الجمعة، يونيو 27، 2014

رؤيتى فى حال الأمة نسأل الله التوفيق

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين

*
*

رأييى عن بحث وتقصى وقناعة ولا ألزم به أحدا
هو صدع بالحق وربما يفقدنى الكثير
ولكن أسأل الله تعالى الثبات حتى الممات

وهو فى عينى صحيح ولكن بالتأكيد ورود الخطأ فيه فأنا بشر علمى محدود جدا وفهمى قاصر وعلاقاتى مقصورة

فأحمد الله تعالى على ما كان فيه من صواب وأستغفره لما كان من خطأ

*
*
*

سألتنى حبيبتى فقالت هل أنت قطبية أم سرورية

صراحة لم أعرف معنى الكلمتين ولا الفرق بينهما حتى بينته لى أخت أخرى
والحمد لله أننى لم أعرف وليتنى ما عرفت

فكل يوم تتقطع أوصالى نكدا على تحزب وتشرذم وتفتت جسد الأمة بين الفرق والجماعات والمسميات

ووالله تعالى يشهد الله أننى لم أعرف أن بلدنا مصر فيها فئة اسمها سلفية وأخرى اسمها إخوان إلا من ثلاث أو أربع سنوات على الأكثر

وليتنى ظللت على برائتى وخلفيتى الذهنية لصورة المسلمين أنهم جسدا واحدا

ربما يقول قائل هما جسد واحد يفترقان فقط فى بعض ترتيبات وتأويلات فى المنهج ولكنه مخطأ بل مكابر ويخدع نفسه بل هم فى شقاق
هل إن سمعت أحدهم يرد على خاطب ابنته فيقول :
أعتذر بنى فأنت إخوان وهى سلفية ولا يتفق هذا مع ذاك

فهل هذا اختلاف فى تأويلات وفهم بعض النصوص بل هو عين الشقاق

وكى لا أطيل وباختصار

* لست سلفية : أحب فى السلفيين شدة حرصهم وتحريهم والأخذ بالأحوط وذلك للسلامة وتعلمته منهم دون أن أعرف أنهم فرقة واسمها سلفيين تعلمته منهم وأعمل به حتى وقتى هذا لله الحمد

ثم أبغض فيهم شدة تمسكهم واعتدادهم برأيهم فقط ومن عداهم ضال العقيدة ومخالف فى المنهج واجب البغض والترك فينثرون أحكامهم على من دونهم من الناس والعلماء بحسب ما أولوا وفهموا النصوص وليس هناك مجال لقبول الآخر وكذلك جمودهم الفكرى فى بعض الأمور وفهم بعض الأحكام التى أرى عند غيرهم فهما وتفصيلا أفضل لها ومع ذلك هم ينكرونها علي غيرهم

* لست إخوانية : أحب فى الإخوان تنظيمهم وثقتهم فى فكرتهم وصبرهم ومثابرتهم للوصول لتطبيقها حتى لو تكلفوا أجيال فى سبيل ذلك وحسن استعمال العقل مع النقل (دون تعد ) وشدة تمسكهم بفكرة الجهاد وإقامة دولة الإسلام ولو على أشلائهم

وأبغض فيهم تساهلهم فى تناول بعض الأحكام ( مثال بسيط كإباحة الموسيقى مثلا ) ومما يبدو لى من زى بناتهم فأراه لا يليق ولا أعرف كيف يسمحون بذلك مجرد ارتداء البنت لبنطلون مهما كان القميص طويلا فكرة لزى إسلامى مرفوض وهو كثير عندهم
كما أرى لديهم أيضا نفس فكرة الاعتداد بالرأى
وأكثر ما أبغضه عندهم فكرة التنازل عن بعض الأمور ومنها أحيانا ثوابت فى مقابل كسب قضايا تنفع فكرتهم العامة وأرى ذلك من المداهنة التى لا تليق بمسلم ( ربما كونت الفكرة من الأحداث الأخيرة )

* لست صوفية : ( أقصد الصوفية الحقة أقصد بهم الرعيل الأول من العُباد والزاهدين العالمين كانوا علماء ومتمسكين بالشرع يقيمونه فى أنفسهم ويعلمونه للناس كانت لهم حلقات وعلمهم ملأ الآفاق
كأمثال الحسن البصرى وابن القيم والفضيل بن عياض وبشر الحافى وغيرهم

وليس هؤلاء الذين يؤسسون الطرق الآن ويديرونها ويأتون بأفعال ما أنزل الله بها من سلطان من موالد وأناشيد يهيمون معها ويعزفون وما ملكوا من الصوفية غير الاسم بل لوثوه بسوء فعالهم وخبث مآربهم )

أحب فى الصوفيين رقة قلوبهم وزهدهم فى الدنيا وإقبالهم على الله والرغبة فى الآخرة فقط ...تركوا الدنيا وعزفوا عنها وخلفوا لنا أروع ما يمكن لمسلم أن يجد فيه مأربه علم وبيان ورقائق تزيدك معرفة بالله ولهفة عليه ومحبة له ورغبة فى رضاه

وأبغض فيهم حتى بعض من السابقين تهاونهم فى تحرى صحة ودقة النقل والمغالاة فى التعبير عن حب الله حتى أنشدوا ما أراه لا يليق بجلال الله وجنبه العظيم فمنهم من هام فأنشد يخبر وكأنه ذاب فى حب الله حتى اتحدا والعياذ بالله أعرف أن أهل الطريقة لهم تبريراتهم ولكنى أفضل السلامة كما قلت ولا مانع من أن أعبر عن حب الله وقربى له لكن مع الحفاظ على الحدود وتقدير الله حق قدره جل وعلا

* لست شيعية : أحب فيهم اهتمامهم بذكر آل البيت مع تحفظى على من يغالون منهم فيهم وهو أمر غفر الله تعالى لعلماء السنة فى تهاونهم فى الاهتمام به فقد اندثر خبر آل بيت النبوة ولا نكاد نجد عنهم خبرا يشفى الصدر ويربطنا بسيرة خير عترة على وجه الأرض وكأنهم تعمدوا طمس سيرتهم وتركوا غيرهم يعيث فيها فسادا أمر عجيب فهل يُعقل أن نجد مجلدات تحمل تراجم تابعين وعلماء رافقوا العترة الطاهرة تشفى الحاجة وفيها تفاصيل حياتهم ثم لا نجد سوى سطر أو اثنين وربما الاسم واللقب وتاريخ المولد والوفاة لأفراد العترة الطاهرة أيُعقل أن بيت النبوة لم يخرج ولو عالما واحدا أين ذكرهم ونصيبهم وحظهم فى الذكر مقارنة بمن سواهم .

وأبغض فيهم غلوهم وافترائهم وشبهاتهم وما هو معلوم عنهم من الوضع والتبديل للدين والتأويل الفاسد مع فساد المعتقد عند بعضهم وهو الأساس

كما قلت وبعلمى القاصر هذه هى الأصناف التى أعرفها على الساحة ولا أعرف غيرها ولا أريد أن أعرف

وتمنيت لو كنت قد ظللت على ظنى أن المسلمين فئة واحدة فرقة واحدة والفرق الضالة التى أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم فرق غريبة عنا أو ربما أفراد فى ذاتهم

ويرد الآن سؤال فى الذهن بالتأكيد بعد كل ذلك عن من تأخذين العلم وأحكام الشرع ؟

أقول : فى طيات حديثى تناولت بالذكر ما أحب وما أبغض فى هذه الطوائف
تلقيت العلم الشرعى عبر معهدين معتمدين فى بلدنا مصر سلمها الله ونجاها من كل كرب
منهجهما معتدل لم ألحظ فيه ما يحيك بصدرى من إثم جراء تفريط ولا إفراط لله الحمد
معهد القراءات ومعهد إعداد الدعاة
واعتبرت ما تلقيت فيهما من العلم قشورا بدأت بعدها فى تفصيل العلوم لله الحمد ممن يرتاح لهم قلبى على الساحة فآخذ وأدع بحسب ما أقبل وأنكر لله الحمد بما أودعه الله تعالى فى قلبى من حس وخشية وهى نعمة أحمده عليها
و كما علمنا صلى الله عليه وسلم

البِرُّ ما سكنَتْ إليه النَّفْسُ ، واطْمأَنَّ إليه القلْبُ ، والإثْمُ ما لمْ تَسكُنْ إليه النفْسُ ، و لمْ يَطمَئِنَّ إليه القلْبُ ، وإنْ أفْتاَك الْمُفتُونَ

الراوي: أبو ثعلبة الخشني المحدث: الألباني -
المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2881
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وكما قال صلى الله عليه وسلم

الكلمة الحكمة ضالة المؤمن، فحيث وجدها فهو أحق بها
الراوي: أبو هريرة و علي بن أبي طالب المحدث: السيوطي -
المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 6462
خلاصة حكم المحدث: حسن

وإن ضعف الحديث علماء أخرون يظل معناه صحيحا
وذلك أن المؤمن لا يزال طالبا للحق حريصا عليه، ولا يمنعه من الأخذ به حيث لاح وجهه شيء، فكل من قال بالصواب أو تكلم بالحق قُبل قوله وإن كان بعيدا بغيضا، وقد قال تعالى: ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا { المائدة آية 8}.

فليس بغض المؤمن شخصا ما بحامله على رد ما جاء به من الحكمة والخير، بل هو يأخذ الحكمة من أي وعاء خرجت وعلى أي لسان ظهرت

ويشهد الله تعالى ثم تشهد بذلك أخواتى وطالباتى اللاتى يحضرن معى الحلقات فما لمسن عنى ولا لاحظن تفريط ولا عدم دقة أو قلة تحرى وضبط فيما أبث من علم أو أكتب من خواطر أو كتابات بل إننى أدع أكثر ما أجمع خشية الوقوع فى الخطأ وعدم الإصابة أو الإضرار بالدين والترك مع الاحتساب خير من الأخذ وعدم أمن العواقب فانا أرى نفسي على ثغر وإن صغر ولكن واجبى إلا يؤتى الدين من قبلى
أسأل الله السلامة

والله تعالى أعلى وأعلم

أحمد الله تعالى وأصلى وأسلم على سيد الخلق وأستغفر ربى وأتوب إليه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق