الأحد، أكتوبر 20، 2013

علاقة الزوجة بأهل الزوج وحدود البر بهم

بسم الله الرحمن الرحيم

سؤال من حبيبة

عندي موضوع بعد إذنكن يا ريت نناقشه : أحياناً يكون هناك نزغ شيطان شغال بين أفراد الأسرة الواحدة أو بين الزوجة وأهل زوجها،
كيف تتغلب الزوجة على هذا النزغ وتحافظ على مستوى معاملة يرضي الله

رغم شعورها بالفتور العاطفي جراء المشاكل مع هؤلاء الأهل أو ذاك الفرد من العائلة؟

وما هو مقياس "البر" ؟

الجواب

الجزء الأول من الكلام يجيب على نفسه ...تقولين حبيبتى نزغ من الشيطان فأجمل شىء وأروعه أن أعرف الداء وما دمت عرفته فالعلاج بسيط بإذن الله

ما دام الإنسان يعلم أن سبب الخطأ الواقع فيه او سبب المشكلة نزغ من الشيطان
فلماذا يكمل خلفه المسير ولماذا لم يستعمل العلاج الربانى

وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيْطَـٰنِ نَزْغٌۭ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ ۚ إِنَّهُۥ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

سورة الأعراف - الجزء 9 - الآية 200 - الصفحة 176


يعنى استعذ بالله والجأ إلى الله استعن بالقوى العزيز على الذى كيده كان ضعيفا
وهو سبحانه يسمع ويرى وسيحول بينه وبينك

وإن لم يحال بينكما فاعلم أن ذلك ليس بشيطان إنما هى نفسك الأمارة بالسوء

فالنفس تتكبر فلا تحب من يعلوها ولا يقودها ولا يكن له عليها سلطان وخاصة لو لا ترتضيه
والكبر أيضا يدعو الطرف الآخر ليتسلط ويوجب على الآخرين التزام حكمه وتنفيذ رغباته

والنفس تغار فكيف بهذه أخت الزوج أو أمه تتحكم فىَّ ومثلى مثلها ليس لها علىَّ ميزة

و هذه الغيرة ذاتها تجعل أخت الزوج وأمه تشعران وكأن الابن أحضر هذه المرأة ووثقا فى العقد حرية التصرف فيها

وأكثر من ذلك أو أكثر لكن كله داخل تحت إطار

جهل الجميع بما له وما عليه

لو أن كل من الأطراف علم حقوقه وواجباته لما تجاوز أحد ولا انتقص أحد حق الآخر

هذا السؤال وجميع الأسئلة بعده كما وردت

أحياناً يكون هناك نزغ شيطان شغال بين أفراد الأسرة الواحدة أو بين الزوجة وأهل زوجها،

رغم شعورها بالفتور العاطفي جراء المشاكل مع هؤلاء الأهل أو ذاك الفرد من العائلة؟

وما هو مقياس "البر" ؟

كيف تتغلب الزوجة على هذا النزغ وتحافظ على مستوى معاملة يرضي الله

إجابتها واحدة

فقط وفقط وفقط الحل فى وقله صلى الله عليه وسلم

فأعطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّه،

من الحديث

آخَى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بين سَلمانَ وأبي الدَّرداءِ، فزار سَلمانُ أبا الدَّرداءِ، فرأَى أمَّ الدَّرداءِ مُتَبَذِّلَةً، فقال لها : ما شأنُك ؟ . قالتْ : أخوك أبو الدَّرداءِ ليس له حاجةٌ في الدنيا . فجاء أبو الدَّرداءِ، فصنَع له طعامًا، فقال : كُلْ، قال : فإني صائمٌ، قال : ما أنا بآكِلٍ حتى تأكُلَ، قال : فأكَل، فلما كان الليلُ ذهَب أبو الدَّرداءِ يقومُ، قال : نَمْ، فنام، ثم ذهَب يقومُ، فقال : نَمْ، فلما كان من آخِرِ الليلِ، قال سَلمانُ : قُمِ الآنَ، فصلَّيا، فقال له سَلمانُ : إن لربِّك عليك حقًّا، ولنفْسِك عليك حقًّا، ولأهلِك عليك حقًّا، فأعطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّه، فأتَى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فذكَر ذلك له، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : صدَق سَلمانُ .

الراوي: وهب بن عبدالله السوائي أبو جحيفة
المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1968
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

يتأتى ذلك من معرفة كل فرد بما له وما عليه فالزوج لابد ان يعرف قبل العقد ما سيوجبه عليه تجاه هذه المرأة وحقوقها عليه وواجباته نحوها وحق أهله عليه وعليها وحدود ذلك
على كل منهما

وكذلك الزوجة لابد أن تعلم حق زوجها وحق أهلها وحدود برهم وحق أهله وحدود برهم

وما تحدث المشاكل والخلافات إلا لأننا لا نضح الحدود الشرعية لعلاقاتنا
نتعامل بطبعنا ونجنب على الهامش شرعنا

فتدخل أهل الزوج فى حياته لها حدود
وتدخل أهل المراة فى حياتها له حدود

وأهل الزوج وأهل الزوجة لو علم كل منهم حدوده وما له وما عليه والتزمه لاختفت كثير من المشاكل فى بيوت المسلمين

لكن الناس جنبوا الشرع وغلبوا الطبع

والفيصل فى ذلك هو أن نتعلم ديننا لما قصرنا فى تعلم الدين والشرع وحدود الله
تعدينا الحدود وانتقصنا الحقوق وتركنا الواجبات

فحدث ما حدث

الزوجة إذا تزوجت انتقلت من بيت أهلها وصار حكمها لزوجها

ففى الحديث

..................... فاتقوا اللهَ في النِّساءِ . فإنكم أخذتموهن بأمانِ اللهِ . واستحللتُم فروجهنَّ بكلمةِ اللهِ . ولكم عليهنَّ أن لا يُوطئنَ فُرُشَكم أحدًا تكرهونه . فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربًا غيرَ مُبَرِّحٍ . ولهنَّ عليكم رزقُهن وكسوتُهنَّ بالمعروفِ . وقد تركتُ فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتُم به . كتابَ اللهِ ..................

الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: مسلم -
المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1218
خلاصة حكم المحدث: صحيح

كتاب الله وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ومتابعة سيرته فيها الغنى والكفاية لمن يريد عيش السعداء
انظر كيف كان فى بيته
كيف كان فى أهله

تعلم دينك تنعم بالسعادة

يقول صلى الله عليه وسلم

لقد تركتُكم على مثلِ البيضاءِ ، ليلِها كنهارِها ، لا يزيغُ عنها إلا هالكٌ

الراوي: العرباض بن سارية المحدث: الألباني -
المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 59
خلاصة حكم المحدث: صحيح

والله تعالى أعلى وأعلم

والاستفسار يكمل المقال


فاستفسرت قائلة

طيب هذا الكلام جميل جداً ومنطقي جداً بارك ربي فيك ، لكن لا يعيه إلا من أراد التعامل مع الناس ب"قال الله، قال رسول الله"، قد تكون الأخت باحثة ومجتهدة في هذا الباب لكن الطرف المقابل لا يتجاوب معها ولا يتعامل معها وفقاً للشرع والحدود التي ذكرت معلمتي، فتجد نفسها "غريبة وغير مفهومة" وتزداد الفجوة لا سمح الله .. كأن نقول : كل قوم يخاطب القوم الآخرين بلغته هو لا بلغة يفقهها الجميع.

والجواب

شوفى حبيبتى كأنك تقولين أن الكلام كلام نظرى وليس فيه من الواقع شىء

لا أبدا اعلمى ولله الحمد أن كل كلمة أسوقها لها من الواقع دليل بفضل الله وليست أحكاما نظرية بمعنى أن ما ذكرت قد تحقق بالفعل واقعا عمليا وعاش به أنس وسعدوا وللتأكيد سوف أبين لك بالمثال ليتضح المقال

أولا علمنا الحكم الشرعى فى الأمر بقى تنفيذه عمليا يعتمد ذلك على علاقة الفرد بربه تعالى يقول صلى الله عليه وسلم

لو أنكم تتوكلون على الله حقَّ توكُّله ؛ لرزقكم كما يرزق الطيرَ : تغدوا خماصًا وتروح بطانًا .

الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 5229
خلاصة حكم المحدث: صحيح

حق التوكل فلنتعرف على هذا المعنى حق التوكل أنى أعمل العمل وآخذ بالسبب وانا عندى يقين بحصول النتيجة المذكورة

يعنى إن أنا اعطيت كل ذى حق حقه وارضيت الناس بما لهم من حق حتى لو لم يكن كما يتصورونه ارضاءاا لله تعالى وليس لوجه أحد إلا الله سوف تتحقق النتيجة وهى

من أرْضَى اللهَ بِسَخَطِ الناسِ ، رَضِيَ اللهُ عنه وأَرْضَى عنه الناسَ ، ومن أرْضَى الناسَ بسَخَطِ اللهِ ، عادَ حامِدُهُ مِنَ الناسِ ( لَهُ ) ذَامًّا
الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الألباني - المصدر: شرح الطحاوية - الصفحة أو الرقم: 268
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وليس ذلك كلاما نظريا إنما واقعا عمليا حققه ملسمون غيرنا وعاشوا سعداء

فهذه تزوجت فى منزل العائلة وكان والد الزوج يستخدم أداة تدخين تحتاج لاشعال حطب وإعداد لهذه الأداة وكان والد الزوج قاسيا لكنها تعرف حدود الله وتعرف حرمة هذه الأداة فقررت ألا تشارك فى إعدادها ولما طلب منها ذلك رفضت ربما نقول أن الزوج أووالده سوف يؤذونها باللسان وربما تعدى الزوج عليها لكن الأمر يحتاج يقينا فى القلب وثباتا على الأمر هى تعلم أنها على صواب وأنها على الحق ولما رفضت رفضت بأدب وبثبات ودون ترك مجال لممارسة ضغوط عليها وتذكرى أن الله تعالى يقول

وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلْإِنسَـٰنَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِۦ نَفْسُهُۥ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ ٱلْوَرِيدِ

سورة ق - الجزء 26 - الآية 16 - الصفحة 519

فاجعلى الله تعالى يرى حديث نفسك أنك لا تريدين المشاركة بمحرم وتيقنى من قربه واستعينى به واعلمى أنه لن يتركك

فورا تأتى المعونة وتتحقق على قدر إيمانك ويقينك وتذكرك لله

من أرْضَى اللهَ بِسَخَطِ الناسِ ، رَضِيَ اللهُ عنه وأَرْضَى عنه الناسَ

وهذا ما حدث معها لم يتفوه معها أحد ولم يؤنبها ولم يكرر منها حماها الطلب مرة أخرى بل ربما لو خلا المنزل من نساء أخريات يعدونها له قام بنفسه وأعدها لنفسه دون ان يسألها إكراما من الله تعالى

حبيباتى الأمر يحتاج معرفة شرعية بالحقوق والواجبات ثم إيمانا صادقا ثم صدق توكل مع عدم الخوف إلا من الله وعدم الرجاء إلا فى الله

فهذه أخرى تزوجت أيضا فى منزل العائلة وتجتمع نسوة العائلة دوما وتعرفن مجالس النساء وجلساتهن وأحاديث تافهة بل ربما محرمة تتناول الناس والدنياوتجوب البلاد شرقا وغربا أويجلسن امام التلفاز كأن على رؤوسهن الطير فامتنعت عن مجالستهن واختلت بنفسها فلو أنها فى المجلس كانت تختلى بالأطفال تداعبهم وتلاعبهم ولو لم يوجد أطفال جلست وحدها

فى الطبيعى سوف تحنق عليها نساء العائلة بل ستزجرها وتمزها نظرات التأنيب هل أنت أفضل مننا لتتركى مجلسنا وربما قاطعوها لكنها لم تأبه فقد قرات حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

ما قعدَ قَومٌ مَقعدًا لا يذكرونَ اللهَ عزَّ وجلَّ ويصلُّونَ على النَّبيِّ ؛ إلَّا كان عليهِم حسرةً يومَ القيامةِ ، وإن دخلوا الجنَّةَ للثَّوابِ .
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1513
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فخافت ونصحتهم باللين وبطرق غير مباشرة حتى لا يشعرنأنها تتعالى عليهن او تنبذهن او تعيب عليهن لكنهن أبين إلا مجالسهن
ففضلت الغنيمة والبعد عن حسرة يوم القيامة ولما كانت هذه نيتها وهذا رجاؤها أغناها الله من فضله وكم يصلها ذكرهن لها بكل خير حتى فى إحدى المجالس كانوا معا فى زيارة مريضة فتفوهت إحداهن بألفاظ نسائية لا تليق فتركت المجلس بأسلوب مهذب فعاب الجميع على المتحدثة وبينوا لها ان هذه الأخت لا تحب هذا النوع من الحديث فلماذا لم تتأدبين فى حضرتها

ولم يكن ذلك لشىء إلا بصدق نيتها مع الله وحسن رجائها فيما عند الله وانتظارها رضوان الله فقط دون سواه فلما اطلع الله على قلبها فوجد ذلك فيها بلغها ذلك بمنتهى البساطة ولم يكلفها عناءا


وهكذا قيسي على ذلك كل موقف حياتى معنا مجرد معرفة الحكم ثم تصويب النية له ثم تفعيل الحكم ورجاء تحصيل رضوان الله تعالى دون سواه كفيل بأن يميل القلوب تجاهك ويرضيهم عنك ويزيل أثار عناء محاولة ارضائهم وستهون المشاكل بإذن الله

فقط عفوا لابد ان نصارح أنفسنا نحن قوم نفتقر لصدق الإيمان وهو ما أخرنا فى كل مجال

السابقون عرفوا الحكم فسارعوا له واحتسبوه وصدقوا النية وارتجوا رضا الله فنبلوا وسبقوا
واما نحن فلم نعلم شىئا أو ربما علمنا ولم نعمل بماعلمنا أو ربما علمنا ثم عملنا وأشركنا الناس فى العمل من دون الله أو أخيرا ربما علمنا ولم نعمل بما علمنا ونسأل الله تعالى العفو والعافية

فكثير منا يعلم الشرع ويتجاهله ويتعامل بالطبع

فقالت

إذا أردت أن أفعل شيئا حتى أرضي الله ثم اتقي شر فلان أو أسعده ... لا تكون تلك نية خالصة تماماً؟


فقلت

نحن نتعامل مع بشر حولنا نحبهم ونتعايش معهم ولنا بهم صلات ومنهم ناس يحتاجون البر كالأهل ومنهم يحتاجون المودة كالزوج وكذلك الأبناء هناك حد يحافظعلى العمل فيظل لوجه الله و يعين على دوام المحبة والمود مع الناس لكن اولا نضع الأساس

إنَّ اللهَ تبارك وتعالى يقول : أنا خيرُ شريكٍ ، فمن أشرك معي شريكًا فهو شريكي ، يا أيها الناسُ أخلِصوا أعمالَكم ؛ فإنَّ اللهَ تبارك وتعالى لا يَقبلُ من الأعمالِ إلا ما خلُصَ له ، ولا تقولوا : هذه للهِ وللرَّحِمِ ؛ فإنها للرَّحِمِ ، وليس للهِ منها شيءٌ ، ولا تقولوا : هذه للهِ ولوجوهِكم ؛ فإنها لوجوهِكم ، وليس للهِ منها شيءٌ

الراوي: الضحاك بن قيس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 7
خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره

يعنى العمل يكون لله لله لله فقط

طيب وطاعة الزوج ومرضاته

والبر بالاهل وحفظ الأبناء ومراعاتهم

وحسن الجوار والألفة وصلات الأرحام

نقول أن كل ذلك يؤدى وفى النية وجه الله

يعنى أطيعى زوجك ليرضى لأن الله أمر بذلك فهى وسيلة وليست غاية وسيلة لمرضاة الله وليست غايتك رضا زوجك وقلبه

بر الأهل وسيلة لابتغاء وجه الله وليس لنيل ما عندهم

حسن تربية الأبناء وسيلة رضوان الله وتحقيق حسن الرعاية وليس انتظارا لثمرات تربيتهم

ثم تألف قلوب الناس وصلات الأرحام لأن الله أمر وليس ليردوا لك الواجب فى مناسبة عندك كما نرى من حولنا

كل ذلك وغيره من أعمال تكون فى الظاهر ترضى الناس وليس بالضرورة كل عمل أقف أقول هذا ليس لك إنه لله فالله مطلع على القلب وليس بحاجة لإعلان وليظن الناس ما يظنون وليظل المرء على نيته أن كل عمل هو ابتغاء وجه الله فقط وفقط وفقط




نسأل الله العفوا العافية وأن يعلمنا كل علم نافع وأن يرزقنا العمل به وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم ويرزقنا القبول


هناك تعليقان (2):