنا رضاه والجنة

نكمل استخراج مفردات الحديث

ـ ويقول : إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فأرفدوه ، اى انه يوصى بان يقدموا من كانت له حاجة وطلب
كل ذلك في مجلسه صلى الله عليه وسلم


يقول ابن جماعة في تذكرة السامع
(أن يسعى في مصالح الطلبة وجمع قلوبهم ومساعدتهم بما تيسر عليه من جاه ومال عند قدرته على ذلك وسلامة دينه وعدم ضرورته فإن الله تعالى في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله تعالى في حاجته، ومن يسر على معسر يسر الله عليه حسابه يوم القيامة ولاسيما إذا كان ذلك إعانة على طلب العلم الذي هو من أفضل القربات.)

صلوات ربى وسلامه عليه حق ان يقول عنه الرجل

............ ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه  ........
الراوي: معاوية بن الحكم السلمي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 537
خلاصة حكم المحدث: صحيح


ـ وكان صلى الله عليه وسلم يتفقد أصحابه
يتفقد أصحابه ، ويسأل الناس عما في الناس ، ( جزء من الحديث السابق
الراوي: هند بن أبي هالة التميمي و علي المحدث: البيهقي - المصدر: دلائل النبوة - الصفحة أو الرقم: 1/286
خلاصة حكم المحدث: [له شواهد تشهد له بالصحة]

ويقول ابن جماعة فى تذكرة السامع
(وإذا غاب بعض الطلبة أو ملازمي الحلقة زائدًا عن العادة سأل عنه وعن أحواله وعن من يتعلق به، فإن لم يخبر عنه بشيء أرسل إليه أو قصد منزله بنفسه وهو أفضل.
فإن كان مريضًا عاده وإن كان في غم خفض عليه، وإن كان مسافرًا تفقد أهله ومن يتعلق به وسأل عنهم وتعرض لحوائجهم ووصلهم بما أمكن، وإن كان فيما يحتاج إليه فيه أعانه، وإن لم يكن شيء من ذلك تودد عليه ودعا له.)

والله لو لم أورد إلا ذلك الحديث فقط لكفى ووفى
صلى الله عليه وسلم
نعم المعلم ونعم الهادي صلى الله عليه وسلم صلاة وسلاما دائمين متلازمين  إلى يوم الدين



فأسال الله التوفيق لما يحب ويرضى وان يتقبل

***************************************
ثم لنشرع فى ذكر تلك المواقف الحية من حلقاتنا

1 ـ معلم ( أو معلمة ) يغلظ على الطلاب ولا يسمح بأي كلمة تطلق في الحلقة فلا يكون هناك اى نوع من الحوار أو الحديث أو المزاح المباح أو المشاركة مع طلابه في اى حديث سوى إلقاء المادة العلمية على مسامعهم  فقط . مع الغلظة في التوجيه أو استعمال العقاب بمجرد الخطأ سواء بتأنيب أو حرمان  من الحضور  .

ويقول إن ذلك من الشدة المطلوبة والتي تجعل للمعلم والعلم هيبة عند الطالب

( يمكن أن يحدث ذلك في مدرسة (فصل دراسي )  أو حلقة مسجد أو حلقة على النت )

فلنعرض الأمر على الشرع
يقول المولى عز وجل

{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ  ..................}آل عمران159

هذا مع النبي الموحى إليه والذي يملك مقومات القبول
وأسباب النفاذ إلى القلوب والتأييد من مولاه عز وجل
ولكنه مع ذلك اخبره انه إن لم يتسم خلقه بالرحمة والرفق فسوف ينصرف الناس عنه حتى وان كان نبيا

فما بالنا بالمعلم من البشر وهو دون الرسول صلى الله عليه وسلم  بمراحل


يقول حبيبنا ومعلمنا صلى الله عليه وسلم

من حرم الرفق حرم الخير . أو من يحرم الرفق يحرم الخير
الراوي: جرير بن عبد الله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2592
خلاصة حكم المحدث: صحيح

يا عائشة ! إن الله رفيق يحب الرفق . ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف . وما لا يعطي على ما سواه
الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2593
خلاصة حكم المحدث: صحيح

إنه من أعطي حظه من الرفق, فقد أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة, وصلة الرحم, وحسن الخلق, وحسن الجوار, يعمران الديار  ويزيدان  في الأعمار .
الراوي: عائشة المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 1656
خلاصة حكم المحدث: صحيح


ثم لننظر لهذا الحديث المباشر العظيم الأثر والمعنى

علموا ولا تعنفوا ، فإن المعلم خير من المعنف
الراوي: - المحدث: الزرقاني - المصدر: مختصر المقاصد - الصفحة أو الرقم: 659
خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره


ما أعظم تلك الخصال الرفق الرحمة اللين
ما دامت لم تجعل صاحبها يحرم حلالا ولا يحل حراما
أو يتغاضى عن منكر فنِعِم َّ هي .
وعند إعادة النظر في الحديث الطويل السابق ذكره بالأعلى
نجد انه لم يكن للغلظة في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم محل
كما انه لم يكن يعاقب أو يؤنب كما سيأتي ذكره إن شاء الله فلم يكن يوجه التأنيب لشخص مواجهة أبدا إنما كان يُعرِّض بالكلام حتى يشير للخطأ لا للمخطئ .
ونذكر بالجزء الخاص بذلك من الحديث السابق

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم البشر ، سهل الخلق ، لين الجانب ، ليس بفظ ولا غليظ ،......... كان لا يذم أحدا ولا يعيره
صلى الله عليه وسلم



إذاً يتبين لنا انه ليس للغلظة فى مجلس العلم محل
إذ انها لا تسفر إلا عن نفور وصد وخسران
نسال الله العفو والعافية وان يبصرنا بما فيه الخير والرجحان

********************************

ـ موقف آخر  نجد المعلم (أو المعلمة ) يبدأ المحاضرة وبمجرد البدء لا يكلم ولا يسلم ولا يلتفت  لاى كلمة  أو استئذان أو دخول أحد سواء  كان معروفا أو غريبا سواء ذو مكانة أو غيره
وكأنه وان سمعته قد سجل المحاضرة أو كأنه يلقيها تسميعا
مما يصيب بالملل والسأم
ظنا منه أن العلم لا يجب أن يتخلله حديث أو يقطعه أمر وان جدية المحاضرة لا تكون إلا بتتابعها ونسي أنه يلقيها على بشر
لهم قلوب ولديهم ظروف وشواغل وعدم استخدامه لوسائل الجذب والتشويق سيقلل بالتأكيد النفع والجدوى المرجوة من المحاضرة أو الدرس وهو ما يحدث بالفعل فنرى كل طالب في اتجاه مشتت غير مجتمع الذهن ولا الفكر لأنه بالتأكيد تَعْرِض له أفكار وتساؤلات إن لم يستفسر عنها في حينها انقطع عنه خيط المتابعة فبات الأمر غير نافعا
يكون في حلقة المسجد أو المدرسة أو النت وفى النت خاصة لانعدام عامل الرؤية بين الطرفين فيحتاج  المعلم لوسائل قوية للتنبيه ولفت الأنظار لتحصل الفائدة

ولنعرض الأمر أيضا على شرعنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم

لما نتتبع مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم
نجده قد استخدم وسائل للتشويق مما يلفت الانتباه ويزيد النفع
فتارة يسأل وينتظر الإجابة ثم يقوم بالتوضيح مثل


أتدرون من المفلس ؟ قالوا : يا رسول الله المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ، قال : إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام وقد شتم هذا وضرب هذا وأخذ مال هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من سيئاتهم فطرح عليه ثم طرح في النار
الراوي: - المحدث: الهيتمي المكي - المصدر: الزواجر - الصفحة أو الرقم: 1/181
خلاصة حكم المحدث: صحيح


وأخرى باستخدام أسلوب التكرار

أنه كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا ، حتى تفهم عنه ، وإذا أتى على قوم فسلم عليهم ، سلم عليهم ثلاثا .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 95
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

مثل
ألا أنبئكم بأكبر الكبائر . ثلاثا ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين - وجلس وكان متكئا ، فقال - ألا وقول الزور . قال : فما زال يكررها حتى قلنا : ليته يسكت .
الراوي: أبو بكرة نفيع بن الحارث المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2654
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


وذلك للفت الانتباه

وتارة أخرى يستخدم القصة ليصل للمعنى المطلوب

بينما رجل يمشي بطريق ، اشتد عليه العطش ، فوجد بئرا فنزل فيها ، فشرب ثم خرج ، فإذا كلب يلهث ، يأكل الثرى من العطش ، فقال الرجل : لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي ، فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسكه بفيه ، فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له ) . قالوا : يا رسول الله ، وإن لنا في البهائم أجرا ؟ فقال : في كل ذات كبد رطبة أجر
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6009
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

ومرة نجده يلفظ بقول ويسكت أو يأتي بقول مبهم حتى يثير حفيظة السامع فيسأل فيكون هناك تركيز وانتباه عند التلقي

إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه . قيل : يا رسول الله ، وكيف يلعن الرجل والديه ؟ قال : يسب الرجل أبا الرجل ، فيسب أباه ، ويسب أمه فيسب أمه
الراوي: عبد الله بن عمرو بن العاص المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5973
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

رغم أنفه . ثم رغم أنفه . ثم رغم أنفه . قيل : من ؟ يا رسول الله ! قال : من أدرك والديه عند الكبر ، أحدهما أو كليهما ، ثم لم يدخل الجنة
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2551
خلاصة حكم المحدث: صحيح

فلننظر لأهمية الأمر الوارد بعد السؤال ذلك استدعى أن يقوم بوسيلة لجذب انتباه السامع كي يتقبل الحكم
ولا يخفى علينا استخدامه اليد في التشبيه
مثلما أشار بالسبابة والوسطى إشارة إلى تجاوره مع كافل اليتيم يوم القيامة

ومثلما خط خطا على الأرض مستقيما وتتشعب منه خطوطا يشير إلى انه هذا سبيل الله المستقيم وتلك السبل التي تفرق بنا عن سبيل الله
كل ذلك وأكثر من وسائل التشويق ولفت الانتباه أثناء الحديث كي يكون اكبر أثرا وأكثر نفعا
لكن أن تكون محاضرة صماء
كلمات تلقى على المسامع دون مراعاة أن النفس البشرية تمل العلم لثقله
أو أنها تتشتت ما لم يجمع شتاتها نبيه

ثم لننظر للحبيبة أمنا السيدة عائشة
أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم : كانت لا تسمع شيئا لا تعرفه ، إلا راجعت فيه حتى تعرفه ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من حوسب عذب . قالت عائشة : فقلت : أوليس يقول الله تعالى : { فسوف يحاسب حسابا يسيرا } . قالت : فقال : إنما ذلك العرض ، ولكن : من نوقش الحساب يهلك .
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 103
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

فهى تستوقف النبي صلى الله عليه وسلم حين يغيب عنها معنى فتسأل لتتبين حتى تستطيع أن تستقبل باقي الحديث وهى تعي ما يراد منه
أما أن يمنع المعلم الطالب من أن يلفظ بكلمة أو أن يعرض سؤالا  فى محله أو كما قلنا يعرض العلم في صورة تدعو للملل دون استخدام وسائل للجذب والتشويق ليزيد النفع
فهذا من الواضح انه منافيا لسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم
فرأينا كيف كان حديثه وتعليمه صلى الله عليه وسلم


ولنعرض لكلام الأفاضل في هذا الباب

كان الزهري يحدث ثم يقول : هاتوا من أشعاركم هاتوا من أحاديثكم فإن الأذن مجاجة وان للنفس حمضة فأفيضوا في بعض ما يخف علينا

قال علي رضي الله عنه : أجمعوا هذه القلوب وابتغوا لها طرائف الحكمة فإنها تمل كما تمل الأبدان

قال ابن وهب: وحدثنا يحيى بن أيوب عن عقيل عن ابن شهاب أنه كان يقول روحوا القلوب ساعة وساعة

عن عبد الله بن عباس أنه قال  :العلم أكثر من أن يحاط به فخذوا منه أحسنه

وعن الشعبي مثله أنشد محمد بن مصعب لابن عباس
ما أكثر العلم وما أوسعه
من ذا الذي يقدر أن يجمعه
إن كنت لابد له طالبا
محاولا فالتمس أنفعه


نبينا  صلى الله عليه وسلم وكلنا يعلم أن مجلسه كان مجلس تشريع وأحكام وتفصيل لدين الله ومع ذلك كان يشركهم في الحديث ويتجاذب أطرافه معهم كى يصل بهم إلى أقصى درجات الانتباه ليزيد الاستيعاب
فهؤلاء من رباهم النبي صلى الله عليه وسلم
فكانوا يخرجون من مجلسه ينفذون ما أمر ويبلغون ما سمعوا وفقهوا
أما الآن فتجد الحاضرين لسماع المحاضرة متأثرين جدا حال سماعهم ولكن  يخرجون ولو استطاع احدهم أن يعيد جملة فكفى بها نعمة


فلا فائدة من ذلك إلا بإتباع هدى النبي صلى الله عليه وسلم فيما علم

يقول ابن جماعة في تذكرة السامع
أن يحرص على تعليمه وتفهيمه ببذل جهده وتقريب المعنى له من غير إكثار لا يحتمله ذهنه أو بسط لا يضبطه حفظه ويوضح لمتوقف الذهن العبارة ويحتسب إعادة الشرح له وتكراره.
كل هذه وسائل للوصول بالطالب إلى أقصى درجات النفع

فرسولنا الكريم المكلف من ربه سبحانه بتبليغ رسالته
{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ...... المائدة67
رأيناه قد وظف كل ما هو متاح لديه في زمنه من وسائل الإيضاح وترسيخ الكلمة المراد تبليغها للأمة. ولنا في رسولنا المعلم قـدوة حسـنة .
فعلينا أن نوظف كل ما هو متاح لدينا من وسائل قديمة وحديثة، تعيننا على تشويق المتلقي، وإفهامه، بل وترسيخ ذلك الفهم في ذاكرته

وللإنصاف نقول ربما المعلم يرغب  في أن يكون الدرس متسلسلا لا يقطعه حديث ولا مناقشات أو تودد للطلبة أو تفقد لهم أو غيره
لأنه يُعد لكي يتم  نشره سواء في الأسواق  أو على النت والحديث خلاله لا يكون  مقبولا
أقول
إن أحببت ذلك فليكن إذاً درسا مسجلا كما يقوم بعض المشايخ بتسجيل دروس على شرائط وتوزيعها .
إنما أن تكون محاضرة لدرس علمي علي طلاب وتكون كما وصفنا من قبل فهذا كما ذكرت لا يجدي ولا ينفع  وليس من هدى النبوة في  شيء .
وفقنا الله جميعا لتحرى الصواب وفعله وتقبله منا خالصا لوجهه الكريم


*******************************************

ـ معلم يبدأ المحاضرة لكن متى بدأت حلقته ودرسه لم يعر اى اهتمام بمن دخل للحلقة حتى وان القي احدهم السلام لا يرد حتى  وإن دخل زميل أو صديق مقرب لا يأبه به ويقول إن ذلك من هيبة العلم وما يجب إن يكون عليه المعلم
ويكون في حلقة المسجد أو النت والنت خاصة أيضا لأنه أحيانا تحدث ظروف للطالب ولا يستطيع حضور الحلقة إلا بعد  دخول المعلم
أو ربما دخل صديق للمعلم  أو معلم من زملائه ليحضر حلقته
كل ذلك يحدث أثناء الحلقات على النت

فلنعرض الأمر على ميزان شرعنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم
يقول المولى عز وجل
{وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ ... الأنعام54
ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم

لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا . ولا تؤمنوا حتى تحابوا . أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 54
خلاصة حكم المحدث: صحيح
والمحبة إذا شاعت بين المعلم وطلابه ، كان ذلك دافعا لقبول العلم الذي يبثه ذلك المعلم ، لأن النفس بطبعها تميل إلى الشيء الذي تحبه وتهواه ،
لننظر ...معلم وكلما دخل عليه طالبه يسلم
فلا يرد له سلاما فكيف سيكون اثر ذلك على نفس الطالب
فنحن بشر سيؤثر بالتأكيد على نفس الطالب
مما يجعله يزهد المعلم وحلقته مهما كان لديه من علم

فإفشاء السلام أمر هام جدا
كما أن السؤال عن الغائب أثناء الدرس أو تفقد أحوال الطلاب يدخل السرور على قلوبهم ويربطهم برباط محبة مع معلمهم
فيستقبلون علمه أفضل استقبال ويعملون بتوجيهاته على أفضل حال
وان غاب احدهم وعاد لابد من التودد إليه والسؤال عنه تأليفا لقلبه
لكنه إن وجد معلمه لا يأبه إلا بالعلم فقط دون الاهتمام بمن يتلقون عنه
لن أقول أن الطالب  سيترك العلم والحلقة لكن بالتأكيد سيكون النفع اقل
فقد سمعت إحدى الأخوات تقول أنها كانت في حلقة العلم تبكى كرها للمكث فيها ولكن لا تستطيع فراقها لتحصيل العلم
وما كان ذلك إلا لتصرفات معلمة الحلقة
فلننتبه لنفس الطالب ومشاعره حال تواجده
لن يضير أبدا ولن يذهب بهيبة العلم أن يسلم  المعلم على طلابه في بدء الحلقة أو نهايتها  أو أن يرد السلام على من دخل ويطمأن على من غاب ومن عاد بعد انقطاع أن يتودد إليه بالسؤال
أو يبارك له على خير أصابه أو يواسيه على سوء لحق به
فكما قال ابن جماعة رحمه الله في الكتاب (تذكرة السامع .. )
انه لا يكفى أن يكون المعلم مخلاة للعلوم
يحضر المجلس فيفرغ ما في جعبته ثم ينهض فيقوم عن طلابه
ولم يعرفهم ولا يعرف عنهم ولا عن أحوالهم شيئا في غير فضول ولا تضييع للأوقات
إنما فقط بث روح طيبة بينه وبين طلابه بمجرد السؤال عنهم وبما ذكرت آنفا

ولنتذكر أيضا من موضع في الحديث الأول الذي سقته ما يبرهن على ضرورة التواصل بين المعلم وطلابه في الحلقة ودرس العلم

يذكر الحديث حال النبي صلى الله عليه وسلم في مجلسه مع صحابته فيقول
ـ يعطي كل جلسائه نصيبه ، لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه,
ـ وصاروا عنده في الحق متقاربين يتفاضلون بالتقوى
ـ إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رءوسهم الطير ، فإذا سكت تكلموا
ـ - يضحك مما يضحكون منه ، ويتعجب مما يتعجبون منه ،
ـ  وكان صلى الله عليه وسلم يتفقد أصحابه
يتفقد أصحابه ، ويسأل الناس عما في الناس ، ( جزء من الحديث السابق
الراوي: هند بن أبي هالة التميمي و علي المحدث: البيهقي - المصدر: دلائل النبوة - الصفحة أو الرقم: 1/286
خلاصة حكم المحدث: [له شواهد تشهد له بالصحة]

ويقول ابن جماعة فى تذكرة السامع
(وإذا غاب بعض الطلبة أو ملازمي الحلقة زائدًا عن العادة سأل عنه وعن أحواله وعن من يتعلق به، فإن لم يخبر عنه بشيء أرسل إليه أو قصد منزله بنفسه وهو أفضل.
فإن كان مريضًا عاده وإن كان في غم خفض عليه، وإن كان مسافرًا تفقد أهله ومن يتعلق به وسأل عنهم وتعرض لحوائجهم ووصلهم بما أمكن، وإن كان فيما يحتاج إليه فيه أعانه، وإن لم يكن شيء من ذلك تودد عليه ودعا له.)



وهذا هدى نبينا صلى الله عليه وسلم عند ورود المجلس أو القيام عنه

يوصى رسولنا صلى الله عليه وسلم بالسلام فيقول

إذا انتهى أحدكم إلى مجلس فليسلم ، فإن بدا له أن يجلس فليجلس ، ثم إذا قام فليسلم فليست الأولى بأحق من الآخرة
الراوي: أبو هريرة المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2706
خلاصة حكم المحدث: حسن
فإن جاء طالب العلم وحضر المجلس فسلم عملا بذلك الحديث فالحق أن يرد السامع عملا بحديث افشوا السلام بينكم لتعم المحبة
صلى الله عليه وسلم
ذلك هديه وسنته فصلى الله عليه وسلم
( وفى تذكرة السامع يقول ابن جماعة
أن يجلس بارزًا لجميع الحاضرين !!!! ويوقر أفاضلهم بالعلم والسن والصلاح والشرف ويرفعهم على حسب تقديمهم في الإمامة ويتلطف بالباقين ويكرمهم بحسن السلام وطلاقة الوجه ومزيد الاحترام،)

فيأيها المعلم هذا الشرع وهذا الهدى فلا تحيد بارك الله فيك ونفع بك

*********************************

ـ معلم آخر ( أو معلمة ) إن احدث  الطلاب اى خطأ في الحلقة أو تأخير حتى وإن  كان بعذر فليس لديه إلا التأنيب والتوبيخ
ولا يرعى شعور أو مكانة من لديه من طلاب
فأحيانا يكون لديه طلاب علم وهم في الأصل معلمون لمواد أخرى  فى حلقات أخرى ولهم طلاب .  وأحيانا يجتمع المعلم مع طالبه في إحدى حلقات ذلك المعلم

ومع اعتذار الطالب يصر المعلم على التأنيب بالاسم العَلَم الصريح للطالب أمام زملائه

فيؤنب وتبرر ذلك فيقول انه لابد من ذلك حتى يعلم الجميع انه لا فرق بين زيد وعبيد

يحدث ذلك  في المدرسة أو حلقة المسجد أو حلقة النت
وللأسف يكون الأمر باديا في حلقة النت لان التواصل يكون بالكتابة بين الطرفين وأحيانا لا يتوصل المعلم لفهم عذر الطالب فيبنى الأحكام على ما فهم لا على ما يريد الطالب تبليغه ( ذلك من مواقف رأيتها ,الأخت تعتذر وتبدى الأسباب والمعلمة تصر على رأيها لأنها إما  لم تفهم ما تريد الطالبة قوله وهذا أيضا من عدم الصبر على الآخرين وعدم التحري وعدم تلمس الأعذار  وإما أنها فهمت لكنها مصرة على فكرة معينة يصر عليها طبعها أن تجعلها سمة وقاعدة في التعامل)

فلنعرض الأمر على شرعنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم



يقول المولى عز وجل
{يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ }لقمان17

ما الضرر الذي يمكن أن يلحق بمعلم  أو يصيبه عند تأخُر طالب عن حضور المجلس ؟ أو حتى لو أن طالب اخطأ في المجلس سواء مع احد الزملاء أو في حق المعلم

مع العلم أن الطالب يبادر بالاعتذار فهذا يعنى احترامه وتقديره لمعلمه
لكن لنفترض أن هناك طالبا بالفعل تجاوز وأخطأ وتطاول على معلمه
لنرى الأمر وكيف يمكن أن نضعه في ميزان الشرع ونقيس مدى صحة أو خطأ رد فعل المعلم

نقول ربما  المعلم يشعر أن ذلك استهتار من الطالب أو تهاون وعدم شعور بالمسئولية تجاه مجلس العلم

فنقول وأين الصبر الذي ذكره المولى عز وجل انه من عزم الأمور
وكم من نبي ورسول لم يجد إلا صدا واستهزاءا ممن يدعوهم فما كان منهم إلا الصبر والدعاء لمن آذوهم
أيعقل أن يكون طالب حلقتك أكثر صدا أو استهتارا من هؤلاء الجاحدين الكافرين

لا أظن ذلك أبدا
حتى و إن كان الطالب يبدى عدم الاكتراث والتسيب
فأين قول الله عز وجل

{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125

ويقول المولى عز وجل

{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ  آل عمران159
يأمر المولى عز وجل بالعفو عن المسيء والاستغفار له



لعل الله تعالى يرزقه الهدى والالتزام بصبر معلمه عليه وبالدعاء له

ثم لنستقى من الهدى النبوي

عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم

كان إذا بلغه عن الرجل شيء لم يقل : ما بال فلان يقول ؟ ولكن يقول : ما بال أقوام يقولون كذا و كذا
الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 4692
خلاصة حكم المحدث: صحيح


كما انه ما دام الطالب قد قدم اعتذارا فهو بالتأكيد معترف بخطئه ويعرف قدر معلمه
فأين فضل إقالة العثرات

من أقال مسلما أقال الله عثرته
الراوي: أبو هريرة المحدث: السخاوي - المصدر: المقاصد الحسنة - الصفحة أو الرقم: 465
خلاصة حكم المحدث: صحيح


من محاضرة : (للشيخ : ( عطية محمد سالم

العثرة: هي ضربة اصطدام في حجر أو نحوه، يعثر قد يسقط ويجرح، ثم عممت في كل زلة وخطأ يرتكبه الرجل، يقال: هذه عثرة من فلان. أي: في هذا التصرف أو العمل أو الممشى، فلو أن إنساناً أخطأ عليك. كانت هذه زلة وعثرة، ثم جاء واعتذر إليك، عندها ينبغي أن تقيل عثرته وزلته وتقبل اعتذاره، وهذا من إقالة أخيك في ما ندم عليه، مما ارتكبه في حقك، وهكذا تدخل في كل العلاقات بين الأصدقاء والإخوان؛ لتبقى أصول المودة،

ومن أحسن ما ورد في باب إقالة العثرات: ما جاء عن الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما مع محمد ابن الحنفية أخوه لأبيه، محمد ابن الحنفية أمه من بني حنيفة، والحسن بن علي أمه بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول الخبر: كانا معاً في السوق، فحدث بينهما ما يقع بين الإخوة، وذهب كل منهما إلى بيته، فلما استقر محمد ابن الحنفية في بيته أخذ ورقة وكتب فيها: من محمد ابن الحنفية إلى الحسن بن علي ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. انظروا إلى هذا الأسلوب، هو ابن علي ، فلماذا لم يقل: محمد بن علي ؟ هضم نفسه إلى أقصى حد وانتسب إلى الجارية، ونسب أخاه إلى أعلى حد.. بـعلي ابن عم رسول الله. وابن بنت رسول الله؛ لأنه في معرض التكريم والإصلاح. أما بعد: تعلم ما كان بيني وبينك في السوق، وقد رجعنا إلى بيوتنا، ولقد هممت بعد العودة أن آتيك وأستسمح منك، وأستقيلك ما كان مني، ولكني تذكرت مكانك من رسول الله - فهو ابن بنت رسول الله، وابن علي ابن عم رسول الله- فكرهت أن أكون بمجيئي صاحب فضل عليك، فإذا أتاك خطابي هذا فخذ ثيابك، وشد نعلك، وائتني أنت في بيتي ليكون لك الفضل علي. انظروا إلى مكارم الأخلاق! استكثر أن يكون له الفضل على الحسن بن علي ابن بنت رسول الله بأن يأتيه في بيته، هذا يد وفضيلة ومنة، قال: لا، أنا لست كفئاً أن تكون لي عليك يد ومنة وأنت ابن بنت رسول الله، وهذه المكرمة يجب أن تكون من ابن بنت رسول الله علي أنا، لأني أنا ابن الحنفية . إذاً: إقالة عثرات الإخوان تكون في كل الأمور. والله سبحانه وتعالى أعلم.

وهل منا من هو أكرم منهما شرفا ونسبا وعلما
رضي الله عنهم أجمعين

وفي الأثر " إذَا بَلَغَكَ شَيْءٌ عَنْ أَخِيكَ فَاحْمِلْهُ عَلَى أَحْسَنِهِ حَتَّى لَا تَجِدَ لَهُ مَحْمَلًا "
ولماذا يظن المعلم في طالبه انه يسيء ولا يظن أن ذلك بجهل منه أو انه لديه من الظروف ما دفعته لفعل ما قام به .

. قال عبد الله بن المبارك: "المؤمن طالب عذر إخوانه، "

. وقيل "إذا نطق لسان الاعتذار، فليتسع نطاق الاغتفار".

تقول إحدى الطالبات كان لدينا امتحان في المادة فحدثت ظروف واتصلت بالمعلمة اعتذر لها وأوضح ظرفي تقديرا لها فوجدتها تقول لي كلنا نفعل ذلك عند الامتحان
وكأنها لم تصدقني وظنت أنى افتعل السبب لأغيب وأتهرب من الامتحان
ومرة أخرى في امتحان آخر أعطتنا الاختبار وقالت أول من تنتهي ستتلو أولا ويتم تصحيح التلاوة لها
فالحمد لله انتهيت من الحل على قدر ما ذاكرت وأدركت الحل وفى ظني انه سليم
وكنت الأولى  فى التلاوة
فوجدت المعلمة تقول لي قمت بحل الامتحان سريعا دون تحرى وجئت تقولين انتهيت حتى تقرأى أولا

ففي كلا المرتين شعرت بالحرج الشديد ولم استطع أن أجادلها حاولت أن أوضح لها صدق نيتي وأنى ما غششت وما نويت سوءا ولا حتى مكرت . حاولت أن أؤكد لها انه لم يحدث شيء من ذلك .
فلم أصمم  وامتنعت عن تكرار المحاولة تأدبا مع معلمتي  لكن لا أنكر أن ردودها آثرت في نفسي
فلنزن هذا التصرف بميزان الشرع والسنة الشريفة

يقول المولى عز وجل

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ    }[الحجرات: 12]
ويقول

{وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ }يونس36

{وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً }النجم28
ويقول
{يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً }طه110

فالله تعالى هو المطلع العالم ولابد أن ارجع إليه الأمر كله والعلم كله ولأصدق من أتت  تعتذر دون أن أؤول حديثها أو أكذبه


يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم

إياكم والظن ، فإن الظن أكذب الحديث .......
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5143
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

ربما ترد المعلمة فتقول كنت امزح معها ولا اقصد أبدا إساءة الظن بها

فأقول

يقول المولى عز وجل
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ }محمد33

إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ، لا يلقي لها بالا ، يرفع الله بها درجات ، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله ، لا يلقي لها بالا ، .........
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6478
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


ربما المعلمة ألقت الكلمة ولم تلق لها بالا ولم تتوقع لها أثرا
إنما كان لها وقعها على نفس الطالبة أثرا سلبيا تجاه المعلمة والحلقة

فنسال الله أن يرزقنا الهدى والرشاد

من كل ما سبق نخلص إلى أنه على المعلم أن يصبر على طلابه
وان يصبر على جفاء البعض فمن الحديث الأول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يصبر للغريب على الجفوة
فاصبر واحتسب لعل الله يهد بك الطالب فيسترشد فصبرك وعفوك فتكون له خير قدوة .
كما كان لنا سيد الخلق أجمعين صلى الله عليه وسلم



***********************************
هناك قوانين تضعها المعلمات في الحلقات وارى أن إحدى المعلمات بدأت
بسن تلك القوانين والباقيات قلدن دون أن يُرد الأمر إلى الشرع أموافق له أم أن  هناك بديل انسب

وذلك باديا بوضوح في حلقات النت
نجد من المعلمات
1 ـ  من تجعل الأخوات تقسم على ألا يسمع صوتها رجل

ولا ادري من أشار وقال انه يحرم أن تعلم المرأة الرجل أو أن يسمع صوتها
فلننتبه للسنة  الشريفة ونقبلها حكما


عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن ، وكانت بينه وبين أناس خصومة في أرض ، فدخل على عائشة فذكر لها ذلك ، فقالت : يا أبا سلمة ، اجتنب الأرض ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من ظلم قيد شبر طوقه من سبع أرضين ) .
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3195
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


إن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : من أهدى هديا ، حرم عليه ما يحرم على الحاج ، حتى ينحر هديه ؟ قالت عمرة : فقالت عائشة رضي الله عنها : ليس كما قال ابن عباس ، أنا فتلت قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي ، ثم قلدها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديه ، ثم بعث بها مع أبي ، فلم يحرم على رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء أحله الله حتى نحر الهدي .
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1700
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

أنه سأل عائشة عن قوله تعالى : { وأن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أوما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا } . قالت : يا بن أختي ، اليتيمة تكون في حجر وليها ، فيرغب في مالها وجمالها ، يريد أن ينتقص صداقها ، فنهوا عن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن فيكملوا الصداق ، وأمروا بنكاح من سواهن من النساء .
الراوي: عروة بن الزبير المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5064
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

عن عائشة أن بعض أمهات المؤمنين اعتكفت وهي مستحاضة .
الراوي: عكرمة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 311
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


أنرى هذه للعفيفة الحبيبة ربيبة بيت النبوة
من استقت من نبع المصطفى صلى الله عليه وسلم
تعلم الصحابة ويحدث عنها الرجال
وكيف يكون ذلك إلا مشافهة
ولكن من وراء حجاب

واعتقد أن ذلك متوفرا من خلال النت فهناك حجاب وغليظ مضروب بين المعلمة ومن يسمعها


أنه أتى عائشة فقال لها : يا أم المؤمنين ، إن رجلا يبعث بالهدي إلى الكعبة ويجلس في المصر ، فيوصي أن تقلد بدنته ، فلا يزال من ذلك اليوم محرما حتى يحل الناس ، قال : فسمعت تصفيقها من وراء الحجاب ، فقالت : لقد كنت أفتل قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيبعث هديه إلى الكعبة ، فما يحرم عليه مما حل للرجل من أهله ، حتى يرجع الناس .
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5566
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


جلس أبو هريرة إلى جنب حجرة عائشة وهي تصلي ، فجعل يقول : اسمعي يا ربة الحجرة ، مرتين ، فلما قضت صلاتها قالت : ألا تعجب إلى هذا وحديثه ، إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحدث الحديث ، لو شاء العاد أن يحصيه أحصاه
الراوي: عروة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 3654
خلاصة حكم المحدث: صحيح


أبعد كل هذه الأحاديث  يراد  دليل على مشروعية أن يسمع الرجل صوت المرأة وخاصة وأنها  في حلقة علم تُدرس
يقول صلى الله عليه وسلم

والله لأن يهدى بهداك رجل واحد خير لك من حمر النعم

قال الشيخ الألباني :  صحيح

كما أن بعض الأخوات يكون الأمر خارجا عن ارداتها
فلا يوجد لديها  ميكروفون لسماع المعلمة  انما فقط ميكروفون للحديث منه وليس للسماع وتضطر لاستخدام سماعات جهاز الكمبيوتر الخارجية أثناء وجود رجل في البيت حال الحلقة إما  زوجها أو أبيها أو أخيها

أو لعل مِن  الأخوات مَن
لا تستطيع استخدام سماعات الأذن لتعب في أذنيها
ومن المعلمات من تجعلهن يقسمن على استخدام سماعة الأذن

فلم هذا التضييق والذي من اجله تضطر الأخت  أحيانا لترك حلقة علم مهمة حتى تبر بقسمها
مع العلم أن الأمر ليس فيه اى مخالفة شرعية

فكما عرضنا سابقا انه لا حرج أن تعلم المرأة الرجال
ولننظر قد أورد احدهم هذا السؤال


إن الحافظ بن حجر قد تعلّم على جماعةٍ من النساء يشار إليهن بالبنان في العلم حتى إن الحافظ رحمه الله قد قرأ على نيف وخمسين امرأة، كلهن شيوخه في العلم. فمنهن: فاطمة الدمشقية أم الحسن، وكذلك في مشايخه فاطمة بنت محمد بن عبد الهادي المقدسية أم يوسف, قال ابن حجر رحمه الله: "ونعم الشيخة كانت"، وكذلك خديجة بنت إبراهيم، وسارة بنت تقي الدين علي  السبكي. وأكثر من الحافظ ابن حجر شيوخاً من النساء الحافظ بن عساكر رحمه الله. فقد ذكر شيوخه من النساء فكنّ بضعاً وثمانين شيخة،

فما صحة العبارة وهل يجوز لنا طلب العلم على أيدي النساء ؟؟
وكان الرد من الشيخ عبد الرحمن السحيم قائلا

أما هذا العدد فلا أعرف مدى صِحّته .وابن حجر رحمه الله قال في " إنباء الغمر بأبناء العمر " : ستّ الرَّكْب بنت علي بن محمد بن حجر ، أخت كاتبه ، ولدت في رجب سنة سبعين في طريق الحج ، وكانت قارئة كاتبة أعجوبة في الذكاء ، وهي أمي بعد أمي ، أُصِبْتُ بها في جمادى الآخرة من هذه السنة . اهـ . وقال في ترجمة فاطمة بنت محمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي المقدسية : قرأتُ عليها من الكتب والأجزاء بالصالحية ، ونِعْم الشيخة كانت . اهـ . وقال في ترجمة عائشة بنت محمد بن أحمد بن عمر بن سلمان البالسية ثم الصالحية ، أخت شيخنا عمر ، رَوَت لنا عن الجزري ؛ ماتت بعد أخيها . اهـ . وكان من العلماء من يطلب العِلْم وينتفع بمِا لدى النساء العالمات . ولم يكن ذلك مباشرة إلاّ أن تكون ذات محرم .
انتهى كلام الشيخ

ذلك يعنى انه لا بأس من تعليم المرأة للرجل أو أن يسمع صوتها وهى تعلم ما دام من وراء حجاب

فلا أرى سببا قيما لما تدعيه بعض المعلمات وتتحراه بعض المنتديات في القاعات الصوتية
ولا أستسيغه إلا من وجهة  واحدة فقط
ان يكون زوج المعلمة طلب منها أن يقتصر تعليمها للنساء فقط
وهنا وجب أن تعمل بما طلب منها ولا تتعدى رغبته إلى غيرها

كما في الحديث

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : المرأة إذا صلت خمسها ، وصامت شهرها ، وأحصنت فرجها ، وأطاعت بعلها ؛ فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 3190
خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره أو صحيح لغيره

ولكنها فى هذا الحال  تكون حالة شخصية لا يجوز تعميمها

2ـ معلمة أخرى تشترط على الطالبة التي تغيب ثلاث مرات دون إبداء عذر أنها ستفصل وتطرد من الحلقة

قال تعالى: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) [آل عمران: من الآية134]

اين العفو والصفح وجمع الصف

تقول المعلمة تبدى عذرا قويا

يقول الشافعي -رحمه الله-:
قيل لي قد أساء إليك فلان ومقام الفتى على الذل عار
قلت قد أتى وأحدث عذرًا
دية الذنب عندنا الاعتذار


فقبول الأعذار من صفات الكرام، حتى ولو كان المعتذر كاذبًا.

قال ابن حبان -رحمه الله-: " ولا يخلو المعتذر في اعتذاره من أحد رجلين: إما أن يكون صادقًا في اعتذاره أو كاذبًا، فإن كان صادقًا فقد استحق العفو؛ لأن شر الناس من لم يُقِل العثرات، ولا يستر الزلات.
وإن كان كاذبًا فالواجب على المرء إذا علم من المعتذر إثم الكذب، وريبته، وخضوع الاعتذار وذلته أن لا يعاقب عل الذنب السالف؛ بل يشكر له الإحسان المُحْدَث الذي جاء به في اعتذاره، وليس يعيب المعتذر إن ذل وخضع في اعتذاره إلى أخيه".

قال الشافعي -رحمه الله-:
اقبل معاذير من يأتيك معتذرًا إن برَّ عندك فيما قال أو فَجَرا
لقد أطاعك من يرضيك ظاهره وقد أجلَّك من يعصيك مستترا


نعود فنسأل معلمتنا الحبيبة وإن لم يكن لديها عذر
ولمجرد أن الطالبة تركت الحلقة فترة ثم رأت أن تعود إليها شغفا وشوقا للعلم وللصحبة الطيبة ألا تُقبل  ؟؟


تقول المعلمة إن هذا من التهاون وإنه من عدم احترام العلم ولا المعلم  ولابد ان تعاقب هذه الطالبة بالطرد لتعرف أهمية ذلك وتعرف أنها لابد أن تحسب حسابا لكل تصرف  تجاه حلقتها ومعلمتها وعلمها
ولتعلم أنها ستعاقب على التهاون ..وهذا من باب إجلال العلم وعدم السماح للسفهاء أومن لا يجل قدر العلم أن يأخذه
فلا يأخذه إلا من يستحق فلتترك مكانها لمن تستحق

أقول :  شيء طيب أن نوقر العلم والعلماء وان نغرس في نفوس الطلاب ذلك التقدير والتبجيل
ولكن لحظة نعرض الأمر على شرعنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم

يقول المولى عز وجل

{وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ }الشورى25

فهذا الكبير المتعال يقبل توبة العاصي ويقبل حتى الكافر العاتي الذي يعود ويتوب ويدخل في الإسلام ويمحو عنه ما كان قبل إسلامه وإن كان اعدي أعداء الإسلام
فهلا استرشدنا بجميل فعل المولى عز وجل
ونتجاوز عن من عاد بعد غياب وإن لم يكن له عذر فمجرد عودته تكفى دليلا على ندمه ورغبته في استمرار الانتفاع .

و يقول صلى الله عليه وسلم

إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله تعالى : أن يجدد الإيمان في قلوبكم

الراوي: عبد الله بن عمرو بن العاص المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 1957
خلاصة حكم المحدث: حسن
ويقول

الإيمان يزيد وينقص
الراوي: أبو هريرة المحدث: الجورقاني - المصدر: الأباطيل والمناكير - الصفحة أو الرقم: 1/154
خلاصة حكم المحدث: حسن غريب

فكلنا يعلم أن الإيمان يزيد وينقص
وبالتأكيد زيادته تعين على أن تعلو الهمة في طلب كل خير
ونقصانه يؤثر سلبا فربما يجعل صاحبه متكاسلا في تحصيل اى شيء

ولذلك ألا نفترض أن طالب أو طالبة تكاسل وفترت همته وتراجع عن سبيل العلم
ولكنه لما أفاق من الغفلة ومرت مرحلة الفتور
هب نافضا غبار الكسل والتخاذل والصد
محاولا أن يعود مرة أخرى للعلم وطريق العلم ولصحبة الخير التي تعينه أمثل هذا يُرفض ويُطرد
لماذا لا يكون المعلم خير معين لطالبه على مواصلة الجد
وإن فترت همته وهو أمر وارد جدا فليكن المعلم أول من يساعد طالبه على تخطى تلك الفترة
وخاصة وإن كان الطالب ممن شُهد له بحسن الخلق وحسن الطلب والاجتهاد من قبل

يقول صلى الله عليه وسلم

إن حسن العهد من الإيمان
الراوي: عائشة المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 2264
خلاصة حكم المحدث: صحيح

عقد البخاري في صحيحه في كتاب الأدب باباً فقال : باب حسن العهد من الإيمان.
إن حسن العهد يكون بحسن العشرة ،ورعاية الحرمة ،وزيادة المحبة والألفة ، ولا يمكن أن يُحسن الإنسان عهده بإنسان، وهو
لم يحبه أو يألفه
،أو يعاشره مدة من الزمان ،فإن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف إن حسن العهد من الإيمان ،
بين زوج وزوجته ،وابن وأبيه ،وأب وولد
،وصديق وصديقه ،وجار وجاره ،وتلميذ ومعلمه .

سواء بحفظ الطالب لحسن العهد مع معلمه لما تعلم منه من خير
أو حفظ المعلم لحسن العهد مع طالبه لما كان من الطالب من أدب وحسن خلق التزمهما مع معلمه حال دراسته على يديه.

كما أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول

أفضل الإيمان الصبر و السماحة
الراوي: معقل بن يسار و عمير الليثي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1097
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فأين الصبر على  جهل وكسل الطالب وأين السماحة في التجاوز عن الزلل .
ثم لننظر لذلك الخير في  ذلك الحديث التالي

كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا
الراوي: جندب بن عبد الله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 52
خلاصة حكم المحدث: صحيح

هكذا أيضا طالب العلم في حلقته مع أستاذه
لابد أن يتعلم حسن الخلق والأدب قبل العلم
كل ذلك يستقيه من سمت معلمه وهديه .


معي نطلع على هذا الحديث الرائع
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله متى قيام الساعة فقام النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة فلما قضى صلاته قال أين السائل عن قيام الساعة فقال الرجل أنا يا رسول الله قال ما أعددت لها قال يا رسول الله ما أعددت لها كبير صلاة ولا صوم إلا أني أحب الله ورسوله فقال النبي صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحب ، وأنت مع من أحببت فما رأيت فرح المسلمون بعد الإسلام فرحهم بهذا
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2385
خلاصة حكم المحدث: صحيح

أولا وددت أن أبشركم وأفرحكم به كما فرح المسلمون عند سماعه رضى الله عنهم

ثانيا لنرى كيف أن المعلم يمكن أن يكون سببا لرفع همة طالبه وضمه لصفوف العاملين المجتهدين


فلم نر رسول الله صلى الله عليه وسلم  يعنفه أو  ينهره على قلة عمله إنما طمأنه لما حوى قلبه من خير.
فهذا من المحبة التي يجب أن تكون في نفس الداعية والمعلم لمن يدعو أو يعلم

فهو يحببهم في الدين وفى الصالحين لعلهم يقتدون

وهو ما يجب أن يكون عليه المعلم

فإن أحبهم كإخوان في الدين يُرجى أن يحرص على هداهم وتعليمهم فيبذل جهدا أكثر في معونة طلابه لتحصيل كل نافع

************************************
هنا أقول انه انتهى ما عندي من مواقف عَرَضت امامى وأحببت أن أشير إليها لما فيها بإذن الله تعالى من النفع

ولكن يبقى أمر هام أود أن ألحقه بالرسالة

وهو تواضع المعلم في حلقته ومع طلابه أو زملائه

وما يجب أن يكون عليه المعلم
وللأمانة لم أجد أحدا من تلقيت عنهم العلم مترفعا أو مغرورا والعياذ بالله أو ممن سمعت عنهم في محيطي .

لكن هناك بعض الأشخاص والذين يظهرون أمامنا في بعض الوسائل يحملون علما طيبا جدا
لكن جلستهم وهيأتهم ونبرة كلامهم أثناء الحديث تنم عن تعالٍ اسأل الله أن يعافيهم ويصلح أحوالهم
أو أن يعارضهم أحد الرأي  فإنهم يحملون عليه بشدة ظناً منهم أنهم الأعلم وغيرهم النقيض أو أنهم لا يطاولهم احد ..حتى وإن كان الرأي المخالف لهم صوابا إلا أنهم فقط لا يحبون إلا أن يسمعوا صوت أنفسهم نسأل الله لنا ولهم العافية

لهؤلاء أقول
استمع لقول المولى عز وجل


{وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً }الفرقان63

وعباد الرحمن هذى وسام شرف
لا ينال هذا اللقب العظيم إلا من اتبع منهج سيده
من اتبع المنهج صار عبدا طائعا حق أن ينسبه ربه إليه تكريما
فاللهم أعزنا  بعزة بالعبودية إليك

ولكن من هم ..؟؟؟ هم من يمشون في الأرض بغير فخر ولا كبر
ولا تعالٍ على الناس
يقول عز وجل

{وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً }الإسراء37

{وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ }لقمان18

و ربما نال المعلم من الدرجات العلمية أو قدرا علميا أو ربما وجد إقبالا على دروسه وحلقاته أشعره بالخيلاء والفرح لما أصاب
ولكن كان الأحرى أن يعلم أن ما ناله من العلم كان اقل ما يُوجب عليه أن يحقق التواضع في نفسه وأن يعيد الأمر والحول والقوة إلى الله الذي ساق إليه هذا الرزق الذي ما كان ليحصله ويناله إلا بتوفيق الله وبحوله وقوته وليس لنفسه قوة ولا سبب في الوصول إليه .

وعليه فلابد أن ينفذ أمر الله تعالى بأن


وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ }الحجر88
أن يخفض جناحه للمؤمنين
من أتاه  طالبا العلم فليتواضع له
وليبذل جهده معلما له محتسبا الأجر من الله

وخفض الجناح بالعلم أن أوجهه لكل ما فيه مرضاة الله عز وجل

يقول صلى الله عليه وسلم

من تواضع لله رفعه الله
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6162
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فها أنت معلم الخير مجرد أن تتواضع وتخفض جناحك لطالبي علمك  يقوم المولى لك بما تصبو النفس إليه
فالنفس تصبو لحب الظهور وأنت تكبتها تواضعا وورعا وخوفا من الرياء لكن المولى عز وجل لما يعلم صدق النية وصدق التوجه فإنه يرفعك ويرفع ذكرك ويعلى قدرك دون أن تسأل أو تسعى إلى ذلك سبيلا

فتواضع بين الناس لله
ولا يحملنك ما رُزقت على الغرور فإنه ليس لك منه شىء ولا بمقدورك ان تبقيه فيمكن أن يزول
انظر
من تواضع لله درجة رفعه الله درجة ومن تكبر درجة وضعه الله درجة حتى يجعله في أسفل سافلين
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: الأمالي المطلقة - الصفحة أو الرقم: 89
خلاصة حكم المحدث: حسن


نسأل الله العفو والعافية
ولننظر للحبيب  على رفعة شأنه وعظيم مقداره
إلا انه كان إمام التواضع صلى الله عليه وسلم


لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما علموا من كراهيته لذلك
الراوي: أنس المحدث: محمد المناوي - المصدر: تخريج أحاديث المصابيح - الصفحة أو الرقم: 4/176
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فكان يعلمهم ذلك
ويمنعهم أن يقوموا له أو أن يخصص لنفسه مكانا في المجلس
فمتى انتهى به المجلس جلس تواضعا منه صلى الله عليه وسلم

يقول البعض الزمن أصبح غير الزمن والناس غير الناس
فلا أنا كرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا الطلاب كالصحابة



يقول المولى عز وجل
{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ }البينة5

فالعمل عبادة وكل عمل صالح عبادة وشرط العبادة إخلاص الوجه لله عند أدائها
ويقول رسولنا وحبيبنا ومعلمنا الأول في الحديث الشريف

إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى .....
الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

ويقول
إن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا، وابتغي به وجهه
الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 1828
خلاصة حكم المحدث: حسن

فلتنظر لله ولا تبتغ إلا وجه الله عند العمل وعند العطاء
ولا تنظر للناس فلن ينفعوك ولن يضروك
إنما تحرى أنت نفعهم بكل وسيلة
وأخلص في تعليمهم محاولا بذل كل ما تملك
وأحسن في أداء عملك وتعليمك لهم علك تجد قبولا من المولى عز وجل
وهنا يتجلى المولى عز وجل ويصرف إليك قلوب العباد
تتلهف للسماع منك
وتتحرى للأخذ عنك
دون أن يكون لك في الأمر دخل ولا يد

يقول تعالى

{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }العنكبوت69

فأنت يا من ابتغيت وجه الله
تكفل الله لك بأن وجه إليك قلوب العباد

واستمعوا لتلك الحكمة التي تقول

تسبق أنوار الحكماء أقوالهم فحيثما صار التنوير وصل التعبير

ماذا نعنى بها
نعنى أن من ينمق الكلام ويدبجه بحسن الديباجة ليصرف أسماع الناس ليس كمن آمن واعتقد بالحق وعمل به وملأ الحق قلبه
فلما تكلم وصل الكلام لقلوب السامعين
لأن ما خرج  من القلب يصل إلى القلب
فالألسنة مغار يف القلوب

فيأيها المعلم انتبه لا يصدنك طبع فيك أو سجية في خلقك أن تسير على نهج الشرع والنبوة عند التعليم
معتقدا أن ما عندك الأصلح إنما الأصلح اتباع
ما به أمر سبحانه
وما إليه دعا صلوات ربى وسلامه عليه
فالله تعالى يقول

{وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ }فاطر31

****************************************

اللهم لك الحمد بما أنعمت علينا به وأوليت
اللهم ما كان من توفيق فلك الحمد عليه أنت وحدك
وما كان من خطأ فأسأله العفو
فالحمد لله
اللهم ألهمنا رشدنا ووفقنا لما تحب وترضى

اللهم ارزقنا الإخلاص ولا تحرمنا القبول


*******************************

وذلك رابط رفع الملف لمن اراد الاحتفاظ به





هناك تعليق واحد:

  1. بسم الله الرحمن الرحيم
    إن لم يعمل رابط تحميل الرسالة فى الموضوع

    هذا رابط اخر للرسالةبديل

    http://arabsh.com/6tya0svp4de7.html


    اسال الله تعالى التيسير

    ردحذف