الجمعة، يونيو 27، 2014

همسات زوجية 1

بسم الله الرحمن الرحيم

عزيزتى الزوجة / المطلقة / الأرملة
كل امرأة فالأمر يخصهن جميعا سواء

* ربما كنت ابنة لأب وأم قسى قلبيهما
* ربما كنت زوجة لرجل عرف حق نفسه وتجاوز حقك
وأعرض عن أن يرضى الله فيك
* ربما كنت مطلقة سرت رحلة عذاب مع زوج قاس فما ذقت للحنان والرأفة طعم
* ربما كنت أرملة أذاقتك الحياة مرارة الكد وعانيت من ذئبية البشر بعد فراق الزوج

وأوشك القلب على الموات بعدما نزف من مرارت فوات الرحمة والمودة فى الحياة

قلبك يلهث عطشا يحتاج لصدر يرتمى عنده فيبث كل شكواه لعله يجده يمسح آثار ما عاناه

ومع أول دقة على بابك من شخص يتيح لك ما حُرمتِه
فإنك تهرعين
تتخبطين
تسرعين
فى الاستجابة دون أن تقفى لحظة
تتحسسين شرعية العلاقة

فهذه المراة المتألمة الفاقدة للحنان والمودة
عندما يطرق بابها رجلا أيا كانت درجة قربه أو حتى كان غريبا عنها
فإنها تفتح الباب بل لا تكتفى بالحديث وهو بالخارج بل تدخله

يعنى أنها تسمح له بالنفاذ إلى عالمها يسبح فيه كيفما شاء
ألم تبدأ هى فى الأصل بالسماح والموافقة على تعدى حده معها
بمجرد الموافقة على الحديث فى هاتف
أو الموافقة على إضافة عبر مواقع التواصل
هى أعطت له بطاقة مرور مفتوحة دون قيد أو شرط
فليعبث بأفكارها كيف شاء
ثم ليدغدغ مشاعرها كيف شاء
فالرجل الذى من الأساس سمح لنفسه أن يضيف امرأة أجنبية ويحادثها فى خلوة دون رقيب
( و فى الأساس ليس هناك رقيب لأن الضمير مات أصلا بتجنبه للشرع ....ومراقبته لله فقدها بمجرد أن تخطى حده فى علاقاته مع البشر )

عزيزتى
غفر الله لك لِما ضيعتِ وفرطتِ
لو أنك صددته وما وجد إليك منفذا لرددتِه إلى صوابه ولأُجرت عنه

لكنك تركت الخالق والتجأت للمخلوق
فى الدعاء نقول

اللهم أسلمتُ وجهي إليك, وفوضتُ أمري إليك ، وألجأتُ ظهري إليك ، رغبةً ورهبةً إليك ، لا ملجأ ولا مَنْجى منك إلا إليك

فتركت السند المتين
القادر العظيم
والتجأت لضعيف لا يملك لنفسه شيئا قبل أن يقدر على منحِك

يقول تعالى فى الحديث

يا عَبدي تَمنَّ عليَّ أُعْطِكَ ...................

الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني -
المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3010
خلاصة حكم المحدث: حسن

ثم أنت تحرمين نفسك
راحة القلب
وسعة الرزق
وعزة ومنعة


تقولين أرتاح إذا فضفضت معه أحسه قريبا منى يفهمنى تقصدين ذلك الرجل الذى احتل عالمك
وأنا أقول لك خبت وخسرت

يقول تعالى:

﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾

ثم أنا أدَع القريب العالم المجيب إلى من هو مثلى لا يملك لنفسه قبل أن يملك لى شيئا

سبحانه وتعالى يقول

﴿ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ﴾

فهو معنا، يطلع علينا، يطلع على خواطرنا، على نوايانا، يطلع علينا، إذا تكلمنا فهو يسمعنا، يطلع علينا فهو يرانا، يطلع على قلوبنا إذا أضمرنا، لا تغيب عنه غائبة، ولا تخفى عنه خافية،

ثم أنت تستخفين من الناس وتكلميه فى الخفاء فى هاتفك إذا غاب الناس وفى رسائلك بعيدا عن أعين الناس

ونسيت قوله صلى الله عليه وسلم

البِرُّ حُسنُ الخلُقِ ، و الإثمُ ما حاك في نفسِك ، و كرهتَ أن يَطَّلِعَ عليه الناسُ
الراوي: النواس بن سمعان المحدث: الألباني -
المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 226
خلاصة حكم المحدث: صحيح

نعم كونك أخفيت العلاقة عن أعين الناس فاعلمى أنها إثم

فاتقِِ ِ الله لئلا تكونين ممن يخافون الناس ولا يخافون الله عياذا به تعالى

وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ

ثم أخيرا عندما تتطور العلاقة وتشعرين بالوضاعة فى نفسك عندما يتعدى معك حد الطبطبة ويزول وجه الناصح ويزيل القناع فترين وجه الذئب الذى ليس له رغبة إلا النيل منك فقط وفقط وفقط وقتها تندمين وتلعنين اليوم الذى تعديت فيه حق الله وحده وسمحت لنفسك باللجوء لبشر
لهذا نجد الحكيم العليم سبحانه يقول

وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً "

هاااااااااااااا برقت الآن عينيك وصحت على كيف تجرؤين أن تتهمينى بالزنا والعياذ بالله

رويدك عزيزتى لم اتهمك ولكن الله تعالى خالق البشر والعالم بما يصلحهم هو الذى قال ولا تقربوا الزنا

فأمر بالابتعاد عن جميع مقدمات الزنى من التبرج، والمبالغة في إبداء الزينة, والاختلاط مع غير المحارم في غير ضرورة, والخلوة غير الشرعية, والخضوع المتكلف في القول, وعدم غض البصر, والنهي عن مجرد الاقتراب من هذه الجريمة البشعة ـ ألا وهي جريمة الزنى ـ هو أبلغ من النهي الوقوع فيها. فمن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه

ولا تظنين نفسك قوية فالشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم ولن يدعك ومن تعديت حد الله معه من المرور بسلامة
لن يدعك حتى تسقطين معه فى الرذيلة وهو ما يشهد عليه كل يوم الواقع من حولنا نسأل الله السلامة ألا تجدين نفسك تبادرين بترك ما فى يديك للإسراع للقائه والحديث معه ألا تستعذبين كلماته ألا تشتاقين لمداعباته وتتلذذين بها فما الإثم الذى بعد ذلك فى اعتقادك

عرضت لك مأساتك وعرفتك عليها وواجهتك بها لكنى لن أدعك دون أن أدلك على البديل

يقول أحد العارفين ولعلها رابعة العدوية رحمها الله

أحبوا الله من كل قلوبكم
فإن حب الله عز وأمل
وحب غير الله خزى وخجل

هل حاولت أن يكون أول لجوءك لله
هل حاولت أن يكون مكمن سرك ونجواك
وبث فرحك وشكواك هو الله
هل حاولت أن تستفحى بابه وتدخلين إلى رحابه
فترين عجائب عطائه
أقول لكِ

اجعلى الله صاحبا ، ودعِى الناسَ جانبا

صاحبيه يغنيكِ
اسأليه يعطيكِ
واحفظيه يحفظك
واستعينى به يعينك
بثى إليه شكواك و استرشدى به يؤنسك ويغنيك عن البشر

ستقولين
ما ليَ بدٌ من الخلق ..
أقول لك : فاصحبْى من يعينك على طاعة الله سبحانه ، ويشدُكِ إليه ، ويربطكِ به ..
وانبذى عنكَ من يشغلك عن ربك جل جلاله ..
ووطنى نفسك على أن كل من شغلك عن ربك ،
ولو ساعة من نهار أو ليل ، فإنما هو قاطع طريق ليس إلا ..
وهل يعقل أن تصاحب قاطع طريق ، ويميل إليه قلبك ؟

أطلت وفصلت واختصرت

لكن الكلام يطول وكلما أغلقنا بابا فُتح آخر حيث كان حديثنا هنا عليك أنت وعلى ما يطولك من مساوئ فى الدنيا والآخرة
وما عرضنا لحقوق آخرين تخطيتيها وارتكبت الآثام فى حقهم وسوف يقاضونك عليها أمام الحكم العدل
مثل أبنائك وأهلك الذين خنت أمانتهم عندك
ومثل زوجته التى ألبت نفسه عليها عندما وجد عندك ما حرمها هو منه وغيرهم من أطراف علمتيهم أو جهلتيهم علم بهم الذى لا يغفل ولا ينام

.
.

مختصر القول
اتقِ الله أختى المسلمة
كونى مع الله واحذرى من يفسد عليك دنياك بالعيش متسترة خائفة من الفضيحة
ودينك وآخرتك بالخوف من عقاب الله على تلك السيئة
هدانا الله تعالى ووقانا وسترنا
وبنات ونساء المسلمين فى كل مكان

عفوا للإطالة ففى الحلق مرارة من أليم واقعنا
ثم نعود فننتظر النُصرة
نسأل الله السلامة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق