السبت، ديسمبر 11، 2010

دورة فقه الصلاة ...الوضوء 5

بسم الله الرحمن الرحيم


نبدأ بإذن لله تعالى فى استعراض فروض الوضوء





نعرف الفرض لغة القطع

وقيل التقدير





ومنه: الفرائض (المواريث) فلكل شخص حصة من التركة مقطوعة( او مقدرة ) من رأس المال،





وتعريفه اصطلاحا




ما طلب الشارع فعله طلبا جازما و ثبت الطلب بدليل قطعي لاشبهة فيه كالقرآن و السنة المتواترة , أو الإجماع , و كانت الدلالة قطعية , و هواعلى مراتب التكليف الشرعي



.

حكمه





: لزوم فعله مع الثواب , و العقوبة على تركه




. ( و من ينكر الفرض كفر و خرج عن الإسلام ) .






عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدوداً فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها) حديث حسن رواه
الدارقطني وغيره ]


فلنعرض لاول فروض الوضوء




1_ النية





يقول الرسول الكريم صلوات ربى وسلامه عليه



" إنما الاعمال بالنيات "



النية لغة هى القصد

واصطلاحا: قصد الشىء مقترنا بفعله





والنية هنا هى القصد والعزم على رفع الحدث او استباحة الصلاة عند بدء افعال الوضوء



ولا يشترط التلفظ بها لإن النية دائما محلها القلب



ووقت النية عن غسل اول جزء من الوجه




يلح سؤال





كما سياتى ان شاء الله فسنرى ان من سنن الوضوء غسل الكفين والمضمضة والاستنشاق

كل ذلك قبل البدء بغسل الوجه





فكيف يكون النية عند غسل الوجه مع تخطى كل ما سبق ؟؟؟




نقول







بتلاوة الاية الكريمة التى وردت فى سورة المائدة تتحدث عن الوضوء



قال تعالى:


" يأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين





نعلم ان اول عضو مطلوب البدء به فى الوضوء هوا لوجه



لكن تذكرن معى هذا الحديث

ورد في صحيح البخاري و مسلم ، أن أعرابيا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خمس صلوات في اليوم والليلة ) ، فقال : هل علي غيرها ؟ ، قال : ( لا ، إلا أن تطوع ) ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وصيام رمضان ) ، قال : هل علي غيره ؟ ، قال : ( لا ، إلا أن تطوع ) ، وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة ، قال : هل علي غيرها ؟ ، قال : ( لا ، إلا أن تطوع ) ، قال : فأدبر الرجل وهو يقول : والله لا أزيد على هذا ولا أنقص ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أفلح إن صدق )،


لكن ثمة أمر ينبغي ألا نُغفل ذكره ، وهو أن التزام العبد بالطاعات وفق ما أمر الله به ، واجتناب المحرمات وتركها ، يحتاج إلى عزيمة صادقة ، ومجاهدة حقيقية للنفس ، وليس اتكالا على سلامة القلب ، وصفاء النية ، وليس اعتمادا على سعة رحمة الله فحسب





نعنى بهذا الكلام انه يجوز ان يكتفى



ا لمرء بالواجب او الفرض دون ان يزيد عليهامن النوافل شيئا







ولكننا نطمع ان يجبر الله كسر تقصيرنا فيما فرض بنافلة لعله يقبلها





فقد ورد فى البخارى الحديث القدسى





روى عنه عز وجل "وما تقرب لي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ومازال عبدي يتقرب إلي بالنوافلحتى أحبه









فقد جاء في الحديث الذي رواه الطبراني في الأوسط






أن أبا







هريرة قال:






"سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول ما يحاسب به العبد يومالقيامة صلاته، فيقول الله عز وجل لملائكته: انظروا إلى صلاة عبدي أتمها أم نقصها؟فإن أتمها كتبت له تامة، وإن كان قد انتقصها قيل: انظروا هل لعبدي من نافلة تكملون بها فريضته؟ ثم تؤخذ الأعمال بعد ذلك








".






وبما أن عمل الناس لا يخلو غالبا من خلل ونقص وسهوفإن







من تفريط وتقصيرأداءهم للنوافل يعد جابرا لما يصدر عنهم

فلذلك نعود فنقول انه ذكر ان النية تجب عند غسل اول جزء فى الوجه هذا من باب ان من اكتفى بالفروض فى آداء الوضوء ولم يؤدى ايا من السنن فله ان يبدا بالنية من هنا من الوجه






وينوى بها رفع الحدث او استباحةا لصلاة او فرض الوضوء








2_ غسل الوجه






لقوله تعالى " فاغسلوا وجوهكم "

وحد الوجه طولا من منبت الشعر إلى منتهى الذقن

وعرضا من الاذن الى الاذن






يجب غسل جزء من رأسه ورقبته وما تحت ذقنه مع الوجه ليتحقق استيعابه،



وهذا ما نسميه الاسباغ اى زيادة جزء فوق المطلوب للتاكد اننا بلغنا الحد المطلوب

ويجب غسل ما ظهر من حمرة الشفتين، ويستحب أن يأخذ الماء بيديه جميعاً.










3_ (وغسل اليدين مع المرفقين)




الفرض الثالث: غسل اليدين مع المرفقين لقوله تعالى: {وأيديكم إلى المرافق} ووقول إلى تأتى بمعنى مع

كما في قوله تعالى: {من أنصاري إلى الله} أي مع الله،





ويدل لذلك ما روى جابر رضي الله عنه قال: { رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدير الماء على المرافق} رواه الدارقطني والبيهقي




وروى {أنه صلى الله عليه وسلم أدار الماء على مرفقيه، وقال: هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلا به} ويجب إيصال الماء إلى جميع الشعر والبشرة



وإن كان تحت أظفاره قذارة يمنع وصول الماء إلى البشرة

لم يصح وضوؤه وصلاته باطله والله أعلم







وايضا نقول وان كان المعنى انه الى المرافق انه اليها اى لا نزبد فوقهااو عليها



فلتكن المرافق مع اليدين من باب فعل الرسول لذلك وما ذكر فى صفة وضوئه وكذلك من باب الاسباغ وهو زيادة جزة وادخال المرفق مع اليدين حتى اكون بلغت الجزء المطلوب






4_ (ومسح بعض الرأس )





الفرض الرابع: مسح بعض الرأس لقوله تعالى: {وامسحوا برؤوسكم} وليس المراد هنا مسح جميع الرأس لحديث المغيرة رضي الله عنه {أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح بناصيته وعلى عمامته وعلى الخفين} رواه مسلم،




وهنا نرى ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد بدا بالناصية واكمل بيديه على العمامة




وهذا يزيل الحرج على المرأة عندما تكون مثلا خارج المنزل وحجابها على راسها يصعب نزعه

فلها مسح منبت الشعر وان تكمل المسح على باقى الحجاب





والله اعلم







5 _ (وغسل الرجلين مع الكعبين)






لقوله تعالى: {وأرجلكم إلى الكعبين} فعلى قراءة النصب ( لو قرأنا كلمة ارجلَكم بفتح اللام ) يكون الغسل متعيناً والتقدير واغسلوا أرجلكم،



وعلى قراءة الجر فنقول (ارجلِكم )



فالسنة بينت الغسل، ولو كان المسح جائزاً لبينه صلى الله عليه وسلم في غير ذلك. اى ان السنة الفعلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم

كانت غسل الرجلين وليس مسحها





قال النووي في شرح مسلم: واتفق العلماء على أن المراد بالكعبين العظمان النائتان بين الساق والقدم، وفي كل رجل كعبان






ويجب غسل جميع الرجلين بالماء، وينقي البشرة والشعر حتى يجب غسل ما ظهر بالشق فى القدم ولو وضع في الشق شمعة أو حناء وله جرم لا يجزيء وضوؤه ولا تصح صلاته،



وكذا يجب عليه إزالة بقايا واثار البراغيث حيث استيقظ من نومه فليحترز عن مثل ذلك فلو توضأ ونسي إزالته ثم علم وجب عليه غسل ذلك المكان وما بعده وإعادة الصلاة، والله أعلم.






6_ (والترتيب على ما ذكرناه)






الفرض السادس: الترتيب

وفرضيته مستفادة من الآية السابقة إذا قلنا الواو للترتيب

وإلا فمن فعله وقوله عليه الصلاة والسلام إذ لم ينقل عنه عليه الصلاة والسلام أنه توضأ إلا مرتباً ولأنه عليه الصلاة والسلام قال بعد أن توضأ مرتباً

:{هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلا به} أي بمثله، رواه البخاري،





لو نسي الترتيب لم يجزه كما لو نسي الفاتحة في الصلاة أو النجاسة على بدنه.









لله الحمد والمنّة انتهت فرائض الوضوء
نتابع ان شاء الله سننه
^
^
^




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق