الأحد، نوفمبر 03، 2013

تفريغ محاضرة : على طريق الهجرة




بسم الله الرحمن الرحيم


الهجرة

اللَّهمَّ لكَ الحمدُ ، أنتَ نورُ السَّمواتِ و الأرضِ و مَن فيهنَّ ، و لكَ الحمدُ ، أنتَ قيُّومُ السَّماواتِ و الأرضِ و مَن فيهنَّ أنتَ الحقُّ ، و وعدُك الحقُّ ، و لِقاؤُك الحقُّ ، و الجنَّةُ حقٌّ ، و النَّارُ حقٌّ و السَّاعةُ حقٌّ اللَّهمَّ لكَ أسلَمتُ ، و بكَ آمَنتُ ، و عليكَ توكَّلتُ ، و إليكَ أنَبتُ ، و لكَ خاصَمتُ ، و إليك حاكَمتُ ، فاغفِر لي ما قدَّمتُ و أخَّرتُ ، و أسرَرتُ و أعلَنتُ ، أنتَ إلهي ، لا إلهَ إلَّا أنتَ

الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 537
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وأصلى وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

******************************************

عناصر المحاضرة

فى معنى الهجرة

هجرة الحاضر

فهم دروس الهجرة ثم توقيعها وإقامتها واقعا عمليا

كيف الثبات على طريق الهجرة



********************

فى معنى الهجرة

كل كلمة من كلماتنا وخاصة المتعلقة بالعلوم الشرعية

لها معنى لغوى و آخر شرعى أو اصطلاحى

فالكلمة لها معنى مطلق فى اللغة تم استنباطها لتوقيع معنى مراد عليها

فلنتعرف أولا على معنى كلمة هجرة

لغة واصطلاحا

هِجْرة :
جمع هِجْرات ( لغير المصدر ):
1 - مصدر هاجرَ / هاجرَ عن / هاجرَ من .
2 - خروج من أرض إلى أخرى ، سعيًا وراء الأمن أو الرزق " كثرت الهِجْرة إلى الخارج "
• الهجرة الوافِدة : الانتقال إلى بلد آخر بقصد المعيشة والإقامة فيه بصفة دائمة .
• الهِجْرة :
1 - ( الحيوان ) انتقال الحيوان من مكان جغرافيّ إلى آخر في أوقات منتظمة من العام ، لأسباب مختلفة .
2 - ( النبات ) انتقال النَّباتات من مكان وجودها الأصليّ إلى أماكن جديدة تستوطن فيها .
• الهِجْرة النَّبويَّة : خروج النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم من مكَّة إلى المدينة سنة 622 م
• دار الهجرة : المدينة المنوّرة .
• الهِجْرتان : أولاهما هجرة المسلمين في صدر الإسلام إلى الحبشة ، والثَّانية هجرة النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم والمسلمين قبله وبعده ومعه إلى المدينة .
المعجم: اللغة العربية المعاصر

************************
كم هى النعم الجزيلة التى تستوجب الحمد ليل نهار
فالحمد لله رب العالمين
والهجرة من النعم التى تستوجب الحمد والشكر دوما فقد سببها الله تعالى لصنع الدين ثم إخراجه للبشرية أجمع

وعند الحديث عن الهجرة

هجرة النبي صلى الله عليه وسلم عقبت أذى واضهاد نال النبي والذين ءامنوا معه

قريــشٌ تمـادتْ بظلمِ النبيِّ
فقــــامتْ إليه تُريدُ القتـــالْ
ومـن كـلّ قومٍ رجالٌ وسيفٌ
ونـــارُ العنـــادِ تزيدُ اشتعالْ
ولكـــنَّ ربِّي عـــزيزٌ حكيــمٌ
رؤوفٌ رحيـمٌ أنـــامَ الرجالْ
فلمّا أفــــاقوا أقرُّوا جميعـاً
بــأنَّ مُنـــاهم بعيدُ المنـــالْ

وصلى الله على من كان بعين الله محفوظا

هذه الهجرة التى هى كضوء الفجر للدعوة الإسلامية
بل هى كنور الصبح للعالم أجمع
حيث بها تم النور وبلغت الدعوة ما أراده لها الرحمن


يا هجرة المصطفى والعين باكيـةٌ
والدمـع يجـري غزيراً من مآقيها

يا هجرة المصطفى هيّجت ساكنةً

من الجوارح كــاد اليأس يطويهـا

هيجـت أشجاننا والله فانطـلقت
منا حناجرنا بالحـزن تأويهــا

هاجرتَ يا خير خلق الله قاطبــةً
من مكـــةً بعد ما زاد الأذى فيها

هاجرت لما رأيت الناس في ظلـم
وكنت بــدرا مـــنيراً في دياجيهـا

هاجرت لما رأيت الجهل منتشـراً
والشــر والكفـــر قد عمّا بواديهـا

هاجرت لله تطوي البيد مصطحبا ً
خلاً وفـــيـاً .. كريم النفس هاديها

هــــو الإمـــام أبو بكـــر وقصتــه
رب السماوات في القرآن يرويها

يقول في الغار "لا تحزن" لصاحبه
فحســــبنا الله : ما أسمـى معــانيهـا

هاجرت لله تبغي نصـر دعوتنا
وتســأل الله نجحـاً في مباديهــا


هاجرت يا سيد الأكوان متجهاً
نحو المدينــة داراً كنت تبغـيها

هذي المدينة قد لاحت طلائعـها
والبشـر من أهلها يعلو نواصيها

أهل المدينة أنصـار الرسول لهم
في الخلد دور أُعدت في أعـاليها

قد كان موقفهم في الحق مكرمة
لا أستطيع له وصــفاً و تشبيهــا


صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله ورضى عن صحبه أجمعين



فالذين هاجروا والذين ءاووا ونصروا اولئك هم السابقون
ومن سبق على اللبيب اللحاق به
والنظر أى سبيل طرق
كى يقص الأثر

و الهجرة كأى حدث تاريخى وخاصة الحدث الذى يحوى أهمية عظمى ونقطة تحول فى التاريخ للأماكن وللبشر
فهذا الحدث ينال الاهتمام الأكبر فى التدوين والمتابعة
ولماذا لا وهو كما قلنا فجر الإسلام
لكن الهام معنا

كم نرى من اهتمام واحتفاء بحدث الهجرة
والتذكير بأحواله وأحداثه وأشخاصه
تذكير هنا وهناك
واحتفال هنا وهناك
وسائل متعددة للتعبير عن هذاالحدث
ونحن نتابع

نسعد أيما سعادة
ونفخر أيما فخر
ونعتز وننبهر بجميل
الخلق
رفعة الشأن
توفيق الرب
وما يلبث الأثر أن يزول
كما يقول ابن الجوزى فى خاطرته

فلنستمعها بعين القلب

يقول

قد يعرضُ عند سماع المواعظ للسامع يقظة ، فإذا انفصل عن مجلس الذكر عادت القسوة والغفلة !
مثلما يحدث معنا كثيرا عند حضور دروس العلم نكون حاضرى القلب عاقدى العزم على العمل والجد ثم ما يلبث أن يزول الأثر بعد انتهاء الدرس
يقول
فتدبرت السبب في ذلك فعرفته .

ثم رأيت الناس يتفاوتون في ذلك :

فالحالة العامة أن القلب لا يكون على صفته من اليقظة عند سماع الموعظة وبعدها لسببين :
يقصد أن القلب يختلف فى حال السماع عن بعد انتهاء الموعظة لسببين

أحدهما : أن المواعظ كالسياط ، والسياط لا تُؤلم بعد انقضائها إيلامها وقت وقوعها .
نعم المواعظ تشبه الضرب والضرب يحدث  ألما مؤقتا يزول بتوقف الضرب وكذلك الموعظة تحيى القلب حياة مؤقتة ثم يغفل بعد انقضائها

والثاني : أن حالة سماع المواعظ يكون الإنسان فيها مزاحُ العلة ،يقصد أسباب الانشغال
قد تخلب جسمه وفكره عن أسباب الدنيا ، وأنصت بحضور قلبه ، فإذا عاد إلى الشواغل اجتذبته بآفاتها فكيف يصح أن يكون كما كان ؟ ! .
اى طالما هو رجع للشواغل فكيف يظل على حالة الهمة والعزم على العمل الحادث حال الموعظة وسماعها

يذكرنا هذا القول بحديث سيدنا حنظلة رضى الله عنه

أنَّهُ مرَّ بأبي بَكْرٍ وَهوَ يَبكي ، فقالَ : ما لَكَ يا حَنظلةُ ؟ قالَ : نافَقَ حنظلةُ يا أبا بَكْرٍ ، نَكونُ عندَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يذَكِّرُنا بالنَّارِ والجنَّةِ كأنَّا رأيَ عينٍ ، فإذا رجَعنا إلى الأزواجِ والضَّيعةُ نسينا كثيرًا قال فواللَّهِ إنَّا لكذلِكَ انطلِقْ بنا إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه و سلَّمَ فانطلقْنا فلما رآهُ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ قالَ : ما لَكَ يا حنظلةُ ؟ قالَ : نافقَ حنظلةُ يا رسولَ اللَّهِ ، نَكونُ عندَكَ تُذَكِّرُنا بالنَّارِ والجنَّةِ كأنَّا رأيَ عينٍ ، رجَعنا عافَسنا الأزواجَ والضَّيعةَ ونسينا كثيرًا ، قالَ : فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ : لَو تدومونَ على الحالِ الَّتي تقومونَ بِها من عندي لصافحَتكمُ الملائِكَةُ في مجالسِكُم ، وفي طرقِكُم ، وعلى فُرُشِكُم ، ولَكِن يا حنظلةُ ساعةً وساعةً ساعةً وساعةً .
الراوي: حنظلة بن الربيع الكاتب الأسيدي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2514
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ولأهمية هذه النقطة وجب التنبيه حيث يفهمها الكثيرون خطأً ويظنون كما يقولون
ساعة لربك وساعة لقلبك

فى مقال  للشيخ أبو عبد الله النائلي الجزائري حفظه الله


ساعة وساعة في ظلال الطاعة
إن من سماحة الشريعة الغراء وكمالها أنها حثت الفرد على أن يتمتع بالمباحات ويخفف عن نفسه من الضائقات، شريطة أن لا يجره ذلك إلى ارتكاب المحرمات أو يشغله عن فعل الواجبات، قال تعالى (وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا) [ القصص :77]
قال ابن كثير –رحمه الله- : "أي مما أباح الله فيها من المآكل والمشارب والملابس والمساكن و المناكح، فإن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا ولِزَوْرك عليك حقا، فآت كل ذي حق حقه ".تفسير ابن كثير (3/400)
قال الشيخ ابن سعدي –رحمه الله-: "واستمتع بدنياك ،استمتاعا لا يثلم دينك ، ولا يضر بآخرتك " .تفسير السعدي (ص 623)
وقال صلى الله عليه وسلم : " إن لربك عليك حقا ولنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه ".رواه البخاري (1867) من حديث أبي جحيفة – وهب ابن عبد الله السوائي ( رضي الله عنه)
وقال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص-رضي الله عنه-: " فإن لجسدك عليك حقا وإن لعينك عليك حقا وإن لزوجك عليك حقا وإن لِزَوْركَ – ضيفك- عليك حقا ".رواه البخاري (1874) واللفظ له ، ومسلم (1159) وزاد:" وإن لولدك عليك حق " .
قال الحافظ ابن حجر– رحمه الله-:"(وإن لنفسك عليك حقا) أي: تعطيها ما تحتاج إليه ضرورة البشرية مما أباحه الله للإنسان من الأكل والشرب والراحة التي يقوم بها بدنه ليكون أعون على عبادة ربه ". فتح الباري ( 3 /38)

ليس المراد من هذا الحديث ساعة لربك وساعة لنفسك فتفعل المعاصي ،هل كانت ساعته الأولى طاعة و الأخرى معصية !
هل كانت الساعة الأولى في سماع القرآن والأخرى في سماع مزمار الشيطان !
نعم وقت المؤانسة و الملاطفة مع أهل البيت هو وقت مباح ، لكن من قوي إيمانه وحضرت نيته فإنه يعدُ هذه الساعة طاعة،وهذا هو حال سلفنا الصالح(رضوان الله عليهم) حيث كانوا يتعبدون الله حتى في وقت المباحات باستحضار نية التقوي على العبادة بها، فعن معاذ بن جبل –رضي الله عنه- قال:"إني أحتسب نومتي كما أحتسب قومتي" . رواه البخاري ( 4086)
فمن جالس أهله وتسامر معهم فليحتسب الأجر في ذلك ، لأنه مأمور بالإحسان إليهم ،قال صلى الله عليه وسلم : " ولأهلك عليك حق" .
ومن اشتغل بحرفة أو صناعة فلينوي أن يعينه التكسب من ورائها على طاعة الله وذلك بالإنفاق على أهله والتصدق في سبيل الله .
لنتأمل أيها الكرام كيف خاف هذين الصحابيين على نفسيهما النفاق مع أنهما لم يرتكبا محرما ، ولم يضيعا واجبا، فأين حالنا من حالهم!! ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
قال ابن القيم-رحمه الله-:"تالله لقد ملئت قلوب القوم إيمانا ويقينا وخوفهم من النفاق شديد وهمهم لذلك ثقيل وسواهم كثير منهم لا يجاوز إيمانهم حناجرهم وهم يدعون أن إيمانهم كإيمان جبريل وميكائيل"
.مدارج السالكين ( 1/358)

نعم مرة أخرى هم السابقون
فعلى أثرهم لنخطو

نكمل الخاطرة
وفى القادم تقسيم لأنواع السامعين وتفاوت استجابتهم

إلا أن أرباب اليقظة يتفاوتون في بقاء الأثر :

فمنهم من يعزم بلا تردد ، ويمضي من غير التفات فلو توقف بهم ركب الطبع لضجوا كما قال حنظلة عن نفسه : نافق حنظلة .

نعم هكذا جد فى المسير وكلما ظهر ما يقلقه ويظن أنه عثرة فى طريقه يقف ويزيله حتى لا يؤخره وهذا حال من يداوم على محاسبة نفسه
ولا يحدث هذا الانتباه لغافل

ومنهم أقوام يميل بهم الطبع إلى الغفلة أحياناً ، ويدعوهم ما تقدم من المواعظ إلى العمل أحياناً ، فهم كالسنبلة تُميلها الرياح .

وأقوام لا يؤثر فيهم إلا بمقدار سماعه كماء دحرجته على صفوان . ص37 ـ 38 .
نسأل الله السلامة من أن نكون مثل هذا الصنف الأخير الذين لا تؤثر فيهم الموعظة ولا تثمر

وسبحان الله العظيم نسأله الثبات
وهذه هى هجرة الحاضر
فقد أغلق باب الهجرة منذ فتح مكة
كما فى الحديث


أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال يومَ الفتحِ : ( لا هجرةَ بعدَ الفتحِ، ولكن جهادٌ ونِيَّةٌ، وإذا استُنفِرْتُم فانفِروا ) .
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2825
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

يفسره هذا الحديث

زُرتُ عائشةَ مع عُبيدِ بنِ عُمَيرٍ اللَّيثيِّ، فسَألناها عن الهِجرَةِ فقالت : لا هجرة بعد اليومَ، كان المؤمنون يَفِرُّ أَحَدُهُمْ بِدِينِهِ إلى اللهِ تعالى وإلى رسولِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، مخافةَ أن يُفْتَنَ عليهِ، فأما اليومَ فقد أظهرَ اللهُ الإسلامَ، والمؤمن يعبد ربهُ حيث شاءَ، ولكن جِهادٌ ونيَّةٌ .
الراوي: عطاء بن أبي رباح المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3900
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

ولكن تبقى من معانى الهجرة ما يجعلنى أكن فى مصاف المهاجرين إلى الله
ورد فى السؤال
س5: ورد في حديث نبوي شريف أن النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة قال: لا هجرة بعد الفتح فهل هذا الحديث صحيح؟
وهل يمكننا أن نفهم منه أن المضطهدين في أفغانستان وسوريا وغيرهم، لا يجوز لهم الهجرة من بلادهم، أم أن مكة أصبحت دار إسلام؛ لذلك فلا يجوز للمسلم أن يهاجر منها؟
ج5: الحديث: لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية حديث صحيح، جاء في صحيح البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الفتح: لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا .
(الجزء رقم : 12، الصفحة رقم: 50)
قال الحافظ في الفتح على قوله صلى الله عليه وسلم: ولكن جهاد ونية : قال الطيبي وغيره: هذا الاستدراك يقتضي مخالفة حكم ما بعده لما قبله، والمعنى: أن الهجرة التي هي مفارقة الوطن التي كانت مطلوبة على الأعيان إلى المدينة انقطعت، إلا أن المفارقة بسبب الجهاد باقية، وكذلك المفارقة بسبب نية صالحة كالفرار من دار الكفر، والخروج في طلب العلم، والفرار بالدين من الفتن، والنية في جميع ذلك. انتهى. والخير له الخروج من أي بلد إذا كان خروجه منها أصلح لدينه، سواء سمي هجرة أم لم يسم.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء


فنحن قوم ضاع منا بسبب مقدور الله فينا تحصيل فضل ومكانة المهاجرين بأنفسهم من مكة إلى المدينة
وقد انتفى ذلك الأمر عن كل مسافر من مكة إلى المدينة بعد فتح مكة عام 8 هجريا
ولكن بقيت الهجرة مفتوحة ويحصل أجرها كل من لزم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمل به
كما ورد فى التفسير الخاص به
نعم  فالفرصة مواتية لكى نحقق معنى الهجرة

أولا اقرأوا معى قول الله تعالى من سورة المدثر

وَٱلرُّجْزَ فَٱهْجُرْ ﴿٥﴾

ومعناها فى تفسير السعدى

{ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ } يحتمل أن المراد بالرجز الأصنام والأوثان، التي عبدت مع الله، فأمره بتركها، والبراءة منها ومما نسب إليها من قول أو عمل. ويحتمل أن المراد بالرجز أعمال الشر كلها وأقواله، فيكون أمرا له بترك الذنوب، صغيرها وكبيرها  ، ظاهرها وباطنها، فيدخل في ذلك الشرك وما دونه.

إذا فلفظ مهاجر متحصل وواقع على من يترك حال لحال آخر
فترك الإنسان للمعاصى وحالة الشقاق بينه وبين خالقه سبحانه والتى تحدثها الذنوب وإبدالها بحال من الطاعة و القرب من خالقه ورازقه
هى هجرة
فقد ترك محل إلى محل آخر بقلبه
وكما يقول ابن القيم رحمه الله

و إن الطريق إلى الله تُقطع بالقلوب لا بالأقدام

إن السائر إلى الله عزوجل و إلى الدار الآخرة ؛ بل كل سائرٍ إلى أي مقصد من المقاصد لا يصل إلى مقصوده إلا بقوتين :

أولاهما / قوة علمية

و ثانيهما / قوة عملية

فإنه بالقوة العلمية يبصر منازل الطريق و مواضع السلوك فيقصدها سائرا فيها و يجتنب مواطن الهلاك و العطب و طرق المهالك و الانحراف

فقوته العلمية كمصباحٍ يضيء له الطريق المظلم
أما القوة العملية فبها السير حقيقة .. فإن السير هو عمل المسافر

و كذلك المسافر إلى ربه تعالى إذا أبصر الطريق و أعلامها و أبصر المعاثر و الوهاد و الطرق الناكبة عنها فقد حصل له شطر السعادة و الفلاح، و بقي أن يضع عصاه على عاتقه و يشمر مسافرا في الطريق قاطعا منازلها منزلة بعد منزلة فكلما قطع مرحلة استعد للأخرى و استشعر القرب من المنزل فهان عليه مشقة السفر.

و متى استقامت تلك القوتان للإنسان .. استقام سيره نحو الله عزوجل


ولنتابع معا  الأحاديث المفصلة والمؤكدة على أن من يدع الخطيئة
فهو مهاجر إلى ربه قطع الهجرة بنيته


المسلمُ من سلِم المسلمون من لسانِه ويدِه ، والمهاجرُ من هجر ما نهى اللهُ عنه
الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6484
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


المؤمنُ مَن أَمِنَهُ النَّاسُ علَى أَموالِهمْ وأَنفُسِهمْ والمُهَاجِرُ مَن هجرَ الخَطايا والذُّنوبَ
الراوي: فضالة بن عبيد المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3193
خلاصة حكم المحدث: صحيح


أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ سُئِلَ أيُّ الأعمالِ أفضلُ قالَ طولُ القيامِ قيلَ فأيُّ الصَّدقةِ أفضلُ قالَ جُهْدُ المُقِلِّ قيلَ فأيُّ الهجرةِ أفضلُ قالَ مَن هجرَ ما حرَّمَ اللَّهُ عليهِ قيلَ فأيُّ الجهادِ أفضلُ قالَ مَن جاهدَ المشركينَ بمالِهِ ونفسِهِ قيلَ فأيُّ القتلِ أشرَفُ قالَ من أُهَريقَ دمُهُ وعُقِرَ جوادُهُ
الراوي: عبدالله بن حبشي الخثعمي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 1449
خلاصة حكم المحدث: صحيح بلفظ: "أي الصلاة"


فَأيُّ الإسلامِ أفضلُ ؟ قال : مَنْ سَلِمَ المسلمُونَ من لسانِهِ ويَدِه . قال : يا رسولَ اللهِ أيُّ المؤمنينَ أَكْمَلُ إيمانًا ؟ قال : أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا . قال : يا رسولَ اللهِ أيُّ القَتْلِ أَشْرَفُ ؟ قال : مَنْ أُرِيقَ دَمُهُ وعُقِرَ جَوَادُهُ . قال يا رسولَ اللهِ فَأيُّ الجِهادِ أفضلُ ؟ قال : الذينَ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهمْ وأنْفُسِهمْ في سبيلِ اللهِ . قال يا رسولَ اللهِ فَأيُّ الصَّدَقَةِ أفضلُ ؟ قال : جَهْدُ المُقِلِّ . قال : يا رسولَ اللهِ فَأيُّ الصَّلاةِ أفضلُ ؟ قال : طُولُ القُنُوتِ ، قال : يا رسولَ اللهِ فَأيُّ الهِجْرَةِ أفضلُ ؟ قال : مَنْ هجرَ السُّوءَ
الراوي: عمرو بن عبسة المحدث: الألباني - المصدر: الإيمان لابن تيمية - الصفحة أو الرقم: 251
خلاصة حكم المحدث: صحيح على كل حال، فإن له شواهد

وعلى هذا فالهجرة أنواع

_ هجرة القلوب إلى الله - تعالى - إلى علاَّم الغيوب: بإخلاص العبادة له في السرِّ والعلَن،


_ هِجْرة المعاصي من الكفر والشِّرك والنِّفاق وسائر الأعمال السيِّئة: ودليل ذلك كما أشرنا من قبل  قول ربِّنا - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ [المدثر: 5]
وقول نبيِّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((والْمُهاجر مَن هجر ما نَهى الله عنه))؛ رواه البخاري ومسلم،
وهي التي يسميها الشيخ العثيمين بِهِجرة العمل.


2- هجرة الكُفَّار العصاة، والمشركين وأماكنِهم، والمنافقين وحضور مَجالسهم بالابتعاد عنهم، ودليل ذلك قول الله - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا [المزمل: 10]، فلا يحلُّ لمسلم أن يُساكِن الكفار؛ خشيةَ أن يتطبَّع بطباعهم؛ لأنَّ الطَّبع سرَّاق،
كما قال  ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: «لا تجالس أهل الأهواء: فإن مجالستهم ممرضة للقلب»



قال العزُّ بن عبدالسلام: "الْهِجرة هجرتان: هجرة الأوطان، وهجرة الإثْم والعدوان، وأفضلهما هجرة الإثم والعدوان؛ لِما فيها من إرضاء الرحمن، وإرغام الشيطان"؛ "نضرة النعيم" (8/ 440).



نسأل الله أن يأخذ بِنَواصينا إلى الخير، وأن يُجَنِّبنا ما يسخطه، إنَّه ولِيُّ ذلك ومولاه.


إذا تعرفنا على معنى الهجرة
وتعرفنا على هجرة الحاضر وسيلة المسلم المعاصر الذى يريد تحصيل فضيلة الهجرة إلى الله تعالى
بقى لنا
ان نقتبس من الهجرة بعض الدروس
فتكون هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم
ليست مجرد ذكرى تعبر وإنما عبرة تُغتنم
سنعرض لبعض دروسها لنقف عليه ونتعلم معا كيف نحيا به واقعا عمليا
فنكون حققنا الاقتداء بسيد الخلق فى هذه الجزئية
والبقية تأتى أى على الأثر نكمل المسير
فى حسن التأسي بكل جميل
والهجرة من كل سىء لكل جميل
من كل تفريط إلى العمل والجد والبذل
من التهاون إلى الانتباه
من عدم الفهم للفهم وهكذا


1_ المتأمل لحال الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه سيدنا أبى بكر رضى الله عنه
وخروجهما وفى أثرهما الأعداء
وجلوسهما فى غار وصل إليه هؤلاء العدا ولو نظر احدهم تحت قدميه لرآهما  ثم ما لبثا أن تبعهما سراقة وكاد يمسك بهما فيبلغ عنهما القوم

ومع ذلك كان صلى الله عليه وسلم فى منتهى السكينة والثبات
كما فى الحديث سراقة رضى الله عنه يقول قبل أن يسلم


.............. فركبت فرسي ، وعصيت الأزلام ، تقرب بي حتى سمعت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفت ، وأبو بكر يكثر الالتفات ، ............

الراوي: سراقة بن مالك بن جعشم المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3906
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

وما كان ذلك ولا يكون إلا من حسن التوكل



فهلا تعلمت معنى التوكل وحققته
لو أنَّكم تَوَكَّلُونَ علَى اللهِ تعالَى حَقَّ تَوَكُلِهِ ، لَرَزَقَكُمْ كمَا يَرْزُقُ الطيرَ ، تغدُو خِماصًا ، وتروحُ بِطانًا
الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5254
خلاصة حكم المحدث: صحيح

تحقيق التوكل بالمعنى الصحيح وذلك المعنى لو توقفنا عنده يحتاج وحده لمحاضرة
كيف أحقق وأعيش باسم الله الوكيل
وكيف أتعلم الأخذ بالأسباب كى لا أصير متواكلا ثم أفوض الأمر وأتركه لله تعالى يقضى ما يشاء مع حسن الظن به تعالى أنه لن يقضى إلا خير
كيف أتوكل وأتخلص من التوتر الحادث من الخوف على النتائج المرجوة ثقة ويقينا فى علم الله وقدرته وحسن اختياره
رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب المثل فى حسن التوكل
أخذ بالأسباب
التخفى
الاسترشاد بالدليل
السرية فى تنفيذ الأمر
ضبط وتوزيع الأدوار
ثم سار مطمئنا لما وعده الله به

ربما يقول قائل
هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان معه ربه يخبره ويعلمه بوعده وأنه منجزه له
نقول ولما كان فى حادثة الإفك وغاب عنه الوحى وتصرف ببشريته
وصبر وأخذ بالسبب فلم يعجل ولم يعاقب ولم يقطع بخبر من دون وحى
وانتظر مقدور الله تعالى
ألم يكن بذلك مثلا لحسن التوكل
والصبر على مقدور الله تعالى منتظرا قضائه وحسن عطائه

كى لا نطيل
ننتقل إلى جزئية أخرى من دروس الهجرة

درس آخر
تابعوا معنى الصحبة
من اختار النبي صلى الله عليه وسلم صاحبا ورفيقا معه فى طريق الهجرة
كان هناك كثير من الصحابة لكنه اختار سيدنا أبا بكر وما كان ذلك إلا لشروط رآها توافرت فيه
استحق بها سيدنا أبو بكر ان يؤهل لهذا المقام مقام صحبة النبي فى الهجرة بل ومعية الله تعالى معهما


وثاني اثنين في الغار المنيف وقد * طاف العدوّ به إذ صعَّد الجبلا
وكان حِبِّ رسول اللّه قد علموا * من البرية لم يعدل به رجلاً


فاغتنمى فى مسيرك إلى الله صحبة حسنة تعينك
قالوا فى الصحبة عارضين لصنف الصحاب الواجب اغتنامهم

" لَيْسَ الْكَرِيمُ الَّذِي إِنْ زَلَّ صَاحِبُهُ بَثَّ الَّذِي كَانَ مِنْ أَسْرَارِهِ عِلْمَا إِنَّ الْكَرِيمَ الَّذِي تَبْقَى مَوَدَّتُهُ وَيَحْفَظُ السِّرَّ إِنْ صَافَى وَإِنْ صَرَمَا .
وقالوا

إن أخاك الحق من يسعي معك ومــن يـضــر نـفـسـه لينـفـعـك
ومن إذا ريب الزمـان صدعـك شـتـت فـيـك شـمـلـه ليجـمـعـك
وقالوا
فــإذا ظـفـرتَ بــذي الـوفــاء فحُـط رحلـكَ فـي رِحابـهْ
فأخـوك مَـن إن غـاب عـنـك رعى ودادك فـي غيابـهْ
وإذا أصـابــك مــــا يــســوءُ رأى مصابكَ من مصابهْ
ونـــراه يَـتو جـعُ إن شــكــوتَ كأن ما بك بعض ما بـهْ


ولكن لا يدعوك رغبة اكتساب صديق وطلب المؤانسة
لعدم التحرى فى الاختيار
يقولون

لا تصحب أخا الجهل ... وإياك وإياه ...
فكم من جاهل أردى ... حليما حين آخاه ...
...
يقاس المرء بالمرء ... إذا ما المرء ماشاه ...
...
وللشىء من الشىء ... مقاييس وأشباه ...
...
وللقلب من القلب ... دليل حين بلقاه ...

وقال الإمام الشافعى رحمه الله
إِذا لَـم أَجِـد خِـلّاً تَقِيّـاً فَوِحدَتـي أَلَذُّ وَأَشهى مِن غَوِيٍّ أُعاشِرُه
وأجلـس وحـدي للعبـادة آمـنـاً أقرَّ لعيني مـن جليـسٌ أحـاذره






وآخر درس وكل ذلك للمثال وليس للحصر

العفة والزهد فيما عند الناس رغم الحاجة إليه؛ درس آخر من دروس الهجرة، حيث عرض سراقة بن مالك عليه الزاد والعون وهو أحوج الناس يومذاك إليه، يقول سراقة:

..............ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم ، أن سيظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقلت له : إن قومك قد جعلوا فيك الدية ، وأخبرتهم أخبار ما يريد الناس بهم ، وعرضوا عليهم الزاد والمتاع ، فلم يرزآني ولم يسألاني ، إلا أن قال : ( أخف عنا ) . ................
الراوي: سراقة بن مالك بن جعشم المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3906
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
فلم ينتهز الفرصة إنما زاده العفة

وفي الصحيح عنه  أنه قال: ومن يستَعفِفْ يعفَّهُ اللَّهُ ومن يستَغنِ يُغنِهِ اللَّهُ ..............
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 1644
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وقال

يا رسولَ اللَّهِ دلَّني على عَملٍ إذا أَنا عَمِلْتُهُ أحبَّني اللَّهُ وأحبَّني النَّاسُ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ازهَد في الدُّنيا يحبَّكَ اللَّهُ وازهد فيما في أيدي النَّاسِ يحبُّوكَ
الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3326
خلاصة حكم المحدث: صحيح

فالزهد فيما فى أيدى الناس والتعفف عما عندهم وعدم استغلال المواقف كما نرى من حولنا الجشع والطمع خلق ينافى خلق الرسول الكريم صلوات ربى وسلامه عليه فكن بخلقك موافقا لخير خلق الله
وازهد في الدنيا وفيم عند الناس يحبك الله تعالى ويحبك الناس

نعم هذا غيض من فيض
فقط للمثال نتبعه لنتعلم كيف نستقى من سيرته حلو خلقه فنقتفى الأثر

نعم
تعلمنا
علمنا
عزمنا
عملنا

كيف الثبات
لنظل على سبيل الله
كما يقول شيخنا الألباني رحمه الله
الطريق إلى الله طويلة وليس المهم أن تصل لنهايتها إنما المهم أن تموت عليها
فكيف الثبات على طريق الله
وكيف الثبات على الطاعة
وكيف الثبات على حضور القلب وقت الطاعة
لا يظن أحد أبدا أنه يستطيع البقاء على حال معين دون معونة الله تعالى
وكم رأينا حولنا من انتكاس وتبدل حال من إيمان إلى فسق والعياذ بالله
وما كان ذلك إلا لأنهم ظنوا أنهم بجهدهم وصلوا فأضلهم الله لما لم يعرفوا حقه وقدره وان كل شىء عنده بقدر وأن لا حول ولا قوة إلا به
ومن خرج من حوله وقوته إلى حول الله وقته نجا
وثبت ونبت
علمنا ربنا جل وعلا فى سورة الفاتحة فقال
إياك نعبد وإياك نستعين
فهذه العبادة التى نتقرب إليه تعالى بها ونسترضيها بها لن تتم إلا بمعونته سبحانه
وهكذا كل أمورنا
فلنلزم هدى الحبيب صلوات الله وسلامه عليه
هى أدوية نبوية علمنا إياها صلى الله عليه وسلم
الوسيلة الأولى
دعاء الله الثبات


قُلتُ لأمِّ سلمةَ : يا أمَّ المؤمنينَ ما كانَ أَكْثرُ دعاءِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ إذا كانَ عندَكِ ؟ قالَت : كانَ أَكْثرُ دعائِهِ : يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ قالَت : فقُلتُ : يا رسولَ اللَّهِ ما أكثرُ دعاءكَ يا مقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ ؟ قالَ : يا أمَّ سلمةَ إنَّهُ لَيسَ آدميٌّ إلَّا وقلبُهُ بينَ أصبُعَيْنِ من أصابعِ اللَّهِ ، فمَن شاءَ أقامَ ، ومن شاءَ أزاغَ . فتلا معاذٌ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا
الراوي: شهر بن حوشب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3522
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فهذا الدواء تكثر منه مثلما أكثر فيه صلى الله عليه وسلم

فالثبات على الرشد من منح الله ومعونته فلا تتكلن على نفسك فتزل

الدواء الثاني
فى الحديث

يا مُعَاذُ قُلْتُ : لَبَّيْكَ ، قال : إنِّي أُحِبُّكَ قُلْتُ : و أنا و اللهِ ، قال : أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِماتٍ تقولُها في دُبُرِ كلِّ صَلاتِكَ قُلْتُ : نَعَمْ ، قال : قُلْ : اللهمَّ أَعِنِّي على ذكرِكَ وشُكْرِكَ ، و حُسْنِ عِبادَتِكَ
الراوي: معاذ بن جبل المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 533
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وهذا الدواء خمس مرات فى اليوم ولا بأس من أن يتبع النوافل

يظل الدواء الثالث

اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك من العجزِ والكسلِ ، .........

الراوي: زيد بن أرقم المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1286
خلاصة حكم المحدث: صحيح


نعم عجز بمرض او ضيق وقت
كما قال صلى الله عليه وسلم
نِعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من النَّاسِ : الصِّحَّةُ والفراغُ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6412
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

فإن ذهبت الصحة وضاق الوقت حدث العجز عن الطاعة او عن آدائها على الوجه المرضى
فنستعيذ بالله من العجز

ثم من الكسل
فربما كان المرء قويا وقادرا على البذل لكن النفس تدعوه للكسل فهى تحب الراحة والدعة فيسأل الله أن يقيه شرهما
العجز و الكسل

هذه هى الأدوية النبوية للثبات على طريق الله
نسأل الله تعالى
علما نافعا
يتبعه عملا صالحا
مغلفا بإخلاص
ثم مكللا بقبول من مالك الملك
سبحان الله تعالى وبحمده

والحمد لله فى الأولى والآخرة
اللهم ما كان من توفيق فمنك وحدك لا شريك لك وما كان من خطأ فمنى  استغفرك وأتوب إليك

اللهم جاز عنا نبينا خير ما جازيت نبيا عن أمته
نشهدك ربنا أنه أدى الأمانة وبلغ الرسالة
ونصح الأمة
فجازه عنا خير الجزاء وآته الوسيلة والفضيلة
والدرجة الرفيعة وأبعثه مقاما محمودا الذى وعدته
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين



هناك تعليق واحد: