الأحد، أبريل 13، 2014

مصاب الأمة فى فساد معانى الأخوة فى الله

بسم الله الرحمن الرحيم

إنا لله وإنا إليه راجعون
عظم المصاب
والله تعالى أعتبره مصاب
أصيب به جسد الأمة مع غيره من آفات تفتك به من كل جانب
حيث كلنا يعلم الصحبة وأثرها الطيب النافع فى الإقبال على الله
وفى العمل لدين الله
وفى التعاون على كل بر

فإن فسدت الصحبة وضاع الود تشتت الناس وزهدت النفس عن الخيرات مما ألم بها وتفردت بالخير لنفسها دون الباقين وضعف العمل وقلص النفع

وفتحت للشيطان مداخله يفسد كيفما شاء


فما بالى أرى كل يوم آلام وآهات
لا يخلو يوم من عدة منشورات يعلو صوت جراحات أصحابها
مما فعلته بهم يد نقص الفهم
وعجز الإدراك
وتغليب سوء الطبع
وحب النفس دون الإيثار


هذه تقول

من كنت أظنهم أقرب الناس وجدتهم أبعدهم بل أقساهم
وأخرى تقول

لا تهتم لمن يبعد عنك بعد قرب فربما شر دفعه الله عنك
( فى الواقع ذلك من مرارة الألم وافتقادها لهم وليس استغناءا عنهم )
وأخرى

وإيه يعني
ما أنا عارفة

عشان كدا .. وأكتر .. طول عمري صديقة نفسي ~


وأخرى

عندما تتعلق بأحد ♡
كن دااائما مستعدا لغيابه ..


وأخرى

لا تكسر قلباً أحبك
ولا تنفي شخصاً قدم لك المعروف يوماً
ولا تتكبر على من دونك

فاذكر الفضل وتواضع لله

وأخرى تقول

أصعب شعور أنك ما زلت تحب إنسان خذلك

آهات وزفرات

وغيرها الكثير هذا فى يوم واحد وكل يوم تتجدد الآلام مع تغير الأشخاص

أسى ما بعده أسى

كل ذلك وأكثر والمصيبة وأدعوها مصيبة
 لأنها تصدر من أُناس يدعون الالتزام
يقطعون أواصر الأخوة مع أول خلاف
يطعنون قلوب إخوتهم بسوء الخلق
يغلبون حاجاتهم ويقدمون مصالحهم ونسوا الإيثار
لا يتخيرون كلماتهم ويدعون أنها صراحة
يتركون إخوانهم غرقى فى ظلمة جهل توردهم سوء عمل
بحجة النجاة بأنفسهم فلا وقت لانتظار أحد
ونسوا  الخير كل الخير فى جلب الناس إلى الله تعالى
 وتحبيبهم فيه وفى العمل له

كفانا تجريحا فى القلب بذكر هذه المآسى ففيه ما فيه
ولننظر معا لما ذُكر فى باب الأخوة والمحبة فى الله وأجرهما العظيم


يقول تعالى فى الحديث القدسي

 قال اللهُ عزَّ وجلَّ : قَد حَقَّتْ محبَّتِي للَّذينَ يَتَحابُّونَ من أجْلِي ، وقَد حَقَّتْ محبَّتِي للَّذينَ يتزاوَرُون من أجلِي ، وقَد حَقَّتْ محبَّتِي للَّذينَ يتباذلُونَ من أجلِي ، وقَد حَقَّتْ محبَّتِي للَّذينَ يتصادَقُون من أجلِي


الراوي: عمرو بن عبسة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3021
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح

يَتَحابُّونَ
يتزاوَرُون
يتباذلُونَ
يتصادَقُون

أفعال أجرها محبة الله وأى أجر هذا

انظر غيره

 المتحابُّونَ في اللهِ في ظلِّ العرشِ يومَ لا ظلَّ إلا ظِلُّهُ ، يغبِطُهُمْ بمكانِهم النبيونَ والشهداءُ .

 الراوي: معاذ بن جبل المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الموارد - الصفحة أو الرقم: 2129
خلاصة حكم المحدث: صحيح

فى الظل يوم تقترب الشمس من الرؤوس
ويبلغ العرق مبلغا خانقا

نسأل الله العفو والعافية

انظر غيره

 يا أيها الناسُ ! اسمعوا ، واعقِلوا ، واعلموا أنَّ لله عزَّ وجلَّ عبادًا ليسوا بأنبياءَ ولا شهداءَ ، يغبِطهم النَّبيّونَ والشُّهداءُ على منازلِهم وقُربهم من اللهِ فجثَى رجلٌ من الأعرابِ من قاصيةِ الناسِ ، وأَلوى إلى النَّبيِّ فقال : يا رسولَ اللهِ ! ناسٌ من الناسِ ليسوا بأنبياءَ ولا شهداءَ ، يغبِطهم الأنبياءُ والشهداءُ على مجالسِهم وقُربهم من اللهِ ، انعَتْهم لنا ، جلِّهِم لنا – يعني صِفْهم لنا ، شكِّلْهم لنا - ، فسُرَّ وجهُ النَّبيِّ بسؤالِ الأعرابيِّ ، فقال رسولُ اللهِ : هم ناسٌ من أفناءِ الناسِ ونوازعِ القبائلِ ، لم تَصِلْ بينهم أرحامٌ مُتقاربةٌ ، تحابُّوا في اللهِ وتصافَوا ، يضع اللهُ لهم يومَ القيامةِ منابرَ من نورٍ فيجلِسون عليها ، فيجعل وجوهَهم نورًا ، وثيابَهم نورًا ، يفزع الناسُ يومَ القيامةِ ولا يفزِعون ، وهم أولياءُ اللهِ لا خوفَ عليهم ولا هم يحزَنون

الراوي: أبو مالك الأشعري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3027
خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره


يغبِطهم النَّبيّونَ والشُّهداءُ على منازلِهم وقُربهم من اللهِ


هذا النبي وهذا الشهيد ونحن نعلم ما لهم من مكانة كرامة
يغبط من أحب أخيه ومن أحبت أختها فى الله

نعم هكذا وعد سبحانه وتعالى

أولا هل نحن بغنى عن هذه المكانة الرفيعة والدرجة العالية والأجر العظيم لا والله بل أحوج ما نكون له وهو يسير ولن فعلا ليس يسيرا إلا على من يسره الله عليه


وثانيا وهو الأهم وهو الذى أوقع البعض فى هذه المهاوى

هل تظنون أن هذه الدرجات والرفعة والقربى تكون وينالها المرء بقول اللسان
هل مجرد قولى أحبك فى الله أدت الغرض وبلغت المراد
لا والله
إن لم يلحق القول عمل
إن لم يلحق القول بذل
تناصح
تواصى
تغافل
تعاون على بر
مداومة على تذكير
استمرار تفقد
مشاركة فى فرح ومواساة عند حزن

تثبيت فى موقف هلع
وتثبيط عن موطن حرمة
وإيقاظ من غفلة
وإدخال السرور عليه بالجملة

فوالله تعالى السعيد من وفقه الله
فهو عمل يسير أن تحب أخاك وتحبين أختك
وتبذل معه وتسيرا فى كل طريق للخير
ثم تؤثرا لنفسيكما معا منابر ومواطن قربى يغبطكم عليها النبيون والشهداء

فليقف كل منا محاسبا نفسه
ليرى أين هى من معنى الأخوة فى الله والمحبة فى الله
هل حققها
هل عمل بها
وليس هل قالها
فالقول سهل وما أيسره
ولكن اللبيب من عمل بها فنجا وفاز


فإياى وإياكم من الحرمان عافانا الله

نسأل الله السلامة والعفو والعافية منان نقول ما لا نفعل
أو أن نفعل ما لا يرضيه

اللهم ارزقنا العلم النافع وارزقنا العمل بما تعلمنا يا كريم

اللهم إنى أستغفرك وأتوب إليك إن كنت قد آلمت قلبا من غير أن أدرك
فاغفر لى وأصلح ما أفسدت
وأعف عنى وأزل أثره من الدنيا ومن صحيفتى
وجميع المسلمين اللهم آمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق