السبت، أغسطس 31، 2013

وليس النصر بالتمنى

بسم الله الرحمن الرحيم

وكلى أسف لكنه الواقع


ننام كل يوم على أمل أننا فى الغد نصحو على نصر أكيد وليس حتى تباشيره

نعم
وكل يوم وساعة نرددها قوية بمنتهى الخشوع وافتعال للتدبر

متى نصر الله >>> ألا إن نصر الله قريب

ونظل ننتظر القريب

لكن الله تعالى يقول


لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ 

  سورة النساء - الجزء 5 - الآية 123 - الصفحة 98
^
^
^
ليت الأمر ينتهى بالتمنى والدعاء فقط

ما استيقظنا من أحلامنا وما فترنا عن الدعاء

لكن التغير يتبع تغييرا

والنصر يتبع جهادا واجتهادا


قلتها مرارا : كلما عاينت الواقع آسف وأشعر بأنه يقضى على أسباب النصر
لكن عفوك يا إلهى أوسع

* هل نسأل النصرة وما زال منا من ينام عن صلاة الصبح
ثم يهب نشيطا حين يدنو وقت الدوام والعمل



* هل نطلب النصرة وما زال منا من ينتسب لسلك العلماء والمشايخ ويخطب الجمع ويلق المحاضرات ويُحَفظ القرآن ثم يتهرب من أداء وظيفته الحكومية بتفنن رهيب فلا يكاد يحضر من ساعات عمله إلا القليل كل عدة أيام ويوضيع مصالح العباد

* هل نطلب النصرة وما زال منا من يكذب ويفبرك الأخبار فى الواقع وعلى الصفحات لاستجلاب الحماس لدعم فصيل يؤيده


* هل نطلب النصرة و ما زال منا من نحدثها عن قوامة الزوج ولزوم الطاعة وهى تلج فى الخصومة والنشوز خوفا على مكتسبات وحريات حصلتها من هذا النشوز ولا تخاف من رب العالمين فتتقى الله فى بيتها وزوجها

* هل نطلب النصرة وما زال منا من تفتح منتدى إسلامي وتدعو وتتنسق وتجلب المعلمات وتقيم الدورات وتحث على العلم والطاعات وهى آخر من تقيم هذا الدين فى نفسها وتمنعه أهله

* هل نطلب النصرة وحافظة القرآن أول من يتشتت فكرها ويتزعزع إيمانها عند الملمات وحال الكربات والمصائب فما بال الجهال

* هل نطلب النصرة ومازال منا أمهات يدَّعين رحمة وشفقة بالأبناء مزعومة فلا يوقظوهم لصلاة الفجر ولكن بكل حزم وقوة يحاسبنهم على التأخر عن موعد الدروس


* هل نطلب النصرة ومنا من تخيف أبناءها بمشاهد أطفال سوريا منذ قليل
لتشعرهم أنهم فى نعمة حُرم منها غيرهم ليسمعوا كلامها فربما تبدو كأنها تعلمهم الاخشوشان
لكن عندما امتدت الكروب عندنا وهتف الأطفال مرعوبين من المشاهد لم تستطع الثبات وانهارت من البكاء دون ان تعلمهم وتظهر لهم العزة والقوة وأننا أقوياء وأننا معتزون بديننا وأننا نستمد المدد والقوة من رب العالمين وأننا لسنا أقل من أهل سوريا ثباتا وصمودا ومن قبلهم فلسطين وغيرها من بقاع الإسلام المبخوس حقها والمظلوم أهلها



* هل نطلب النصرة وما زال منا من يطلب الرزق ويسعى له بمعونة الجان والعفاريت ومشايخ الزور ونسي بل تناسى أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين


* هل نطلب النصرة وفينا من هى ساخطة على قدر الله وعطائه إذا قلت لها أحمدى الله هذا عطاء الله وكله جميل تقول الأمر صعب أنت لا تتخيليه
نعم فمن تصبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع

* هل نطلب النصرة ومنا من لا زال يسأل هل الخلافة أولا ام طلوع الشمس من المغرب وما ذلك إلا للتسويف وطول الأمل


* هل نطلب النصرة ومنا من لا زال يخشى الابتلاء ويهاب الموت ويشعر أنه لم يكتف من متع الدنيا بعد


... أرهقنى جلب النماذج ولا يمكن الحصر

نماذج كثيرة من البشر ظنوا أن التكاليف فقط صلاة وصيام وحج وزكاة مع الشهاديتن

والله أعلم فى الأصل هل يؤديها صحيحة أم لا فقد نام عن تعلم فقهها الصحيح من الأساس

وهيهات أن تكون تلك فقط التكاليف التى تفرق وتميز الخبيث من الطيب والمؤمن من المنافق فالكل يصلى والكل يؤدى العبادات

لكن من منا من يلتزم الباب
* من منا حقق التوحيد
* من منا أقام دولة العدل فى نفسه أولا فكما يحكم على غيره بالحق
يجريه أولا على نفسه وأهله

* من منا حاول أن يغير ما بنفسه من سوء حتى يغير الله ما بنا من فساد ويذهب ما نحن فيه من ظلم وكرب و استعباد

. هل حققنا العبودية بحق ؟
. هل نطقنا الشهادتين وعملنا بهما ؟
. هل قلنا أشهد أن لا إله إلا الله فلم نسمع إلا قوله تعالى فقط
فأتمرنا بأمره وانتهينا بنهيه
ولم نقل لغيره سمعنا وأطعنا
ولم نقل لغيره لا بالكلام ولا بالفعال إياك نعبد وإياك نستعين

. هل قلنا وأشهد أن محمدا رسول الله فتعلمنا سنته واهتدينا بهديه واقتدينا بأثره صلى الله عليه وسلم ؟

. هل حمدنا الله فى السراء وشكرناه وحده يقينا أنه الواهب مهما بدا ما أو من كان سببا فى الموهوب ؟

. هل حمدناه فى الضراء والقلب مملوء بالرضا واليقين أنه لو كُشف له الحجاب فلن يجد أفضل مما اختار له الحى القيوم


.... التكاليف ليست فقط الصلاة والصوم والحج والزكاة فهذه أيسر التكاليف

إنما التكاليف التى تميز بين المسلمين وبعضهم فتبين أهل الإيمان من غيرهم
هى فى الأساس

* تحمل الأمانة وتكون بتحقيق العبودية
* تحمل الأمانة فى نفى الاستعانة إلا به سبحانه وتعالى
* فى الرضا والتسليم بكل قضائه يقينا فى حكمته تعالى
* فى الجهاد والاجتهاد لتغيير آفات النفس وطلب المعونة منه وحده حتى يغير ما بنا

( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )

و لنتذكر معا قولة سيدنا عمر رضى الله عنه

جاء رسول عمر بن الخطاب من إحدى الغزوات فبشره بالنصر
فسأل عمر بن الخطاب : متى بدأ القتال ؟
فقالوا: قبل الضحى.
وقال: متى كان النصر ؟
فقالوا: قبل المغرب.
فبكى سيدنا عمر حتى ابتلت لحيته
فقالوا: يا أمير المؤمنين نبشرك بالنصر فتبكى ؟
فقال رضي الله عنه :
والله إن الباطل لا يصمد أمام الحق طوال هذا الوقت إلا بذنب أذنبتموه أنتم أو أذنبته أنا ، وأضاف قائلاً :
نحن أمة لا تنتصر بالعدة والعتاد
ولكن ننتصر بقلة ذنوبنا وكثرة ذنوب الأعداء
فلو تساوت الذنوب انتصروا علينا بالعدة والعتاد.

ما أحوجنا لفقهه وبصيرتها رضى الله عنه


ما زلنا نقرأ سيرة الحبيب صلوات ربى وسلامه عليه
وما زلنا نفخر ونعجب بسيرة صحابته تلك النماذج المشرفة لأمة الإسلام
وما زلنا نتداولها ونشاركها ونتباكى محبة وفخرا واعتزازا
جميل
ثم أما بعد !
أما بعد !

أما آن الأوان لتقفى الخطا وتحقيق الاقتداء

ربما يقول قائل كيف تقولين ما قلت وأنت ترين نماذجا أخرى مشرفة
تركت حياة الدعة وراحت ترابط فى سبيل الله
تركت الغالى وقدمت النفيس لنصرة دين الله

نعم لكن

لنعلم أنه عندما يكون الجميع على قلب رجل واحد فالأمة ما زالت فى شتات

وعندما لا يكون اللجوء إلا للإله الواحد فما زال منا من يحسب الحسابات الدنيوية ويراهن ويعقد الأمال على أسباب غير الله تعالى وكل الأسباب بيدى الله

عندها ربما يتحقق النصر

لا يقولن أحد أنى متشائمة
فلنقف ونصارح أنفسنا
ودع ظنون الخلق ليقين ما فى نفسك
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا

هات نفسك وانظرها وحاسبها هل عملك يدفع الأمة للأمام
ام تراه يعيقها فى المسير
ويشتت الجهد المبذول من المرابطين المخلصين

لا تركن للدعاء فقط
هل طاب مطعمك لتكون مستجاب الدعوة فتتكل عليها فقط دون جهاد وضبط للنفس وتغيير ما بها حتى تتغير الأحوال

حتى الدعاء نراه لم يصل بعد لدعاء المضطر
المضطر يقف بين يدى خالقه
يدعو
ويلح
ويصلى فيدعو فى كل سجدة
وينتهى فيدعو قبل أن يقوم
ويجلس فيدعو ويأكل فيدعو
وياتى لينام فتتجافى الجنوب عن المضاجع ويقوم فيضرع ويدعو

هل دعونا دعاء المضطر حتى يكون مجابا

بل دعاء بوهن هذا إذا تذكرنا الحال فى ترحال يومنا إن رأينا حدثا أو رأينا خبرا

أمتى أمتى أفيقى

لن يكون النصر بالأمانى

ربما لسنا من جيل التمكين

لكن لنكن ممن يؤسس له

بحسن التدين
وتحصيل التوحيد
وتحقيق العبودية
واتباع الهدى
ومتابعة الشرع
وبناء الجيل على تلك المعانى
وتأصيل الحق وكيفية التعرف عليه والدعاء لله تعالى بدوام الثبات

لعلنا إن نحن ذهبنا ولم يُمكن لنا
يخرج من بين أيدينا ومن أصربنا من يحقق له الله هذا التمكين

فاحرص أخى المسلم واحرصى أختي المسلمة
أن تجعلى نفسك سببا للنصر وإن لم تعاصرين النصر

فكثير من الصحابة أسسوا وأفنوا أنفسهم وباعوها لخالقها من أجل التمكين لهذا الدين
وراحوا ولم يحصلوا من ثمراته شىء ولم يتمتعوا بسيادته وانتشاره فى الآفاق

لكنهم بذلوا أنفسهم لم يعنيهم حصلوا نفعا شخصيا أم لا راوا ثمرات جهدهم أم لا
لكن الذى يهمهم أنهم كانوا سببا فيه وجسرا عبر عليه أهل الحق لتثبيته وتدعيم أركانه

فلنكن كهؤلاء الأجداد المخلصين
نسعى للخير وإن لم ندركه

يا أمتى ليسع كل منا لتحقيق النصر
وليكن سببا فيه
ولا يستهين ولا يحقرن نفسه ولا يستهين بقدراته

وانظر لنفسك فاعلم كيف كنت سببا فى تأخير النصر
ثم قومه وتخلص منه
ثم ادفعها فاجعلها سببا فى تعجيل التمكين


اللهم بصرنا بعيوب أنفسنا
وارزقنا قوة نصارح بها أنفسنا لتقرير أخطائها
ثم ارزقنا همة نسعى بها لتصحيح المعوج فيها
ثم ارزقنا معونة نتقوى بها على العمل والجد لتحقيق ذلك
واجعلها خالصة لك وحدك
ثم تقبلها وانفع بها نفسي وأمتى يا رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق