الجمعة، فبراير 21، 2014

قلبى وكلام ربي



بسم الله الرحمن الرحيم

سألوا فقالوا كيف أتعلم أن أتدبر القرآن؟؟
أحيانا أشعر أنى أقرأ لأكمل وردى فقط

فقيل لهم

نتفق أن كل أمر نعلمه ونراه حسنا ثم نرغب فيه ونريد تحصيله والاستمرار عليه لا يحتاج سوى بداية العمل لا يحتاج سوى جهاد للنفس والشروع مباشرة فيه
والنفس تتقلب وتريد أن تورد صاحبها المهالك فليستعن عليها بمالكها فأول الخطوات هى طلب المعونة

الدعاء : أى ربى أريد حلاوة الإيمان
أريد أن أجد لذة القرآن
أريد أن أكون من أهلك سبحانك ربى وتعاليت
فافتح لى وقنى شر نفسي وشر الشيطان

ثانيها : قطع العجز والكسل ....ما يمنعنى من التدبر والتلذذ بالقرآن ومخالطة مشاعر القرب وسماع حديث الرب ثم مناجاته من القلب
إلا خطوة واحدة هى البدء بالفعل

فكيف يتحصل ذلك

.
.
.

قد رأوا أن العبد لكى يتصل بمولاه التمس الخلوة
وذلك يعنى أن ينفرد بنفسه ويهيىء الجو المناسب للِّقاء
ألا نعلم أن العبد أقرب ما يكون لربه وهو ساجد
ذلك لما تمثله هذه الحالة من انفراد وابتعاد عن أعين الناس وسمعهم وإمكانية المرء أن يبث ما فى قلبه
بمنتهى الاطمئنان أن لا أحد يسمع فيعلم ما به
فيخجل أو يخشى شيئا لا يريد أن يطلع عليه غير الستير سبحانه

أو ربما لا يريد أن يرى أحدهم دمعات خشية أو خشوع تعظيم
ربما للبعد باللقاء عن الرياء
وربما لخوف من حصول حسد يُحرم به لذة القرب من مولاه
وما أفضل من إيمان يصاب به المؤمن فى مقتل من عين حاسد


وهذه الخلوة محاولة للابتعاد عن العيون ليتحرر العبد من حسابات الناس وداءات الفكر فى وجودهم ولا يبق فى لبه وقلبه سوى الله تعالى محبة وتعظيما وإقبالا وأملا فى خير من عنده خالصا


وفى الغالب فإن التماس الانفراد عند لقاء الملك يؤتى أُكله ويحصل المرء منه نهمته إلا ؟
؟
؟
؟

بذنب وقع من المرء فإنه يُحرم به حياة العين وبصيرة القلب
فيمر اللقاء ولا حياة ولا روح بل حسرة وندامة
مهما عصر العين لتدمع وكسر القلب ليخشع
فلا عودة ولا إجابة  إلا بتوبة وإنابة

وهذا من كرم العظيم الكريم بمجرد أن يتوب العبد يزول الحجاب

فله الحمد والمنة

فإذا تهيأ الوقت وأقبلت النفس على التلاوة فأقبل معها وانتظر فيوضات الكريم

أقرأ على مهل وليكن همك الأنس والفهم ولا يكن همك آخر الآية

آخر الآية وليس آخر السورة أو نهاية الورد

اقرأ على مهل فإن تلاوته صلى الله عليه وسلم كانت مدا



سُئِل أنسٌ : كيف كانتْ قراءةُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فقال : كانتْ مَدًّا ، ثم قرَأ : { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ، يَمُدُّ ببسمِ اللهِ ، ويَمُدُّ بالرحمنِ ، ويَمُدُّ بالرحيمِ .

الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري -
المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5046
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

أى يتلو تلاوة المتأنى

ثم يتلو تلاوة المنصت لمتحدثه بل والمجاوب له

صلَّى فَكانَ إذا مرَّ بآيةِ رحمةٍ سألَ ، وإذا مرَّ بآيةِ عذابٍ استَجارَ ، وإذا مرَّ بآيةٍ فيها تنزيهٌ للَّهِ سبَّحَ

الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: الألباني -
المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 1119
خلاصة حكم المحدث: صحيح

كذلك أيضا وصفت تلاوة الفضيل قيل كانت تلاوته حزينة شهية مترسلة كأنه يحادث أحدا


نعم ما منعك إذا قرأت قوله تعالى

ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ

أن تتفكر فى نعمه عليك ثم تسردها سردا وتعدها عدا
وتقول
حمدا لك ربى على نعمة كذا
وكذا
وكذا
أفردهم
ثم اسأله تعالى المزيد من النعم
اللهم إنى أسألك المزيد من النعم وأن ترزقنى خيرها وتقينى شرها
وتقينى شر الفتنة فيها ومنها  بل زدنى منها وأعنى على شكرك عليها وتطويعها لطاعتك ورضاك

.
.
.

ما منعك إذا قرأت قوله تعالى


وَقَالُوا۟ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِىٓ أَذْهَبَ عَنَّا ٱلْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌۭ شَكُورٌ
سورة فاطر - الجزء 22 - الآية 34 - الصفحة 438

أن تبكى شوقا لراحة فى الجنة بعد عناء ومكابدة الدنيا
وتكررها وما تزال تكررها وتبكى طمعا فى كرم الكريم
ان يؤتيك من فضله ويبلغك ذلك المقام فهو الغفور الشكور
فاسأل الغفور
اللهم اغفر لى وارحمنى
أقر بذنبى واعترف بسيئاتى ولكن عفوك يا عظيم يا كريم أوسع
ربى لا أستحق  بسوء عملى أن أدخل جنتك
لكنى عبدك الضعيف
رُكِبَت فىَّ الشهوات وهى تستميلنى لدركات الشقاء
مرة أهزمها ومرات تستقوى على بضعفى بالتأكيد
فقونى بقوتك وأعزنى بعزتك
وامنعنى بمنعَتك واكلأنى بعنايتك

يا عفو اعف عنى وأدخلنى الجنة ثم اكتب لى حمدك وشكرك على ما أذهبته عنى من شقاء الدنيا والكد فيها وخوف الخاتمة

فإن رأيت نفسك شبعت فانتقل لغيرها وإن رأيتها ما زالت عالقة بالرجاء
فقف بالباب وردد الآية وكرر الدعاء مشربا بدمع الحياء من التفريط وبانكسار القلب من التذلل لحاجتك عنده
وبخشوع البدن منتظرا الفرج بانشراح الصدر وببشارة السرور

.
.

ما يمنعك إن قرآت قوله تعالى

فَأَمَّا عادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ (فصلت/ 15)

أن تخاف خوفا شديدا وأن يعظم ربك فى قلبك وتعلن له التبرؤ من فعلهم وقولهم

يارب تباركت وتعاليت
كيف تجرأوا على عظمتك
كيف حجدوا نعمتك
يا عظيم
أنت العظيم أنت الكبير
لا حول ولا قوة إلا بك ولا إله غير
حاشاك وتعاليت عما فعلوا
حاشاك وتعاليت عما أجرموا
حاشاك وتعاليت عما وصفوا

لا إله غيرك ولا حول ولا قوة إلا بك

كيف استطاعوا الجحود والنكران ألم يشهدوا عظمتك
ألم يتبين لهم قدرتك
كيف ساروا فى الأرض فرأوا الآيات ثم أنكروها
كيف لم يخافوك سبحانك
ما أحلمك
ومع جرمهم رزقتهم وأحييتهم وأمهلتهم

لا إله إلا الله
الحمد لله
اللهم إنك أنت الحليم الكريم
تبرأت إليك من فعلهم وفعل كل جاحد
وقنى ربى شر نفسي فلا توردنى المهالك
رب اجعلنى فى طاعتك ووفق إرادتك

فإن رأيتك ارتويت فانتقل وإن كنت ما زلت تشعر بالخوف والخضوع لسوء جرم هؤلاء وتخشى غضبه فاستمر فى التعظيم والثناء
لجنب الله تعالى الذى وسع كل شىء علما وقدرة


.
.

ما منعك أن تقف عند آية وما تزال تكررها الوقت كله


قام النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بآيةٍ حتى أصبحَ يُرددُها والآيةُ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ


الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 1118
خلاصة حكم المحدث: حسن

و

....فقامَ فتَطَهَّر ، ثُم قامَ يًصلِّي ، قالتْ : فلمْ يَزلْ يَبكِي حتى بلَّ حِجْرَه ، قالتْ : وكانَ جالِسًا فلمْ يَزلْ يبكِي حتى بَلَّ لِحيتَه . قالتْ : ثُم بكَى حتى بلَّ الأرضَ . فجاء بلالُ يُؤْذِنَه بالصَّلاةِ ، فلمَّا رآهُ يبكِي ، قال : يا رسولَ اللهِ ! تبكِي وقدْ غفر اللهُ لكَ ما تقدَّمَ من ذنبِكَ وما تأخَرَّ ؟ قال : أفلا أكونُ عبدًا شكورًا ؟ لقد أُنزِلتْ علىَّ الليلةَ آيةٌ ؛ ويْلٌٌ لِمن قرأَها ولم يتفكرِ فيها : إن في خلق السموات والأرض الآيةُ كلُّها
الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1468
خلاصة حكم المحدث: حسن


فإن تعلق قلبك بآية فخشع وذرفت العين الدمع فلا تبرح مكانها
وكررها والزمها فما أنفعها من لحظة

عَينانِ لا تمسُّهما النَّارُ: عينٌ بكَت مِن خشيةِ اللهِ , ............

الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني -
المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 3752
خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره


وهكذا لا يزال العبد بين خوف ورجاء وهو يتجول بين الآيات
ثم لا يُعدم أبدا من منح ربانية وبشارات وهدايات

ثم يلزمه بعد ذلك  أن يتدبر ومعنى التدبر هو بمنتهى البساطة ما يجب أن يعقب التلاوة والمعرفة بالآية

إذ دبر الشىء هو عَقِبه
فماذا أعقبت تلاوتك وتأثرك وخشيتك وانفعالك
وتفاعلك مع آيات القرآن

وجب أن يعقبها عمل

فالتدبر هو اِتْباع العلم بالعمل

يقول تعالى

إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْءَانَ يَهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًۭا كَبِيرًۭا

سورة الإسراء - الجزء 15 - الآية 9 - الصفحة 283


نعم فإن قرأت القرآن وعلمت ما به وكله صالحا  بقى أن تعمل بهذا الصالح فتنال أجرا كبيرا

وكما قال سيدنا على رضى الله عنه
هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل


فاقرأ القرآن وتفاعل معه وتلقاه بقلب حى
ثم نفذ رسائل مولاك تنعم فى الحياة وبعد الممات
فقد فاز القوم لما قرآوا القرآن كأنه رسائل من السيد لعبيده
وجب عليهم التنفيذ

وقيل

إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم،
فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار.

أخى أخيتى
عرفت
فالزم
لعلك برضاه تنعم ومع القوم الصالحين تغنم


 صورة: ‏بسم الله الرحمن الرحيم

سألوا فقالوا كيف أتعلم أن أتدبر القرآن؟؟
أحيانا أشعر أنى أقرأ لأكمل وردى فقط

فقيل لهم

نتفق أن كل أمر نعلمه ونراه حسنا ثم نرغب فيه ونريد تحصيله والاستمرار عليه لا يحتاج سوى بداية العمل لا يحتاج سوى جهاد للنفس والشروع مباشرة فيه
والنفس تتقلب وتريد أن تورد صاحبها المهالك فليستعن عليها بمالكها فأول الخطوات هى طلب المعونة

الدعاء : أى ربى أريد حلاوة الإيمان 
أريد أن أجد لذة القرآن 
أريد أن أكون من أهلك سبحانك ربى وتعاليت
فافتح لى وقنى شر نفسي وشر الشيطان 

ثانيها : قطع العجز والكسل ....ما يمنعنى من التدبر والتلذذ بالقرآن ومخالطة مشاعر القرب وسماع حديث الرب ثم مناجاته من القلب 
إلا خطوة واحدة هى البدء بالفعل  

فكيف يتحصل ذلك

.
.
.

قد رأوا أن العبد لكى يتصل بمولاه التمس الخلوة 
وذلك يعنى أن ينفرد بنفسه ويهيىء الجو المناسب للِّقاء
ألا نعلم أن العبد أقرب ما يكون لربه وهو ساجد 
ذلك لما تمثله هذه الحالة من انفراد وابتعاد عن أعين الناس وسمعهم وإمكانية المرء أن يبث ما فى قلبه 
بمنتهى الاطمئنان أن لا أحد يسمع فيعلم ما به
فيخجل أو يخشى شيئا لا يريد أن يطلع عليه غير الستير سبحانه

أو ربما لا يريد أن يرى أحدهم دمعات خشية أو خشوع تعظيم
ربما للبعد باللقاء عن الرياء 
وربما لخوف من حصول حسد يُحرم به لذة القرب من مولاه
وما أفضل من إيمان يصاب به المؤمن فى مقتل من عين حاسد

وهذه الخلوة محاولة للابتعاد عن العيون ليتحرر العبد من حسابات الناس وداءات الفكر فى وجودهم ولا يبق فى لبه وقلبه سوى الله تعالى محبة وتعظيما وإقبالا وأملا فى خير من عنده خالصا 

وفى الغالب فإن التماس الانفراد عند لقاء الملك يؤتى أُكله ويحصل المرء منه نهمته إلا ؟
؟
؟
؟

بذنب وقع من المرء فإنه يُحرم به حياة العين وبصيرة القلب 
فيمر اللقاء ولا حياة ولا روح بل حسرة وندامة 
مهما عصر العين لتدمع وكسر القلب ليخشع
فلا عودة ولا إجابة  إلا بتوبة وإنابة

وهذا من كرم العظيم الكريم بمجرد أن يتوب العبد يزول الحجاب

فله الحمد والمنة

فإذا تهيأ الوقت وأقبلت النفس على التلاوة فأقبل معها وانتظر فيوضات الكريم 

أقرأ على مهل وليكن همك الأنس والفهم ولا يكن همك آخر الآية 

آخر الآية وليس آخر السورة أو نهاية الورد

اقرأ على مهل فإن تلاوته صلى الله عليه وسلم كانت مدا

 سُئِل أنسٌ : كيف كانتْ قراءةُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فقال : كانتْ مَدًّا ، ثم قرَأ : { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ، يَمُدُّ ببسمِ اللهِ ، ويَمُدُّ بالرحمنِ ، ويَمُدُّ بالرحيمِ .

الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - 
المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5046
خلاصة حكم المحدث: [صحيح] 

أى يتلو تلاوة المتأنى

ثم يتلو تلاوة المنصت لمتحدثه بل والمجاوب له 

صلَّى فَكانَ إذا مرَّ بآيةِ رحمةٍ سألَ ، وإذا مرَّ بآيةِ عذابٍ استَجارَ ، وإذا مرَّ بآيةٍ فيها تنزيهٌ للَّهِ سبَّحَ

الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: الألباني -
 المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 1119
خلاصة حكم المحدث: صحيح 

كذلك أيضا وصفت تلاوة الفضيل قيل كانت تلاوته حزينة شهية مترسلة كأنه يحادث أحدا

نعم ما منعك إذا قرأت قوله تعالى

 ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ 

أن تتفكر فى نعمه عليك ثم تسردها سردا وتعدها عدا
وتقول
حمدا لك ربى على نعمة كذا 
وكذا
وكذا
أفردهم 
ثم اسأله تعالى المزيد من النعم 
اللهم إنى أسألك المزيد من النعم وأن ترزقنى خيرها وتقينى شرها
وتقينى شر الفتنة فيها ومنها  بل زدنى منها وأعنى على شكرك عليها وتطويعها لطاعتك ورضاك

.
.
.

ما منعك إذا قرأت قوله تعالى 

وَقَالُوا۟ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِىٓ أَذْهَبَ عَنَّا ٱلْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌۭ شَكُورٌ 
سورة فاطر - الجزء 22 - الآية 34 - الصفحة 438

أن تبكى شوقا لراحة فى الجنة بعد عناء ومكابدة الدنيا 
وتكررها وما تزال تكررها وتبكى طمعا فى كرم الكريم
ان يؤتيك من فضله ويبلغك ذلك المقام فهو الغفور الشكور 
فاسأل الغفور 
اللهم اغفر لى وارحمنى
أقر بذنبى واعترف بسيئاتى ولكن عفوك يا عظيم يا كريم أوسع
ربى لا أستحق  بسوء عملى أن أدخل جنتك
لكنى عبدك الضعيف 
رُكِبَت فىَّ الشهوات وهى تستميلنى لدركات الشقاء
مرة أهزمها ومرات تستقوى على بضعفى بالتأكيد
فقونى بقوتك وأعزنى بعزتك
وامنعنى بمنعَتك واكلأنى بعنايتك

يا عفو اعف عنى وأدخلنى الجنة ثم اكتب لى حمدك وشكرك على ما أذهبته عنى من شقاء الدنيا والكد فيها وخوف الخاتمة 

فإن رأيت نفسك شبعت فانتقل لغيرها وإن رأيتها ما زالت عالقة بالرجاء
فقف بالباب وردد الآية وكرر الدعاء مشربا بدمع الحياء من التفريط وبانكسار القلب من التذلل لحاجتك عنده
وبخشوع البدن منتظرا الفرج بانشراح الصدر وببشارة السرور 

.
.

ما يمنعك إن قرآت قوله تعالى

فَأَمَّا عادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ (فصلت/ 15) 

أن تخاف خوفا شديدا وأن يعظم ربك فى قلبك وتعلن له التبرؤ من فعلهم وقولهم

يارب تباركت وتعاليت 
كيف تجرأوا على عظمتك
كيف حجدوا نعمتك
يا عظيم 
أنت العظيم أنت الكبير
لا حول ولا قوة إلا بك ولا إله غير
حاشاك وتعاليت عما فعلوا 
حاشاك وتعاليت عما أجرموا 
حاشاك وتعاليت عما وصفوا 

لا إله غيرك ولا حول ولا قوة إلا بك

كيف استطاعوا الجحود والنكران ألم يشهدوا عظمتك
ألم يتبين لهم قدرتك 
كيف ساروا فى الأرض فرأوا الآيات ثم أنكروها
كيف لم يخافوك سبحانك
ما أحلمك 
ومع جرمهم رزقتهم وأحييتهم وأمهلتهم

 لا إله إلا الله
الحمد لله
اللهم إنك أنت الحليم الكريم
تبرأت إليك من فعلهم وفعل كل جاحد 
وقنى ربى شر نفسي فلا توردنى المهالك
رب اجعلنى فى طاعتك ووفق إرادتك

فإن رأيتك ارتويت فانتقل وإن كنت ما زلت تشعر بالخوف والخضوع لسوء جرم هؤلاء وتخشى غضبه فاستمر فى التعظيم والثناء 
لجنب الله تعالى الذى وسع كل شىء علما وقدرة

.
.

ما منعك أن تقف عند آية وما تزال تكررها الوقت كله 

 قام النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بآيةٍ حتى أصبحَ يُرددُها والآيةُ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 1118
خلاصة حكم المحدث: حسن 

و

....فقامَ فتَطَهَّر ، ثُم قامَ يًصلِّي ، قالتْ : فلمْ يَزلْ يَبكِي حتى بلَّ حِجْرَه ، قالتْ : وكانَ جالِسًا فلمْ يَزلْ يبكِي حتى بَلَّ لِحيتَه . قالتْ : ثُم بكَى حتى بلَّ الأرضَ . فجاء بلالُ يُؤْذِنَه بالصَّلاةِ ، فلمَّا رآهُ يبكِي ، قال : يا رسولَ اللهِ ! تبكِي وقدْ غفر اللهُ لكَ ما تقدَّمَ من ذنبِكَ وما تأخَرَّ ؟ قال : أفلا أكونُ عبدًا شكورًا ؟ لقد أُنزِلتْ علىَّ الليلةَ آيةٌ ؛ ويْلٌٌ لِمن قرأَها ولم يتفكرِ فيها : إن في خلق السموات والأرض الآيةُ كلُّها
الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1468
خلاصة حكم المحدث: حسن 

فإن تعلق قلبك بآية فخشع وذرفت العين الدمع فلا تبرح مكانها 
وكررها والزمها فما أنفعها من لحظة

 عَينانِ لا تمسُّهما النَّارُ: عينٌ بكَت مِن خشيةِ اللهِ , ............

الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني -
 المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 3752
خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره 

وهكذا لا يزال العبد بين خوف ورجاء وهو يتجول بين الآيات
ثم لا يُعدم أبدا من منح ربانية وبشارات وهدايات

ثم يلزمه بعد ذلك  أن يتدبر ومعنى التدبر هو بمنتهى البساطة ما يجب أن يعقب التلاوة والمعرفة بالآية

إذ دبر الشىء هو عَقِبه 
فماذا أعقبت تلاوتك وتأثرك وخشيتك وانفعالك 
وتفاعلك مع آيات القرآن

وجب أن يعقبها عمل 

فالتدبر هو اِتْباع العلم بالعمل 

يقول تعالى

إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْءَانَ يَهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًۭا كَبِيرًۭا 

سورة الإسراء - الجزء 15 - الآية 9 - الصفحة 283

نعم فإن قرأت القرآن وعلمت ما به وكله صالحا  بقى أن تعمل بهذا الصالح فتنال أجرا كبيرا

وكما قال سيدنا على رضى الله عنه
هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل

فاقرأ القرآن وتفاعل معه وتلقاه بقلب حى
ثم نفذ رسائل مولاك تنعم فى الحياة وبعد الممات
فقد فاز القوم لما قرآوا القرآن كأنه رسائل من السيد لعبيده
وجب عليهم التنفيذ

وقيل

إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم،
 فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار. 

أخى أخيتى
عرفت 
فالزم
لعلك برضاه تنعم ومع القوم الصالحين تغنم‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق