الثلاثاء، أبريل 05، 2011

من ماذا أتوب ؟ وعلى ماذا أجيب ؟ إقرأ لتعرف

بسم الله الرحمن الرحيم

حيا الله أصحاب القلوب الطيبة

أشير إن شاء الله في حديثي إلي أمر هام يقع فيه البعض لأحد سببين
- إما جهلا بحكمه الشرعي ( وهذا ترده المعرفة فيتوب ويعود إلى الله تائبا مستغفرا
-  أو نشرا لفساد وإفساد في الأرض ( وهؤلاء نسأل الله لهم التوبة والمغفرة

هذا الأمر هو نشر المقالات أو الملفات المصورة والتي تحمل فضائح أو لقطات تدين صاحبها وتشينه

لست اقصد المزيفة التي تسيء لأناس مظلومين إنما أيضا ما تحمل شبهة أو مفسدة لأحد الفاسدين


وهذا الأمر لا يخلو من تلاعب فإن هناك أصحاب نفوس مريضة

ربما دعا حقد بعضهم أو طلب مصلحة معينة أن يشهر بآخر
ثم يجيء من بعده أُناس ومن باب التسالي
أو من باب التواصي بالحق ( كما يظن ويحب أن يقنع نفسه )
لتجنب المسيء الذي أُشير إليه فينشر الخبر دون تثبت أو تحرى
ويجهل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال

رقم الحديث: 684
(حديث مرفوع) حَدِيثٌ : " عَلَى مثل الشَّمْسِ فَاشْهَدْ أَوْ دَعْ " ، الحاكم والبيهقي عن ابن عباس مرفوعا بلفظ : إذا علمت مثل الشمس فاشهد وإلا فدع ، وأورده الديلمي في الفردوس عنه بلفظ : يا ابن عباس لا تشهد إلا على أمر يضيع لك كضياع الشمس ، وهو عند الطبراني ، ثم الديلمي عن ابن عمر .


اى اشهد على ما عاينته بنفسك
ولن نتفرع في أقسام الشهادة ووسائلها فليس هنا مجالها

فنحن هنا بصدد أمر معين هو نشر فضائح أو مقتطفات من أحاديث أو أخبار لبعض الناس
بحجة فضحهم أو كشف نفاقهم محتجا المرء انه يكشف زيف هؤلاء الناس لمن يلتفون حولهم
فينفضوا ولا يثقون فيهم
متناسيا أن الله تعالي مطلع على القلوب ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور

وان إليه يرد الأمر كله
يعنى لن يفيد نشرى بشيء إنما أكون قد أضريت بنفسي إذ أنى تحملت وزر النشر
وخاصة إن كان مفتعلا وغير صحيح



قال الله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ).
قال ابن حجر الهيتمي : في الآية النهي الأكيد عن البحث عن أمور الناس المستورة وتتبع عوراتهم. اهـ

وحتى إن لم تكن مستورة وخفية بل كانت ظاهرة للعيان


ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم


يا معشر من آمن بلسانه و لم يدخل الإيمان قلبه ، لا تغتابوا المسلمين ، و لا تتبعوا عوراتهم ، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم ، تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته ، يفضحه و لو في جوف بيته
الراوي: أبو برزة الأسلمي و البراء بن عازب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7984
خلاصة حكم المحدث: صحيح


أيضا


يا معشر من أسلم بلسانه ، ولم يفض الإيمان إلى قلبه ! لا تؤذوا المسلمين ، ولا تتبعوا عوراتهم ؛ فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم ؛ تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته ؛ يفضحه ، ولو في جوف رحله ونظر ابن عمر يوما إلى الكعبة فقال : ما أعظمك ! وما أعظم حرمتك ! والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك .
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2339
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح


يا الله
للمؤمن أعظم حرمة

لعل قائل يقول هذا المؤمن ونحن ننشر فساد الفاجر أو غير المسلم

يقول الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ).

نقول عليه وزره وابتعد أنت عن حمل الوزر

لا يجوز للمرء أن يشهر أو ينشر فساد احد أو يشهد بفسقه إلا في حالات معينة

هذا إن طلبت منك الشهادة بحقه
أو إن كان هذا المرء ممن تقدم لخطبة في احد بيوت من تعرف
وسئلت عن الشهادة في حقه هنا وجب بيان انه لا يصلح


أما أن ننشر المفاسد والفضائح دون أسباب لمجرد السبق
أو الرغبة في نشرها بحجة الإصلاح وإظهار الفاسد من الصالح

فنوايانا نوايانا
ولينظر الإنسان وليتتبع نيته ويتحرى الصدق
هل أنت فعلا تطلقها دعوة لدحض الفساد أم أنها مما وقعت يداك عليه وأسرعت تنشره
للسخرية والاستهزاء وللسبق من اجل المشاركات

أولعله كما قلنا بحجة الإصلاح  ( هذا الظاهر ) لكن الباطن ( ليتنا نصارح أنفسنا  حتى إن كان لله فلنتم وإن كان لأي هدف آخر فلنتوقف  )

فلا حول ولا قوة إلا بالله


، فإنه لولا الكلام بهذه الفضائح ما انتشرت،

كما قال تعالى: (ولَوْلا إذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا).

كما انه صلى الله عليه وسلم حذرنا قائلا


كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع


الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم [المقدمة] - الصفحة أو الرقم: 5
خلاصة حكم المحدث: [أورده مسلم في مقدمة الصحيح]


فماذا بعد ذلك ردعا لنشر الرذائل والفضائح  والتي لا تضر بفاعلها فقط
إنما تكون سببا لنشر هذه الرذائل
لأن نشرك لها على وسيلة كالنت يتنشر عليها اى خبر دون تثبت أو توثيق بسرعة البرق
فإنها ربما وقعت في أيدي سفيه أو عاص فكرر الرذيلة
فتكون أضررت وما نفعت
أو لعل أخر ضعيف النفس يجد في صاحب الرذيلة قدوة أو مؤيدا له لكي يفعل المعصية فيقول ما بال هذا المشهور المعروف يفعلها فلا شيء إن فعلتها أنا أيضا

وقليل من الناصحين من سيعتبرون ويتعظون ويعلمون أن النشر من اجل التوعية فيتعظون
ولما كان الضر أكبر من النفع وجب تجنب النشر


فدرء المفسدة مقدم على جلب المنفعة


وفى الختام أقول لمن يصر على النشر
أمامك أحد خيارين
إما أن تتوب وترجع

وإما أن تعد إجابة لتقولها حينما تُسأل يوم القيامة

قال تعالى ( وَقِفُوَهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ

يقال لك
لم فعلت
لم نشرت
لم فضحت
يوم تحتاج للستر

يقول صلى الله عليه وسلم

لا يستر عبد عبدا في الدنيا ، إلا ستره الله يوم القيامة
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2590
خلاصة حكم المحدث: صحيح


فمرة أخرى أ ُذكر
إما أن تتوب وإما أن تعد إجابة وافية شافية مقنعة تدلل بها صحة فعلك يوم تُسأل
يوم لا تزول قدما عبد حتى يُسأل

اللهم قنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن وبصرنا بالنافع وجنبنا الزلل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق