الأحد، أكتوبر 16، 2011

ألف با الدعوة ....

بسم الله الرحمن الرحيم

حياكم الله  
تنبع الكلمات والدعوات والملاحظات من مواقف نمر بها

فنتعلم منها وما يتعلم الا الأحياء ذوى القلوب

يقولون

لقد أسمعت لو ناديت حيا

 ولكن لا حياة لمن تنادي







فهذا موقف تركت فيه تعليقا على إحدى الملاحظات لإحدى الطيبات

والله أعلم بحالى وحالتى عند كتابتها

هو سبحانه الذى يعلم صدقى من كذبى و غرضى من الرد

فإذا بصديقة لها تترك التعليق العام على الملاحظة وترد على ولكن بشدة وإتهام

وكأنها ملكت ما شقت به عن قلبى وبصرت به حالى عند كتابة ردى

فاتمهتنى بالزيف والإدعاء وألصقتنى بطوائف يصفها البعض أنها ضالة

ما أجرت حوارا مفيدا ولا تصحيح مسار ربما تراه معوجا

ما خلفت ألا قلبا مكسورا من قسوة عند الدعوة وغلظة عند الرد

فلم تنل منى أى إجابة ولا فائدة سوى أنى انسحبت ولم ارغب في سماع المزيد

ولا حتى مواصلة الحوار لأننى أمقت الجدال

وخاصة الذى يعتمد فيه طرف على تخوين وإتهام الطرف الآخر ودون دليل

سؤالى هنا هل هذه هى الدعوة التى خوطبنا بها فى القرآن فقال تعالى:

ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة

وجادلهم بالتي هي أحسن

إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ( 125 ) )سورة النحل

موقف آخر

رأيت خطأ لدى إحداهن ولما عزمت على التصحيح من باب من رأى منكم منكرا فليغيره

أرسلت تعليقى بما يفيد أن هذا العمل لا يرضى الله

ولابد ألا نشارك إلا بما فيه نفع ومرضاه لربنا كى ننال محبته ورضوانه

شعورا منى أنى سوف أُسأل يوم القيامة لمَ لم تردين أختك عن خطأها

وبالفعل استجابت أختنا بارك الله فيها وواضح أنها حديثة عهد بالإسلام ولا تعلم الكثير

فجنسيتها أجنبية وليست عربية
فكتبت ملاحظة يبدو فيها الندم وأنها بشر وتخطىْ

فلما استجابت شكرت لها ودعوت لها

فشكرتنى على ما نصحت فقلت لها مؤلفة لقلبها إنما هو قلبك اللين الذى استجاب للنصح

فاشكرى الله على ما رزقك من قلب يلين ويستجيب عند سماح الحق

تأهيلا لها وحثا على الإذعان لأمر الله وما فيه الرشاد

ولما بادرت هى بسؤال أخ لها آخر متابع لأخبارها  لمَ لم تنصحني لما رأيت الخطأ بدر مني فرد بغلظة
 نصحتك من قبل فضايقك الأمر فتركتك وشأنك ( كما نقول عندنا براحتك


ثم وجدته يوجه حديثه لى بعدما وجدنى أحادثها بلين وأدعو لها بالهداية والرشاد

وكنت قد عاهدت نفسى ألا افتح مجالا للحديث مع الرجال فى مواقع التواصل

أيا كان نوع الحديث حتى لو دينى وشرعى

فوجدته يقول لى حتى أنت خطأ

اقبلى نصحى ألم تدعيها لقبول النصح وأن من يقبل هو صاحب القلب الطيب

فلم أرد ولم يهمنى ما قال

إلا أننى اتذكر  سوء ما أوقع التعليق فى قلبى من ألم

فقد أغلق قلبى تماما عن قبول أى نصح مقبل ولو حقا

لسوء ما قدم لنفسه عندي عند دعوته لى

ولما لم أرد وذلك لما عاهدت نفسى عليه من قبل

أولا تقديرا لدينى الذى يدرأ الشبهات وفتح مداخل الشيطان

ثانيا احتراما لرغبة زوجى بخصوص هذا الأمر

رد على نفسه متهما إياى أننى أقول ما لا أفعل

وذكر الآية الكريمة

– قال الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ)

(كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ)(الصف:2-3) .

وهو  لا يعرفنى ولم يملك أيضا ما شق به عن قلبى ولم يعرف نيتى وقصدى من صمتي

فاتهمنى  ظانا أنه يدعونى وأننى أنا المعرضة

فلا حول لاو قوة إلا بالله

بالتأكيد الأمر ليس بجديد وكثيرا ما وجدنا مثل هذه النماذج التى تسىء وتظن أنها تحسن

وأنها على صواب وكل البشر لا يفقهون

وأنهم قدموا ما عندهم وحاولوا إنقاذ هذه النماذج الصابئة لكنها أبت إلا النار ( هكذا يظنون )

وهم لا يدرون أنهم يفسدون من حيث يظنون أنهم مصلحون

 من أبجديات الدعوة

كسب القلوب

صلى الله عليه وسلم

المعلم الأول

يقول

- اطلبوا المعروف من رحماء أمتي تعيشوا في أكنافهم،

ولا تطلبوه من القاسية قلوبهم فإن اللعنة تنزل عليهم،

يا علي إن الله تعالى خلق المعروف وخلق له أهلا، فحببه إليهم، وحبب إليهم فعاله،

ووجه إليهم طلابه، كما وجه الماء في الأرض الجدبة لتحيا به، ويحيا به أهلها،

إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة

الراوى : على بن ابى طالب

المحدث : السيوطى

المصدر : الجامع الصغير

الصفحة او الرقم :1115

خلاصة حكم المحدث : صحيح




ويقول أيضا ما كان الرفق فى شىء إلا زانه وما نُزع من شىء إلا شانه

ويقول المثل الفارسى

قل كلمتك بليونة وتمسك بها بقوة

فالتزم أنت بما تقول قبل أن تبلغه فيصل لقلب السامع والقارىء مباشرة

هذا النبي صلى الله عليه وسلم حبيب الامة

ورسولها وقائدها

يخبره تعالى أن للدعوة أصول

أهم دعائمها

الرفق

قال تعالى: { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِك } (آل عمران:159).




وأعنى بالرفق هنا أسلوب الدعوة وليس التهاون فى أمر الشرع




بمعنى أننا لا نعطى الدنية فى ديننا

ولا نفرط فى دين الله من أجل كسب القلوب

فنحلل حراما أو نفرط فى حكم




ولكن نعلم ونوجه برفق

ومتى ما تملك قلبك حب نفع الآخرين بصدق

والرحمة بالمسلمين وخاصة الجاهلين أو العصاة منهم

يسر الله لك ورزقك لسانا طيبا

يفوح رقائق وتبنع منه حكم تميل القلوب وتجذب النفوس

وتلين القلوب فيدخلها القول الطيب بيسر وسلاسة

وتقبل حكم الله بحب فتسرع الخطا تحقق  وتنفذ ما يرضى عنها ربها

بل وتندم على ما كان من تفريط




وهل نرغب فى غير ذلك




فألف با الدعوة

-أولا اخلاص فى الدعوة فلا تكون إلا لله

ثم خشية أن تحاسب على من رأيته مخطئا يوم القيامة

فيمسك بك متشبثا قائلا يا رب رآنى مخطئا ولم ينصحنى

ثم رحمة ورأفة بالمسلمين وخشية أن يعاقبوا

فلم لا أجذب معى كل من يسير فى طريقى إلى الله







ثم لنتجنب أن نجعل من أنفسنا حكاما فنحكم بما ظهر من الآخرين وبدا لنا

ونغض الطرف عما حُجِب عنا بحكم علمنا المحدود

فنظن ونبنى أحكاما على مظاهر

وكما قال صلى الله عليه وسلم

- إياكم والظن ، فإن الظن أكذب الحديث ، ولا تحسسوا ،

ولا تجسسوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، وكونوا عباد الله إخوانا

الراوى : أبو هريرة

المحدث : البخارى

المصدر : صحيح البخارى

الصفحة أو الرقم :6724

خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

فلننتبه عند دعوتنا للآخرين الا نوجه لهم الاتهامات دون علم

ثم نحكم عليهم فنفسد كما قلت من حيث نظن أننا نصلح

ولا أقصد بكلامى الدعاة إلى الله فقط

من يعملون فى مجال الدعوة والعمل الدعوى ليل نهار

ولكن أقصد بالدعاة أنا وأنت وأنتِ وكل أم وأب وأخ وأخت وصديقة

كل من يرى أمرا شرعيا أو خلقيا أو فيه رضا لله ووجب التنبيه عليه

كيف يلفت النظر ويصوب الخطأ دون أن يكسر قلب من ينصح

وصدق الحبيب إذ يقول

- اطلبوا المعروف من رحماء أمتي تعيشوا في أكنافهم، ولا تطلبوه من القاسية قلوبهم فإن اللعنة تنزل عليهم، يا علي إن الله تعالى خلق المعروف وخلق له أهلا، فحببه إليهم، وحبب إليهم فعاله، ووجه إليهم طلابه، كما وجه الماء في الأرض الجدبة لتحيا به، ويحيا به أهلها، إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة

الراوى : على بن ابى طالب

المحدث : السيوطى

المصدر : الجامع الصغير

الصفحة او الرقم :1115

خلاصة حكم المحدث : صحيح

فاللهم اجعلنا من الرحماء ومن أهل
المعرو ف فى الدنيا والآخرة

حياكم الله ونفعنا جميعا



هناك تعليق واحد:

  1. جزاك الله خيراً ! أعلم أختاً ترفض الإستماع لكثير من الشيوخ لأنها لا تجد في اسلوبهم اللين وهي في طبعها رقيقة .. حاولت جاهدة أن اقنعها أن تكسر شيطانها ولا تجعل ذلك سببا في الحرمان من العلم، لكن سبحان الله كلما رأت من الدعاة لطفاً وتبسطاً في القول كلما ركزت على الشكل أكثر من المضمون .. احترت في نصحها ..

    ردحذف