الثلاثاء، ديسمبر 07، 2010

دورة وصايا وآداب ..الحلقة الاخيرة ..آفات على طريق طالب العلم

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
حمدا يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وازواجه الأطهار وأصحابه الأخيار صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم الدين
وبعد
نتحدث إن شاء الله عن الآفات التي تعترض طريق السالك إلى الله
وطالب العلم من هؤلاء السالكين
فبعلمه الذي سيسير على هديه سيصل إلى ربه
فإن تعرض للآفة سدت الطريق فتوقف
فلنعرض الآفات الواردة على طريق السالك
وكيف له مواجهتها وتخطيها بعون الله تعالى
فهيا حبيبتى نعرض معا لتلك الآفات وكيفية المواجهة
نعرض لبعض النقاط من كتاب
آفات على الطريق للدكتور السيد محمد نوح
مع تصرف

حيث يوجه مؤلف الكتاب الكلام الى فئة الدعاة الى الله و من حيث انه لا تختلف الامور كثيرا
بين الداعى الى الله وطالب العلم فاننا نخصص الكلمات هنا ونوقعها على طالب العلم
لعل فيها الافادة ان شاء الله
لعل قبل ان نبدأ من الضرورى ان نعرض لاول عقبة يمكن ان تعترض طريق طالب العلم خاصة وكل سالك للطريق الى الله
الا وهى الرياء
عدم الاخلاص لله تعالى
هى ليست آفة تعيق الطريق وتوقف المسيرة
بقدر ما هى عقبة تفتت الجهد وتذهب بالعمل
ونتائجه فى الدنيا والاخرة

وإذ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (من سمع سمع الله به ، ومن يرائي يرائي الله به

الراوي: جندب بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6499خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
، إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر الرياء ، يقول الله عز و جل إذا جزى الناس بأعمالهم : اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا ، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء
الراوي: محمود بن لبيد الأنصاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 32خلاصة حكم المحدث: صحيح

وعدم المعرفة الحقيقة بالله عز وجل هو السبب أو الباعث على الرياء أو السمعة إذ أن الجهل بالله أو نقصان المعرفة به يؤدى إلى عدم تقديره حق قدره : ومن ثم يظن هذا الجاهل بالله الذي لم يعرفه حق المعرفة ولم يقدره أن العباد يملكون شيئا من الضر أو النفع فيحرص على مراءاتهم وتسميعهم كل ما يصدر عنه من الصالحات ليمنحوه شيئا مما يتصور أنهم مالكوه ولعل ذلك هو السر في دعوة الإسلام إلى المعرفة بالله أولا : { فاعلم أنه لا إله إلا الله } بل وتطبيقه ذلك حيث دار القرآن المكي وعمل الرسول صلى الله عليه وسلم طوال المرحلة المكية حول التعريف بأصول العقيدة وتأكيدها وترسيخها في النفس .
والله عز وجل هو وحده الذي يملك الهداية والتوفيق وهو وحده الذي يمن بهما على من يشاء ويمنعها ممن يشاء لا راد لقضائه ولا معقب لحكمة وقد مضت سنته وجرى قضاؤه أنه لا يمنحهما إلا لمن علم منه الإخلاص وصدق التوجه إليه { ويهدى إليه من أناب }. { ويهدى إليه من ينيب } والمرائي أو المسمع بدد هذا الإخلاص وضيع ذلك الصدق فأنى له الهداية والتوفيق ؟ وصدق الله الذي يقول : { فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدى القوم الفا سقين }.
فالزم الاخلاص تنل التوفيق والقبول

ثم ننتقل الى ما يصيب الطلاب فى الطريق
ويكلهم الى الفتور والتوقف ونعرضه سببا سببا ثم نحاول معا ايجاد حلول لتلك الاسباب
فالفتور يعترض طريق طالب العلم والذي كثيرا ما نجده ليل نهار
نجد الطالبة تبدأ بهمة في حلقة ما ثم نجد الحلقات بعدما كانت تزج بالطالبات تتفلت الطالبات واحدة تلو الأخرى
فلنعرض لاسباب تلك الآفات والعقبات ربما نستطيع أن نوقف هذا الوهن الذي يصيب الطالب قى الطريق

الفتور على معنيين :
أ) الانقطاع بعد الاستمرار أو السكون بعد الحركة .
ب)الكسل أو التراخي أو التباطؤ بعد النشاط والجد .

قال تعالى عن الملائكة :
: {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لايَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَوَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ} [الأنبياء: 19-20
].
أي أنهم في عبادة دائمة ينزهون الله عما لا يليق به ويصلون ويذكرون الله ليل نهار لا يضعفون ولا يسأمون .


ويمكن أن يدخل الفتور إلى النفس فيجعل الطالب يتوقف او تضعف همته بسبب :
ـ الغلو والتشدد: بالانهماك في الطاعات وحرمان البدن حقه من الراحة والطيبات فإن هذا من شأنه أن يؤدى إلى الضعف أو السأم والملل وبالتالي : الانقطاع والترك بل ربما أدى إلى سلوك طريق أخرى عكس الطريق التي كان عليها فينتقل العامل من الإفراط إلى التفريط.
اى ان طالب العلم ربما كان صاحب همة فراح يلهث وينهل من ابواب العلم المتفرقة ما تنوء عن حمله اكتافه
فيسأم ويتعب ويتوقف ويترك فجأة وبالكلية


فقد قال صلى الله عليه وسلم

عليكم من العمل ما تطيقون فإن الله لايمل حتى تملوا ، وإن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل

الراوي: - المحدث: السخاوي - المصدر: فتح المغيث - لصفحة أو الرقم: 2/332خلاصة حكم المحدث: صحيح
- السرف ومجاوزة الحد في تعاطى المباحات :
يعنى هذا الاقبال بشره ٍ واسراف على الطعام والشراب وملىء البطن وهو فى الحقيقة مباح الا انه من شأنه أن يؤدى إلى السمنة وضخامة البدن ، وسيطرة الشهوات ، وبالتالي التثاقل ، و الكسل و التراخي ، إن لم يكن الانقطاع و القعود ،
او ان يسرف المرء فى لقاء الاخوان ومجالس الاهل فيتعدى الامر كونه صلة رحم او ضرورة الى ان يكون سمر فيما لا يفيد
ولعل ذلك سبب نهي الله ورسوله ، عن السرف ،
قال تعالى {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}(الأعراف:31)


وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطن, بحسب أبنآدم لقيمات يقمن صلبه, فإن كان لا محالة فثلث لطعامه, وثلث لشرابه, وثلث لنفسه».
[
أخرجه أحمد 4 / 132, وصححه الألباني فيصحيح الجامع : 5674
] .


أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبل العشاء ، والحديث بعدها .
الراوي: أبو برزة الأسلمي المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 568خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

فالليل له عمل والنهار له عمل فلا يطغى ذلك على ذاك
فنجد الطالب يسهر ليله في غير فائدة فيضيع النهار
وقت التحصيل

- مفارقة الجماعة ، وإيثار حياة العزلة و التفرد :
طريق العلم طويلة الأبعاد ، متعددة المراحل ، كثيرة العقبات في حاجة إلى تجديد ، فإذا لزمها المسلم مع الجماعة ، وجد نفسه دوماً ، متجدد النشاط ، قوى الإرادة ، صادق العزيمة ، أما إذا شذّ عن الجماعة وفارقها ، فإنه سيفقد من يجدد نشاطه ، ويقوى إرادته ، ويحرك همته ، ويذكره بربه فيسأم ويمل ، وبالتالي يتراخى ويتباطأ ، إن لم ينقطع ويقعد.
ولعل هذا من اسباب حرص الإسلام وتأكيده وتشديده على لزوم الجماعة ، وتحذيره من مفارقتها ، و الشذوذ عنها إذ
قال تعالى :{وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [ آل عمران: 105].

ـ دخول جوفه شئ محرم أو به شبهة :
إما بسبب تقصيره وعدم إتقانه للعمل اليومي الذي يتعيش منه ، وإما بسبب تعامله فيما نسميه شبهة ، وإما بسبب غير ذلك ، فمثل هذا يعاقب من سيده ومولاه ، وأدني عقاب في الدنيا ، أن يفتر فيقعد ويرقد عن الطاعات ، أو على الأقل يكسل ويتثاقل فلا يجد للقيام لذة ، ولا للمناجاة حلاوة .
يقول الله عز وجل :
{ يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً ولا تتبعوا خطوات الشيطان ، إنه لكم عدو مبين }
فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون النحل( 114 )

{ يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً ، إني بما تعملون عليم }المؤمنون 51

إذ انه من الواضح ان الكسب الحلال وترك الحرام يُرزق المرء بفضله سبل العمل الصالح الذى نعتبر تحصيل العلم احد فروعه كما تعلمنا ان العلم عبادة
وقال سهل رحمه الله
ان العلم نور وحرام على قلب فيه شىء من الحرام ان يدخله النور
ـ عدم الاستعداد لمواجهة معوقات الطريق :
ذلك أننا نجد بعض العاملين يبدءون السير في الطريق دون أن يقفوا على معوقاته ، من زوجة أو ولد ، أو إقبال دنيا ، أو امتحان ، أو ابتلاء ،أو نحو ذلك ، و بالتالي لا يأخذون أهبتهم ، ولا استعدادهم ،وقد يحدث أن يصدموا أثناء السير بهذه المعوقات ، أو ببعضها ، فإذا هم يعجزون عن مواجهتها ،فيفترون عن العمل إما بالكسل و التراخي ، وإما بالوقوف والانقطاع .

لهذا نجد المولى عز وجل نبه وحذر فى القرآن الكريم من معوقات الطريق
إذ يقول سبحانه :
قال الله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (14) إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15) } سورة التغابن

{ وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ «28» الانفال

}مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِحَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّب{ آل عمران 179

، { ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين } ، العنكبوت


{
ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم ( محمد 31

هذا يعنى انها معوقات لابد من الالتفات لها لتوقيها
كما يمكن ان تكون من الابتلاءات لتمحيص الصادق فى الطريق من المندس
فلننتبه
ـ صحبة ذوى الإرادات الضعيفة و الهمم الدانية :
فقد يحدث أن يصحب العامل نفراً ممن لهم ذيوع و شهرة ،وحين يقترب منهم ويعايشهم يراهم خاوين فاترين في العمل ، كالطبل الأجوف ، فإن مضى معهم عدوه- كما يعدى الصحيحَ الأجربُ - بالفتور و الكسل .
وهذا سبب تأكيده صلى الله عليه وسلم على ضرورة انتقاء واصطفاء الصاحب ،.فقال صلى الله عليه وسلم
المرءعلى دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل
الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: الأمالي المطلقة - لصفحة أو الرقم: 151خلاصة حكم المحدث: حسن

ـ العفوية في العمل سواء على المستوى الفردي أو الجماعي :
ذلك أن كثيراً من العاملين أفراداً كانوا أو جماعات يمارسون العمل لدين الله بصورة عفوية لا تتبع منهجاً ، ولا تعرف نظاماً
فنجد طالب العلم بحماس مندفعا منطلقا ينهل من العلم من غير ان يضع لنفسه منهجا او جدولا مرتبا يسير من خلاله فى التحصيل
فبماذا يبدأ وكيف يتدرج وعن من يتلقى
انما فقط جاءت الرغبة فى العلم والتعليم فهب يسير بغير هدى ولا خطة فسرعان ما تحير وتوقف

ـ الوقوع في المعاصي و السيئات ولاسيما صغائر الذنوب مع الاستهانة بها :
فإن ذلك ينتهي بالعامل لا محالة إلى الفتور ، وصدق الله الذي يقول :
{
وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير } الشورى 30
ويقول صلوات ربى وسلامه عليه
إياكم ومحقرات الذنوب ، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه.....
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - لصفحة أو الرقم: 2470خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره


ـ الاستعجال
ويعنى فى حياة طالب العلم انه يريد الوصول باقل وقت ويريد تعلم كل العلوم فى نفس الوقت
(خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُوْرِيكُمْ آيَاتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ( الأنبياء 37
ـ لعل الحماس والرغبة فى التحصيل وكسب العلم ولَّد طاقة ضخمة ، تندفع ما لم يتم السيطرة عليها وتوجيهها الى سلوك طرق لا تفيد وتحصيل علوم هناك ما هو انفع منها واكثر احتياجا
او تؤدى لتخبط وعدم قدرة على اختيار الطريق ولا الرفيق ولا المعلم
فيزل طالب العلم ربما مع غير مؤهلين من المعلمين
او مع رفقة غير امنة اى مندسين على طلب العلم كما سبق واشرنا
وفى كل الحالات فالضرر وارد فيتوارى النفع

. ونستكمل المسير فى عرض ما يمكن ان يؤدى الى الفتور والتوقف عن التلقى
ـ التهاون مع النفس :
التهاون مع النفس ذلك أن النفس البشرية تنقاد وتخضع ويسلس قيادها بالشدة والحزم وتتمرد وتتطلع إلى الشهوات وتلح في الانغماس فيها بالتهاون واللين وعليه فإن طالب العلم إذا تهاون مع نفسه ولبى كل مطالبها قادته لامحالة الى الكسل والدعة .
ولعلنا بذلك نفهم سبب تأكيد الإسلام على ضرورة المجاهدة للنفس أولا وقبل كل شئ :
{ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم }.
{ قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها }.
{ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين }.

ـ الإعجاب بالنفس هو : السرور أو الفرح بالنفس وبما يصدر عنها من أقوال أو أعمال ذلك أن هناك فريقا من الناس إذا أ ُطرى عليه أو مُدح في وجهة دون تقيد بالآداب الشرعية في هذا الإطراء وذلك المدح اعتراه أو ساوره لجهله بمكائد الشيطان خاطر : أنه ما مدح وما أطرى الا لأنه يملك من المواهب ما ليس لغيره وما يزال هذا الخاطر يلاحقه ويلح عليه حتى يصاب والعياذ بالله بالإعجاب بالنفس و ذلك سبب ذمه صلى الله عليه وسلم للثناء والمدح في الوجه بل وتأكيده على ضرورة مراعاة الآداب الشرعية إن كان ولابد من ذلك .
قام رجل يثني على أمير من الأمراء . فجعل المقداد يحثي عليه التراب ، وقال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحثي في وجوه المداحين التراب .
الراوي: أبو معمر المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 3002خلاصة حكم المحدث: صحيح



مدح رجل رجلا ، عند النبي صلى الله عليه وسلم قال ، فقال " ويحك ! قطعت عنق صاحبك . قطعت عنق صاحبك " مرارا " إذا كان أحدكم مادحا صاحبه لا محالة ، فليقل : أحسب فلانا . والله حسيبه . ولا أزكي على الله أحدا . أحسبه ، إن كان يعلم ذاك ، كذا وكذا " .
الراوي: أبو بكرة نفيع بن الحارث المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 3000خلاصة حكم المحدث: صحيح

ويتمثل ذلك فى حياة طالب العلم فى :انه ربما مدحه الشيخ او الرفقة لحَسَن عنده فيناله العجب والسرور ويظن انه وصل لمنازل عليا ومكانة رفيعة فيؤدى الإعجاب بالنفس الى الصدارة للعمل قبل النضج وكمال التربية أو يتعالى على الشيخ والاقران مما يورثه المهالك والخسران
والمعجب بنفسه كثيراً ما يؤدى به الإعجاب إلى أن يهمل نفسه ، ويلغيها من التفتيش و المحاسبة ، وبمرور الزمن يستفحل الداء ، ويتحول إلى احتقار واستصغار ما يصدر عن الآخرين ، وذلك هو الغرور ، أو يتحول إلى الترفع عن الآخرين ، واحتقارهم في ذواتهم وأشخاصهم وذلك هو التكبر
كما أن من آثاره الحرمان من التوفيق الإلهي :
ذلك أن المعجب بنفسه كثيراً ما ينتهي به الإعجاب إلى أن يقف عند ذاته ، ويعتمد عليها في كل شئ ناسياً أو متناسياً خالقه وصانعه ، ومدبر أمره ، و المنعم عليه بسائر النعم الظاهرة و الباطنة .
ومثل هذا يكون مآله الخذلان ، وعدم التوفيق في ظل ما يأتي وفي كل ما يدع ، لأن الحق - سبحانه - مضت سنته في خلقه ، أنه لا يمنح التوفيق إلا لمن تجردوا من ذواتهم ، واستخرجوا منها حظ الشيطان ، بل ولجأوا بكليتهم إليه ، تبارك اسمه ، وتعاظمت آلاؤه ، وقضوا حياتهم في طاعته وخدمته ،
كما قال في كتابه { و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } .
وكما قال في الحديث القدسي
لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به
الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 10/212خلاصة حكم المحدث: صحيح

ـ التطلع إلى الصدارة وطلب الريادة إنما هي الرغبة في تحصيل عرض من أعراض الحياة الدنيا ذلك أن بعض الناس قد يتعلق بالحياة الدنيا تعلقا يحمله على إصابتها من أي باب تيسر له
قال الله تعالى: "قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا " . " النساء: 77
،
قال تعالى : يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ [غافر 39]
،قال تعالى : زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ [أل عمران 14]

ـ ضعف وتلاشى الالتزام لدى طالب العلم المتمثل في التقصير أو عدم الوفاء بما يتعهد به المسلم أو يفرضه ويوجبه على نفسه من الصالحات ،
فقد يكون إقبال الدنيا ببريقها وزخارفها من الأموال والأولاد و الشهادات و الوظائف و المركز و الجاه وتعلق القلب بها هي السبب في ضعف أو تلاشى الالتزام ذلك أنه
{ ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه }
وعليه فإذا أقبلت الدنيا ، وكان الاشتغال و التعلق بها لم يبق هناك وقت ولا طاعة ولا فكر يساعد على الالتزام ، وحينئذٍ يكون ضعف أو تلاشى الالتزام .
وقد تكون المحن و الشدائد في داخل الصف أو من خارجههي السبب في ضعف أو تلاشى الالتزام ، ذلك أن المحنة أو الشدة عندما تنزل بالإنسان فإنها تزلزل كيانه ، وتكاد تعصف به إلا من رحم الله ، لاسيما إذا كان نزولها خالياً من الترقب والاستعداد ، ومعرفة طريق الخلاص ، وسبيل المواجهة ، وحينئذٍ يشغل بها عن دوره الحقيقي ورسالته السامية وطريقه الذى تعهده والتزمه
ويكون ضعف أو تلاشى الالتزام .
يتضح هذا بالحديث عن المحن و الشدائد وكيفية التعامل معها ، إذ يقول الحق - تبارك وتعالى - { ولنبلونكم بشيء من الخوف و الجوع ونقص من الأموال والأنفس و الثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون } ،
هذا يعنى حتمية ان يعلم المرء انه ما خلق فى هذه الدنيا الا لعبادة الله عز وجل فما خلق الله الجن والانس الا ليعبدوه فلا ينصرف المسلم باى صارف عن الهدف الاسمى من هذه الحياة وعبادة الله تعالى منها طلب العلم فلا يشغله عنه شاغل وليتسعن بالله ولا يعجز


- مجالسة أهل الأهواء ومصاحبتهم :
إن العواطف أو الدوافع تنمو بالمجالسة وطول الصحبة ، وعليه فمن لازم مجالسة أهل الأهواء وأدام صحبتهم ، فلابد من تأثره بما هم عليه ، لاسيما إذا كان ضعيف الشخصية ، وعنده قابلية التأثر بغيره من أولئك الناس .
وقد وعى السلف - رضوان الله عليهم - هذا السبب ، فأكثروا من التحذير من مجالسة أهل الأهواء ، بل و التعامل معهم أثر عن أبى قلابة قوله :
( .... لا تجالسوا أهل الأهواء ، ولا تجادلوهم ، فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم ، أو يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون.
وأثر عن الحسن وابن سيرين قولهما :
( ولا تجالسوا أصحاب الأهواء ولا تجادلوهم ، ولا تسمعوا منهم ) .

ـ سوء الظن
أن السوء هو كل ما يقبح
او أن السوء هو كل ما يغم الإنسان من أمور الدارين سواء أكان في نفسه أو في غيره ولا تعارض بين المعنيين، إذ القبيح أو الشر يعود على النفس بالهم والغم،
ويقول تعالى
{اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم} (الحجرات: 12).
ويقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
إياكم والظن ، فإن الظن أكذب الحديث ، ولا تجسسوا ، ولا تحسسوا ، ولا تباغضوا ، وكونوا إخوانا ، ....الحديث

الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5143خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

نسأل كيف يمكن لسوء الظن ان يكون آفة على طريق طالب العلم ؟
لننظر معا نتيجة التسرع وعدم التثبت وسوء الظن :
ـ فربما بدا خطأ من المعلم وان صبر الطالب وجد المعلم قد تداركه فى مرة تالية ووضح الصواب
فيظن الطالب بقصر علم المعلم او انه سيتضرر بالاستمرارفينقطع
ـ او ربما تتالى غياب المعلم لظرف يجهله الطالب فظن ان ذلك من الاهمال وعدم الاكتراث ولو تروى لعلم العلة
ـ او ربما وجد الطالب من معلمه غلظة لا تبرير لها
ففضل الانسحاب عن التحمل
ـ ربما وشى احدهم بسوء عن المعلم لدى الطالب
او عن احد الرفقة فلربما كان حاقدا او مندس على طريق العلم لكن طالب العلم اساء الظن ولم يتثبت فاعرض ونأى بجانبه
امثلة كثيرة يمكن رصدها وعند تناولها بسوء ظن من المرء تؤدى على الترك والانقطاع
من اجل هذا كان سوء الظن من الآفات


ـ التسويف
فهو المماطلة أو التأجيل على سبيل التهويل، والتضخيم لتنفيذ المطلوب وعدا كان أو وعيدا.
فأما المذموم منه : فهو التأجيل أو التأخير لتنفيذ المطلوب بغير مبرر أو مقتضى، وهو الذي نبه إليه الحق - تبارك وتعالى
بقوله: {وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدّق وأكن من الصالحين} ( المنافقون: 10
{حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت} (المؤمنون: 99)
، {كلا إذا دكت الأرض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفّاً وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي} (الفجر: 21-24 )،
ويقول الرسول الكريم صلوات ربى وسلامه عليه
اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك .
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3355خلاصة حكم المحدث: صحيح
ومن مظاهره تأجيل عمل اليوم إلى الغد بغير مبرر، ولا مقتضى، بأن يقول المسلم: غدا أفعل كذا، أو أنفذ كذا مما يلزم أن يكون فعله أو تنفيذه توا، وحالا، ولا يفعل، ولا ينفذ.
ويكون ذلك فى حياة طالب العلم متمثلا
فى رغبته الشديدة فى تلقى العلم وسلوك سبيل العلم
الا انه يقف ثابتا لا يتحرك ولا يبدا
فالامر ليس بأمانيكم
انما الامر يحتاج جد ويحتاج ان يقترن التنفيذ بالعزم
فإن نوى التعلم فليبادر ولا يثبط عزيمته ولا يتوانى
بالتسويف

ولنا المثل عن ذلك فى قصة
سيدنا كعب بن مالك رضي الله عنه وتخلفه عن غزوة تبوك، إذ يحكي عن نفسه، فيقول: "... كان من خبري أني لم أكن قط أقوى، ولا أيسر حين تخلفت منه في تلك الغزوة، والله ما اجتمعت عندي قبله راحلتان قط، حتى جمعتهما في تلك الغزوة، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غزوة إلا ورى بغيرها، حتى كانت تلك الغزوة، غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حر شديد، واستقبل سفرا بعيدا، ومغازا، وعدوا كثيرا، فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم، فأخبرهم بوجهه الذي يريد، والمسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير، ولا يجمعهم كتاب حافظ - يريد الديوان - قال كعب: فما رجل يريد أن يتغيب إلا ظن أن سيخفي له، ما لم ينزل فيه وحي الله، وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الغزوة حين طابت الثمار، والظلال، وتجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه، فطفقت أغدو لكي أتجهز معهم، فأرجع ولم أقض شيئا، فأقول في نفسي أنا قادر عليه، فلم يزل يتمادى بي، حتى اشتد بالناس الجد، فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه، ولم أقض من جهازي شيئا، فقلت: أتجهز بعده بيوم، أو يومين، ثم ألحقهم فغدوت بعد أن فصلوا لأتجهز، فرجعت ولم أقض شيئا ثم غدوت، ثم رجعت، ولم أقض شيئا، فلم يزل بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو وهممت أن أرتحل فأدركهم - وليتني فعلت - فلم يقدر لي ذلك " .

فلن يفيد التسويف الا الاسى والندم على فوات فرصة التعليم بعدما كانت متاحة لوجود فراغ او مال او صحة
وكثيرا ما وجدنا من تخلفت عن الركب ولما عادت بعد انقطاع تحسرت على ما فقدت لما وجدت اخواتها تقدمن سبقنها

ـ المراء أو الجدال
فقد عرفه الغزالي في إحياء علوم الدين بقوله: "كل اعتراض على كلام الغير بإظهار خلل فيه إما في اللفظ وإما في المعنى، وإما في قصد المتكلم"
كما عرف الجدل بقوله: "قصد إفحام الغير، وتعجيزه وتنقيصه بالقدح في كلامه، ونسبته إلى القصور والجهل فيه"، وهو غالبا ما يكون في المسائل العلمية، أما المراء فهو عام في المسائل العلمية وغيرها .
ومما يوقع فى المراء والجدال
عدم رعاية آداب النصيحة وذلك أن للنصيحة في الإسلام آدابا، وأهمها: أن تكون في السر ما لم يجاهر بها صاحبها، وأن تكون بالأسلوب المناسب وفي اللحظة المناسبة، وأن تكون بنية الإصلاح والتغيير إلى ما هو أحسن، وأن تكون خالصة لوجه الله تعالى، وأن يتجرد الناصح من حوله وقوته إلى حول الله وقوته. وعدم رعايته هذه الآداب قد يولد في نفس المنصوح نوعا من العزة بالإثم، ويحاول التعبير عنها في شكل مراء أو جدل ليبرر به ما هو عليه من خطأ، ولا يقبل النصيحة.



ـ عدم الحظوة بثقة واحترام الآخرين وذلك أن المرء قد لا يحظى لسبب أو لآخر بثقة واحترام الآخرين سواء كان ذلك في البيئة القريبة - ونعني بها البيت - أم في البيئة البعيدة - ونعني بها المجتمع - ويكون هذا منزلقا أو مدخلا خطيرا للوقوع في المراء أو الجدل، كرد فعل يحاول به إثبات وجوده، وحمل الآخرين على الثقة به واحترامه.


ـ وقد يكون الميل إلى الغلبة، وعدم قبول الهزيمة سببا من أسباب الوقوع في المراء أو الجدل.

ـ وقد يكون الإعجاب بالنفس بل الغرور والتكبر، هو السبب في الوقوع في المراء أو الجدل.

ـ فراغ القلب من معرفة الله وتقواه: وذلك أن القلب إذا فرغ من معرفة الله وتقواه، بمعنى مراقبته وخوفه ورجائه، بصورة تحمل على الاستقامة، دخلت الدنيا هذا القلب، وتربعت على عرشه، ووسوس الشيطان، وبرزت النفس الأمارة بالسوء، وهنا يكون الاشتغال بما لا يسمن ولا يغنى من جوع من المراء أو الجدل، ومن الخصومة بالباطل وهكذا، ولهذا دعا رب العزة عباده إلى مقاومة الفراغ بتنويع العبادة لئلا تسأم النفس أو تمل، ويكون الفتور أو القعود، الأمر الذي ينتهي بالوقوع في حبائل المراء أو الجدل فقال سبحانه: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} (الشرح).

وهو ما عرضنا له فى الاداب والتى علمنا انه خلق لابد الا تحويه نفس طالب العلم

ـ الاحتقار أو الانهزام النفسي في الاصطلاح، فهو: استصغار النفس الخيّرة، واستذلالها، والاستهانة بها أو انكسارها أمام ما يمليه عليه أعداؤها من النفس الأمارة بالسوء، ومن شياطين الإنس والجن، ومن الدنيا بشدائدها، وامتحاناتها، ببريقها، وزخارفها وزيناتها، بصورة تشعرها أنها ليست أهلا لعمل أي بر أو معروف، حتى وإن كان هذا البر وذلك المعروف بسيطا أو يسيرا.
فلا تحقرن من المعروف شيئا ولا تستهينى بنفسك
فتظنى انها دون الاخرين فتقولى لا افهم مثلهم ولااحسن مثل قولهم فتنقطعى لكن ثابرى واصبرى والزمى الطريق فمن ادمن قرع الباب يوشك ان يُفتح له

تلك كانت آفات تعرض لطالب العلم فى
الطريق فتعيقه
فإما يفتر وتقل همته ويقل تحصيله
او يتوقف بالكلية






ولما كانت كل هذه اسبابا لقطع السبيل على طالب العلم كان البعد عنها وتجنبها واجبا والوقاية قبل الوصول اليها اوجب
ونلخص ذلك فى الآتى :

ـ الاخلاص فإنه راس الامر كله بالاخلاص يكون التوفيق لكل خير .
ـ بناء العقيدة السليمة القائمة على تحسين الظن بالله، وبرسوله وبالمؤمنين الصالحين، فإن هذه العقيدة تحرسنا أن نظن ظن السوء بالآخرين من غير مبرر، ولا مقتضى، وحتى لو كان فإننا نبادر بالتوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى.
- الاستعانة الكاملة بالله - عز وجل - فإنه سبحانه يعين من لجأ إليه ولاذ بحماه ، وطلب العون و التسديد منه ، وصدق الله إذ يقول في الحديث القدسي :
( يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم ).
- مجاهدة النفس ، وحملها قسراً على التخلص من أهوائها وشهواتها من قبل أن يأتي يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً ، والأمر يومئذٍ لله .
ـ التحذير من الركون إلى الدنيا والاطمئنان بها مع الربط الشديد بالآخرة بحيث يبتغى المسلم فيما آتاه الله : الدار الآخرة ، ولا ينسى نصيبه من الدنيا إن أمكن ، وإلا آثر الآخرة عن الأولى
ـ ضرورة تعهد الإيمان في القلب ،وعدم إهماله ولو لحظة من نهار ، إذ يقول صلى الله عليه وسلم :" إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب ، فسلوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم " ، :" جددوا إيمانكم " قيل يا رسول الله وكيف نجدد إيماننا ؟ قال :" أكثروا من قول لا إله إلا الله " .

ـ الفهم الدقيق لرسالة الإنسان ودوره في الأرض وسبيل القيام بهذا الدور وهذه الرسالة .
ـ الفهم الدقيق لحقيقة ومضمون الإسلام وسبيل العمل أو التمكين له في الأرض فإن هذا الفهم كثيرا ما يحمل على جمع الهمة





ـ البعد عن المعاصي و السيئات كبيرها وصغيرها

- المواظبة على عمل اليوم و الليلة : من ذكر ودعاء وضراعة ، أو استغفار ، أو قراءة قرآن ، أو صلاة ضحى ، أو قيام ليل ، ومناجاة ولاسيما في وقت السحر ، فإن ذلك كله مولد إيماني جيد ، ينشط النفوس ويحركها ويعلى الهمم ، ويقوى العزائم ، قال تعالى
{
وهو الذي جعل الليل و النهار خلفة ، لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً }

- ترصد الأوقات الفاضلة و العمل على إحيائها بالطاعات ، فإن هذا مما ينشط النفوس ، ويقوى الإرادات يقول : صلى الله عليه وسلم:

....، فسددوا وقاربوا ، وأبشروا ، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة .
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - لصفحة أو الرقم: 39خلاصة حكم المحدث: [صحيح] 
- التحرر من التشدد و الغلو في دين الله
- الوقوف على معوقات الطريق من أول يوم في العمل : حتى تكون الأهبة ، ويكون الاستعداد لمواجهتها و التغلب عليها فلا يبقى مجال لفتور أو انقطاع .

- الدقة و المنهجية في العمل بمعنى مراعاة الأولويات وتقديم الأهم ،

_ - صحبة الصالحين المجاهدين من عباد الله : إذ أن هؤلاء لهم من الصفاء النفسي والإشراق القلبي ، والإشعاع الروحي ، ما يسبى ، ويجذب بل ما يحرك الهمم و العزائم ، ويقوى الإرادات
ـ دوام الاطلاع على خبرات وتجارب الماضين فإنها مشحونة بالكثير والكثير الذي يكسب الخبرات والتجارب وينمى المواهب والقدرات
ـ الوقوف على سير وأخبار من عرفوا بمجاهدة نفوسهم وأهوائهم وإلزامها بحدود الله مثل عمر بن عبد العزيز ، و الحسن البصري ، ومحمد بن سيرين ، و الفضيل بن عياض وعبد الله بن المبارك وغيرهم وغيرهم ، فإن ذلك يحمل معنى الإقتداء و التأسي ، أو على الأقل المحاكاة و المشابهة .


- التذكير بأن السعادة و الراحة و الطمأنينة و الفوز ، إنما هي في اتباع المشروع ، لا في اتباع ما تملى النفس وما تهوى ، وصدق الله إذ يقول :
{ فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى } ، { فمن تبع هداى فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون }
وفي هذا المعنى يقول القائل :
واعلم بأن الفضل في إيحائه .لا في الذي يوحي إليه هواكا



ـ حمل ما بمقدور النفس القيام به حتى لا تضعف أو تنقطع عن ركب العاملين المجاهدين { لا يكلف الله نفساً إلا وسعها }
، { لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها } .

ـ الحرص على لزوم الجماعة وعدم الانفكاك عنها لحظة واحدة إذ فيها يكون التناصح والتواصى بالحق والتواصى بالحق والتواصي بالصبر والتعاون وتجديد النشاط وإعلاء الهمة
ـ محاسبة النفس دوما للوقوف على الجوانب الضعف والخلل فيها
ـ المسارعة بالانتفاع بالنعم من الوقت والصحة والمال والعلم والشباب ونحو ذلك قبل زوالها
إذ يقول صلى الله عليه وسلم : بادروا بالأعمال الصالحة سبعا هل تنتظرون إلا فقرا منسيا أو غنى مطغيا أو مرضا مفسدا أو هرما مفندا أو موتا مجهزا أو الدجال فشر
غائب ينتظر أو الساعة فالساعة أدهى وأمر.
ـ الاعتماد على الظاهر وترك السرائر إلى الله وحده الذي يعلم السر وأخفى،
ـ تجنب الوقوع في الشبهات ثم الحرص على دفع هذه الشبهات إن وقعت خطأ أو عن غير قصد،(لمعاونة الاخوان على تجنب سوء الظن )
ـ رعاية الآداب الإسلامية التي لابد منها في النصيحة من ضرورة أن تكون في السر لمن لم يجاهر بها، وأن تكون بالأسلوب المناسب وفي اللحظة المناسبة، وأن تكون بنية الإصلاح والتغيير لما هو أحسن، وأن تكون خالصة لوجه الله تعالى، وأن يتجرد الناصح من حوله وقوته إلى حول الله وقوته، إلى غير ذلك من الآداب التي يجمعها قوله سبحانه:
{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَـنُ} (النحل: 125).

تلك كانت رسالة مختصرة فى الافات من باب ان نبين العثرات فنتقيها
******************************

أحمد الله تعالى على توفيقه
فما كان من خير فمن الله عز وجل احمده تعالى
وما كان من خطأ فمن نفسى استغفره واتوب اليه
واصلى واسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
اجمعين صلاة وسلاما دائمين متلازمين الى يوم الدين

هناك تعليق واحد:

  1. ماااا شاء الله الله يزيدك من علمه ياا طيبة

    ردحذف