الاثنين، أغسطس 26، 2013

معنى كلمة فتنة لمن لا يفهمها أو يحتار فى معانيها

سم الله الرحمن الرحيم


معنى كلمة فتنة لمن يحتار ولا يفهم معناها إذا كتبتها


كثيرا ما قلت يا أحباب

أنا لا أتحدث فى السياسة و لا أجيدها ولا أفهمها


أنا أتحدث فى الشرع والدين

يعنى لما أقول كلمة فتنة لا يجرى أحدكم ويظن أنى أقصد
بالكلمة الحيرة فى معرفة الحق من الباطل

لأ الحق معروف والباطل معروف وظاهران للعيان

والحمد لله تعالى أننا نرى الحق فأسأل الله تعالى لنا جميعا أن يثبتنا عليه

لكن لنفهم كلمة فتنة

كلمة وصف بها رسول الله صلى الله عليه وسلم
هذا الزمن الذى نعيش فيه وكذلك استعاذ منها فى أدعية كثيرة

بمعنى أننا لما نطلقها الآن فنحن نقصد بها جو وحال للأوضاع المحيطة بنا

فى الحديث

اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منَ الكسَلِ والهرمِ والمأثمِ والمغرمِ

ومن فتنةِ القبرِ وعذابِ القبرِ

ومن فتنةِ النَّارِ وعذابِ النَّارِ

ومن شرِّ فتنةِ الغنى وأعوذُ بكَ من فتنةِ الفقرِ

وأعوذُ بكَ من فِتنةِ المسيحِ الدَّجَّالِ

اللَّهمَّ اغسل عنِّي خطايايَ بماءِ الثَّلجِ والبَرَدِ ونقِّ قلبي منَ الخطايا كما نقَّيتَ الثَّوبَ الأبيضَ منَ الدَّنسِ وباعِد بيني وبينَ خطايايَ كما باعدتَ بينَ المشرقِ والمغربِ


الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث:البخاري -
المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6368
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


نعم كلها فتن فالغنى فتنة والفقر فتنة ولقاء الدجال فتنة
حيث كلها تبرز الحق من الباطل وتظهر الجيد من الردىء

فربما كان الغنى فتنة بان جعل الغنى يطغى ويتجبر فأخرجه من حال الصلاح إلى الفساد


فما معنى فتنة

الفتنة في اللغة :-

قال الأزهري : جماع معنى الفتنة في كلام العرب : الابتلاء ، والامتحان وأصلها مأخوذ من قولك : فتنتُ الفضة والذهب ، أذبتهما بالنار ليتميز الردي من الجيد ،


قال ابن الأثير : الفتنة : الامتحان والاختبار ... وقد كثر استعمالها فيما أخرجه الاختبار من المكروه ، ثم كثر حتى استعمل بمعنى الإثم والكفر والقتال والإحراق والإزالة والصرف عن الشيء .


أليست هذه المعانى متحصلة بالفعل فى تلك الأيام

فهى فتن ومواقف عظيمة تبتلى وتختبر الناس وتميز الردىء من الجيد

وكذلك هى فتن ومواقف عظيمة كثر فيها الإثم والقتل والإحراق والإزالة

أليس كل ذلك حاصل


إذا فكلمة فتنة تعنى وصفا للحال وليست تعنى ضبابية فى الرؤية وعدم بيان للحق من الباطل


والذى يهمنى فى الفتنة هذه والذى يدفعنى دوما للحديث عنها هو
حال المرء مع ربه تعالى

كما أوصانا رسولنا صلى الله عليه وسلم فقال

.............. وإنَّ أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها . وسيُصيبُ آخرها بلاءٌ وأمورٌ تنكرونها . وتجيءُ فتنةٌ فيُرقِّقُ بعضها بعضها . وتجيءُ الفتنةُ فيقول المؤمنُ : هذه مهلكتي . ثم تنكشفُ . وتجيءُ الفتنةُ فيقول المؤمنُ : هذه هذه . فمن أحبَّ أن يزحزحَ عن النارِ ويدخلَ الجنةَ ، فلتأتِه منيَّتُه وهو يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ . وليأتِ إلى الناسِ الذي يحبُّ أن يؤتى إليهِ ................

الراوي: عبدالرحمن بن عبد رب الكعبة
المحدث:مسلم -
المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1844
خلاصة حكم المحدث: صحيح


الرسول صلى الله عليه وسلم وصف الأحداث والأحوال بأنها فتنة فما بالنا لا نتبع هديه

وما ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم

قدرنا والحمد لله على كل حال
أن نكون من آخر الأمة والذين يتعرضون لبلاء وأمور ننكرها وكل ذلك حادث بالفعل

لكن الذى يهم من يثبت على الحق ولا يزيغ قلبه ولا فكره ولا ينشغل بالحدث عن العبادة وطاعة ربه

يقول

فمن أحبَّ أن يزحزحَ عن النارِ ويدخلَ الجنةَ ،

فلتأتِه منيَّتُه وهو يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ .وليأتِ إلى الناسِ الذي يحبُّ أن يؤتى إليهِ

فى شرح رياض الصالحين للشيخ ابن عثيمين قال

فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر نسأل الله أن يميتنا على ذلك من كان يحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة وكلنا يحب ذلك فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر .
وليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتي إليه يعني يعامل الناس بما يحب أن يعاملوه به فينصح للناس كما ينصح لنفسه ويكره للناس ما يكره لنفسه فيكون هذا قائما بحق الله مؤمنا بالله واليوم الآخر وقائما بحق الناس لا يعامل الناس إلا بما يحب أن يعاملوه به فلا يكذب عليهم ولا يغشهم ولا يخدعهم ولا يحب لهم الشر يعني يعامل الناس بما يحب أن يعاملوه به

واجعل هذا ميزانا بينك وبين الناس في معاملتهم لا تأت الناس إلا بما تحب أن يؤتى إليك فتعاملهم باللطف كما تحب أن يعاملوك باللطف واللين بحسن الكلام بحسن المنطق باليسر كما تحب أن يفعلوا بك هذا هذا الذي يزحزح عن النار ويدخل الجنة نسأل الله أن يجعلنا منهم


اللهم قنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن
وإن أردت يا رب بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير فاتنين ولا مفتونين

وأحسن خاتمتنا فى الأمور كلها وأقبلنا عندك بقبول حسن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق